ارشيفية
ارشيفية


تنافس الأوروبى يحتدم على المصالح الليبية

الفايدي: نشكر المبادرات الأوروبية ونطالب بتفاعلها مع الشارع الليبي

بوابة أخبار اليوم

الخميس، 03 يونيو 2021 - 03:28 ص


كتب : أيمن عامر - سمية زهير

اعتبر سياسيون ليبيون ومصريون أن زيارة رئيس وزراء ليبيا عبد الحميد الدبيبة إلى إيطاليا وفرنسا تندرج في إطار محاولة الأوروبيّين توحيد موقفهم إزاء الملف الليبي، لاستدراك ما تسببت فيه السياسات الأحادية خلال السنوات الماضية والتي أفقدتهم الكثير وأرجعتهم إلى الوراء في ليبيا لصالح قوى إقليمية أخرى ، لكنهم رأو في الوقت عينه أن غياب السياسة الأوروبيّة الموحّدة بشأن ليبيا لا يزال قائمًا رغم الجهود الدبلوماسية لإعادة توحيد الجهد الأوروبي في القضية الليبيّة، بسبب تضارب المصالح ، طرحت الأخبار المسائى قضية التنسيق الأوروبى الليبى إلى أين ؟

 

 قال الشيخ عادل الفايدي  رئيس لجنة التواصل الاجتماعى الليبية المصرية، أن جهود الدول الاوروبية تجاه الملف الليبى لدعم المسارات الأمنية والسياسية واحتضان بعض اللقاءات التى أفضت فى النهاية إلى قرارات على المستوى الدولى حققت توحيد حكومة الوحدة الوطنية وترسيخ المسارات السياسية السلمية ، وهذا بجهود أوروبية ودولية مشتركة عملت على تحقيق السلم والأمن فى ليبيا

وأشار عادل الفايدى إلى أن هناك مواقف متضاربة ما بين القوى السياسية بين فرنسا وإيطاليا والمانيا وبريطانيا،  فكلا منهم له أهدافه للحفاظ على تأمين وضمان مصالحهم فى ليبيا من خلال دعم أطراف سياسية فى الداخل الليبى مما يزيد من الشقاق على المستوى المحلي.

 

وقال الفايدى، لابد أن تكون نظرة الاوروببين إلى ليبيا نظرة انسانية وعمل توافقي  حتى لا تعطى مردود اخر بأن هناك تنافس، فعلى هذه الدول تحقيق قدر ممكن من المصالح الليبية ونتمنى  من الدول الأوروبية أن تجمع وتوحد رؤيتها وتوحد السبل حتى نصل فى النهاية إلى قرار موحد حتى يتم إجراء الانتخابات فى ٢٤ ديسمبر المقبل ، لأن هذا هو المطلب الحقيقى للشارع الليبى

 

وأضاف الفايدى، بالرغم ان كثرة المنافسة الأوروبية على مصالحها فى ليبيا قد تضر، لكن نشكرهم على بعض المواقف التنسيقية التى تمت مع بعثة الأمم المتحدة وافضت إلى نتائج ملموسة على أرض الواقع.

 

وطالب الفايدى، المجتمع الأوروبي ودول الجوار بالبحر الأبيض المتوسط بالتوجه مباشرة نحو دعم الشارع الليبيى وليس التحيز إلى كيانات سياسية معينة أو توجهات معينة، مؤكدا ان الشارع الليبى سيكون مرحب بالحوار الأوروبي لضمان مصالحهم على المستوى القربب .

 

وأوضح اللواء نصر سالم المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية ، أن رؤية ايطاليا وفرنسا وألمانيا للملف الليبي تهدف إلى تحقيق مصالح مباشرة في ليبيا أولها البترول، وثانيا لديهم شركات هناك تحتاج إلي إعادة اعمار وهذا مكسب لهم وبالإضافة إلي الإستثمار في ليبيا وهو مكسب لهم أيضا، ولذلك لو لم يتحقق ذلك سيكونوا أول دول تضار من الهجرة الشرعية، وهذا يرجع إلي أن ليبيا ممر لكل الأفارقة الذين يهاجرون إلي أوروبا ،حيث ان ليبيا هي الممر لهم، إذن هذه الدول يهمها إستقرار ليبيا وأيضا خروج المرتزقة الموجودة في ليبيا، أي المطلوب لهذه الدول إستقرار ليبيا ويصبح لهم علاقات مع ليبيا،لذلك هذه الدول الأوروبية تتسابق علي الملف الليبي.

 

ويضيف سالم أن الهدف الأساسي في المقام  الأول هو البترول ثم إستثمارات لهم في ليبيا وأيضا وقاية بلادهم من خطر الإرهاب وخطر الهجرة غير الشرعية .

 

تشير الدكتورة نادية حلمي أستاذ الإقتصاد والعلوم السياسية جامعة بني سويف، إلى أن  الخلافات بين إيطاليا وفرنسا تصاعدت بعد صعود اليمين الشعبوى فى إيطاليا إلى السلطة لفترة وجيزة، وتحول إلى صراع مفتوح مما أثر سلباً على الموقف الأوروبى فى ليبيا.

 

كما أن الصراع الأوروبى الداخلى على الموقف من ليبيا ترك فراغاً سياسياً وأمنياً، حيث دفع بروسيا أولاً ومن بعدها تركيا للتدخل والسعى للعب دور حاسم فى تلك الأزمة الليبية على حساب دول الاتحاد الأوروبى المجاورة والحدودية لليبيا.،  حيث أن تنافس دول أعضاء الاتحاد الأوروبى مع بعضهم البعض فى الساحة الليبية قد أدى إلى نتائج عكسية بخصوص الشأن الليبى، بسبب تخبط سياسة الجوار الأوروبية بخصوص الملف الليبى. ورغم أهمية موقع ليبيا للقارة الأوروبية، إلا أن الأوروبيين لم يوحدوا موقفهم إزاء الصراع فى ليبيا بإعتبارها الجارة الجنوبية لهم، ورغم سعى ألمانيا السابق لعقد مؤتمر حول الأزمة الليبية، إلا أن عدم التوافق الأوروبى مع ألمانيا قد حال دون حدوث توافق وتفاهمات فى الشأن الليبى ،خاصة  أن الأوروبيون لا يتعاملون مع الملف الليبى بصوت موحد، بل تتعارض مواقفهم بشدة ويقفون فى جبهات ليبية متحاربة.

 

وتضيف حلمي أن خلافات أوروبا تأثير سياسى وأمنى آخر على المنطقة، حيث تسعى روسيا لملء الفراغ الذى تخلقه دول الإتحاد الأوروبى خصوصاً، و أن الغرب عموماً فى ليبيا وشمال أفريقيا.، وبشكل عام، هناك الأولويات المشتركة الثلاثة للتعاون الأوروبى مع ليبيا، تتمثل فى: التنمية الإقتصادية من أجل الإستقرار والأمن والهجرة والتنقل، وذلك بحكم موقع ليبيا  الإستراتيجى وروابطها الإقتصادية مع الإتحاد الأوروبى، لذلك تقع فى قلب هذه الأولويات،ولكن فشل الإتحاد الأوروبى بشكل دائم فى وضع (سياسة خارجية شاملة وموحدة تجاه ليبيا) على مدى السنوات الأخيرة، لأن الإنقسامات بين (فرنسا وإيطاليا) تجعلهما فى موقع التنافس بدلاً من التحالف.

 

كما أن التفكير الإستعمارى القديم ما زال يقود عملية صنع السياسات فى كلاً من باريس وروما،وهنا نجد أن التوافق الحالى بشأن سياسة الإتحاد الأوروبى الخارجية لا يشمل ليبيا التى ما زالت ساحة للخلافات والتنافس بين الدول الأوروبية، مع العلم، أن دول الإتحاد الأوروبى لم يكن لها أية مصالح أو أهداف سياسية محددة للمشاركة فى غزو ليبيا منذ عدة سنوات.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة