مجموعة مميزة من القطع الأثرية الفريدة من الآثار الغارقة
مجموعة مميزة من القطع الأثرية الفريدة من الآثار الغارقة


عودة الآثار الغارقة إلى أرض الوطن.. بعد غياب دام 5 سنوات

شيرين الكردي

الخميس، 03 يونيو 2021 - 11:19 ص

تُعد الإسكندرية من أكثر المحافظات التي تم اكتشاف آثار غارقة فيها مثل حطام سفن لأسطول نابليون الغارق، ورأس تمثال من الرخام الأبيض لإسكندر الأكبر كان غارقا وتم اكتشافه عام 1933.

وفي عام 1933، تم اكتشاف أول موقع للآثار الغارقة في مصر، وذلك في خليج أبى قير شرق الإسكندرية، وكان مكتشفه طيار من السلاح البريطاني، وقد أبلغ الأمير عمر طوسون الذي كان معروفًا بحبه للآثار، وكان عضوًا بمجلس إدارة جمعية الآثار الملكية بالإسكندرية في ذلك الوقت.

وبدأ التعرف على آثار الإسكندرية الغارقة بمنطقة الحي الملكي في عام 1961، عندما اكتشف الأثري الراحل، كامل أبو السعادات، كتلًا أثرية غارقة في أعماق البحر بمنطقة الميناء الشرقي أمام كل من لسان السلسلة وقلعة قايتباي.

وتم الكشف عن مجموعة كبيرة من هذه الآثار في عام 2000 في مدينة «هرقليون» الغارقة التي اكتُشفت عام 2000 بواسطة المستكشف الفرنسي «فرانك جوديو» Franck Goddio، وكذلك في منطقة شرق كانوبوس التي اكتشفها جزئيًّا عمر طوسون عام 1934، ثم أعادت بعثة المعهد الأوروبي اكتشاف الموقع.

اكتشاف معبد قديم في المدينة المصرية المفقودة تحت الماء:

قال رئيس الإدارة المركزية للآثار الغارقة الدكتور محمد مصطفى عبد المجيد، في تصريحات صحفية، إن الإدارة كشفت خلال تاريخها البالغ 20 عامًا العديد من القطع الأثرية والموانئ والمراكب والمدن الغارقة في الإسكندرية والبحر الأحمر.

وأوضح «عبد المجيد»، أنه فيما يتعلق بالإسكندرية تم الكشف عن الفنار القديم، و4 آلاف قطعة أثرية غارقة بمنطقة الفنار، تم انتشال 36 قطعة منها فقط وهي معروضة حاليًا في المسرح الروماني وباقي القطع تمثل بقايا مبنى الفنار والعناصر الزخرفية والمعمارية التي كانت تزين مدخله.

في منطقة الميناء الشرقية:

وأشار إلى أنه في منطقة الميناء الشرقية التي كان يوجد بها الحي الملكي في العصر البطلمي ومقر الحكم في العصر الروماني تم الكشف عن 6 أحواض موانئ منها الحوض الذي كان يحوي الأسطول الملكي وآخر يحوى الأسطول البحري، فضلاً عن اكتشاف الميناء التجاري وتم استخراج نحو 2000 قطعة من الموقع، بالإضافة إلى 4 آلاف قطعة أخرى في مواقع متفرقة منها ما هو معروض في متحف المكتبة ومتحف إسكندرية القومي ومخازن الإدارة ومعارض خارجية.

وأضاف أنه تم الكشف في الميناء الشرقية عن مركب غارق من القرن الأول الميلادي، وطائرة غارقة من الحرب العالمية الثانية، وحطام 4 سفن شمال القلعة تمتد من القرن الرابع قبل الميلاد إلى الرابع بعد الميلاد.

في منطقة أبوقير شرق الإسكندرية:

وفي منطقة أبوقير شرق الإسكندرية، لفت إلى أنه تم العثورعلى بقايا أسطول نابليون بونابرت، وانتشال المئات من المدافع والعملات وبقايا الأدوات والمعدات وهي محفوظة في مخازن المتحف البحري، بينما في منطقة المعمورة تم العثور على أحواض المفارخ السمكية وبقايا حطام سفن تمتد من القرن الثالث قبل الميلاد إلى القرن السابع بعد الميلاد، فضلاً عن الكشف عن بقايا مدينة هيراكليوم وكانوب وأحياء سكنية كاملة بمظاهرها الدينية والاجتماعية، و68 مركب في خليج أبوقير، و3 مراكب أخرى في مناطق متفرقة والكشف عن الأرصفة والمرساوات الحجرية والمعدنية الخاصة بالمراكب والحلي والعملات والتمثايل الصغيرة والقرابين وأدوات التقديم.

في منطقة الساحل الشمالي الغربي:

وذكر أنه في منطقة الساحل الشمالي الغربي تم رصد العديد من المواقع منهم موقع «باجوش»، حيث تم تحديد مواقع 3 بقايا سفن تابعة للعصور الهلينستية والرومانية والإسلامية.

وأشار إلى أنه في البحر الأحمر تم عمل مسح لبعض المواقع التي تم الكشف فيها عن بقايا سفن أهمها سفينة يبلغ طولها 50 متر وحمولتها 200 طن كانت محملة بالبضائع يتوقع أن تكون قادمة من الهند أو الصين أو اليمن.

وفي النهاية إعادة عرض مجموعة مميزة من القطع الأثرية الفريدة من الاثار الغارقة ،في موطنها الاصلي بمتحف الآثار بمكتبة الإسكندرية، وذلك بعد أن عادت بسلام إلى أرض الوطن بعد غياب استمر قرابة الخمسة أعوام، جابت فيها عددًا من العواصم الأوروبية والولايات الأمريكية.


بدأ المعرض جولته العالمية في عدد من الدول الأوروبية بداية من معهد العالم العربي بالعاصمة الفرنسية باريس في عام 2015، ثم انتقل إلى المتحف البريطاني بإنجلترا، وبعده انتقل إلى متحف رايتبرج بزيوريخ بسويسرا، والتي كانت آخر محطة في جولته بأوروبا، ليبدأ بعد ذلك جولته الثانية بالولايات المتحدة الأمريكية حيث زار أربع مدن أمريكية، بدأها عام 2018 بمدينة سانت لويس، ثم متحف مينوبوليس للفن بمدينة مينوبوليس، ومتحف رونالد ريجان بالمكتبة الرئاسية بولاية كاليفورنيا، لتنتهي جولته بمتحف فيرجينيا للفنون بمدينة فيرجينيا، ومن ثم العودة إلى أرض الوطن مصر.

وساهم متحف الآثار بمكتبة الإسكندرية بعدد من القطع المنتقاة ضمن مجموعة الآثار الغارقة بالمتحف، وبعض القطع من مجموعة الرأس السوداء، وعدد آخر من القطع الفريدة تمثل الإله أوزوريس، ويأتي على رأس تلك القائمة، التمثال الشهير لإحدى ملكات البطالمة في هيئة الإلهة إيزيس، تلك القطعة الفريدة التي مثلت أيقونة المعرض، وتصدرت العرض المتحفي في مختلف المتاحف العالمية، ونالت اهتمام كافة الصحف ووسائل الإعلام العالمية في مختلف المدن.

«آثار مصر الغارقة» تدق أبواب «كاليفورنيا»

ضم معرض «أوزوريس.. أسرار مصر الغارقة» 293 قطعة أثرية من مختلف المتاحف المصرية مثل المتحف المصري بالتحرير، ومتحف الإسكندرية القومي، والمتحف اليوناني الروماني، ومتحف الآثار بمكتبة الإسكندرية، فضلاً عن بعض الاكتشافات الأخرى التي قامت بها الإدارة العامة للآثار الغارقة ضمن خطة وزارة السياحة والآثار من أجل المساهمة في تنشيط السياحة.


وفور عودة تلك القطع إلى متحف الآثار، حرصت إدارة المتحف على توفير كافة الموارد والخبرات البشرية من أثريين ومرممين وعمال لإتمام عرض المجموعة.


الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة