يوسف القعيد
يوسف القعيد


يحدث فى مصر الآن

عناق الزهر

يوسف القعيد

الخميس، 03 يونيو 2021 - 07:06 م

 

دعانى الدكتور خالد القاضى، القضائى المرموق، رئيس محكمة استئناف القاهرة لحضور حفل. جرى العرف أن نحتفل بصدور عمل أدبى. لكنى ذهبت لحضور احتفال بتوقيع عقد نشر ديوان شعر لقاضٍ جليل. هو الدكتور أبوبكر الصديق عامر، رئيس هيئة قضايا الدولة.
ورغم أن له مؤلفات فى القانون. إلا أن: عناق الزهر ديوانه الشعرى الرابع. أى أننا أمام رجل دولة يقول الشعر. وهى ليست المرة الأولى. فقد كان محمود سامى البارودى من رجال دولتنا. ومع هذا كان شاعراً. وجدت صعوبة فى الوصول إلى دار بتانة بشارع طلعت حرب. تأسست 2015.
وقد استغربت اسمها وسألت الدكتور عاطف عبيد مؤسسها وعاشق النشر عن كلمة بتانة. فقال لى إنها آلة زراعية تستخدم فى عمل البتون، أى الخطوط العريضة فى الأرض الزراعية. وعاطف عبيد من أبناء الريف المصرى. فهو ابن كفر الشيخ. وحصل على الدكتوراه عن موضوع: حركات البحث الدلالية، من جامعة المنوفية.
حلقنا مع الأمسية الشعرية التى أصبحت نادرة الآن، واستمعنا من صاحب الديوان إلى قصيدتين عن الوجع الفلسطينى الراهن. الأولى: ضارب الدُف، والثانية: فجر العودة. ولكن لأبدأ بدار النشر التى وجدت صعوبة فى الوصول إليها. لأن الموعد كان مساء وشارع طلعت حرب يملأه البشر الذين يتحركون على أقدامهم وسط السيارات الكثيفة. ويبدو أن وسط مدينة القاهرة لا يمكن أن يكف عن دوره كوسط لأهم مدينة فى الشرق الأوسط.
لم أجد صعوبة فى الوصول للدار. فهى تقع فى الدور الخامس من عمارة يعقوبيان. العمارة الشهيرة فى أهم شارع بعاصمة الثقافة العربية. ودار بتانة ربما كانت دار النشر الأولى التى تؤسس نادى القراء المحترفين. وفيها الآن 200 ألف قارئ من المهمومين بقضايا مصر. وهذا يجعلها بؤرة من ينابيع المشهد الثقافى المصرى.
كان هناك عدد كبير من الحضور. وقد دُهشت لأننى منذ فترة لم أحضر أمسية ثقافية بهذا البهاء والتنوع والكثافة. ولكنى افتقدت الشاعر شعبان يوسف الذى يُعد أحد مؤسسى المشهد الثقافى العربى فى مصر. وجعل من ورشة الزيتون الإبداعية منبراً مهماً للثقافة الراهنة.
ورغم أن صاحب الديوان قاضٍ يشغل منصباً قضائياً مهماً فى مصر. وقد سبقه توفيق الحكيم الذى كان طالب قضاء. بل عمل وكيلاً للنائب العام. وكتب رائعته: يوميات نائب فى الأرياف. ومثله كان يحيى حقى.
قرأ لنا صاحب الديوان قصيدتين من ديوانه المنتظر. الأولى عنوانها: فجر العودة، وقال فيها:
- يا فجر العودة لا تهدأ/ لن تُطمس شمسٌ ستضاء/ لن يصمت أرباب الحق/ وترقب ثأر الشهداء/ لا تحجب أحجار الموت/ يرميها غضب الأبناء/ لا تسلب أبناء العودة/ أملاً فى صبحٍ وضَّاء/ لا تحلم إلا بالآتى/ والآتى عدلٌ ورخاء.
وفى قصيدته الثانية: ضارب الدُف، أنشد:
- يا ضارب الدُف لا تهدأ وأشجينا/ إن العروبة ما كانت لنا دينا/ ولا السياسة يوماً توحدنا/ ولا البترول بالظلماء يُهدينا/ العيش بالماضى كالنوم بالكفن/ أو كالحنين لقبر سوف يطوينا.
فهل أشكر المثقف الكبير صديقى الدكتور خالد القاضى، الذى دعانى لحضور هذه الأمسية الشعرية التى غسلت الروح وبللت بالدموع شهد الشعر؟!.

 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة