سليمان قناوى
سليمان قناوى


يوميات الأخبار

صواريخ عيد الفطر تشيع الأمل

سليمان قناوي

الخميس، 03 يونيو 2021 - 07:25 م

«لم نعد ندرك أن شخصا ما أمامنا يبتسم أو يضحك إلا من لمعان العينين واهتزاز الخدين وانفراج الشفتين أسفل الكمامة»

هل تترسخ عقدة غزة فى نفوس الصهاينة لتصبح مثل عقدة فيتنام للأمريكان والتى أدت إلى انسحاب الأخيرين منها بعد مصرع 58 ألف جندى أمريكى. الرعب الذى أحدثه إطلاق المقاومة الفلسطينية فى غزة لـ4300 صاروخ يجعلنا نستطيع التحدث عن بداية إحداث الشروخ النفسية عند 6 ملايين إسرائيلى التى يمكن أن تعمق هذه العقدة، حقيقة أن قتلى الصهاينة فى العدوان الأخير لم تزد على 12 فردا (طبقا للأرقام الإسرائيلية التى عادة ما تمثل 10% من القتلى الفعليين) وإصابة 800 إسرائيلى كان بينهم 50 فى حالة حرجة، إلا أن الفزع والصدمة بضرب عمق إسرائيل وإغلاق مطاراتها وتعليق الدراسة بالمدارس ووقف جميع الأنشطة الرياضية والثقافية وانقطاع الكهرباء ببعض المدن وتوقف عمليات استخراج الغاز الطبيعى بالبحر المتوسط بعد ضرب إحدى منشآته، كل ذلك جعل الإسرائيليين يستفيقون من وهم أنهم هاجروا لأرض اللبن والعسل، فلم يجدوا سوى ملاجئ يهرعون إليها وقد أصاب بعضهم تبول لا إردي ولم يزد منظر جنودهم وهم يحتمون بحاويات القمامة بالشوارع وقد تمددوا داخلها إلا المزيد من الرعب، فهؤلاء المخولون بحمايتهم بحاجة لمن يحميهم. هذا فضلا عن خسائر اقتصادية قدرت بـ 7 مليارات شيكل (2.2 مليار دولار). كما تقدم أكثر من 4000 إسرائيلى ببلاغات عن أضرار لحقت بالمنازل والشقق والأثاث والسيارات وكما تعرفون فإن «قط اليهودى جمل».

وبجانب هذا الرعب يجب استخدام الرأى العام الإسرائيلى- وخاصة اليسار- للضغط على الحكومة للموافقة على حل الدولتين حتى يعم السلام جميع المدن الإسرائيلية التى طالتها صواريخ المقاومة، نتذكر المظاهرات الضخمة التى خرجت اواخر الستينات وأوائل السبعينات واجتاحت المدن الأمريكية، وانضم إليها مشاهير السينما العالمية مثل جين فوندا وأبطال العالم كمحمد على كلاى الذى رفض أن يتم تجنيده وتم سجنه لهذا السبب، وتمكنت كل هذه الاحتجاجات وتوابيت القتلى العائدة إلى أمريكا من الضغط على الرئيس الأمريكى ريتشارد نيكسون لتحقيق الانسحاب من فيتنام. فهل اقترب اليوم الذى يمكن أن يتحقق فيه ذلك داخل إسرائيل، خاصة أنه مجتمع مصاب بالعديد من الشروخ الناتجة عن التناقضات العرقية والقومية. فهم مجتمع من المهاجرين الذين جاءوا من 102 دولة يتكلمون 82 لغة ولهجة ومن الطبيعى أن تسمع فى إسرائيل أناسا يتحدثون 20 لغة كل 40 مترا! وهو ما جاء فى قرآننا الكريم حين قال عن اليهود «تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى». لكن على الإعلام العربى دور كبير لدعم هذا الاتجاه حتى تشتد هذه العقدة لتصبح بـ «شنيطة».

ولهذه العقدة بشاير ظهرت منذ 29 عاما حين صرح إسحق رابين رئيس وزراء إسرائيل المقبور عام 1992: «أتمنى أن أستيقظ يوما من النوم فأرى غزة وقد ابتلعها البحر» وكانت غزة وقتها تحت الاحتلال الذى قررت تل أبيب إنهاءه من جانب واحد فى 12 سبتمبر 2005 على وقع عنف المقاومة، ولأول مرة تزيل إسرائيل 21 مستوطنة وتقتلع المستوطنين وتزيل قواعدها العسكرية هروبا من جحيم غزة الذى أذاقوه لجيش الاحتلال حتى آمن شيمون بيريز وآريل شارون بصدق حلم رابين لغزة. صواريخ عيد الفطر الغزاوية ذبحت الجنرال «يأس» الذى توهم موشى ديان تمكنه من نفوس الفلسطينيين حين قال: «لا أنا ولا أى جنرال إسرائيلى قادر على هزيمة الفلسطينيين، الذى سيهزمهم هو الجنرال يأس ومهمتنا خلق هذا الجنرال الفلسطينى أو اختراعه». صواريخ ليلة القدر دفنت الجنرال يأس للأبد.

وداعا للكمامة

لم نعد ندرك أن شخصا ما أمامنا يبتسم أو يضحك إلا من لمعان العينين واهتزاز الخدين وانفراج الشفتين أسفل الكمامة، وأصبح العناق ترفا لا يقدر عليه إلا طائش، أما من يحاول أن يقبلك فهو إما مجنون أو طار عقله مثل رامز. فمتى نتخلص من الكمامة وتعود الأحضان مع اختفاء وباء كوفيد غير المفيد. اختلفت الآراء حول موعد الاختفاء بين تقديرات متفائلة جدا وأخرى شديدة التشاؤم. بيل جيتس مؤسس شركة مايكروسوفت يتبنى خطا متفائلا فيقول إن جائحة كورونا ستختفى نهاية العام الجارى وأوائل 2022، أما وكالة بلومبرج فترى أن الوباء مكمل معنا حتى عام 2028 وتبنى تقديرها على أنه فى هذا العام سيكون قد تم تطعيم 70% من البشرية وبالتالى ستتحقق مناعة القطيع ويصبح فيروس كورونا مثل أدوار الإنفلونزا العادية التى تصيبنا كل شتاء، ونظرا لحداثة هذا الفيروس وتعامل العلماء معه بالاجتهاد لسرعة تحوراته اعتمد الخبراء على فكرة كيف انتهت الاوبئة الماضية التى ضربت البشرية عبر تاريخها ومن ثم كيف سينتهى وباء كورونا؟

يرى بعض الخبراء أن الطبيعة هى أحد العوامل الأبرز فى انتهاء الأوبئة، فأغلبها تلاشى بعد تغيرات فى طبيعية الفيروس أدت إلى اندثاره، كما أن الإرادة البشرية هى عامل آخر فى انتهاء الجائحة، فعندما تقرر الشعوب التعايش مع الوباء ونسيانه، ينتهي. لكن بعض الأوبئة لا تهدأ إلا بإيجاد لقاح أو علاج للمرض الناتج عنها، وقد شهد تاريخ الإنسانية منذ العصور القديمة أوبئة فتاكة كالطاعون الأسود فى العصور الوسطى والإنفلونزا الإسبانية فى القرن العشرين.

توقعوا نهايتين

تشير الكاتبة جينا كولاتا بصحيفة «نيويورك تايمز» إلى أن للأوبئة بحسب المؤرخين، نوعين من النهايات: النهاية الطبية، والتى تحدث عندما تنخفض معدلات الإصابة والوفيات، والنهاية الاجتماعية، أى عندما يتلاشى الخوف من المرض. ويوضح د.جيريمى جرين المؤرخ الطبى بجامعة جونز هوبكنز «أنه عندما يسأل الناس: متى سينتهى هذا الوباء، فإنهم يسألون عن النهاية الاجتماعية». ومعنى ذلك أنه يمكن أن تحدث هذه النهاية ليس نتيجة قهر المرض ولكن لأن الناس قد تعبوا من حالة الذعر وتعلموا التعايش مع المرض.

ويرى آلان برانت، المؤرخ فى جامعة هارفرد «أن شيئاً مشابهاً يحدث مع كورونا، فكما رأينا فى الجدل حول فتح الاقتصاد، فإن العديد من الأسئلة حول ما يسمى النهاية لا يتم تحديدها من خلال البيانات الطبية ولكن من خلال المسار الاجتماعي السياسي».

وتوضح المؤرخة دورا فارجا بجامعة إكستر أن نهايات الأوبئة «فوضوية للغاية، فبالعودة للتاريخ، لدينا رواية ضعيفة حول كيف ينتهى الوباء ومن يقرر أنه انتهى». ولنأخذ مثالا من

الإنفلونزا الإسبانية التى قتلت عام 1918، 70 مليون شخص وبعد اجتياحها الكون تلاشت وتطورت إلى شكل مختلف من الإنفلونزا العادية التى تصيبنا كل عام.

متى تنتهى كورونا؟

ويظل السؤال الذى يردده كل من يعيش على ظهر المعمورة، متى ينتهى وباء كورونا؟ يقول المؤرخون إن أحد الاحتمالات هو أن كورونا يمكن أن ينتهى اجتماعياً قبل أن ينتهى طبياً. إذ قد يتعب الناس من القيود إلى درجة أنهم يعلنون انتهاء الوباء، حتى مع استمرار انتشار الفيروس بين السكان وقبل العثور على علاج فعال له، فقد وصلنا إلى لحظة يقول فيها الناس: «هذا يكفي. نستحق العودة لحياتنا الطبيعية»، وهو ما يحدث بالفعل بجميع أنحاء العالم، حيث تخفف الحكومات القيود وتفتح الاقتصاد مع محافظتها على إجراءات الوقاية بالحد الأدنى من التباعد الاجتماعى وارتداء الكمامات والتعقيم المستمر، وكذلك تكثيف الاختبارات لكشف المصابين وعزلهم وعلاجهم وتتبع اتصالاتهم لاحتواء تفشى الوباء.

ومع ذلك، يطلعنا الخبراء أنه حتى مع وجود لقاح ناجع وعلاج فعال، قد لا يختفى فيروس «كوفيد-19» نهائياً، فإذا تم كبح الوباء بجزء من العالم، فمن المحتمل أن يستمر فى أماكن أخرى، مما يتسبب فى حدوث عدوى فى أماكن أخرى. وحتى إذا لم يعد الفيروس يمثل تهديداً فورياً بمستوى وباء، فمن المحتمل أن يصبح فيروس كورونا مستوطناً - مما يعنى أن الانتقال البطيء والمستدام سيستمر. إلا أن تفشى الوباء سيقل ليصبح مثل الإنفلونزا الموسمية العادية.
وتوضح نوخيت فارتيك أستاذة التاريخ بجامعة ساوث كارولاينا فى مقالة نشرتها بموقع «ذا كونفرسيشن» أن تاريخ الأوبئة مليء بمثل هذه الأمثلة المحبطة. فالأمراض بمجرد ظهورها، نادراً ما تغادر سواء كانت بكتيرية أو فيروسية أو طفيلية، إذ إن كل مسببات الأمراض التى أصابت الناس على مدى التاريخ لا تزال معنا، لأنه يكاد يكون من المستحيل القضاء عليها تماماً. فالمرض الوحيد الذى تم القضاء عليه تماما من خلال التطعيم هو الجدرى كما اعلن عام 1980.

بشار الأبد

أى طفل سورى ولد منذ نصف قرن لم يعرف طوال حياته من حاكم لسوريا سوى آل الأسد سواء حافظ الأب أو بشار الابن. والغريب أن الاثنين كانا رئيسين لجزء من سوريا أو حاكما إلا ثلثا، فالرئيس حافظ الأسد تولى الحكم والجولان محتلا والرئيس بشار خلف والده فأضاف إلى الاحتلال الإسرائيلى كلا من الاحتلال التركى والروسى والأمريكى والإيرانى وكمان ميلشيا حزب الله «فوق البيعة». وبالتالى لا يسيطر بشار حاليا إلا على ثلثى سوريا وهما الثلثان اللذان جرى فيهما الانتخابات. الرئيس حافظ قضى 29 عاما فى الحكم وابنه بشار استمر 21 عاما وبدأ الأخير ولايته الرابعة ومدتها سبع سنوات منذ أيام، حتى سمى الرئيس السورى بشار الأبد.

خير البر عاجله

الحوار الجارى الآن فى الفضائيات الرياضية يتم باللغة الكجراتية.. لغة الببغاوات.

فى جسمك كمية من الكبريت تكفى لصناعة 300 عود كبريت وقدر من الحديد تكفى لإنتاج مسمار قلاووظ ووزن من الدهون تكفى لصناعة 10 صابونات وكمية من الفحم تعادل 28 كيلو فحم.. أنت ورشة حدادة متحركة ومينى ماركت متنقل.. كلك كده على بعضك تجيب 350 جنيها، لكن روحك ودمك لو كان خفيفا تساوى قناطير مقنطرة من الذهب والفضة.

دراسة لتحليل مضمون سور القرآن الكريم أشارت إلى أن 2% من آياته تتناول العبادات، 24% للأخلاقيات و74% للمعاملات. فلا تكن أبو بكر فى المسجد وأبو جهل فى السوق.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة