ريهاب عبدالوهاب
ريهاب عبدالوهاب


نحن والعالم

رمانة الميزان

ريهاب عبدالوهاب

الجمعة، 04 يونيو 2021 - 06:37 م

السياسة الخارجية أحد ابرز الملفات التى أدارتها مصر بكفاءة خلال السنوات الماضية، وحققت فيها قفزات تفوق ما تم تحقيقه فى عقود سابقة.. فمنذ 8 سنوات، وبالتحديد مع ثورة 30 يونيو على الإخوان، كانت مصر تواجه شبح العزلة الدولية التى كان البعض يحاول فرضها عليها عقاباً على خروجها عن النص الذى كان مخططا لها، وفى محاولة لتطويقها وإفشال المسار الذى اتخذته انتصاراً لإرادة شعبها،لا خضوعاً لمخطط كان يهدف لتمكين الإخوان وأزلامهم بزعم احتواء هذا التيار للميليشيا المتطرفة الذى طالت سمومه الغرب. لكن مع تولى الرئيس السيسى السلطة فى 2014، أخذت الدبلوماسية المصرية تتجاوز الحاجز تلو الآخر، فبدأت بالخروج من «الشرنقة» المفروضة عليها ثم انتزعت الاعتراف والاحترام الدوليين للقيادة المصرية الحالية. ولم تقف عند هذا الحد بل حققت انفتاحاً غير مسبوق على العالم، فزار الرئيس السيسى دولا لم يزرها رئيس مصرى من قبل، ونجحت مصر للمرة الاولى فى الجمع بين الأضداد واقامة علاقات متوازنة مع روسيا من ناحية وامريكا والغرب من ناحية أخرى. 
تمددت دبلوماسية مصر براً وبحراً، فأقامت «منتدى غاز المتوسط» مع جيرانها عبر البحر قبرص واليونان، واعادت الدفء لعلاقاتها مع افريقيا، حتى تولت رئاسة الاتحاد لأول مرة فى 2019. كذلك نجحت فى تأمين حدودها البرية مع ليبيا وغزة واحتفظت بعلاقات مع كل الاطراف ما مكنها من لعب دور الوسيط النزيه فى القضايا الاقليمية الحساسة.
تلك الانجازات تؤكد ان مصر اكبر من ان يتم تهميشها او تحجيم دورها،فهى لاعب اقليمى غير قابل للاستبدال وانسحابها أضراره تمس أمن واستقرار المنطقة بشكل مباشر لأنها «رمانة الميزان»، والدليل على ذلك ان الملفات التى تضع مصر يدها فيها تشهد حلحلة ملموسة،كما حدث فى ملف ليبيا التى تم انتشالها من مستنقع الحرب الأهلية، ووقف إطلاق النار فى غزة مؤخراً.
من هذا المنطلق نعوّل على الدبلوماسية المصرية فى حسم قضايانا الشائكة بعد أن أثبتت انها «سلاح ماض» نجح فيما أخفقت فيه أموال وعتاد الآخرين.

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 

مشاركة