صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


صندوق مكافحة الإدمان ينجح في استقطاب وعلاج طالبي التعافي

بوابة أخبار اليوم

السبت، 05 يونيو 2021 - 12:11 م

- الكتامي: تم توفير 26 مركزًا لعلاج ومكافحة الإدمان في 17 محافظة

- مروة: الحملة الإعلانية أسهمت في زيادة الإقبال على التعافي خاصة المراهقين 

- إسلام: احتفل بيوم التعافي من كل عام واعتبره ميلاي الحقيقي

 هاجر زين العابدين 

أثار الإعلان الذي أطلقة صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي في رمضان الماضي ضمن حملة «أنت أقوى من المخدرات» موجة كبيرة من التحفيز والإقبال علي التعافي بعد رسائل الحملة المميزة لتوعية الشباب والفتيات بأضرار تعاطي المخدرات، تحت شعار «رحلة المخدرات ممكن تبسطك في أولها بس أكيد هتضيعك في آخرها»، حيث تفاعلت الكثير علي المنصات الرقمية ومواقع التواصل مع إعلانات الحملة وأعلن الصندوق أن الإعلان حقق نسبة مشاهدة وتفاعل كبيرة من جانب الشباب والمتابعين على صفحة الصندوق على فيسبوك، وبلغ عدد مشاهدى الإعلان للنسخة الأولى والثانية على صفحة الصندوق حوالي 9 مليون مشاهدة خلال 5 أيام من وقت إطلاق الإعلان وقد أسهمت الحملة في زيادة عدد المكالمات الواردة على الخط الساخن «16023» بنسبة 400% وهي زيادة لم يشهدها الصندوق قبل إطلاق الإعلان.

«الأخبار المسائي» رصدت من داخل الخط الساخن لعلاج ومكافحة الإدمان كيف يتعاملون مع هذه الزيادة فى طلب التعافي والوقوف عند المحاولات الناجحة للإقبال علي التعافي وكيف كانت رحلتهم مع المخدرات. 

الخط الساخن

«الخط الساخن لمعالجة الإدمان والتعاطي مروة معاك يا فندم» بهذه الكلمات تبدأ مروة محمد سليمان 33 عامًا بالرد علي المكالمات الواردة، لم يكن الأمر بهذه السهولة فقد اجتازات دورات تدريبية عده كما أنها حصلت علي «ماجستير دراسات نفسية ودبلومة دولية لعلاج الإدمان»، كى تصبح مؤهلة للتعامل مع جميع أنواع الحالات التى تستقبلها.

يتم سؤال المتلقي عن اسمه وسنه ومكان سكنه لتدونها في الإستمارة الإلكترونية ثم تبدأ بسؤاله عن المشكلة التي يريد حلها أو المساعدة، وبعد حديث استمر لـ15 دقيقة بدأ بطمأنة المتصل وأن العلاج مجانًا وبسرية تامة وبعد تفهمها للمشكلة التي وقع فيها المتصل، قامت بتحويله علي أقرب مستشفى تابعة لمحافظته.

تقول «مروة» إنها تستمع جيدًا للمتصل لمعرفة أين تكمن المشكلة ومن ثم حلها، وبعد تسجيل بيانات الفرد ومعرفة أي درجة من الإدمان يصل لها، تستطيع تحويله لأقرب مركز أو مستشفي لتلقي العلاج، تعمل في الشيفت لـ6 ساعات متواصلة، ويصل عدد المكالمات في الشيفت الواحد لـ15مكالمة، ولكنها تشير إلى أن بعد الحملة الإعلانية وصلت النسبة للضعف لتستقبل 30 مكالمة في النوباتچية الواحدة.

توضح أن الحملة الإعلانية أسهمت بشكل كبير فى نشر الوعى، ونجحت فى استقطاب أكبر عدد للإقبال على التعافى، وأغلب الفئات التي زادت إقبالاً سن المراهقة.

تبدل الحال

«تحول به المسار من صاحب أكبر مطعم للسمك بمحافظة الشرقية، لمشرد يجلس علي الرصيف وبين المشهدين تتلخص رحلته في طريق الإدمان»، هكذا يصف لنا حمادة عبده 38 عامًا كيف كان حاله حين أقبل علي تعاطي أول عقار تسبب له في الدخول لعالم الإدمان عن طريف أحد أصدقاء السوء، فكان صاحب أكبر مطعم للسمك، منذ عشر سنوات حتي استطاع أن يصنع له مكانة كبيرة بين منافسيه، وذات يوم أهداه صديقه «عقار» وأخبره أنه سيذهبه لعالم آخر مليئ بالنشوة والسعادة، منذ عامين بدأت رحلته مع أول عقار للإدمان ظل يتردد عليه صديقه لسبعة أيام متواصلة يعطيه العقار مجاناً في نفس التوقيت، ليستيقظ علي معاد «الاصطباحة» ليخبره صديقه بدفع ثمنها حتي يستطيع إحضارها.

تدهور به الحال إلى أن باع «مطعم السمك» مصدر رزقه، لينفق كل أمواله على المخدرات، بل قام ببيع المصوغات الذهبية لزوجته وبناته الصغار معبرًا: «بعت حلقان بناتي».

وبعد محاولات عده من التبطيل والذهاب لأطباء نفسيين لكن جميعها باتت بالفشل ليصبح مشردًا هاربًا من الديون التي تلاحقه، وحين رأت شقيقته الكبري الحملة الإعلانية عن المخدرات في شهر رمضان الماضي، تحدثت معه وحين وجدت ترحاب منه بالفكرة تواصلت بالخط الساخن، لتضعه علي أول الطريق. 

ضاع الحلم

«من طالب أزهري يسعي لحلمه بأن يكون طبيباً أو مهندساً، لكن ساقه طريق الإدمان ليسرق من ريعان شبابه تسع سنوات، ولكن كان إعلان محمد صلاح في رمضان قبل الماضي أثر كبير في نفسه عندما قال «أنت أقوي من المخدرات» ليساعده علي التقدم في طلب العلاج».

يروي لنا أحمد عبدالباسط 24عامًا بدايته مع أول طريق للإدمان وهو في الخامس عشر من عمره، دفعه حب الاستطلاع للتجربة علي إيدي رفقاء السوء، خدعته المخدرات في بداية الرحلة بأنها أكسبته الثقة في النفس والجرأه ومتعة زائفة بعدما كان يشعر بالخجل والإحساس بالدونية عن غيره سرعان ما تلاشت وبدأ التدهور يغزو حاله، بعدما أصبح ينتقل من عقار لعقار حتي وصل «للهروين».

اتولدت من جديد 

«سنين عدت معرفش راحت فين، سرقت ودخلت في سكك وحشة كتير» ثلاثة أشهر كانت كافية ليتخلص «أحمد» من إدمانه الذي استمر لتسع سنوات ليصبح شخص ولد من جديد لديه خطط طموحة يسعي لإنجازها، فضلاً عن تعلمه مهنة الخياطة في إحدي ورش التدريب والتي ستكون مشروعه عند الخروج من المركز. 

يوم التعافى.. يوم ميلادى

«كان مشهد والدته في غرفة العناية المركزة، اللحظة الفارقة ليقبل بعدها علي إحدي المراكز الخاصة بعلاج الإدمان، ولكن قبل أن يقدم علي هذه الخطوة، سرق أجهزة من المستشفي ليأخذ بثمنها آخر جرعة من المخدرات».

استمر إسلام عبدالمنعم 36 عامًا في رحلة الإدمان لأربعة عشر عامًا كانت كافية لهدم حياته في مسقط رأسه في أسيوط، بدأت رحلته في أول عام للدراسة الجامعية وكان قد تملك منه الإحباط بعدما فشل في التحاقه بالكلية العسكرية ليلتحق بكلية التربية الرياضية بجامعة حلوان.

بعد وفاة والده توغل أكثر فأكثر في عالم المخدرات ليضيع ميراثة كله علي شراء «الاصطباحة»، فشلت كل محاولاته في التبطيل، ليصبح مطروداً في الشارع كفرد منبوذ من أسرته «مالكش وجود في حياتنا»، بعدما تسبب في سرقة كل شىء، بل تسبب في أزمة قلبية لوالدته، بعدما كان يسرق عقاقيرها الطبية ليبيعها. 

استقرار.. وسلام داخلي

لم تنجح محاولاته السبعة في اتخاذ خطوة التعافي ولكن نجحت في المرة الثامنة، ليصبح قدوة لغيره من المتعافين، فاستغرقت رحلته في التعافي ستة أشهر، وأصبح أحد المدربين داخل الخط الساخن معبرًا «بقى ليا دور».

يتذكر جيداً اليوم الذي أخذ فيه القرار بجدية «26 - 9 - 2017 » واصفًا بأنه يوم الميلاد الحقيقي يحتفل به كل عام، فمنذ ذلك اليوم يحصد إنجازات وتحقيق للأهداف والطموحات.

ومن جانبه يضيف أحمد الكتامي «مدير عام البرامج العلاجية بصندوق مكافحة الإدمان» أن الصندوق يضع خطة طموحة ألا وهي تغطية جميع المحافظات وتوفير مراكز لعلاج الإدمان، ففي عام 2015م كان هناك 14 مركزًا يغطي 7 محافظات، وفى 2021 وصل عدد المراكز لـ26 مركزًا لخدمة 17 محافظة، وبهذا يصل الصندوق بتحقيق جزء من تخطيطه بمعدل الزيادة للضعف، خلال هذه التوسعات يسعي الصندوق بجميع جهوده لإتاحة العلاج مجاناً وبسرية تامة. 

فعال على مدار اليوم 

يبدأ سير العمل من استقبال «الكول سنتر» وهو المختص بتلقي مكالمات الخط الساخن 16023 على مدار اليوم طوال 24 ساعة دون توقف في أي مناسبات أو أعياد وإجازات رسمية، ليتم تقسيم العمل على مدار اليوم في أربع نوباتچيات «شيفتات»، جميعهم أخصائيين نفسيين مدربين لاستقبال المكالمات بمختلف أنواعها.

تصنف المكالمات ما بين متصل لديه رغبة في العلاج بشكل واضح، ومن ثم يتم توجيهه لأقرب مستشفي لتلقي العلاج، ومكالمة «الماشورة» وأغلب المتصلين من الأهل أو الأقارب في حالة تشككهم في تعاطي أبنائهم أي نوع من أنواع المخدرات وفيها يتم إعطاء النصائح وكيفية التعامل مع الاكتشاف المبكر. 

يشير الكتامي إلى أن الحملات الإعلانية لها دور كبير في زيادة الإقبال علي الخط الساخن، ويتضح هذا بشكل تلقائي من خلال البرنامج الإلكتروني للصندوق الذي يحتفظ بجميع البيانات للمتصلين، منوهاً علي سبيل المثال في الأيام العادية يتراوح متوسط عدد المكالمات التي يستقبلها الصندوف من 125مكالمة لـ150 مكالمة، وتصل بعد الحملة الإعلانية من 500 لـ550 مكالمة.

فيديو جراف| تعرف على أضرار التدخين.. أبرزها الإصابة بالسرطان

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة