د.آمال زكي خلال حوارها مع «الأخبار»
د.آمال زكي خلال حوارها مع «الأخبار»


حوار| «أم الرائدات الريفيات»: الوعي قضية أساسية.. والفقر ليس ماديا فقط لكنه سلوكيات

حسني ميلاد

السبت، 05 يونيو 2021 - 08:57 م

 

- نعمل على ١٢ مشكلة مجتمعية.. وتدريب العاملين بالإدارات الاجتماعية فى ١١ محافظة

استعانت بهن وزارة التضامن الاجتماعى مؤخرا من أجل زيادة الوعى لتغيير السلوكيات الخاطئة فى المجتمع والتى تعوق كل مقومات التنمية باعتبارها موروثات قديمة لا تتماشى مع مسيرة التنمية التى انطلقت إليها مصر فى السنوات الأخيرة.. ووصفتهن الدكتورة نيفين القباج وزيرة التضامن بأنهن جنود مصريات يحاربن الجهل والأمية والفقر ويرفعن راية التنوير.. ويمكن لنا أن نصفهن بإحدى أسلحة «القوى الناعمة» على خط الجبهة الداخلية.. هن الرائدات الريفيات ومكلفات الخدمة العامة والمتطوعات الجدد فى وزارة التضامن اللائى وصل عددهن إلى 20 ألف رائدة خلال الأيام.. الماضية ولنعرف المزيد عن عمل هؤلاء الأبطال والمهمة التى يقمن بها التقت «الاخبار» د. آمال زكى مستشار برنامج وعى للتنمية المجتمعية بالوزارة التى تلقب بأم الرائدات وتقوم بإعداد جيل منهن قادر على خدمة الوطن.

من هى آمال زكى وكيف بدأت علاقتك بوزارة التضامن؟
 مستشار برنامج وعى للتنمية المجتمعية بوزارة التضامن الاجتماعى خريجة طب قصر العينى جامعة القاهرة حاصلة على ماجستير جلدية وتناسلية غيرت وجهة عملى فى الطب الى التنمية لاننى ارى أن هناك صلة وثيقة بين الطب والتنمية كما أن الماجستير رتب لى عقلى وعلمنى أن ابحث عن اهمية ودور الصحة فى بناء الانسان وتنميته.


 متى بدات العمل فى الوزارة ؟
منذ إطلاق برنامج وعى للتنمية المجتمعية بمقر وزارة التضامن الاجتماعى فى 27 فبراير العام الماضى باعتباره أحد برامج الحماية الاجتماعية المستحدثة فى إطار الاستثمار فى البشر ويهدف إلى تغيير السلوكيات المجتمعية السلبية المعوقة للتنمية البشرية والاقتصادية، وذلك من خلال إمداد المواطنين بالمعارف والمعلومات العلمية والقانونية والدينية الموثقة، بالإضافة إلى بناء قدرات الكوادر الاجتماعية من مستفيدين ومستفيدات تكافل وكرامة ومكلفات الخدمة العامة والرائدات الاجتماعيات، كنواة لتغيير السلوكيات والممارسات السلبية ونقل الرسائل المعرفية والخبرات الإيجابية لمجتمعاتهم واهم هذه القضايا تنظيم النسل وترسيخ شعار ٢ كفاية.


الرائدات الريفيات


لماذا أطلق عليك لقب أم الرائدات الريفيات ؟


عندما اتجهت للعمل الادارى عام ١٩٩٦ فى وزارة الصحة كانت الظروف فى صالحى حيث انضمت لها وزارة السكان واصبحت وزارة الصحة والسكان وكان من حسن حظى ايضا أن بدأت مشروع الرائدات الريفيات فى الوزارة وكانت فرصتى ان اكون مسئولة عنه وبالفعل وضعت خطة تدريبهن وارتبط اسمى بهن لذلك اطلق على لقب أم الرائدات الريفيات.. وعندما أصبحت مستشار برنامج وعى الذى اطلقته الوزارة ولأن البرنامج يعتمد فى عمله بشكل كبير على الرائدات الريفيات حيث يعمل على التنمية المحتمعية ويدور حول ١٢ قضية وبدأت خطة تدريبهن على كل الرسائل الخاصة بالقضايا التى تهم المجتمع المصرى واصبح الاسم اكثر التصاقا بى.


 وما هى أهم محاور التدريب ؟
تدريب الرائدات الريفيات والعاملين فى مجال الصحة المجتمعية، إحدى آليات وزارة التضامن الاجتماعى ضمن البرنامج الوطنى «الألف يوم الأولى»، تقوم بتنفيذه بالشراكة مع برنامج الأغذية العالمى والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية بهدف تطوير قدرات العاملين على تقديم المشورة والمتابعة وزيادة المعرفة الغذائية والصحية للأمهات الحوامل والمرضعات اللاتى لديهن أطفال دون سن الثانية واللاتى لديهن طفلان حد أقصى، وكما استهدف البرنامج فى عام 2019-2020 حوالى ٤١ ألف أم بتكلفة بلغت 56٫68 مليون جنيه بتمويل من برنامج الأغذية العالمي.


 هل تؤمنين أن نقص الوعى فى المجتمع يسبب مشاكل كثيرة لنا ؟
الوعى بالاساس هو الذى يشكل المجتمع لان الفقر ليس هو مادىا فقط بل جهل و سلوكيات نتيجة غياب الوعى ونعمل على توضيح الامور وتغيير السلوكيات والموروثات الخاطئة خاصة لدى السيدات لمساعدتهن فى تربية الأبناء.


ويعمل البرنامج على تشكيل الوعى الإيجابى تجاه 12 قضية مجتمعية وهي: التمكين الاقتصادي، والتعليم والمعرفة ومحو الأمية، وصحة الأم والطفل، والتربية الوالدية الإيجابية، الاكتشاف المبكر للإعاقة، والزيادة السكانية، وختان الإناث، وزواج الأطفال، والنظافة والصحة العامة، مكافحة المخدرات، والهجرة غير الشرعية، والمواطنة واحترام التنوع الدينى والثقافي.


ومن هم الفئات المستهدفة من برنامج وعى؟
 المستهدفون من برنامج وعى هى نفسها الأسر المستفيدة من برنامج تكافل وكرامة والتى يصل عددهم إلى نحو 3.8 مليون أسرة (١٥ مليون مواطن ومواطنة)، والمستفيدات من برامج المرأة بالوزارة، وأسر ٢٧٣ قرية من الأسر المستفيدة من المبادرة الرئيسية حياة كريمة، وكذلك المستفيدون من كافة برامج ومبادرات وزارة التضامن الاجتماعى مثل برنامج فرصة للتمكين الاقتصادى و٢ كفاية وبرامج دعم الأشخاص ذوى الإعاقة.


برامج وخدمات


 ما آليات العمل فى البرنامج ؟
تتمثل آليات عمل البرنامج فى التواصل الاجتماعى والإعلامى الإيجابى بالاتصال المباشر من خلال الرائدات الاجتماعيات ومكلفات الخدمة العامة والجمعيات الأهلية الشريكة ومن خلال مواد إعلامية بمنافذ برامج وخدمات وزارة التضامن كمكاتب البريد والوحدات الاجتماعية، وكذلك بالتوعية عن طريق مواقع التواصل الاجتماعى والرسائل التليفزيونية والإعلام الجماهيري.


 أطلقت الوزارة منذ أيام برنامج التربية الأسرية الإيجابية ما  الهدف منه؟
 الوزارة تتبنى مفاهيم التربية الأسرية الإيجابية ضمن حزمة التدخلات الخاصة ببرامج الحماية الاجتماعية وتنمية الطفولة المبكرة، والبرنامج يستعرض العمل الممنهج الذى ينفذه فى قرى حياة كريمة، ويستهدف ٣٫٨ مليون أسرة من المستفيدين ببرامج كرامة وتكافل ويستخدم منصة التواصل التفاعلى فى توثيق ومتابعة الأسر التى تحتاج إلى المشورة فى قضايا الاسرة والتربية من خلال التواصل عبر الهاتف المحمول مجانا (رسالة) على الرقم ١٤٤٢.
وأهم محاور التربية الأسرية الإيجابية التى تتبناها الوزارة تتمثل فى الرعاية الاولية، التنمية المبكرة للطفل، التنشئة الاجتماعية، التنمية العاطفية والنفسية للطفل، وضبط السلوك بالطرق الايجابية.


 نعود الى برنامج «الألف يوم» ما هى الفائدة الأساسية منها ؟


برنامج الألف يوم الاولى فى حياة الطفل يبدأ من فترة الحمل ومدتها ٩ اشهر ثم السنتين بعد الولادة ونركز فيها على توعية الأم بالاهتمام بنفسها قبل واثناء الحمل لتلافى أى سلبيات تحدث للجنين نتيجة سوء التغذية أو تعاطى الادوية والتدخين وغيره لان الالف يوم الاولى تشكل نمو الطفل والادراك لديه وتوعية الامهات بمتابعة الحمل تجعلنا نتلافى أى سلبية من حيث نمو الجنين أو وجود نقص أو خلل فى وظائف الجسم لديه وبعد الولادة تتابع التطعيمات للحفاظ على سلامة الطفل حتى مرور سنتين حيث ان ظهور اى مرض مثل التقزم يصعب علاجه كما ان سوء التغذية للطفل يجعله يؤثر على تحصيله الدراسى ويجعله اكثر عرضة لامراض القلب والسكر.


ما مدى استجابة الأمهات للرائدات ؟
استجابه الامهات تأتى تدريجيا وتغيير السلوك ليس بالامر السهل يحتاج للاقناع بأكثر من زيارة من قبل الرائدة الريفية لذلك فكرت الوزيرة فى تزويدهن باجهزة تابلت عليها برامج مصورة ومواد إعلامية ودراما ووسائل تعينها على توصيل الرسالة خاصة بعد اتمام التحول الرقمى الذى تنتهجه الحكومة تساعد على سرعة توصيل المعلومة والرسالة الى الام وتعدل من سلوكها كما يمكن للوزارة المتابعة والتقييم لعمل الرائدات ومعرفة مدى نجاح التجربة.


 هل عدد الرائدات كاف لتلك المهمة ؟
طبعا الرائدات الريفيات عددهن قليل يصل إلى ٢٢٠٠ فقط على مستوى الجمهورية لا يمكنهن خدمة 3٫8 مليون أسرة مسجلة فى برنامج كرامه وتكافل لذلك لجأت الوزارة الى الاستعانة بمكلفات الخدمة العامة والمتطوعات لان المفروض ان كل رائدة تخدم ٣٠٠ اسرة وقد وافق الرئيس عبد الفتاح السيسى مؤخرا على طلب الوزيرة بإضافة 7 آلاف مكلفة خدمة عامة اضافة الى 10 الاف متطوعة لدى الوزارة للاستعانة بهن فى هذه المهمة.


معايير الاختيار


 ما معايير الاختيار ؟
وضعت الوزارة معايير لاختيار الرائدات والقائمات بهذا العمل الوطنى منها ان تكون من نفس القرية أو المنطقة التى تخدم بها وحاصلة على شهادة تعليم متوسط على الأقل وان تكون لديها مهارة الاتصال والتواصل مع السيدات ولديها قدرة على الاقناع وتحب العمل التطوعى وان تكون آنسة أو متزوجة حديثا ولا يزيد عدد اطفالها على اثنين حتى تكون قدوة للأمهات والوزارة من جانبها تقدم لهن حوافز مادية تتراوح من 600 الى 800 جنيه شهريا وتهتم بتدريبهن واكسابهن مهارات تنموية وتوزيع أجهزة تابلت عليهن ويسمح لهن بفتح فصول محو أمية وتوعية بالتربية الايجابية الصحيحة والتعامل الامثل مع تصرفات وسلوك الأطفال ومشروعات تنموية صغيرة.


 هل يقتصر التدريب على الرائدات والمكلفات فقط فى برنامج وعى ؟
تم تدريب العاملين بالإدارات الاجتماعية والوحدات الاجتماعية فى 11 محافظة (البحيرة، الدقهلية، القليوبية، المنيا، مرسى مطروح، الوادى الجديد - أسيوط، سوهاج، قنا، الاقصر، أسوان) فى 143 قرية حول موضوعات برنامج وعى للتنمية الاجتماعية بإجمالى 250 من العاملين بالوحدات والإدارات الاجتماعية كمرحلة أولى.


كما تم تدريب 2000 رائدة اجتماعية حول موضوعات برنامج وعى للتنمية المجتمعية والتربية الأسرية الإيجابية، تستهدف كل رائدة اجتماعية 15 زيارة منزلية شهريا، 6 ندوات شهريا بإجمالى 567 الف اسرة مستفيدة خلال الفترة من سبتمبر وحتى ديسمبر2020.


 وبالنسبة لمكلفات الخدمة العامة؟
تم أيضا وضع نظام تسجيل ومتابعة لمكلفات الخدمة العامة من خلال منصة التواصل التفاعلى بوزارة التضامن الاجتماعى (Rapidpro) ويتم تقسيمها كالتالى (منسقة محو أمية - منسقة توعية ميدانية -منسقة التمكين الاقتصادى - منسقة متابعة). فضلا عن ذلك، تم تدريب 420 من مكلفات الخدمة العامة (لعام 2020 -2021 ) بالمحافظات المستهدفة كمرحلة أولى، وتم توظيفهن للعمل فى 250 فصل محو أمية وأنشطة التوعية العامة بالقرى المستهدفة، ومستهدف لكل مكلفة خدمة عامة للتوعية تنفيذ عدد 12 ندوة شهرياً وأيضا لقاء مجتمعى شهرياً.


التواصل التفاعلى
 ما الوسائل التى تقدم للأمهات أثناء التوعية ؟


 تم تحويل موضوعات وعى لمادة رقمية، لضمان سهولة وصولها عبر منصة التواصل التفاعلى للعاملين الاجتماعيين والمستفدين، كما تم طباعة وتوزيع عدد 3500 بوستر تحتوى على أهم رسائل موضوعات برنامج وعى للتنمية المجتمعية. وقد تم وضعها بالوحدات الاجتماعية والجمعيات الأهلية الشريكة لتوعية المترددين على خدمات الوحدة الاجتماعية والجمعيات.


وتم أيضا طباعة 4000 مجموعة من كتيبات وعى (كل مجموعة 12 كتيبا)، ويعرض كل كتيب موضوعا من موضوعات منهج وعى بصورة مبسطة.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة