النائب أيمن هزاع
النائب أيمن هزاع


«أم الدنيا».. لا تعرف الانكسار

آخر ساعة

الأحد، 06 يونيو 2021 - 10:03 ص

منذ أن بسطت حضارتها على الأرض، ورسم نيلُها العظيم علامة النصر، مرت مصر تاريخياً بظروفٍ كثيرة عصيبة.. مرضت فى بعض الأوقات، لكنها أبداً لم تمُت، وفى عز كبواتها لم تعرف معنى الانكسار.. تحاملت على نفسها وظلت قوية صامدة.. جذورها متشبثة بالأرض والنيل، ورأسها فى السماء.

وعلى مر الزمان كان ولا يزال "المصري" هو كلمة السر وراء قوة بلد الأهرامات، مهما حاول أهل الشر النيل منه أو تحطيم عزيمة أبنائه، فكسْرُ إرادة مصر مستحيلٌ فى بلاد توصف بأنها "ولّادة الرجال".

وحتى بعد 5 يونيو 1967، رفضت "أم الدنيا" ملازمة الفراش، ونفضت غبار النكسة، وحوّلتها إلى فرصة لتستعيد قوتها وتثبت للعالم كله أنها قادرة على الوقوف من جديد، فكانت حرب الاستنزاف وما تلاها من نصر عظيم فى أكتوبر 1973، وتكرّر الأمر بعد "نكسة الإخوان" التى ألمّت بمصر عام 2012، بوصول الجماعة الإرهابية إلى سُدة الحكم، لكن مصر نجحت مُجدّداً فى التخلص من تلك النكسة وذلك الكابوس الأسود بعد عام واحد، لتبدأ بعدها رحلة الاستقرار والبناء بقيادة الزعيم عبدالفتاح السيسى.. وستبقى "أم الدنيا" عصيّة على أعدائها.. لأنها لم ولن لا تنكسر.

النائب‭ ‬أيمن‭ ‬هزاع‭ ‬المجالى‭ ‬رئيس‭ ‬الديوان‭ ‬الملكى‭ ‬السابق‭ ‬عضو‭ ‬البرلمان‭ ‬الأردنى‭:‬ تأثير‭ ‬كبير‭ ‬لمصر‭ ‬فى‭ ‬الشارع‭ ‬الفلسطينى

سمر صلاح الدين

 

تحتضن مصر والأردن الشقيقة فلسطين ليس فقط جغرافيًا باحتوائهما ضفتيها الممتدتين بين غزه والضفة الغربية، وإنما تاريخيا وسياسيا حيث كانت دائما القضية الفلسطينية فى قلب كل تنسيق مصرى أردنى على كافة المستويات الرسمية والشعبية.

زيارة وزير الخارجية، سامح شكرى، إلى الأردن عشية حضور وزير الخارجية الأمريكى لمصر والأردن أثناء جولته بالشرق الأوسط، تجعلنا نحاول فتح العديد من نقاط النقاش لمعرفة المزيد عن أهمية التنسيق بين الدولتين العربيتين فى المرحلة المقبلة، وهو ما دار حوله الحوار مع النائب أيمن هزاع المجالى، رئيس الديوان الملكى السابق، وعضو البرلمان الأردنى، والذى أجاب عن العديد من التساؤلات التى طرحتها "آخرساعة" فى هذا الحوار.

< ما تقييمك لزيارة وزير الخارجية الأمريكى للمنطقة؟ وكيف يمكن البناء عليها سياسيا فى المرحلة المقبلة؟

- الزيارة جاءت لتثبيت وقف إطلاق النار ورغم حديث بلينكن عن حل الدولتين إلا أنه فى اعتقادى كان حديثا خفيفا لم يأخذ الجدية الكافية، فكان الملاحظ أن تركيز الزيارة كان هدفه تعزيز التهدئة، كذلك اهتم بلينكن بعملية إعادة إعمار غزة ضمن أسس يعتقد الأمريكان أنهم يستطيعون تحقيقها عن طريق الأمم المتحدة والمنظمات الدولية لأنهم على قناعة بأن الأموال لابد أن تتحول مباشرة إلى الناس، وإلهام خلال الزيارة أيضا كان تأكيد المسئولين المصريين والأردنيين أن القضية الفلسطينية هى أهم شىء فى المرحلة الحالية حتى تهدأ نفوس الناس وتكون هناك مسيرة حقيقية للسلام لأن المشكلة الحقيقية فى الشرق الأوسط هى مشكلة الشعب الفلسطينى وعدم وجود إنصاف لحقه، كذلك تأكيد المسئولين على قضية القدس ومدى أهميتها بما فى ذلك الوصاية الهامشية على المقدسات الإسلامية والمسيحية، وكان لافتا حديث الوزير الأمريكى عن رفضه تهجير أهالى الأحياء الفلسطينية بالقدس من منازلهم.

< كيف تقرأ القواعد الجديدة لمعادلة الصراع على الأرض الواقع الآن؟

- اعتقادى أنه بغض النظر عن الفرق الحقيقى بين القوة الإسرائيلية وبين قوة المقاومة الفلسطينية على كافه أشكالها وأصعدتها وهو فرق كبير لا ينكره أحد لكن إلى حد ما استطاعت الفصائل الفلسطينية فرض نفسها، وحتى التعامل مع حركة حماس والحديث سابقا عن عدم التفاوض معها وبملاحظة ما جاء فى تصريحات الأمريكان نجدهم تركوا مجالا عندما قالوا صراحة "سوف نتعامل مع السلطة الوطنية وهى الممثل الشرعى وأيضا الجهات المعتدلة" هذا الكلام يعنى أنهم تركوا الباب مفتوحا إذا غيرت حماس بعض مواقفها، وأعتقد أنه يمكن ضمها إلى طاولة المفاوضات، خاصة أن الأوروبيين يؤيدون فكرة انضمام حماس للمفاوضات، كذلك لأنه لم يعد من الممكن التغاضى عن رأى الشارع الفلسطينى الذى أصبح مختلفا إلى حد ما مع آراء السلطة ومواقفها، وفى اعتقادى أيضا فى المرحلة القادمة أن هؤلاء الذين حركوا الشارع فى الضفة والقدس وغيرها سوف يكون لهم كلمة فى اختيار القيادات فى المستقبل القريب.

< لكن أمل الشارع الفلسطينى بأحداث تغير حقيقى تبدد مع تأجيل الانتخابات؟

- أعتقد أن معضلة مشاركة القدس فى الانتخابات ستحل إذا ما ضغط الأمريكان والأوروبيون فى هذا الاتجاه، وفى رأى ستسمح إسرائيل بمشاركة القدس وستعود الانتخابات، وهى انتخابات كما أتوقع سيكون لها مفاجأتها لأن ما حققه الشعب الفلسطينى على الأرض سواء فى القدس أو رام الله أو حتى فى الأراضى المحتلة من 48 وكذلك بالطبع غزة سيقلب الطاولة والمعادلات القائمة وسنشهد تغيرا فى المشهد القيادى الفلسطينى.

< الدور المصرى الأردنى كان محوريا فى وقف إطلاق النار وتثبيت التهدئة.. أى أوراق ضغط فرضتها الدولتان بقوة على المشهد؟

- لا أحد يستطيع تجاهل مكانة مصر فى العالم العربى وأيضا تأثيرها على الشارع الفلسطينى وخاصة على قطاع غزة، مصر لها تاثير قديم وحديث فهى المنفذ الرئيسى للقطاع ولا أحد يستطيع عدم الاستماع لكلمة مصر، كذلك الأردن لها تأثيرها فى الضفة الغربية فهى أيضا المنفذ الوحيد للفلسطينيين فى الضفة الغربية لذلك كل البضائع والمواد الغذائية تأتى عبر الأردن، وكذلك المستشفيات التى بنيت بأمر من الملك عبدالله الثانى فى غزة كانت بموجب العلاقات والتنسيق المصرى الأردنى.

< هل تخطت قضية حى الشيخ جراح قناعها القانونى وأصبحت قضية سياسية بامتياز؟

- على المستوى القانونى، الوثائق الأردنية تثبت حق الفلسطينيين الساكنين بحى الشيخ جراح، وتؤكد أن هذه الأراضى ملكهم، وأنها منحت لهم من قبل السلطات الأردنية، الحكومة الأردنية قدمت هذه الأوراق للسلطة الوطنية الفلسطينية حتى تحاجج بها على المستوى القانونى لأنه مسجل فى العقارات الأردنية أن هذه الأراضى تابعة لأبناء فلسطين، وهذه الأوراق مكتملة وموثقة ولا أحد يستطيع التلاعب فيها، فأثناء الحكم الأردنى للضفة الغربية منذ عام 56 وحتى عام 67 حين احتلت الضفة كل هذه الأراضى كانت لهؤلاء الناس ومسجلة بالسجلات الأردنية وليست كما يدعون أنها أراضٍ لليهود ولو كانت لليهود ماخرجوا منها وليست لديهم أى وثائق تثبت أنها ليهود إلا إذا كانت مزورة.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة