يتامى كورونا الهنود
يتامى كورونا الهنود


أيتام كورونا فى الهند

آخر ساعة

الأحد، 06 يونيو 2021 - 12:24 م

خالد حمزة

أرسلت بنت عمرها 13 عامًا ومعها أخوها الصغير 6 سنوات وأخوهما الرضيع 6 شهور فقط؛ رسالة استغاثة للسلطات الصحية ولذوى القلوب الرحيمة، وهما يقفان فوق جثتى والديهما، ليدلوهما عن الطريقة الصحيحة لحرقهما، بعد أن راحا ضحية لوباء كورونا الرهيب، الذى يحصد شخصين كل دقيقة فى الهند، التى تعد الأولى فى حصيلة الإصابات والوفيات بالوباء فى العالم، أما باقى الرسالة المؤثرة للأطفال الثلاثة فكانت دعوة لإنقاذهم، بعد أن أصبحوا ضحايا جدد للوباء اللعين..

رسالة الأطفال الثلاثة، هى فى الواقع رسالة من بين مئات الآلاف من الرسائل وربما ملايين الرسائل، لأطفال صاروا وحدهم بعد أن فقدوا  آباءهم أو فردا من أسرتهم، نتيجة تفشى الوباء من كورونا للفطر الأسود والأبيض ثم الأصفر مؤخرا، وبعد الموجة الثانية من الوباء الأشد فتكا، وهو ما ترك عددا لا يحصى من أيتام الوباء بعد ارتفاع حالات الإصابة لما يزيد عن 27 مليونا ونحو 300 ألف متوفى.

وكحالة الأطفال الثلاثة، هناك كم هائل من الشكاوى والاستغاثات لأطفال فقدوا ذويهم بسبب كورونا وأخواتها، تتلقاها السلطات الصحية الرسمية والمنظمات العاملة فى مجالات حماية الطفولة والأسرة وحقوق الإنسان، وكلها تتحدث عن كيف تبدلت حياة هؤلاء إلى الأبد ولن تعود كما كانت بأى حال من الأحوال.

وتتلقى خطوط المساعدة والإغاثة مئات من النداءات يوميا، إضافة لنداءات أخرى عبر وسائل التواصل الاجتماعى، للحصول على سرير فى مستشفى أو ملجأ أو مساحة صغيرة فى محرقة للجثث لدفن الأب أو الأم بصورة لائقة أو مطالب للحصول على ألبان الأطفال لإرضاع أطفال فقدوا ذويهم بسبب الوباء أو مطالبات من نوع آخر لا تخلو من الشك لتبنى الأطفال من أيتام كورونا على غرار رسائل تقول : إذا كنت ترغب فى تبنى طفلة فالرجاء الاتصال على الرقم التالى...  أو طفلة عمرها 3 أيام وأخرى عمرها 6 شهور فقط، فقدتا والديهما بسبب الوباء و نرجوك أن تساعدهما على الحصول على حياة جديدة.

وحسب لجنة دلهى لحماية حقوق الأطفال، فإن الحالات فى تزايد خاصة مع الموجة الثانية من كورونا، وتصاعد حالات الإصابة بالفطر الأسود والأبيض والأصفر، كما أن معظم المصابين بالموجة الثانية لكورونا تحت سن الـ45، وهو ما يعنى تحول أطفالهم الصغار لأيتام، وهو ما يعرضهم للمزيد من الانتهاكات والاستغلال، وتعرضهم لحالات نصب عبر وسائل التواصل الاجتماعى بدعوى تبنيهم، إضافة لانتعاش تجارة وبيع الأطفال التى بدأت مع الوباء، وزادت مع الموجة الثانية منه الأشد فتكا خاصة فى المناطق الفقيرة بالعاصمة نيودلهى والمناطق الفقيرة والمهمشة والعشوائية فى معظم الولايات الهندية، كما أن نشر أرقام وعناوين الأطفال اليتامى عبر وسائل التواصل الاجتماعى، حولهم لسلعة وأنعش عصابات الاتجار بالأطفال ليس فى الهند فقط بل عبر العالم، حيث يتم استغلال هؤلاء الأطفال جسديًا، وينتهى بهم الأمر إما بالعيش خارج المجتمع أو تركهم تربة خصبة للإرهاب أو الجريمة أو إقدام بعضهم على الانتحار؛ كما حدث لطفلين فى مدينة دلهى أنقذتهما السلطات وقامت بإرسالهما لأقارب لهما فى مدينة بعيدة عن العاصمة، وهو ما تحاول السلطات الهندية فعله بإعطاء الأولوية لإنقاذ هؤلاء اليتامى، بإرسالهم لأقارب لهم أو إيداعهم فى أحد دور الرعاية كحل ثان. 

كانت منظمة الأمم المتحدة للطفولة والأمومة "اليونيسيف"، قد حذرت من تأثير ارتفاع حالات الوفيات بكورونا وأخواتها فى الهند، على الأطفال والرضع خاصة مع الموجة الثانية منه، ومن حالات التبنى غير القانونية عبر وسائل التواصل الاجتماعى، وعرضهم كسلعة وسوء معاملتهم، وطالبت برعاية أكبر لهم وتعزيز رعاية أقاربهم لهم ورعاية الأسر الفقيرة منهم، وتقديم الرعاية الصحية لهم خاصة العقلية.

وتقول اليونيسيف، إن الأمر ازداد قسوة، مع إصابة نحو نصف الأطفال الهنود فعليًا بأمراض سوء التغذية، واستمرار غلق المدارس وتعطل التعليم عن بعد وتسرب نسبة كبيرة من الطلبة من التعليم خاصة فى مراحل التعليم الأساسى.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة