صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


حكايات الحوادث| الرضيع.. وأم بلا جنة تحت قدميها 

علاء عبدالعظيم

الإثنين، 07 يونيو 2021 - 09:13 م

مجنونة أم انتابتها لوثة، لم تراودها  نفسها ولو لبرهة بأن الأمومة مكانة شبه مقدسة، في السياقات الثقافية، والدينية، فبدلا من أن تكون نبع الحنان، والطمأنينة، والأمان، والسعادة لرضيعها ابن ال ٣ أشهر، إلا أنها تحجر قلبها، وماتت عواطفها جميعا، وأخذت تدق رأس رضيعها بريموت التايفزيون بسبب كثرة بكائه، ولم تتحرك بداخلها أية مشاعر للأمومة التي تطمح إليها كل أنثى.


السطور التالية تقطر حرارة،وتنزف دما على الرضيع الذي لم يلحق من أن يرتوي من الدنيا، ولقي مصرعه على يد أم بلا جنة تحت قدميها.

اقرأ أيضا| حكايات الحوادث | حكاية «طلقة» في السحور

عاد الأب بعد يوم عمل شاق، تعلو وجهه فرحة وسعادة، تسبق خطواته النداء على زوجته، بعدما استلقى فوق أقرب مقعد، تسلل الشك، والقلق بداخله، فالزوجة لم تجيب على نداءته، انتفض من فوق مقعده، وأخذ يهرول داخل الشقة، جيئة، وذهابا، وما إن توجه إلى غرفة نومه، وقعت الصاعقة فوق رأسه، حيث الرضيع، ملقى على السرير، وتنساب الدماء من أنفه، وعينيه ببطء شديد، وبأيد مرتعشة أخذ يقلب فيه يمينا ويسارا، ويضع أذنه فوق صدره يستمع إلى دقات قلبه الذي توقف، انطلقت صرخات مكتومة من بين ثنايا فمه، وتحجرت الدموع في عينيه، يتألم من داخله، ويتوجع، من صميم قلبه، يؤلمه الحزن كسهم يقطع احشاءه، احتضن صغيره، وسابقت قدماه الرياح، وتوجه إلى مستشفى بلبيس العام، يجهش في البكاء، يطالب الأطباء بإنقاذ رضيعه، وبتوقيع الكشف الطبي عليه، تبين وجود كدمات وتورم في رأسه، ونزيف داخلي نتيجة تعرضه للضرب بقسوة، ومات متأثرا بجراحه.


كاد الأب أن يغشي عليه من هول المشهد، وأثقلت رأسها بالتساؤلات، يبحث عن إجابة لاختفاء الأم، واتهمها بقتل الرضيع الصغير، وفرت هاربة، وتمكن رجال مباحث قسم شرطة بلبيس من القبض على الأم المتهمة، وأحيلت إلى كريم عبد الكريم رئيس نيابة بلبيس، والذي باشر التحقيقات بإشراف المستشار محمد الجمل، المحامي العام لنيابات جنوب الشرقية، وصرحت بدفن جثة الرضيع بعد العرض على الطب الشرعي، وتقرر حبس الأم ٤ أيام على ذمة التحقيقات، وتحريات المباحث حول الواقعة.
 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة