من التخريب إلى التعمير
من التخريب إلى التعمير


من التخريب إلى التعمير

بالإنجازات.. السيسي يحرر يوم الجمعة من قبضة المشاغبين

الأخبار

الإثنين، 07 يونيو 2021 - 09:24 م

 عبد الصبور بدر

بداية من يناير 2011 وانتهاء بيونيو 2013 ظل يوم الجمعة مختطفا، تتنازع عليه الجماعة الإرهابية والفوضويون، فى حالة مستمرة من الإلهاء بهدف تحويل مصر إلى دولة غير مستقرة، لا يتوقف أهلها عن التظاهر، والخلاف، والتخريب، فى الوقت الذى تجمدت فيه عمليات البناء والتعمير.


بات لكل جمعة اسم مختلف (الغضب.. الحسم.. قندهار.. الخ)، مما تسبب فى ترهيب المواطنين، وتخويفهم من اليوم الذى كان رمزا للتراحم ولم شمل الأسرة، حتى تولى الرئيس السيسى الحكم فاستعاد «الجمعة» ليصبح يوما يتابع فيه المشروعات والمصانع والطرق والكبارى والمدن الجديدة، فى الوقت الذى تجلس فيه العائلة أمام التليفزيون تتابع ما يحدث من تطورات وتنمية هائلة داخل بلادهم.


بـ"المعظم".. يصف د. أحمد كريمة أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر يوم الجمعة، لافتا إلى تكريم ذلك اليوم من قبل المولى عز وجل بإقامة شعيرة عبادية أنزل الله بسببها سورة كاملة ألا وهى سورة الجمعة، وفيه النداء من الله جلت قدرته ودامت عظمته: «يا أيها الذين أمنوا إذا نودى للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون».


ويشير إلى ورود أحاديث كثيرة صحيحة فى فضائل يوم الجمعة، ففيه خلق آدم عليه السلام، وفيه أخرج من الجنة وفيه تاب الله عليه، وفيه ساعة لا يوافقها عبد مسلم إلا واستجيب له دعاؤه، وفيه تقوم الساعة.


ويتابع: للأسف عندما حصلت أحداث وحوادث 2011 فى مصر استغل البعض يوم الجمعة وتجمع الناس لأداء شعيرة الصلاة فى المساجد لحشدهم فى أمور سياسية لا صلة للإسلام بها لا من قريب أو من بعيد، وأخذت مسميات غريبة وعجيبة مثل: جمعة الغضب وجمعة الحسم وكلها أمور تبتعد كثيرا عن الغرض المخصص من أجله يوم الجمعة.


ويقول: عندما أذن الله سبحانه وتعالى لفتنة 2011، وفتنة 2013 أن تنقشع عن مصر المحروسة ويتولى أمر البلاد والعباد الرئيس عبدالفتاح السيسى، هدأت الأمور وعادت إلى نصابها الصحيح وأصبح يوم الجمعة كما أراد له الشرع المطهر يوم عبادة وتعظيم وإجلال لله عز وجل وأمن الناس على دمائهم وأعراضهم وعلى أموالهم وهذه مكرمة تسجل للرئيس حفظه الله فى إعادة الاعتبار الحقيقى ليوم الجمعة.


ويؤكد د. كريمة، أن متابعة الرئيس لحجم الانجازات والمشروعات يوم الجمعة يعتبر شيئا طيبا لأن الناس لديهم من المفاهيم الخاطئة أن يوم الجمعة هو يوم راحة وعدم عمل، وهذا خطأ فقد قال الله تعالى: « إذا قضيت الصلاة فانتشروا فى الأرض وابتغوا من فضل الله»، فالرئيس يطبق الآية الكريمة.


وترى د. هدى زكريا أستاذ علم الاجتماع السياسى، أن الحكمة من متابعة الرئيس السيسى لأغلب المشروعات يوم الجمعة، أن الشعوب بشكل عام لا تتذكر سوى الأحداث السيئة، وتضرب مثلا بعام 1967 الذى ارتبط بالنكسة، فى حين لا أحد يذكر معركة رأس العش التى ظلت مصر تضرب فيها إسرائيل على مدار ستة أيام متواصلة، وكأن التركيز لا يكون سوى على الأحداث السيئة فقط وكأننا نؤرخ الأحداث من وجهة نظر إسرائيل.


وتضيف: هناك شيء مهم للغاية فى الذاكرة الجمعية أنه عندما تحدث أحداث سيئة يكرث لها تاريخ، والحل فى إقامة احتفال فى الأيام نفسها واستبدال الحزن بفرح فيحل النصر محل الهزيمة، والأمل مطروح اليأس، وهذه الأشياء يتم تدريسها فى علم النفس والاجتماع السياسي.


فى أمريكا وأوروبا يقومون بعمل عدد رهيب من الاحتفالات لا نعلم عنها شيئا، كنوع من استبدال الأحداث السيئة التى عاشوها قديما باحتفالات مبهجة، فمن وجهة نظرهم سيذهبون بعد الاحتفال التذكارى إلى التأريخ للأحداث، لأن الأمم تتذكر وتنسى، لافتة إلى أهمية الأغنية والدراما والسينما فى الترسيخ لأحداث النصر.


وهناك بعض المؤرخين يقولون يجب علينا الالتزام بالحقائق التاريخية ويكون ردى عليهم بـ «فلتذهب الحقائق التاريخية إلى الجحيم»، لأنه ببساطة لا يوجد ما يسمى بالحقائق التاريخية، فهناك كتب كبيرة طرحتها أوروبا بخصوص موضوع الذاكرة بينها كتاب لمؤرخ كبير اسمه ديفيد باكرون يوضح كيف تمت صناعة القومية الوطنية، بعد الانشغال بالحروب الصليبية والكنيسة فقال: إن كل ما فى الأمر أننا دخلنا معمل التاريخ وأضفنا الحرارة لبعض الأحداث والبرودة لغيرها ونصنع أساطير لم تحدث أصلا!


وللأسف حتى الشباب والأطفال لا يتذكرون سوى الحوادث المؤلمة ويظلون يتحدثون عنها، أما الأحداث المفرحة فتمر مرور الكرام بسرعة شديدة وقد تمحى من الذاكرة، وهذه مشكلة بالنسبة للأجيال القادمة فيجب أن يعلموا جيدا ما هو الوطن، وتعريف الوطن فى كتب علم التاريخ الأوروبى هو «لحظات تاريخية نتذكرها»، وعندما نقول لماذا نحتفل فتكون الإجابة أن الاحتفال يعزز شعورنا بالهوية، ويطمئننا على ماضينا وبالتالى على مستقبلنا، من التأريخ للتذكر ومن التذكر للاحتفال، وغرض الاحتفال هنا ليس بسيطا ولكنه لاسترداد الثقة فى بقاء وخلود المجتمع.


وتضرب مثلا بما قام به سيد درويش فى أغنيته «قوم يامصرى مصر دايما بتناديك، شوف جدودك فى قبورهم ليل نهار كل عضمة بتستجار، فين أثارك ياللى ضيعت الآثار»، فقد كان يحاول أن يفكر المصريين بتاريخهم العظيم.


ومن المهم أن تعاد كتابة كتب التاريخ والإعلام يعيد النظر فى الاحتفالات التى يجب أن تأخذ شكلا معينا، ونستمع للأغانى الوطنية، التى تحض على الأخلاق والقيم ومحبة الوطن.


وتؤكد: ما يقوم به الرئيس السيسى من اختيار يوم الجمعة لافتتاح أغلب المشروعات هو من أجل تغيير الأيام التى ارتبطت فى الذاكرة بحوادث سوداء نعيد صياغتها مرة أخرى ونستبدلها بأحداث مبهجة.


وتختتم: وطنية الرئيس السيسى جعلت منه حاكما عبقريا، إنه يتعمد محو الأحزان الموجودة فى الذاكرة ليحل محلها الأفراح.


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة