جوائز الدوله التقديريه
جوائز الدوله التقديريه


المجلس الأعلى للثقافة يقضى على مبدأ «تكافؤ الفُرص»

أزمة «سنة الفراغ» فى جوائز الدولة

بوابة أخبار اليوم

الثلاثاء، 08 يونيو 2021 - 11:01 ص

كتبت : عائشة‭ ‬المراغى

اجدير‭ ‬بالذكر‭ ‬أن‭ ‬اجتماع‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬سيشهد‭ ‬حلًّا‭ ‬لمشكلة‭ ‬سنة‭ ‬الفراغ‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بجائزة‭ ‬الدولة‭ ‬التقديرية‭ ‬وجائزة‭ ‬الدولة‭ ‬التشجيعية‭ ‬بحيث‭ ‬يكون‭ ‬هناك‭ ‬توافق‭ ‬فى‭ ‬سنوات‭ ‬المنح‭ ‬بين‭ ‬الجائزتين‭ ‬المشار‭ ‬إليهما‭ ‬وجائزة‭ ‬النيل‭ ‬وجائزة‭ ‬التفوقب‭.‬

كانت‭ ‬تلك‭ ‬هى‭ ‬العبارة‭ ‬الأبرز‭ ‬فى‭ ‬بيان‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للثقافة‭ ‬الأسبوع‭ ‬الماضى‭ ‬فيما‭ ‬يخص‭ ‬اجتماع‭ ‬أعضاء‭ ‬المجلس‭ ‬للإعلان‭ ‬عن‭ ‬جوائز‭ ‬الدولة،‭ ‬وتلك‭ ‬المشكلة‭ ‬المقصودة‭ ‬ذ‭ ‬لمن‭ ‬لا‭ ‬يعرفها‭ ‬ذ‭ ‬تعود‭ ‬إلى‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬خمسين‭ ‬عامًا‭ ‬مضت،‭ ‬حينما‭ ‬تم‭ ‬إلغاء‭ ‬الجوائز‭ ‬عام‭ ‬1967‭ ‬اعام‭ ‬النكسةب‭ (‬جائزتا‭ ‬التشجيعية‭ ‬والتقديرية‭)‬،‭ ‬وصار‭ ‬المنح‭ ‬متأخرًا‭ ‬بعام،‭ ‬وبرز‭ ‬ذلك‭ ‬بشكل‭ ‬أكبر‭ ‬حينما‭ ‬أضيفت‭ ‬جائزتا‭ ‬التفوق‭ ‬ومبارك‭ (‬النيل‭ ‬فيما‭ ‬بعد‭) ‬عام‭ ‬1999،‭ ‬ومن‭ ‬حينها‭ ‬اعتدنا‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬الجوائز‭ ‬مختلفة‭ ‬فيما‭ ‬يخص‭ ‬العام‭ ‬المستحقة‭ ‬عنه‭.‬٫ما‭ ‬تبادر‭ ‬إلى‭ ‬أذهاننا‭ ‬عند‭ ‬قراءة‭ ‬البيان‭ ‬أن‭ ‬الحل‭ ‬سيكون‭ ‬بالإعلان‭ ‬عن‭ ‬الجائزتين‭ ‬فى‭ ‬عام‭ ‬واحد،‭ ‬كما‭ ‬حدث‭ ‬مع‭ ‬جائزة‭ ‬نوبل‭ ‬حين‭ ‬تم‭ ‬إلغاؤها‭ ‬عام‭ ‬2018‭ ‬ثم‭ ‬الإعلان‭ ‬عن‭ ‬اثنين‭ ‬من‭ ‬الفائزين‭ ‬فى‭ ‬العام‭ ‬التالى،‭ ‬لكن‭ ‬ذلك‭ ‬لم‭ ‬يحدث،‭ ‬بل‭ ‬أن‭ ‬د‭.‬إيناس‭ ‬عبد‭ ‬الدايم‭ ‬وزيرة‭ ‬الثقافة‭ ‬لم‭ ‬تتطرق‭ ‬من‭ ‬قريب‭ ‬أو‭ ‬بعيد‭ ‬إلى‭ ‬تلك‭ ‬المسألة‭ ‬فى‭ ‬المؤتمر‭ ‬الصحفى‭ ‬الذى‭ ‬تلا‭ ‬الاجتماع‭ ‬أو‭ ‬فى‭ ‬البيان‭ ‬الذى‭ ‬صدر‭ ‬عنه،‭ ‬وإنما‭ ‬أُعلِن‭ ‬عن‭ ‬الفائزين‭ ‬فى‭ ‬فروع‭ ‬الجائزتين‭ ‬كالمعتاد‭ ‬سنويًا،‭ ‬لدرجة‭ ‬جعلتنا‭ ‬نظن‭ ‬أن‭ ‬فكرة‭ ‬حل‭ ‬المشكلة‭ ‬قد‭ ‬تم‭ ‬إرجاؤها‭ ‬إلى‭ ‬أجل‭ ‬آخر‭.‬

 

عند‭ ‬مطالعة‭ ‬التقارير‭ ‬السرية‭ ‬لجائزة‭ ‬الدولة‭ ‬التقديرية‭ ‬التى‭ ‬تصدر‭ ‬عن‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للثقافة‭ ‬متضمنة‭ ‬قوائم‭ ‬الترشيح‭ ‬عن‭ ‬كل‭ ‬فرع؛‭ ‬اتضح‭ ‬أن‭ ‬غلافها‭ ‬يحمل‭ ‬جُملة‭ ‬العامى‭ ‬2020-2021ب،‭ ‬وبداخلها‭ ‬القوائم‭ ‬تعلوها‭ ‬جُملة‭ ‬أكثر‭ ‬توضيحًا‭ ‬نصها‭ ‬افيما‭ ‬يلى‭ ‬قائمة‭ ‬بأسماء‭ ‬السادة‭ ‬المرشحين‭ ‬لنيل‭ ‬جائزة‭ ‬الدولة‭ ‬التقديرية‭ ‬فى‭ ‬فروع‭ ‬الفنون‭ ‬والآداب‭ ‬والعلوم‭ ‬الاجتماعية‭ ‬لعامى‭ ‬2020-2021ب‭.‬

ماذا‭ ‬يتضح‭ ‬من‭ ‬القوائم؟

يتضح‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬تم‭ ‬هو‭ ‬دمج‭ ‬للمرشحين‭ ‬عن‭ ‬العامين‭ ‬فى‭ ‬قائمة‭ ‬واحدة‭ ‬والتعامل‭ ‬معهم‭ ‬باعتبارهم‭ ‬عن‭ ‬عام‭ ‬واحد‭ ‬والخروج‭ ‬بترشيحات‭ ‬له،‭ ‬ولذلك‭ ‬نجد‭ ‬أن‭ ‬بعض‭ ‬جهات‭ ‬الترشيح‭ ‬مكررة‭ ‬مرتين‭ ‬رغم‭ ‬أن‭ ‬معايير‭ ‬الترشيح‭ ‬الواجب‭ ‬توافرها‭ ‬فى‭ ‬الهيئات‭ - ‬كما‭ ‬هو‭ ‬مذكور‭ ‬فى‭ ‬البند‭ ‬السابع‭ ‬من‭ ‬المادة‭ ‬الأولى‭ ‬للائحة‭ ‬المجلس‭ - ‬تقتضى‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬الترشيح‭ ‬مقصورًا‭ ‬على‭ ‬مرشح‭ ‬واحد‭ ‬فقط‭ ‬بأى‭ ‬فرع‭ ‬من‭ ‬الفروع‭ ‬المخصصة‭ ‬له‭ ‬جوائز‭ ‬الدولة‭ ‬ويُبطل‭ ‬كل‭ ‬ترشيح‭ ‬يجرى‭ ‬على‭ ‬خلاف‭ ‬ذلك،‭ ‬لكن‭ ‬الواقع‭ ‬أن‭ ‬فرع‭ ‬الآداب‭ ‬مثلًا‭ ‬يتضمن؛‭ ‬عن‭ ‬اتحاد‭ ‬الكتَّاب‭ (‬شوقى‭ ‬حجاب‭/ ‬د‭.‬يوسف‭ ‬نوفل‭)‬،‭ ‬جامعة‭ ‬عين‭ ‬شمس‭ (‬د‭.‬عبد‭ ‬الناصر‭ ‬حسن‭/ ‬د‭.‬السعيد‭ ‬جمال‭ ‬الدين‭)‬،‭ ‬أكاديمية‭ ‬الفنون‭ (‬د‭.‬أسامة‭ ‬أبو‭ ‬طالب‭/ ‬د‭.‬عصام‭ ‬عبد‭ ‬العزيز‭)‬،‭ ‬جامعة‭ ‬الإسكندرية‭ (‬د‭.‬فوزى‭ ‬عيسى‭/ ‬د‭.‬محمود‭ ‬السيد‭ ‬نحلة‭)‬،‭ ‬نادى‭ ‬القصة‭ (‬د‭.‬كمال‭ ‬رحيم‭/ ‬د‭.‬يوسف‭ ‬نوفل‭)‬،‭ ‬بيت‭ ‬الشعر‭ (‬محمد‭ ‬سليمان‭/ ‬المرحوم‭ ‬محمود‭ ‬نسيم‭)‬،‭ ‬وعن‭ ‬أتيليه‭ ‬القاهرة‭ ‬اثنان‭ ‬من‭ ‬الفائزين؛‭ ‬كل‭ ‬منهما‭ ‬عن‭ ‬عام‭ ‬مختلف،‭ ‬وهما‭ ‬الكاتبة‭ ‬سلوى‭ ‬بكر‭ ‬والدكتور‭ ‬محمد‭ ‬المنسى‭ ‬قنديل‭.‬

وهكذا‭ ‬بقية‭ ‬التقارير؛‭ ‬التى‭ ‬ذيّل‭ ‬كل‭ ‬منها‭ ‬جُملة‭ ‬ارأت‭ ‬اللجنة‭ ‬أن‭ ‬الترشيحات‭ ‬مستوفية‭ ‬جميع‭ ‬الشروط‭ ‬الشكلية‭ ‬الواجب‭ ‬توافرها‭ ‬طبقًا‭ ‬لأحكام‭ ‬القانون‭ ‬الصادر‭ ‬بإنشاء‭ ‬جوائز‭ ‬الدولة‭ ‬واللائحة‭ ‬الداخلية‭ ‬التى‭ ‬أقرها‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للثقافة‭ ‬فى‭ ‬هذا‭ ‬الشأنب‭ ‬ثم‭ ‬توقيع‭ ‬مقرر‭ ‬أو‭ ‬مقررة‭ ‬اللجنة‭. ‬فهل‭ ‬هذا‭ ‬حقًا‭ ‬مستوفيًا‭ ‬للشروط‭ ‬وأحكام‭ ‬القانون؟‭!‬

وماذا‭ ‬عن‭ ‬الجوائز‭ ‬التشجيعية؟

من‭ ‬المتعارف‭ ‬عليه‭ ‬منذ‭ ‬بدأ‭ ‬منح‭ ‬الجائزة‭ ‬التشجيعية‭ ‬أن‭ ‬الفروع‭ ‬الثمانية‭ ‬فى‭ ‬كل‭ ‬مجال‭ ‬من‭ ‬مجالاتها‭ ‬تتغير‭ ‬سنويًا،‭ ‬فلم‭ ‬يحدث‭ ‬أن‭ ‬جاءت‭ ‬متطابقة‭ ‬فى‭ ‬عامين‭ ‬متتاليين،‭ ‬لكن‭ ‬ما‭ ‬تجلى‭ ‬عند‭ ‬الرجوع‭ ‬لإعلانى‭ ‬الجائزة‭ ‬عن‭ ‬عامى‭ ‬2020‭ ‬و2021‭ ‬أن‭ ‬المجلس‭ ‬أقرّ‭ ‬الفروع‭ ‬ذاتها‭ ‬فى‭ ‬العامين،‭ ‬مما‭ ‬يعنى‭ ‬أن‭ ‬الأمر‭ ‬مخططًا‭ ‬له،‭ ‬ولذلك‭ ‬وُضِعت‭ ‬هذه‭ ‬الجُملة‭ ‬فى‭ ‬الإعلان‭ ‬ابناءًا‭ ‬على‭ ‬قرار‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬فى‭ ‬اجتماعه‭ ‬الرابع‭ ‬والستين‭ ‬بتاريخ‭ ‬٢٠‭ ‬يونيو‭ ‬٢٠٢٠‭ ‬يتم‭ ‬الإعلان‭ ‬عن‭ ‬فروع‭ ‬الجائزة‭ ‬لعام‭ ‬2021‭ ‬بحيث‭ ‬يكون‭ ‬مطابقًا‭ ‬لفروع‭ ‬عام‭ ‬2020،‭ ‬وتُعرض‭ ‬قائمة‭ ‬واحدة‭  ‬بأسماء‭ ‬المتقدمين‭ ‬والأعمال‭ ‬المقدمة‭ ‬للعامين‭ ‬معًا‭ ‬على‭ ‬اللجان‭ ‬المختصة‭ ‬بفحص‭ ‬الجائزة،‭ ‬وفقا‭ ‬للإجراءات‭ ‬والقواعد‭ ‬المقررة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الشأنب‭.‬

والسؤال‭ ‬هنا؛‭ ‬علام‭ ‬استند‭ ‬القرار‭ ‬قانونًا؟‭ ‬وهل‭ ‬يمكن‭ ‬تطبيق‭ ‬قرار‭ ‬مخالف‭ ‬للقانون؟‭ ‬فالمادة‭ (‬9‭) ‬من‭ ‬القانون‭ ‬رقم‭ (‬8‭) ‬لسنة‭ ‬2017‭ ‬بشأن‭ ‬تعديل‭ ‬أحكام‭ ‬القانون‭ ‬رقم‭ (‬37‭) ‬لسنة‭ ‬1958،‭ ‬تنص‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬ايعلن‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬خلال‭ ‬شهر‭ ‬أكتوبر‭ (‬من‭ ‬كل‭ ‬عام‭) ‬عن‭ ‬الفروع‭ ‬والموضوعات‭ ‬التى‭ ‬تقرر‭ ‬منح‭ ‬الجوائز‭ ‬التشجيعية‭ ‬عنهاب،‭ ‬تلك‭ ‬الفروع‭ ‬التى‭ ‬من‭ ‬المفترض‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬محددة‭ ‬سلفًا؛‭ ‬إذ‭ ‬ينص‭ ‬البند‭ ‬التاسع‭ ‬من‭ ‬المادة‭ ‬السادسة‭ ‬فى‭ ‬لائحة‭ ‬المجلس‭ ‬والخاصة‭ ‬بشروط‭ ‬التقديم‭ ‬لنيل‭ ‬جوائز‭ ‬الدولة‭ ‬التشجيعية،‭ ‬على‭ ‬أنه‭ ‬ايتم‭ ‬عقد‭ ‬لجان‭ ‬تحديد‭ ‬الفروع‭ ‬كل‭ ‬خمس‭ ‬سنوات،‭ ‬لتحديد‭ ‬الموضوعات‭ ‬التى‭ ‬سيتم‭ ‬التقدم‭ ‬لها،‭ ‬لنشر‭ ‬خطة‭ ‬المجلس‭ ‬الخماسية‭ ‬للفروع‭ ‬والموضوعات‭ ‬التى‭ ‬حُددت‭ ‬لنيل‭ ‬جوائز‭ ‬الدولة‭ ‬التشجيعية‭ ‬فى‭ ‬السنوات‭ ‬الخمس‭ ‬القادمة،‭ ‬حتى‭ ‬يتسنى‭ ‬للمثقفين‭ ‬والمبدعين‭ ‬الإعداد‭ ‬لهذه‭ ‬الموضوعات‭ ‬ليتوافر‭ ‬الإنتاج‭ ‬المطلوب‭ ‬والتغلب‭ ‬على‭ ‬مشكلة‭ ‬حجب‭ ‬الجائزةب‭.‬

 

ما‭ ‬حدث‭ ‬تغلَّب‭ ‬بالفعل‭ ‬ذ‭ ‬نسبيًا‭ ‬ذ‭ ‬على‭ ‬مشكلة‭ ‬الحجب‭ ‬المعتادة،‭ ‬إذ‭ ‬بلغ‭ ‬العدد‭ ‬الإجمالى‭ ‬للجوائز‭ ‬المحجوبة‭ ‬فى‭ ‬التشجيعية‭ (‬6‭) ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬واحدة‭ ‬فى‭ ‬جائزة‭ ‬النيل،‭ ‬لكنه‭ ‬لا‭ ‬يمت‭ ‬بصِلة‭ ‬للمنصوص‭ ‬عليه‭ ‬فى‭ ‬اللائحة‭ ‬والقانون،‭ ‬والذى‭ ‬يقضى‭ ‬بوضوح‭ ‬أن‭ ‬الجائزة‭ ‬اسنويةب‭. ‬أى‭ ‬أنه‭ ‬إذا‭ ‬صدر‭ ‬قرار‭ ‬بدمج‭ ‬العامين‭ ‬يكون‭ ‬قد‭ ‬خالف‭ ‬القانون‭ ‬الذى‭ ‬يقضى‭ ‬فى‭ ‬المواد‭ ‬أرقام‭ (‬1،‭ ‬2،‭ ‬5،‭ ‬6،‭ ‬6‭ ‬مكرر،‭ ‬3،‭ ‬7،‭ ‬9،‭ ‬10‭) ‬بأن‭ ‬يكون‭ ‬منح‭ ‬جوائز‭ ‬الدولة‭ ‬سنويًا‭.‬

وبالرجوع‭ ‬إلى‭ ‬أحد‭ ‬رجال‭ ‬القانون‭ ‬البارزين‭ ‬أفاد‭ ‬بأن‭ ‬القانون‭ ‬رقم‭ ‬37‭ ‬لسنة‭ ‬1958تبشأن‭ ‬إنشاء‭ ‬جوائز‭ ‬الدولة‭ ‬للإنتاج‭ ‬الفكرى‭ ‬ولتشجيع‭ ‬العلوم‭ ‬والعلوم‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والفنون‭ ‬والآداب‭ ‬قد‭ ‬أوجب‭ ‬منح‭ ‬جوائز‭ ‬الدولة‭ ‬سنويًا،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬لا‭ ‬يجوز‭ ‬دمج‭ ‬سنتين‭ ‬فى‭ ‬سنة‭ ‬واحدة‭ ‬وتوزيع‭ ‬الجوائز‭ ‬المخصصة‭ ‬لسنة‭ ‬واحدة‭ ‬على‭ ‬سنتين،‭ ‬لأن‭ ‬هذا‭ ‬يعد‭ ‬مخالفة‭ ‬لمبدأ‭ ‬التدرج‭ ‬التشريعى،‭ ‬فلا‭ ‬يجوز‭ ‬لتشريع‭ ‬أدنى‭ ‬مخالفة‭ ‬التشريع‭ ‬الأعلى،‭ ‬كما‭ ‬أنه‭ ‬خالف‭ ‬مبدأ‭ ‬الحقوق‭ ‬القانونية‭ ‬المكتسبة‭ ‬طبقًا‭ ‬للقانون،‭ ‬فكل‭ ‬باحث‭ ‬ومبدع‭ ‬له‭ ‬حق‭ ‬مكتسب‭ ‬فى‭ ‬السنة‭ ‬التى‭ ‬تقدم‭ ‬بطلبه‭ ‬للحصول‭ ‬على‭ ‬الجائزة‭ ‬فيها‭. ‬

وبالتالى‭ ‬نتساءل؛‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬السند‭ ‬القانونى‭ ‬الذى‭ ‬اعتمد‭ ‬عليه‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للثقافة‭ ‬ليقضى‭ ‬على‭ ‬حق‭ ‬المرشحين‭ ‬فى‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬افُرص‭ ‬متكافئةب‭ ‬وليتلاعب‭ ‬فى‭ ‬نسبة‭ ‬فوز‭ ‬كل‭ ‬منهم‭ ‬بالجائزة‭ ‬بعد‭ ‬وضعه‭ ‬بين‭ ‬عدد‭ ‬أكبر‭ ‬من‭ ‬المرشحين؟‭ ‬ولماذا‭ ‬لم‭ ‬يلجأ‭ ‬أمناء‭ ‬المجلس‭ ‬أو‭ ‬وزراء‭ ‬الثقافة‭ ‬السابقون‭ ‬لهذا‭ ‬الحل‭ ‬طالما‭ ‬أنه‭ ‬بهذه‭ ‬البساطة؟‭ ‬ولماذا‭ ‬انتظرنا‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬نصف‭ ‬قرن‭ ‬لنتوصل‭ ‬إلى‭ ‬هذه‭ ‬الحيلة‭ ‬العبقرية؟‭ ‬

أسئلة‭ ‬كثيرة‭ ‬فى‭ ‬حاجة‭ ‬إلى‭ ‬إجابة‭ ‬وتوضيح،‭ ‬حاولنا‭ ‬طرحها‭ ‬على‭ ‬د‭.‬هشام‭ ‬عزمى،‭ ‬أمين‭ ‬عام‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للثقافة،‭ ‬لكننا‭ ‬لم‭ ‬نتمكن‭ ‬من‭ ‬الوصول‭ ‬إليه‭! ‬لكن‭ ‬ما‭ ‬أكده‭ ‬أمناء‭ ‬سابقين‭ ‬للمجلس‭ ‬رفضوا‭ ‬التحدث‭ ‬بأسمائهم‭ ‬لحساسية‭ ‬الموقف؛‭ ‬أنهم‭ ‬لم‭ ‬يستطيعوا‭ ‬فعل‭ ‬ذلك‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬سنوات‭ ‬طويلة‭ ‬لعدم‭ ‬توافر‭ ‬الغطاء‭ ‬القانونى‭ ‬للمنح،‭ ‬خاصة‭ ‬فى‭ ‬جانبه‭ ‬المادى،‭ ‬أى‭ ‬عدم‭ ‬توافر‭ ‬ميزانيات‭ ‬لمنح‭ ‬الجائزتين‭ ‬فى‭ ‬عام‭ ‬واحد‭.‬

وهنا‭ ‬يجدر‭ ‬الإشارة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬جوائز‭ ‬الدولة‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬السنوات‭ ‬العشر‭ ‬الماضية‭ ‬ـ‭ ‬فقط‭ ‬ـ‭  ‬شهدت‭ ‬حجب‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الجوائز‭ ‬وأعيدت‭ ‬أموالها‭ ‬إلى‭ ‬خزينة‭ ‬الدولة،‭ ‬فما‭ ‬تحتاجه‭ ‬سنة‭ ‬الفراغ‭ ‬من‭ ‬ميزانية‭ ‬هو‭ ‬مليون‭ ‬وستمائة‭ ‬ألف‭ ‬جنيه‭ ‬فى‭ ‬الشجيعية‭ ‬بكامل‭ ‬فروعها،‭ ‬ومليونان‭ ‬لجميع‭ ‬جوائز‭ ‬التقديرية،‭ ‬أى‭ ‬بإجمالى‭ ‬اثلاثة‭ ‬ملايين‭ ‬وستمائة‭ ‬ألف‭ ‬جنيهب،‭ ‬فى‭ ‬حين‭ ‬أن‭ ‬إجمالى‭ ‬قيمة‭ ‬ما‭ ‬حُجب‭ ‬من‭ ‬الجوائز‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬السابقة‭ ‬من‭ ‬2015‭ ‬إلى‭ ‬2020‭ ‬يزيد‭ ‬على‭ ‬ستة‭ ‬ملايين،‭ ‬بواقع‭ (‬مليون‭ ‬و50‭ ‬ألف‭) ‬عام‭ ‬2015،‭ (‬مليون‭ ‬و250‭ ‬ألف‭) ‬عام‭ ‬2016،‭ (‬مليون‭ ‬و50‭ ‬ألف‭) ‬عام‭ ‬2017،‭ (‬950‭ ‬ألف‭) ‬عام‭ ‬2018،‭ (‬مليون‭ ‬و250‭ ‬ألف‭) ‬عام‭ ‬2019،‭ (‬600‭ ‬ألف‭) ‬عام‭ ‬2020‭. ‬ألم‭ ‬يكن‭ ‬ممكنًا‭ ‬السعى‭ ‬لاستصدار‭ ‬قانون‭ ‬خاص‭ ‬بتلك‭ ‬السنة‭ ‬يوفِّر‭ ‬لها‭ ‬ميزانية‭ ‬من‭ ‬الجوائز‭ ‬المحجوبة؟‭ ‬وهل‭ ‬المبلغ‭ ‬المطلوب‭ ‬كبير‭ ‬لدرجة‭ ‬أن‭ ‬تعجز‭ ‬الدولة‭ ‬عن‭ ‬توفيره‭ ‬للجائزة‭ ‬التى‭ ‬تحمل‭ ‬اسمها؟‭!‬

فى‭ ‬ظل‭ ‬هذا‭ ‬العوار‭ ‬القانونى‭ ‬السابق‭ ‬الإشارة‭ ‬إليه‭ ‬من‭ ‬حق‭ ‬أى‭ ‬مرشح‭ ‬أو‭ ‬متقدم‭ ‬لجائزتى‭ ‬الدولة‭ ‬التقديرية‭ ‬والتشجيعية‭ ‬أن‭ ‬يتوجه‭ ‬بطعن‭ ‬ضد‭ ‬ما‭ ‬أسفرت‭ ‬عنه‭ ‬الجوائز‭ ‬من‭ ‬نتائج‭ ‬أمام‭ ‬مجلس‭ ‬الدولة،‭ ‬مما‭ ‬يهدد‭ ‬ببطلانها‭. ‬

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة