محمد أبو زيد: جائزتى لكل شعراء النثر
محمد أبو زيد: جائزتى لكل شعراء النثر


محمد أبو زيد: جائزتى لكل شعراء النثر

أخبار الأدب

الثلاثاء، 08 يونيو 2021 - 11:30 ص

 

فوز‭ ‬ديوان‭ ‬اجحيمب‭ ‬بـاالتشجيعية‭ ‬لمحمد‭ ‬أبو‭ ‬زيد‭ ‬لاقى‭ ‬احتفاء‭ ‬كبيراً،‭ ‬خاصة‭ ‬وأنها‭ ‬أول‭ ‬مرة‭ ‬تذهب‭ ‬فيها‭ ‬إحدى‭ ‬جوائز‭ ‬الدولة‭ ‬إلى‭ ‬ديوان‭ ‬نثر‭.‬

يقول‭ ‬أبو‭ ‬زيد‭ ‬إنه‭ ‬سعيد‭ ‬بالفوز‭ ‬لسببين،‭ ‬الأول‭: ‬لأنه‭ ‬يحب‭ ‬هذا‭ ‬الديوان‭ ‬بشكل‭ ‬خاص،‭ ‬ويظنه‭ ‬ظُلم‭ ‬قليلاً،‭ ‬ولم‭ ‬يأخذ‭ ‬حقه‭ ‬فى‭ ‬القراءة‭ ‬والمناقشة،‭ ‬بسبب‭ ‬صدوره‭ ‬قبل‭ ‬أزمة‭ ‬كورونا‭ ‬بقليل،‭ ‬ثم‭ ‬ما‭ ‬جرى‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬إغلاق‭ ‬وتعليق‭ ‬للأنشطة‭ ‬الثقافية،‭ ‬والثانى‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬هى‭ ‬أول‭ ‬مرة‭ ‬يحصل‭ ‬فيها‭ ‬ديوان‭ ‬قصيدة‭ ‬نثر‭ ‬على‭ ‬إحدى‭ ‬جوائز‭ ‬الدولة‭ ‬الرسمية،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬حورب‭ ‬كتابها‭ ‬وهُمّشوا‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬سنوات‭ ‬طويلة‭.‬

يقول‭: ‬ارغم‭ ‬أن‭ ‬المعركة‭ ‬حُسمت‭ ‬منذ‭ ‬سنوات‭ ‬طويلة،‭ ‬وأثبتت‭ ‬قصيدة‭ ‬النثر‭ ‬نفسها‭ ‬عربياً‭ ‬ودولياً،‭ ‬وأصبح‭ ‬لها‭ ‬رموزها‭ ‬ومنظروها،‭ ‬إلا‭ ‬أننا‭ ‬ظللنا‭ ‬فى‭ ‬مصر‭ ‬غارقين‭ ‬فى‭ ‬نقاش‭ ‬غريب‭ ‬وضحل‭: ‬هل‭ ‬قصيدة‭ ‬النثر‭ ‬شعر‭ ‬أم‭ ‬لا؟‭ ‬وقد‭ ‬أجاب‭ ‬محمد‭ ‬الماغوط‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬السؤال‭ ‬منذ‭ ‬قصائده‭ ‬الأولى‭ ‬فى‭ ‬مجلة‭ ‬شعر‭ ‬اللبنانية،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬حجم‭ ‬الشاعرية‭ ‬الهائل‭ ‬فى‭ ‬قصائده،‭ ‬ويضيف‭: ‬اأظن‭ ‬أننى‭ ‬لم‭ ‬أحصل‭ ‬وحدى‭ ‬على‭ ‬الجائزة،‭ ‬بل‭ ‬حصل‭ ‬عليها‭ ‬كل‭ ‬شعراء‭ ‬النثر،‭ ‬من‭ ‬سبقونى‭ ‬ومن‭ ‬جايلونى‭ ‬ومن‭ ‬جاءوا‭ ‬بعد‭ ‬جيلى‭. ‬كل‭ ‬واحد‭ ‬فيهم‭ ‬يستحقها،‭ ‬لأنهم‭ ‬كانوا‭ ‬على‭ ‬حق‭ ‬عندما‭ ‬انحازوا‭ ‬لذائقتهم،‭ ‬لقصيدة‭ ‬النثر،‭ ‬فقد‭ ‬آن‭ ‬لها‭ ‬أن‭ ‬تخرج‭ ‬من‭ ‬خندق‭ ‬حُشرت‭ ‬فيه‭ ‬طويلاً‭. ‬وأعتقد‭ ‬أن‭ ‬علينا‭ ‬جميعاً‭ ‬أن‭ ‬ننظر‭ ‬للشعر‭ ‬ونقيِّمه‭ ‬بجوهره‭ ‬لا‭ ‬بشكله،‭ ‬بعالمه‭ ‬وروائحه‭ ‬وتأثيره‭ ‬لا‭ ‬بأوزانه‭ ‬وقافيتهب‭.‬

يعتقد‭ ‬أبو‭ ‬زيد‭ ‬أن‭ ‬تقديم‭ ‬تعريف‭ ‬محدد‭ ‬للشعر‭ ‬هو‭ ‬شىء‭ ‬مبتذل،‭ ‬لأن‭ ‬الشعر‭ ‬خارج‭ ‬كل‭ ‬التعريفات،‭ ‬وكل‭ ‬شخص‭ ‬يستطيع‭ ‬أن‭ ‬يقدم‭ ‬تعريفه‭ ‬الخاص‭ ‬به،‭ ‬فهو‭ ‬يمنح‭ ‬كل‭ ‬شخص،‭ ‬سواء‭ ‬كان‭ ‬شاعراً‭ ‬أم‭ ‬قارئاً،‭ ‬شعوره‭ ‬الخاص،‭ ‬يمس‭ ‬فيه‭ ‬منطقة‭ ‬لم‭ ‬تقترب‭ ‬منها‭ ‬يد‭ ‬من‭ ‬قبل‭. ‬يعلق‭: ‬ابالنسبة‭ ‬لى‭ ‬الشعر‭ ‬هو‭ ‬الحياة،‭ ‬أو‭ ‬ما‭ ‬يمنحنى‭ ‬تلك‭ ‬الحياة،‭ ‬أو‭ ‬ما‭ ‬يعيننى‭ ‬عليها‭. ‬فى‭ ‬تلك‭ ‬اللحظات‭ ‬التى‭ ‬أكتب‭ ‬فيها‭ ‬نصاً،‭ ‬أو‭ ‬أقرأ‭ ‬فيها‭ ‬نصاً‭ ‬جديداً‭ ‬أو‭ ‬قديماً‭ ‬لشاعر‭ ‬كبير‭ ‬أو‭ ‬مبتدئ،‭ ‬حين‭ ‬تمس‭ ‬يد‭ ‬الشعر‭ ‬قلبى،‭ ‬أشعر‭ ‬بأنه‭ ‬يوجد‭ ‬ما‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬نحيا‭ ‬لأجلهب‭.‬

رغم‭ ‬سعادته‭ ‬بنجاح‭ ‬روايته‭ ‬اعنكبوت‭ ‬فى‭ ‬القلب،‭ ‬لكنه‭ ‬شعر‭ ‬بالحزن‭ ‬لعدم‭ ‬وجود‭ ‬اهتمام‭ ‬مشابه‭ ‬بديوانه‭ ‬اجحيمب‭. ‬يقول‭: ‬اأتفهم‭ ‬هذا،‭ ‬وأتفهم‭ ‬أن‭ ‬قارئ‭ ‬الشعر‭ ‬خاص‭ ‬وقارئ‭ ‬الرواية‭ ‬عام‭. ‬لكنك‭ ‬لو‭ ‬سألتنى‭ ‬إلى‭ ‬أيهما‭ ‬تميل،‭ ‬سأقول‭ ‬لك‭ ‬بدون‭ ‬تفكير‭: ‬للشعر‭. ‬أعتبر‭ ‬نفسى‭ ‬شاعراً‭ ‬لا‭ ‬روائياً،‭ ‬رغم‭ ‬أن‭ ‬الرواية‭ ‬رُشحت‭ ‬لجائزة‭ ‬الشيخ‭ ‬زايد‭ ‬وحازت‭ ‬قبولاً‭ ‬كبيراً،‭ ‬وأعرف‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬سيغضب‭ ‬أصدقائى‭ ‬الروائيين‭ ‬منى‭. ‬ليس‭ ‬لأفضلية‭ ‬فن‭ ‬على‭ ‬آخر،‭ ‬لكن‭ ‬لأن‭ ‬هذا‭ ‬هو‭ ‬شعورى‭ ‬بصدقب‭. ‬

صدر‭ ‬ديوان‭ ‬اجحيمب‭ ‬فى‭ ‬2019،‭ ‬ولم‭ ‬يكتب‭ ‬شعراً‭ ‬بعده‭ ‬إلا‭ ‬نصوصاً‭ ‬قليلة‭ ‬يقول‭ ‬إنه‭ ‬ليس‭ ‬راضياً‭ ‬عنها‭: ‬اطموحى‭ ‬يتجاوز‭ ‬اللحظة‭ ‬الراهنة‭ ‬فى‭ ‬الشعر‭. ‬قصيدة‭ ‬النثر‭ ‬ليست‭ ‬نهاية‭ ‬المطاف‭ ‬فى‭ ‬تاريخ‭ ‬القصيدة،‭ ‬هناك‭ ‬تحول‭ ‬كبير‭ ‬قادم،‭ ‬قد‭ ‬لا‭ ‬تظهر‭ ‬معالمه‭ ‬الآن،‭ ‬وسأكون‭ ‬كاذباً‭ ‬إذا‭ ‬قلت‭ ‬إننى‭ ‬أستطيع‭ ‬التنظير‭ ‬له‭ ‬الآن،‭ ‬لكنى‭ ‬أرى‭ ‬ملامحه،‭ ‬وعلينا‭ ‬أن‭ ‬ننتظره،‭ ‬وأن‭ ‬نجعل‭ ‬رهاننا‭ ‬دائماً‭ ‬على‭ ‬الشاعرية‭ ‬لا‭ ‬أى‭ ‬شىء‭ ‬آخر‭. ‬إحدى‭ ‬قصائد‭ ‬ديوانى‭: ‬سوداء‭ ‬وجميلة،‭ ‬الصادر‭ ‬عن‭ ‬دار‭ ‬شرقيات‭ ‬فى‭ ‬2015‭ ‬تتحدث‭ ‬عن‭ ‬الشعر‭ ‬فى‭ ‬المستقبل،‭ ‬وعن‭ ‬روبوت‭ ‬يكتب‭ ‬قصائد،‭ ‬ربما‭ ‬توجد‭ ‬محاولات‭ ‬مشابهة‭ ‬لهذا‭ ‬فى‭ ‬الواقع،‭ ‬لكن‭ ‬ما‭ ‬أقصده‭ ‬أن‭ ‬الوقوف‭ ‬عند‭ ‬قصيدة‭ ‬النثر‭ ‬يشبه‭ ‬الوقوف‭ ‬عند‭ ‬القصيدة‭ ‬العمودية‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬أو‭ ‬الوقوف‭ ‬عند‭ ‬قصيدة‭ ‬تفعيلية‭ ‬من‭ ‬بعدها،‭ ‬مع‭ ‬احترامى‭ ‬لكل‭ ‬التجارب‭ ‬بالطبع‭. ‬وسبب‭ ‬توقفى‭ ‬عن‭ ‬الكتابة‭ ‬بعد‭ ‬جحيم‭ ‬ليس‭ ‬لأنى‭ ‬أريد‭ ‬أن‭ ‬أجرب‭ ‬الشكل‭ ‬الجديد،‭ ‬فأنا‭ ‬لا‭ ‬أعرفه‭ ‬بعد،‭ ‬لكنى‭ ‬لا‭ ‬أريد‭ ‬كتابة‭ ‬نص‭ ‬مشابه‭ ‬لديوانى‭: ‬جحيمب‭.‬

أبو‭ ‬زيد‭ ‬ليس‭ ‬مشغولاً‭ ‬بالصراع‭ ‬بين‭ ‬القصيدة‭ ‬العمودية‭ ‬والتفعيلية‭ ‬والنثرية‭: ‬اأنا‭ ‬أقول‭ ‬كلمتى‭ ‬وأمشى،‭ ‬وأستمتع‭ ‬بالأنواع‭ ‬الثلاثة‭ ‬إذا‭ ‬كانت‭ ‬مكتوبة‭ ‬بشكل‭ ‬جيد،‭ ‬مع‭ ‬أهمية‭ ‬النظر‭ ‬إلى‭ ‬ظروف‭ ‬كتابة‭ ‬كل‭ ‬قصيدة‭ ‬وزمنها‭. ‬فى‭ ‬ديوانى‭ (‬مدهامتان‭) ‬قدمت‭ ‬مزيجاً‭ ‬من‭ ‬قصائد‭ ‬التفعيلة‭ ‬والعمودى‭ ‬والنثر‭ ‬عن‭ ‬قصد،‭ ‬كأننى‭ ‬كنت‭ ‬أريد‭ ‬القول‭ ‬إننى‭ ‬أجيد‭ ‬كتابة‭ ‬الفنون‭ ‬الثلاثة،‭ ‬لكننى‭ ‬أختار‭ ‬هذاب‭.‬

آباء‭ ‬أبو‭ ‬زيد‭ ‬فى‭ ‬كل‭ ‬مكان‭. ‬يقول‭: ‬ابعضهم‭ ‬ربما‭ ‬لم‭ ‬يكتب‭ ‬الشعر‭ ‬قط،‭ ‬ربما‭ ‬قال‭ ‬جملة‭ ‬فى‭ ‬قطار‭ ‬ركاب‭ ‬فقراء‭ ‬سمعتها‭ ‬منه‭ ‬وأنا‭ ‬عائد‭ ‬معه‭ ‬إلى‭ ‬قريتى‭ ‬فى‭ ‬جنوب‭ ‬الصعيد،‭ ‬ربما‭ ‬كان‭ ‬بائعاً‭ ‬فى‭ ‬الشارع‭ ‬ألقى‭ ‬جملة‭ ‬ببساطة‭ ‬مدهشة‭ ‬فأدهشتنى،‭ ‬ربما‭ ‬كان‭ ‬نادل‭ ‬مقهى‭ ‬فى‭ ‬العشرين‭ ‬من‭ ‬عمره‭ ‬ردد‭ ‬عبارة‭ ‬جميلة‭ ‬ورثها‭ ‬عن‭ ‬جدته،‭ ‬ربما‭ ‬كان‭ ‬روائياً‭ ‬أو‭ ‬أستاذ‭ ‬فيزياء‭ ‬أو‭ ‬عالم‭ ‬فلك،‭ ‬ربما‭ ‬كان‭ ‬شاعراً‭ ‬كبيراً،‭ ‬أو‭ ‬شاعراً‭ ‬يجرب‭ ‬قصيدته‭ ‬الأولى،‭ ‬أو‭ ‬شاعراً‭ ‬لم‭ ‬يولد‭ ‬بعد‭.‬

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة