منصورة عز الدين
منصورة عز الدين


معرض أبو ظبى يصل التراث العربى باللحظة الراهنة

أُقيم فى ظل احترازات صحية مشددة:

أخبار الأدب

الثلاثاء، 08 يونيو 2021 - 11:53 ص

كتبت :منصورة عز الدين

فى‭ ‬الفترة‭ ‬من‭ ‬23‭ ‬إلى‭ ‬29‭ ‬مايو‭ ‬2021،‭ ‬أُقيمت‭ ‬الدورة‭ ‬الثلاثون‭ ‬من‭ ‬معرض‭ ‬أبو‭ ‬ظبى‭ ‬الدولى‭ ‬للكتاب‭ ‬بمشاركة‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬889‭ ‬عارضًا‭ ‬حضوريًا‭ ‬وافتراضيًا،‭  ‬662‭ ‬عارضًا‭ ‬دوليًا‭ ‬و227‭ ‬عارضًا‭ ‬محليًا‭ ‬من‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬46‭ ‬دولة‭ ‬من‭ ‬حول‭ ‬العالم‭. ‬واستضاف‭ ‬المعرض‭ ‬قرابة‭ ‬315‭ ‬ضيفًا‭ ‬ومتحدثًا،‭ ‬شاركوا‭ ‬فى‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬230‭ ‬جلسة‭ ‬واقعية‭ ‬وافتراضية‭.‬

ألقت‭ ‬الجائحة‭ ‬الحالية‭ ‬بظلالها‭ ‬على‭ ‬دورة‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬من‭ ‬المعرض،‭ ‬التى‭ ‬عقدت‭ ‬وفق‭ ‬بروتوكول‭ ‬صحى‭ ‬صارم،‭ ‬يمنع‭ ‬دخول‭ ‬أى‭ ‬شخص‭ ‬إلّا‭ ‬إن‭ ‬كانت‭ ‬معه‭ ‬نتيجة‭ ‬اختبار‭ ‬فحص‭ ‬كورونا‭ ‬سلبية‭ ‬لم‭ ‬يمض‭ ‬عليها‭ ‬28‭ ‬ساعة،‭ ‬ووفرت‭ ‬إدارة‭ ‬المعرض‭ ‬للزائرين‭ ‬والضيوف‭ ‬مركزًا‭ ‬طبيًا‭ ‬لإجراء‭ ‬هذه‭ ‬الاختبارات‭ ‬مجانًا‭.‬

لكن‭ ‬هذا‭ ‬ليس‭ ‬كل‭ ‬شيء،‭ ‬فحتى‭ ‬مع‭ ‬التأكد‭ ‬من‭ ‬عدم‭ ‬دخول‭ ‬أى‭ ‬شخص‭ ‬دون‭ ‬هذه‭ ‬الاختبارات،‭ ‬حرص‭ ‬القائمون‭ ‬على‭ ‬دورة‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬على‭ ‬التزام‭ ‬الجميع‭ ‬داخل‭ ‬الأروقة‭ ‬والأجنحة‭ ‬بالاحترازات‭ ‬الوقائية‭ ‬من‭ ‬التباعد‭ ‬الاجتماعى‭ ‬وارتداء‭ ‬الكمامات‭ ‬بشكل‭ ‬دائم‭.‬

ولعل‭ ‬أبرز‭ ‬أنشطة‭ ‬المعرض‭ ‬كانت‭ ‬تلك‭ ‬الخاصة‭ ‬بضيف‭ ‬الشرف،‭ ‬ألمانيا‭ ‬التى‭ ‬ضم‭ ‬جناحها‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬15‭ ‬دار‭ ‬نشر‭ ‬ألمانية‭ ‬استعرضت‭ ‬ما‭ ‬يزيد‭ ‬على‭ ‬350‭ ‬عنوانًا‭ ‬باللغة‭ ‬الألمانية‭ ‬وبعضها‭ ‬مترجم‭ ‬إلى‭ ‬اللغة‭ ‬الإنجليزية،‭ ‬كما‭ ‬قدمت‭ ‬عددًا‭ ‬من‭ ‬الندوات‭ ‬المهمة‭.‬

وكذلك‭ ‬حظيت‭ ‬الندوات‭ ‬الخاصة‭ ‬بجائزة‭ ‬الشيخ‭ ‬زايد‭ ‬للكتاب،‭ ‬والتى‭ ‬ضمت‭ ‬الاحتفال‭ ‬بالفائزين‭ ‬وندوات‭ ‬تشمل‭ ‬حوارات‭ ‬معهم،‭ ‬باهتمام‭ ‬جمهور‭ ‬المعرض،‭ ‬وقد‭ ‬حضر‭ ‬بعض‭ ‬الفائزين،‭ ‬فى‭ ‬حين‭ ‬شارك‭ ‬بعضهم‭ ‬الآخر‭ ‬فى‭ ‬الندوات‭ ‬افتراضيًا‭.‬

وعلى‭ ‬هامش‭ ‬المعرض،‭ ‬أعلنت‭ ‬الجائزة‭ ‬العالمية‭ ‬للرواية‭ ‬العربية‭ ‬فوز‭ ‬الكاتب‭ ‬الأردنى‭ ‬بها‭ ‬عن‭ ‬روايته‭ ‬ادفاتر‭ ‬الوراقبـ‭ ‬وأُقيمت‭ ‬ندوات‭ ‬افتراضية‭ ‬مع‭ ‬كُتَّاب‭ ‬القائمة‭ ‬القصيرة‭.‬

وضمن‭ ‬مبادرة‭ ‬اأضواء‭ ‬على‭ ‬حقوق‭ ‬النشرب،‭ ‬واصل‭ ‬معرض‭ ‬أبو‭ ‬ظبى‭  ‬دعم‭ ‬قطاع‭ ‬النشر‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬المنح‭ ‬المالية‭ ‬التى‭ ‬يقدمها‭ ‬لدعم‭ ‬الكتاب،‭ ‬لتصل‭ ‬إلى‭ ‬300‭ ‬منحة،‭ ‬كما‭ ‬تم‭ ‬توسيع‭ ‬نطاق‭ ‬دعمها‭ ‬ليشمل‭ الكتب‭ ‬الصوتية‭ ‬والإلكترونية‭.‬

وأتاح‭ ‬المعرض‭ ‬للناشرين‭ ‬تقديم‭ ‬طلب‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬المنحة‭ ‬شخصيًا‭ ‬أو‭ ‬افتراضيًا،‭ ‬عبر‭ ‬موقع‭ ‬معرض‭ ‬أبوظبى‭ ‬الدولى‭ ‬للكتاب‭ ‬أو‭ ‬تطبيق‭ ‬المعرض‭ ‬على‭ ‬الهاتف‭ ‬الجوال،‭ ‬والذى‭ ‬يتضمن‭ ‬صفحة‭ ‬مخصصة‭ ‬لمبادرة‭ ‬اأضواء‭ ‬على‭ ‬حقوق‭ ‬النشرب‭.‬

وسهّل‭ ‬برنامج‭ ‬اأضواء‭ ‬على‭ ‬حقوق‭ ‬النشرب‭ ‬منذ‭ ‬إطلاقه‭ ‬عام‭ ‬2009‭ ‬ترجمة‭ ‬المحتوى‭ ‬من‭ ‬اللغة‭ ‬العربية‭ ‬وإليها،‭ ‬وساهم‭ ‬فى‭ ‬نشر‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬600‭ ‬عنوان‭ ‬يتناول‭ ‬مواضيع‭ ‬مختلفة‭ ‬بما‭ ‬فيها‭ ‬العلوم‭ ‬والتاريخ‭ ‬والعلوم‭ ‬الاجتماعية‭ ‬وأدب‭ ‬الأطفال‭.‬

عيون‭ ‬النثر‭ ‬العربى‭ ‬فى‭ ‬كتب‭ ‬صوتية

من‭ ‬جهة‭ ‬أخرى‭ ‬أطلق‭ ‬معرض‭ ‬أبوظبى‭ ‬الدولى‭ ‬للكتاب‭ ‬سلسلة‭ ‬من‭ ‬الكتب‭ ‬المسموعة‭ ‬لخمسين‭ ‬كتابًا‭ ‬من‭ ‬أبرز‭ ‬كتب‭ ‬النثر‭ ‬العربى‭ ‬القديم،‭ ‬وذلك‭ ‬ضمن‭ ‬مبادرة‭ ‬اعيون‭ ‬النثر‭ ‬العربيب‭ ‬للكتب‭ ‬الصوتية‭. ‬وهذه‭ ‬الكتب‭ ‬متاحة،‭ ‬لمن‭ ‬يرغب‭ ‬فى‭ ‬الاستماع‭ ‬إليها،‭ ‬على‭ ‬موقع‭ ‬إلكترونى‭ ‬مخصص‭ ‬للمبادرة،‭ ‬ومن‭ ‬المقرر‭ ‬إطلاق‭ ‬خمسين‭ ‬كتابًا‭ ‬أخرى،‭ ‬فى‭ ‬المرحلة‭ ‬المقبلة‭ ‬أى‭ ‬ما‭ ‬مجموعه‭ ‬100‭ ‬كتاب‭.‬

وتهدف‭ ‬السلسلة،‭ ‬التى‭ ‬ستقدم‭ ‬لكل‭ ‬كتاب‭ ‬نسختين‭ ‬صوتيتين،‭ ‬إحداهما‭ ‬كاملة،‭ ‬والأخرى‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬مُلخص‭ ‬موجز،‭ ‬ضمن‭ ‬مبادرة‭ ‬اوجيز‭ ‬الكتبب‭ ‬إلى‭ ‬وصل‭ ‬القارئ‭ ‬بالتراث‭ ‬العربى‭ ‬وإتاحة‭ ‬هذا‭ ‬التراث‭ ‬عبر‭ ‬التقنيات‭ ‬الحديثة‭.‬

وتضم‭ ‬المجموعة‭ ‬مقتطفات‭ ‬ومختصرات‭ ‬من‭ ‬أمهات‭ ‬كتب‭ ‬التراث‭ ‬القيمة‭. ‬وتتضمن‭ ‬موضوعات‭ ‬متنوعة‭ ‬وثرية،‭ ‬ويهتم‭ ‬مضمونها‭ ‬بصنوف‭ ‬مهمة‭ ‬لدى‭ ‬القارئ‭ ‬العربى‭ ‬ومنها‭ ‬الأدب‭ ‬والتاريخ‭ ‬واللغة‭ ‬والشعر‭ ‬وكتب‭ ‬الرحلات،‭ ‬وغيرها‭. ‬وتتوجه‭ ‬المجموعة‭ ‬للعامة‭ ‬والقارئ‭ ‬المختص‭ ‬معًا‭ ‬لأنها‭ ‬تغطى‭ ‬فضاء‭ ‬زمنيًا‭ ‬واسعًا‭ ‬بدءًا‭ ‬من‭ ‬القرن‭ ‬الثانى‭ ‬الهجرى‭ ‬وانتهاءً‭ ‬بالقرن‭ ‬التاسع‭.‬

ومن‭ ‬بين‭ ‬عناوين‭ ‬السلسلة‭: ‬امقدمة‭ ‬ابن‭ ‬خلدونب،‭ ‬واطبقات‭ ‬فحول‭ ‬الشعراءب‭ ‬للجمحى‭ ‬واأشعار‭ ‬النساءب‭ ‬للمرزبانى‭ ‬واالأغانىب‭ ‬للأصفهانى‭ ‬وبسحر‭ ‬البلاغة‭ ‬وسر‭ ‬البراعةب‭ ‬للثعالبى‭ ‬واالبيان‭ ‬والتبيينب‭ ‬واالحيوانب‭ ‬للجاحظ،‭ ‬واكليلة‭ ‬ودمنةب‭ ‬لابن‭ ‬المقفع،‭ ‬واالإمتاع‭ ‬والمؤانسةب‭ ‬للتوحيدى‭ ‬واطبقات‭ ‬فحول‭ ‬الشعراءب‭ ‬لابن‭ ‬سلام،‭ ‬واالعقد‭ ‬الفريدب‭ ‬لابن‭ ‬عبد‭ ‬ربه‭.‬

كتب‭ ‬عربية‭ ‬فى‭ ‬أوروبا

ومن‭ ‬بين‭ ‬الندوات‭ ‬اللافتة‭ ‬فى‭ ‬أنشطة‭ ‬ضيف‭ ‬الشرف،‭ ‬كان‭ ‬هناك‭ ‬نقاش‭ ‬افتراضى‭ ‬فى‭ ‬أول‭ ‬أيام‭ ‬المعرض،‭ ‬حول‭ ‬المكتبات‭ ‬العربية‭ ‬فى‭ ‬أوروبا،‭ ‬شارك‭ ‬فيه‭ ‬فادى‭ ‬عبد‭ ‬النور‭ ‬أحد‭ ‬مؤسسى‭ ‬مكتبة‭ ‬اخان‭ ‬الجنوبب‭ ‬للكتب‭ ‬العربية‭ ‬ببرلين،‭ ‬وسامر‭ ‬القادرى‭ ‬مؤسس‭ ‬مكتبة‭ ‬صفحات‭ ‬للكتب‭ ‬العربية‭ ‬فى‭ ‬إسطنبول‭ ‬وأمستردام‭.‬

وقال‭ ‬عبد‭ ‬النور‭ ‬فى‭ ‬هذه‭ ‬الندوة،‭ ‬أنه‭ ‬يقيم‭ ‬فى‭ ‬برلين‭ ‬منذ‭ ‬فترة‭ ‬طويلة،‭ ‬وافتقد‭ ‬طوال‭ ‬هذه‭ ‬الفترة‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬كتب‭ ‬عربية‭ ‬حديثة‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬قديمة‭ ‬فى‭ ‬ألمانيا‭ ‬اومع‭ ‬الوقت‭ ‬صارت‭ ‬برلين‭ ‬مهجرًا‭ ‬مفضلًا‭ ‬لكثير‭ ‬من‭ ‬جيل‭ ‬الشباب‭ ‬من‭ ‬العالم‭ ‬العربي‭. ‬وصار‭ ‬عندى‭ ‬أصدقاء‭ ‬من‭ ‬الكتاب‭ ‬العرب‭ ‬المقيمين‭ ‬ببرلين،‭ ‬ممن‭ ‬يكتبون‭ ‬وينشرون‭ ‬فى‭ ‬العالم‭ ‬العربى‭ ‬ولا‭ ‬أستطيع‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬كتبهم‭ ‬لقراءتها‭. ‬ومن‭ ‬هنا‭ ‬جاءت‭ ‬فكرة‭ ‬افتتاح‭ ‬مكتبة‭ ‬توفر‭ ‬الكتب‭ ‬العربية‭ ‬الحديثة‭ ‬فى‭ ‬ألمانيا،‭ ‬لدينا‭ ‬مكتبة‭ ‬ببرلين‭ ‬وموقع‭ ‬لبيع‭ ‬الكتب‭ ‬اأونلاينب،‭ ‬ونفكر‭ ‬مع‭ ‬الوقت‭ ‬فى‭ ‬البدء‭ ‬بنشر‭ ‬أعمال‭ ‬محددةب‭.‬

أما‭ ‬سامر‭ ‬القادرى‭ ‬فقال‭ ‬إنه‭ ‬بدأ‭ ‬علاقته‭ ‬بالكتب‭ ‬بإنشاء‭ ‬دار‭ ‬نشر‭ ‬للأطفال‭ ‬فى‭ ‬سوريا‭ ‬سنة‭ ‬2005،‭ ‬اومثل‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬له‭ ‬علاقة‭ ‬بالثقافة‭ ‬فى‭ ‬العالم‭ ‬العربى‭ ‬هو‭ ‬يبدأ‭ ‬من‭ ‬شغف‭ ‬شخصى‭ ‬وليس‭ ‬مؤسساتي‭. ‬بدأنا‭ ‬النشر‭ ‬لأننا‭ ‬أردنا‭ ‬إصدار‭ ‬كتب‭ ‬عربية‭ ‬بشكل‭ ‬فنى‭ ‬جيد‭ ‬ومختلفة‭ ‬عن‭ ‬الموجود‭ ‬فى‭ ‬السوق،‭ ‬وقتها‭ ‬فى‭ ‬سوريا‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬هناك‭ ‬كتب‭ ‬مصممة‭ ‬ومنفذة‭ ‬بشكل‭ ‬فنى‭ ‬جيد،‭ ‬فبدأ‭ ‬شغفنا‭ ‬من‭ ‬هنا‭ ‬وقررنا‭ ‬إنشاء‭ ‬دار‭ ‬نشر‭ ‬لكتب‭ ‬الأطفال‭ ‬أنا‭ ‬وجلنار‭ ‬زوجتى‭ ‬وهى‭ ‬كاتبة‭ ‬ورسامة‭ ‬للأطفال‭. ‬ونجحت‭ ‬الدار‭ ‬بعد‭ ‬صعوبات‭ ‬كثيرة‭ ‬طبعا،‭ ‬ثم‭ ‬غادرنا‭ ‬سوريا‭ ‬إلى‭ ‬الأردن،‭ ‬ثم‭ ‬توجهنا‭ ‬إلى‭ ‬إسطنبول،‭ ‬وهناك‭ ‬كانت‭ ‬المفاجأة،‭ ‬حيث‭ ‬اكتشفنا‭ ‬أنهم‭ ‬ليس‭ ‬عندهم‭ ‬معرفة‭ ‬حقيقية‭ ‬بالمجتمع‭ ‬السورى‭ ‬ونحن‭ ‬لسنا‭ ‬لدينا‭ ‬معرفة‭ ‬حقيقية‭ ‬بالمجتمع‭ ‬التركى‭ ‬فكانت‭ ‬فكرة‭ ‬مكتبة‭ ‬صفحات‭ ‬هى‭ ‬فكرة‭ ‬لتعريف‭ ‬المجتمعات‭ ‬على‭ ‬بعضها‭. ‬الكتاب‭ ‬هو‭ ‬أساس‭ ‬للتعرف‭ ‬على‭ ‬الناس،‭ ‬أساس‭ ‬للتعرف‭ ‬على‭ ‬الثقافة‭. ‬الأمر‭ ‬نفسه‭ ‬ينطبق‭ ‬على‭ ‬صفحات‭ ‬فى‭ ‬أمستردام‭. ‬الآن‭ ‬نحن‭ ‬نعمل‭ ‬أونلاين‭ ‬فقط‭ ‬بسبب‭ ‬كوروناب‭.‬

القصة‭ ‬القصيرة‭ ‬فى‭ ‬مواجهة‭ ‬الرواية

وفى‭ ‬السابعة‭ ‬من‭ ‬مساء‭ ‬يوم‭ ‬الجمعة‭ ‬28‭ ‬مايو،‭ ‬أقيمت‭ ‬ندوة‭ ‬مع‭ ‬الكاتب‭ ‬سلطان‭ ‬العميمى؛‭ ‬رئيس‭ ‬اتحاد‭ ‬كتاب‭ ‬الإمارات،‭ ‬لمناقشة‭ ‬مجموعته‭ ‬القصصية‭ ‬اكائن‭ ‬أزرق،‭ ‬أو‭ ‬ربماب،‭ ‬وللحديث‭ ‬عن‭ ‬علاقته‭ ‬بفن‭ ‬القصة‭ ‬القصيرة،‭ ‬أدارتها‭ ‬الكاتبة‭ ‬صالحة‭ ‬عبيد‭ ‬حسن،‭ ‬التى‭ ‬سألته‭: ‬توقعت‭ ‬وأنا‭ ‬أقرأ‭ ‬القصص‭ ‬أننى‭ ‬سأجد‭ ‬نصًا‭ ‬ما‭ ‬مرتبطًا‭ ‬بالجائحة،‭ ‬هل‭ ‬تجنبت‭ ‬ذلك‭ ‬بشكل‭ ‬متعمد؟

وأجابها‭: ‬الا‭ ‬أكتب‭ ‬لأنقل‭ ‬ظاهرة‭ ‬زمانية‭ ‬ومكانية‭ ‬محيطة‭ ‬بى‭ ‬أتكلم‭ ‬هنا‭ ‬عن‭ ‬القصة‭ ‬القصيرة‭. ‬القصة‭ ‬بالنسبة‭ ‬لى‭ ‬ولادة‭ ‬لحظية‭ ‬مرتبطة‭ ‬أحيانًا‭ ‬بفكرة‭ ‬تخطر‭ ‬فى‭ ‬بالي‭. ‬كتابة‭ ‬قصة‭ ‬عن‭ ‬الجائحة‭ ‬فيها‭ ‬صنعة‭ ‬أكثر‭ ‬مما‭ ‬هى‭ ‬تصوير‭ ‬لفكرة‭ ‬قصة‭ ‬ترد‭ ‬فى‭ ‬بالى‭ ‬ربما‭ ‬بعد‭ ‬عشر‭ ‬سنوات‭ ‬تأتينى‭ ‬فكرة‭ ‬عن‭ ‬قصة‭ ‬فى‭ ‬زمن‭ ‬الكورونا،‭ ‬فالمسألة‭ ‬بالنسبة‭ ‬لى‭ ‬بعيدة‭ ‬عن‭ ‬مسايرة‭ ‬لحظة‭ ‬زمانية‭ ‬ومكانية‭ ‬لأكتب‭ ‬عنها‭. ‬لكن‭ ‬الثورات‭ ‬التى‭ ‬تحدث‭ ‬حولنا‭ ‬فى‭ ‬العالم،‭ ‬ومسألة‭ ‬اللاجئين،‭ ‬عندى‭ ‬قصة‭ ‬عنها‭ ‬مثلًا،‭ ‬تأثرى‭ ‬بما‭ ‬أشاهده‭ ‬فى‭ ‬التلفزيون‭ ‬أو‭ ‬عبر‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعى‭ ‬أحيانًا‭ ‬يحفزنى‭ ‬للكتابة‭ ‬مركزًا‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬يحدث‭ ‬خلف‭ ‬الكواليس،‭ ‬ما‭ ‬تتكشف‭ ‬عنه‭ ‬بعض‭ ‬الأحداث،‭ ‬الخفايا‭ ‬التى‭ ‬قد‭ ‬لا‭ ‬يلتفت‭ ‬إليها‭ ‬الإعلام‭. ‬أحب‭ ‬أن‭ ‬أضعها‭ ‬فى‭ ‬الواجهة،‭ ‬لأنه‭ ‬بعد‭ ‬سنوات‭ ‬طويلة‭ ‬تصبح‭ ‬الهوامش‭ ‬هى‭ ‬الواجهة‭ ‬لأحداث‭ ‬كبيرةب‭.‬

وبسؤاله‭: ‬هل‭ ‬تعتقد‭ ‬أن‭ ‬القصة‭ ‬القصيرة‭ ‬قد‭ ‬تعود‭ ‬للواجهة‭ ‬إذا‭ ‬ما‭ ‬وجدت‭ ‬جوائز‭ ‬تدعم‭ ‬وجودها‭ ‬كما‭ ‬تدعم‭ ‬وجود‭ ‬الرواية؟‭ ‬أم‭ ‬أن‭ ‬الأمر‭ ‬مرتبط‭ ‬بما‭ ‬تفرضه‭ ‬الأحداث‭ ‬العامة‭ ‬والأفكارالمرتبطة‭ ‬بها؟

وكانت‭ ‬إجابته‭ ‬أن‭ ‬االجوائز‭ ‬وحدها‭ ‬غير‭ ‬كافية‭. ‬القصة‭ ‬فن‭ ‬عظيم‭ ‬ولكن‭ ‬هناك‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬شريك‭ ‬فى‭ ‬الوضع‭ ‬الذى‭ ‬تأخذه‭ ‬القصة‭ ‬والوضع‭ ‬الذى‭ ‬تأخذه‭ ‬الرواية‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬الأشكال‭ ‬الأدبية‭. ‬القارئ‭ ‬شريك،‭ ‬الكاتب‭ ‬شريك،‭ ‬دور‭ ‬النشر‭ ‬شريك،‭ ‬الجوائز‭ ‬شريكة،‭ ‬ورش‭ ‬الكتابة‭ ‬شريكة،‭ ‬النقاد‭ ‬شريك،‭ ‬الإعلام‭ ‬شريك‭ ‬فى‭ ‬المسألة‭. ‬الإغراء‭ ‬الموجود‭ ‬فى‭ ‬الرواية‭ ‬إغراء‭ ‬لا‭ ‬يقاوم‭ ‬الآن‭. ‬فى‭ ‬فترة‭ ‬من‭ ‬الفترات‭ ‬الكل‭ ‬كان‭ ‬يريد‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬شاعرًا،‭ ‬أن‭ ‬يكتب‭ ‬ولو‭ ‬نصًا‭ ‬شعريًا‭ ‬واحدًا،‭ ‬أن‭ ‬تُنشَر‭ ‬له‭ ‬قصيدة‭. ‬الآن‭ ‬كثيرون‭ ‬يتمنون‭ ‬أن‭ ‬تُنشَر‭ ‬لهم‭ ‬رواية‭. ‬بعضهم‭ ‬اكتفى‭ ‬بكتابة‭ ‬رواية‭ ‬وكفى‭. ‬لكى‭ ‬نعيد‭ ‬للقصة‭ ‬وهجها‭ ‬نحتاج‭ ‬إلى‭ ‬جوائز،‭ ‬لكن‭ ‬نحتاج‭ ‬أيضًا‭ ‬إلى‭ ‬صناعة‭ ‬لكُتَّاب‭ ‬القصة‭. ‬صناعة‭ ‬كاتب‭ ‬القصة‭ ‬بالمفهوم‭ ‬الذى‭ ‬يجعل‭ ‬للقصة‭ ‬ذوقها‭ ‬الذى‭ ‬تشعر‭ ‬بطعمه‭ ‬وأنت‭ ‬تقرأها‭. ‬مع‭ ‬احترامى‭ ‬لكل‭ ‬التجارب‭ ‬المنشورة‭ ‬حاليًا‭ ‬تحت‭ ‬مسمّى‭ ‬قصة‭ ‬قصيرة،‭ ‬أدرك‭ ‬تمامًا‭ ‬أن‭ ‬حتى‭ ‬مفهوم‭ ‬القصة‭ ‬الآن‭ ‬اختلف،‭ ‬مع‭ ‬تداخل‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬المفاهيم‭ ‬وتطور‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬المفاهيم‭ ‬النقدية‭ ‬المرتبطة‭ ‬بأشكال‭ ‬النصوص‭ ‬الأدبية‭. ‬أصبح‭ ‬النص‭ ‬الأدبى‭ ‬القصصى‭ ‬لا‭ ‬يخضع‭ ‬لمعايير‭ ‬واضحة،‭ ‬تمامًا‭ ‬مثل‭ ‬النصوص‭ ‬الشعرية‭ ‬أحيانًا‭. ‬لكن‭ ‬أن‭ ‬تفقد‭ ‬القصة‭ ‬جمالياتها‭ ‬أحيانا‭ ‬على‭ ‬الأقل‭ ‬بوجود‭ ‬البداية‭ ‬ثم‭ ‬تأزم‭ ‬الموقف‭ ‬ثم‭ ‬الخاتمة،‭ ‬أنا‭ ‬كقارئ‭ ‬لا‭ ‬أشعر‭ ‬بجمالية‭ ‬القصص‭ ‬بدون‭ ‬هذه‭ ‬العناصر‭ ‬الثلاث‭. ‬هناك‭ ‬نصوص‭ ‬كثيرة‭ ‬تنشر‭ ‬على‭ ‬أنها‭ ‬قصص،‭ ‬بينما‭ ‬هى‭ ‬أقرب‭ ‬إلى‭ ‬الخواطر‭ ‬والمقالاتب‭.‬

الكتابة‭ ‬أوسع‭ ‬من‭ ‬مفهوم‭ ‬النوع‭ ‬الأدبي

وفى‭ ‬ندوتها‭ ‬الافتراضية‭ ‬فى‭ ‬اليوم‭ ‬الختامى‭ ‬للمعرض‭ ‬قالت‭ ‬إيمان‭ ‬مرسال،‭ ‬ردًا‭ ‬على‭ ‬سؤال‭ ‬من‭ ‬مديرة‭ ‬الندوة‭ ‬صالحة‭ ‬عبيد‭: ‬هل‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬ترى‭ ‬نفسها‭ ‬شاعرة‭ ‬بالأساس؟‭ ‬افكرة‭ ‬الكتابة‭ ‬فى‭ ‬حد‭ ‬ذاتها‭ ‬هى‭ ‬الفكرة‭ ‬الرئيسية،‭ ‬بمعنى‭ ‬وجود‭ ‬علاقة‭ ‬ما‭ ‬باللغة،‭ ‬وأن‭ ‬يكون‭ ‬الشخص‭ ‬فعلًا‭ ‬فى‭ ‬أسئلته،‭ ‬فى‭ ‬قلقه،‭ ‬فى‭ ‬كوارثه،‭ ‬لا‭ ‬يستطيع‭ ‬التصرف‭ ‬بأى‭ ‬شكل‭ ‬آخر،‭ ‬ولا‭ ‬أن‭ ‬يفهم‭ ‬ما‭ ‬يمر‭ ‬فيه‭ ‬غير‭ ‬لما‭ ‬يحاول‭ ‬وضعه‭ ‬فى‭ ‬اللغة‭. ‬فطبعا‭ ‬مفهوم‭ ‬الكتابة‭ ‬أوسع‭ ‬من‭ ‬مفهوم‭ ‬النوع‭ ‬الأدبى‭ ‬ومع‭ ‬ذلك‭ ‬بما‭ ‬أنك‭ ‬سألتِ‭ ‬بشكل‭ ‬مباشر‭ ‬عن‭ ‬الشعر،‭ ‬فالحقيقة‭ ‬الشعر‭ ‬هو‭ ‬أهم‭ ‬نوع‭ ‬أدبى‭ ‬بالنسبة‭ ‬لي‭. ‬أحيانا‭ ‬أحس‭ ‬أن‭ ‬الشاعر‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬شاعرًا‭ ‬فقط،‭ ‬لأن‭ ‬فكرة‭ ‬أن‭ ‬تكتبى‭ ‬قصيدة‭ ‬فكرة‭ ‬صعبة‭. ‬طبعًا‭ ‬هناك‭ ‬جهد‭ ‬نبذله‭ ‬كى‭ ‬نكتب‭ ‬قصيدة،‭ ‬لكن‭ ‬القصيدة‭ ‬لا‭ ‬تأتى‭ ‬بالجهد‭ ‬فقط،‭ ‬ربما‭ ‬تحتاج‭ ‬شيئًا‭ ‬آخر،‭ ‬شيئًا‭ ‬عشوائيًا‭ ‬ربما‭. ‬شيء‭ ‬خاص‭ ‬بالمزاج‭ ‬اللغوى‭ ‬الذى‭ ‬من‭ ‬الممكن‭ ‬أن‭ ‬يفاجئك‭. ‬من‭ ‬أجل‭ ‬هذا‭ ‬على‭ ‬الشاعر‭ ‬أن‭ ‬يبتعد‭ ‬عن‭ ‬الشعر،‭ ‬ليس‭ ‬بمعنى‭ ‬الهجران،‭ ‬ولكن‭ ‬بمعنى‭ ‬أن‭ ‬يوسع‭ ‬وجوده،‭ ‬ويرجع‭ ‬للشعرب‭. ‬

أما‭ ‬الكاتب‭ ‬الفرنسى‭ ‬جيلبير‭ ‬سينويه،‭ ‬فقد‭ ‬هنَّأ‭ ‬فى‭ ‬ندوته‭ ‬ضمن‭ ‬فعاليات‭ ‬اليوم‭ ‬الختامى‭ ‬منظمى‭ ‬المعرض‭ ‬على‭ ‬نجاحهم‭ ‬فى‭ ‬تنظيمه‭ ‬فى‭ ‬ظل‭ ‬الظرف‭ ‬الحالى‭ ‬المتسم‭ ‬بالصعوبة‭ ‬بسبب‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا،‭ ‬واعتبر‭ ‬إقامة‭ ‬المعرض‭ ‬خطوة‭ ‬شجاعة‭ ‬للغاية‭.‬

 

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة