مدهوش
مدهوش


مدهوش

أبدًا

أخبار الأدب

الثلاثاء، 08 يونيو 2021 - 12:35 م

إعداد‭: ‬إدوين‭ ‬هونج‭ ‬.. ترجمة‭:‬‭ ‬نزار‭ ‬آغرى

 

أغلب‭ ‬ما‭ ‬نشره‭ ‬بيسوا‭ ‬خلال‭ ‬حياته‭ (‬١٨٨٨‭ - ‬١٩٣٥‭)‬،‭ ‬اقتصر‭ ‬على‭ ‬نصوص‭ ‬صحافية‭ ‬عن‭ ‬الثقافة‭ ‬والأدب‭. ‬بدأ‭ ‬عام‭ ‬١٩١٢‭ ‬بثلاثة‭ ‬مقالات‭ ‬سريعة‭ ‬عن‭ ‬البرتغال‭ ‬وآدابها‭. ‬ثم‭ ‬شرع‭ ‬يكتب‭ ‬للصحف‭ ‬والمجلات‭ ‬الأدبية‭ ‬في‭ ‬لشبونة‭ ‬وأوبورتو‭. ‬نشر‭ ‬بعض‭ ‬هذه‭ ‬المقالات‭ ‬بالاسمين‭ ‬المستعارين،‭ (‬ألفارو‭ ‬دي‭ ‬كامبوس‭ ‬وريكاردو‭ ‬رييس‭)‬،‭ ‬وراح‭ ‬يدافع‭ ‬عن‭ ‬اختلافاتهما‭ ‬حول‭ ‬المسائل‭ ‬الجمالية‭ ‬وحول‭ ‬أعمال‭ ‬شخصيته‭ ‬المستعارة‭ ‬ذات‭ ‬المكانة‭ ‬العالية‭ ‬األبيرتو‭ ‬كاييروب‭. ‬وقد‭ ‬استثنى‭ ‬اكاييروب‭ ‬نفسه‭ ‬من‭ ‬كتابة‭ ‬النثر‭.‬

‭   ‬كان‭ ‬قد‭ ‬تلقى‭ ‬كل‭ ‬تعليمه‭ ‬باللغة‭ ‬الإنجليزية‭ ‬ولهذا‭ ‬بدأ‭ ‬بكتابة‭ ‬الشعر‭ ‬بالإنجليزية‭ ‬حصرًا‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬الأولى‭ (‬١٩٠١‭ - ‬١٩٠٩‭). ‬كما‭ ‬أنه‭ ‬بدأ‭ ‬باكرًا‭ ‬في‭ ‬كتابة‭ ‬ملاحظاته‭ ‬النثرية‭ ‬ومقالاته‭ ‬القصيرة‭ ‬عن‭ ‬الفلسفة‭ ‬الكلاسيكية‭ ‬وعصر‭ ‬التنوير‭ (‬نصوص‭ ‬فلسفية‭) ‬بالإنجليزية‭ ‬والبرتغالية‭. ‬واستمر‭ ‬في‭ ‬كتابة‭ ‬الملاحظات،‭ ‬التي‭ ‬بدأها‭ ‬في‭ ‬المدرسة،‭ ‬طوال‭ ‬حياته‭.‬

‭   ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬قرر‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬١٩٠٩‭ ‬أن‭ ‬يصبح‭ ‬كاتبًا،‭ ‬التحق‭ ‬في‭ ‬لشبونة‭ ‬بمجموعة‭ ‬من‭ ‬المثقفين‭ ‬الذين‭ ‬أصدروا‭ ‬مجلة‭ ‬باسم‭ ‬اآجوياب‭. ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬أخذ‭ ‬يكتب‭ ‬قصائد‭ ‬وتأملات‭ ‬باللغة‭ ‬البرتغالية،‭ ‬ولكنه‭ ‬استمر‭ ‬في‭ ‬كتابة‭ ‬الشعر‭ ‬بالإنجليزية‭ ‬حتى‭ ‬قبل‭ ‬وفاته‭ ‬بأيام‭ ‬قليلة‭. ‬ساهم‭ ‬مع‭ ‬اماريو‭ ‬دي‭ ‬سا‭ ‬كارنيروب‭ ‬في‭ ‬تأسيس‭ ‬مجموعة‭ ‬اأورفيوسب‭ (‬١٩١٥‭)‬،‭ ‬وفي‭ ‬إصدار‭ ‬مجلة‭ ‬بالاسم‭ ‬نفسه،‭ ‬مكرسة‭ ‬لتجديد‭ ‬اللغة‭ ‬والأفكار‭ ‬والجمال‭. ‬ثم‭ ‬استمر‭ ‬مع‭ ‬المجلة‭ ‬التي‭ ‬أعقبتها،‭ ‬ابورتوغال‭ ‬فوتوريستاب،‭ (‬البرتغال‭ ‬المستقبلية‭).‬

‭   ‬كان‭ ‬همُّه‭ ‬الأساسي‭ ‬أن‭ ‬يقوم‭ ‬بتكريس‭ ‬موقف‭ ‬حداثي‭ ‬يوازي‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬قائم‭ ‬في‭ ‬فرنسا‭ ‬وإيطاليا،‭ ‬وأن‭ ‬يخلق‭ ‬ذائقة‭ ‬لأفكاره‭ ‬التي‭ ‬تبنى‭ ‬بعضها‭ ‬في‭ ‬أعمال‭ ‬شخصياته‭ ‬المستعارة‭. ‬خلال‭ ‬سنة‭ ‬أو‭ ‬أكثر‭ ‬رفع‭ ‬لواء‭ ‬حركة‭ ‬ابوليسموب‭ (‬حركة‭ ‬بول‭)‬،‭ ‬النسخة‭ ‬الفرنسية‭ ‬والإنجليزية‭ ‬للشعر‭ ‬الانحطاطي،‭ ‬ثم‭ ‬تخلى‭ ‬عنها‭ ‬لصالح‭ ‬االإنترسيكشيونيسموب‭ (‬التداخلية‭)‬،‭ ‬وهي‭ ‬حركة‭ ‬شعرية‭ ‬تقوم‭ ‬على‭ ‬الانطباعية‭ ‬البصرية‭ ‬والتفسخ‭ ‬الساخر،‭ ‬وتستند‭ ‬إلى‭ ‬الأعمال‭ ‬المبكرة‭ ‬لـ‭ ‬اعزرا‭ ‬باوندب‭ ‬وبجون‭ ‬جولد‭ ‬فليتشرب،‭ ‬وهما‭ ‬شاعران‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬بيسوا‭ ‬سمع‭ ‬بهما‭ ‬حتى‭ ‬ذلك‭ ‬الوقت‭ ‬في‭ ‬أغلب‭ ‬الظن،‭ ‬غير‭ ‬أن‭ ‬المستقبلية‭ ‬الأدبية‭ ‬والفلسفية‭ ‬التي‭ ‬رفع‭ ‬لواءها‭ ‬تجسدت‭ ‬في‭ ‬حركة‭ ‬اسينساشيونيسموب‭ (‬الإحساسية‭)‬،‭ ‬وكان‭ ‬رائداها‭ ‬األبيرتو‭ ‬كاييروب،‭ ‬الشاعر‭ ‬الرعوي‭ ‬غير‭ ‬المنتمي‭ ‬لأي‭ ‬مدرسة‭ (‬حارس‭ ‬الغنم‭)‬،‭ ‬وبألفارو‭ ‬دي‭ ‬كامبوسب،‭ ‬الشاعر،‭ ‬المهندس‭ ‬البحري‭ ‬المصاب‭ ‬بالكآبة‭ ‬الذهنية‭ (‬النشيد‭ ‬المظفر‭)‬،‭ ‬والحساسية‭ ‬المتشظية‭ (‬دكان‭ ‬التبغ‭).‬

‭   ‬الأعوام‭ ‬بين‭ ‬١٩١٠‭ ‬و١٩٢٠‭ ‬كانت‭ ‬أكثر‭ ‬الفترات‭ ‬خصوبة‭ ‬في‭ ‬حياة‭ ‬بيسوا‭. ‬وترافقت‭ ‬مع‭ ‬موجة‭ ‬جديدة‭ ‬من‭ ‬الطاقة‭ ‬التخيلية‭ ‬التي‭ ‬تفجرت‭ ‬في‭ ‬أعقاب‭ ‬قيام‭ ‬الجمهورية‭ ‬البرتغالية‭ ‬عام‭ ‬١٩١٩‭ ‬والتأثيرات‭ ‬المتدفقة‭ ‬من‭ ‬الحرب‭ ‬العالمية‭ ‬الأولى‭. ‬في‭ ‬العشرينيات‭ ‬بدأت‭ ‬أعمال‭ ‬بيسوا‭ ‬تشق‭ ‬طريقها‭ ‬إلى‭ ‬المثقفين‭ ‬في‭ ‬لشبونة‭. ‬وظهر‭ ‬جيل‭ ‬شاب‭ ‬من‭ ‬الكُتَّاب‭ ‬تحلق‭ ‬حول‭ ‬مجلة‭ ‬ابريسينشياب‭ (‬الحاضر‭) ‬التي‭ ‬أخذت‭ ‬على‭ ‬عاتقها‭ ‬نشر‭ ‬أفكاره‭. ‬قصته‭ ‬الوحيدة‭ ‬والكاملة،‭ ‬االمصرفي‭ ‬الفوضويب،‭ ‬نشرت‭ ‬عام‭ ‬١٩٢٢‭ ‬في‭ ‬مجلة‭ ‬اكونتيمبورانياب‭ (‬المعاصر‭)‬،‭ ‬كما‭ ‬نشرت‭ ‬أجزاء‭ ‬من‭ ‬يومياته‭ ‬تحت‭ ‬اسمه‭ ‬نصف‭ ‬المستعار‭ ‬ابرناندو‭ ‬سواريسب‭. ‬غير‭ ‬أن‭ ‬أعمال‭ ‬ابرناندو‭ ‬سواريسب‭ ‬انتظرت‭ ‬حتى‭ ‬عام‭ ‬١٩٨٢‭ ‬كي‭ ‬تُجْمَع‭ ‬في‭ ‬مجلدين‭ ‬وتُنشَر‭ ‬بعنوان‭ ‬اليبرو‭ ‬دي‭ ‬ديساسوجيوب‭ (‬كتاب‭ ‬اللايقين‭).‬

‭   ‬مِن‭ ‬أكثر‭ ‬مؤيديه‭ ‬حماسًا‭ ‬كان‭ ‬الناشر‭ ‬والناقد‭ ‬الأدبي‭ ‬اآرماندو‭ ‬كورتيس‭ ‬رودريجيسب،‭ ‬الذي‭ ‬كشف‭ ‬النقاب‭ ‬عن‭ ‬رسائل‭ ‬بيسوا،‭ ‬بما‭ ‬فيها‭ ‬تلك‭ ‬التي‭ ‬تتحدث‭ ‬عن‭ ‬شخصياته‭ ‬المستعارة،‭ ‬وكذلك‭ ‬الروائي‭ ‬والناقد‭ ‬الشاب‭ ‬اخواو‭ ‬جاسبار‭ ‬سيميوسب،‭ ‬الذي‭ ‬اتخذه‭ ‬بيسوا‭ ‬صديقًا‭ ‬له،‭ ‬وشرح‭ ‬له‭ ‬كيف‭ ‬يوضب‭ ‬مخطوطاته‭ ‬التي‭ ‬هيأها‭ ‬اخواو‭ ‬سيميوسب‭ ‬للنشر‭ ‬بعد‭ ‬وفاة‭ ‬بيسوا‭. ‬وتنطوي‭ ‬الدراسة‭ ‬الرائدة‭ ‬التي‭ ‬كتبها‭ ‬اسيميوسب‭ ‬عن‭ ‬حياة‭ ‬وأعمال‭ ‬بيسوا‭ ‬عام‭ ‬١٩١٥‭ ‬على‭ ‬أهمية‭ ‬خاصة‭.‬

‭   ‬بقيت‭ ‬أعمال‭ ‬بيسوا‭ ‬كما‭ ‬هي‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬انكبَّ‭ ‬عليها‭ ‬الناشرون‭ ‬والدارسون‭ ‬لاحقًا‭ ‬لتمحيصها‭ ‬وعرضها‭ ‬للبحث‭ ‬والنقاش‭. ‬وكانت‭ ‬هذه‭ ‬الأعمال‭ ‬أودعت‭ ‬في‭ ‬شقة‭ ‬شقيقته‭ ‬في‭ ‬لشبونة‭ ‬وبقيت‭ ‬هناك،‭ ‬مع‭ ‬مكتبته‭ ‬وأوراقه،‭ ‬إلى‭ ‬وقت‭ ‬متأخر؛‭ ‬حيث‭ ‬نُقِلَت‭ ‬إلى‭ ‬المكتبة‭ ‬الوطنية‭. ‬اليوم،‭ ‬وفي‭ ‬الذكرى‭ ‬المئوية‭ ‬لميلاده،‭ ‬وبعد‭ ‬أن‭ ‬نُشِرَ‭ ‬الجزء‭ ‬الأكبر‭ ‬من‭ ‬كتاباته،‭ ‬ينهض‭ ‬بيسوا‭ ‬رائدًا‭ ‬من‭ ‬رواد‭ ‬الحداثة‭ ‬في‭ ‬العالم‭.‬

‭   ‬شأنه‭ ‬شأن‭ ‬كافكا،‭ ‬كان‭ ‬بيسوا‭ ‬في‭ ‬نزاع‭ ‬أبدي‭ ‬مع‭ ‬جسمه،‭ ‬ومع‭ ‬عقله‭ ‬أيضًا‭. ‬ولأن‭ ‬عقله‭ ‬كان‭ ‬سلاحه‭ ‬الرئيسي‭ ‬في‭ ‬حربه‭ ‬ضد‭ ‬نفسه؛‭ ‬فقد‭ ‬ظلَّ‭ ‬يسنّه‭ ‬لكي‭ ‬يذكره‭ ‬دومًا‭ ‬بمدى‭ ‬عجزه‭ ‬عن‭ ‬العيش‭ ‬في‭ ‬االعالم‭ ‬الواقعيب‭. ‬هذا‭ ‬الأمر‭ ‬جعله‭ ‬يتوقع‭ ‬الأسوأ‭ ‬بالنسبة‭ ‬لشخصه؛‭ ‬بحيث‭ ‬غدا‭ ‬أقوى‭ ‬خصوم‭ ‬ذاته‭.‬

‭   ‬يتحدث‭ ‬بيسوا‭ ‬عن‭ ‬الرعب‭ ‬الذي‭ ‬ينتابه‭ ‬حين‭ ‬البدء‭ ‬بأي‭ ‬شيء،‭ ‬ويضيف‭ ‬أنه‭ ‬يعجز‭ ‬عن‭ ‬إنهاء‭ ‬أي‭ ‬شيء‭. ‬كافكا‭ ‬يقول‭ ‬الشيء‭ ‬نفسه‭. ‬كان‭ ‬العالم‭ ‬عدوه‭ ‬اللدود‭. ‬كانا‭ ‬إذًا‭ ‬شخصين‭ ‬منتظمين‭ ‬بطبيعتين‭ ‬عقليتين‭ ‬مخيفتين،‭ ‬كيف‭ ‬كان‭ ‬لهما‭ ‬أن‭ ‬ينافسا‭ ‬العالم‭ ‬الخارجي‭ ‬بكل‭ ‬قواه‭ ‬غير‭ ‬المنتظمة‭ ‬وطاقاته‭ ‬الساحقة،‭ ‬بما‭ ‬يترك‭ ‬لهما‭ ‬المجال‭ ‬كي‭ ‬يخلقا‭ ‬لنفسيهما‭ ‬واقعًا‭ ‬منظمًا‭ ‬وفعَّالًا،‭ ‬سواء‭ ‬في‭ ‬الفن‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬الحياة؟‭! ‬كانت‭ ‬عداوة‭ ‬الذات‭ ‬مغروسة‭ ‬عميقًا‭ ‬فيهما،‭ ‬فنظرا‭ ‬إلى‭ ‬العالم،‭ ‬خصمهما‭ ‬الرئيسي،‭ ‬بوصفه‭ ‬تهديدًا‭ ‬أبديًا‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬أن‭ ‬ينفجر‭ ‬فيهما‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬لحظة‭.‬

حول‭ ‬الإحساسية

‭(‬1‭) ‬

النهضة‭ ‬الجديدة

بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬النهضة‭ ‬فإن‭ ‬الواقع‭ ‬هو‭ ‬الروح‭. ‬الرومنطيقيون‭ ‬رأوا‭ ‬أن‭ ‬الواقع‭ ‬هو‭ ‬الطبيعة‭. ‬الآن‭ ‬إذًا،‭ ‬وبما‭ ‬أن‭ ‬معرفتنا‭ ‬لا‭ ‬تستطيع‭ ‬أن‭ ‬تتجاوز‭ ‬حدود‭ ‬الروح‭ ‬والطبيعة،‭ ‬فإن‭ ‬النهضة‭ ‬الجديدة‭ (‬دعونا‭ ‬نسميها‭ ‬هكذا‭) ‬لا‭ ‬تملك‭ ‬أساسًا‭ ‬جديدًا‭ ‬للواقع‭. ‬ولهذا‭ ‬فإن‭ ‬أصالتها‭ ‬تنبثق‭ ‬من‭ ‬كونها‭ ‬تؤلف‭ ‬مزجًا‭ ‬للسيكولوجـيتين‭ ‬االنهضوية‭ ‬والرومنطيقيةب‭.‬

ليست‭ ‬هناك‭ ‬فرضية‭ ‬أخرى‭ ‬يمكن‭ ‬تخيلها‭.‬

هذا‭ ‬المزج،‭ ‬على‭ ‬أي‭ ‬حال،‭ ‬يولد‭ ‬واقعًا‭ ‬مدهشًا‭: ‬تعايش‭ ‬إحساسين‭ ‬إزاء‭ ‬الواقع،‭ ‬فكرة‭ ‬مزدوجة‭ ‬عن‭ ‬الواقع‭. ‬ولكن‭ ‬ليس‭ ‬في‭ ‬مقدور‭ ‬المرء‭ ‬أن‭ ‬يملك‭ ‬سوى‭ ‬فكرة‭ ‬واحدة‭ ‬عن‭ ‬واقع‭ ‬واحد‭. ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬تخيل‭ ‬الواقع‭ ‬سوى‭ ‬أنه‭ ‬واحد‭. ‬والنتيجة،‭ ‬إذن،‭ ‬هي‭ ‬أنه‭ ‬بالنسبة‭ ‬للنهضة‭ ‬الجديدة‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬هناك‭ ‬مزج‭ ‬بين‭ ‬الطبيعة‭ ‬والروح‭. ‬وعليه‭ ‬يكون‭ ‬الواقع‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬طبيعة‭ ‬ذ‭ ‬روح‭. ‬أي‭ ‬أن‭ ‬الطبيعة‭ ‬سوف‭ ‬تدرك،‭ ‬بالنسبة‭ ‬للنهضة‭ ‬الجديدة،‭ ‬باعتبارها‭ ‬روحًا‭.‬

كيف‭ ‬يمكن‭ ‬للاواقعي،‭ ‬إذن،‭ ‬أن‭ ‬يعبِّر‭ ‬عن‭ ‬نفسه‭ ‬بوصفه‭ ‬لا‭ ‬واقعيًّا؟‭ ‬لكي‭ ‬يكون‭ ‬اللاواقعي‭ ‬لا‭ ‬واقعيًّا‭ ‬يترتب‭ ‬عليه‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬واقعيًّا‭. ‬ولهذا‭ ‬فاللامرئي‭ ‬هو‭ ‬واقع‭ ‬لا‭ ‬واقعي‭ ‬أو‭ ‬لا‭ ‬واقع‭ ‬واقعي‭: ‬تناقض‭ ‬منجز‭. ‬المتعالي،‭ ‬إذن،‭ ‬يكون‭ ‬ولا‭ ‬يكون‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه‭. ‬إنه‭ ‬يوجد‭ ‬وراؤه‭ ‬وليس‭ ‬وراء‭ ‬تجليه‭. ‬هو‭ ‬واقعي‭ ‬ولا‭ ‬واقعي‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬التجلي‭. ‬من‭ ‬الجلي‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬النظام‭ ‬ليس‭ ‬ماديًّا‭ ‬أو‭ ‬روحيًّا‭ ‬بل‭ ‬هو‭ ‬حلولية‭ ‬متعالية‭. ‬فلنسميه‭ ‬إذن‭ ‬االحلولية‭ ‬المتعاليةب‭. ‬هناك‭ ‬مثال‭ ‬أبدي‭ ‬واحد‭ ‬عنه‭: ‬كاثدرائية‭ ‬الفكر‭ ‬في‭ ‬فلسفة‭ ‬هيجل‭.‬

االحلولية‭ ‬المتعاليةب‭ ‬تستغرق‭ ‬وتتجاوز‭ ‬كل‭ ‬النظم‭. ‬بالنسبة‭ ‬لها‭ ‬فإن‭ ‬المادة‭ ‬والروح‭ ‬هما‭ ‬واقعيتان‭ ‬ولا‭ ‬واقعيتان‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه،‭ ‬أي‭ ‬جوهريًّا‭ ‬الله‭ ‬واللاالله‭. ‬وهكذا‭ ‬يصح‭ ‬أن‭ ‬نقول‭ ‬إن‭ ‬المادة‭ ‬والروح‭ ‬موجودتان‭ ‬ويصح‭ ‬أن‭ ‬نقول‭ ‬إنهما‭ ‬غير‭ ‬موجودتين،‭ ‬لأنهما‭ ‬موجودتان‭ ‬وغير‭ ‬موجودتين‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه‭. ‬الحقيقة‭ ‬النهائية‭ ‬التي‭ ‬يمكن‭ ‬للمرء‭ ‬أن‭ ‬يقولها‭ ‬بالنسبة‭ ‬لأي‭ ‬شيء‭ ‬هي‭ ‬إنه‭ ‬موجود‭ ‬وغير‭ ‬موجود‭ ‬في‭ ‬آن‭ ‬واحد‭. ‬ولذلك‭ ‬فإن‭ ‬التناقض‭ ‬هو‭ ‬جوهر‭ ‬الكون‭: ‬عدم‭ ‬إدراك‭ ‬الواقعي‭ ‬هو‭ ‬إدراك‭ ‬اللاواقعي‭. ‬وهذا‭ ‬إثبات‭ ‬يزداد‭ ‬رسوخًا‭ ‬كلما‭ ‬مضينا‭ ‬أكثر‭. ‬ليس‭ ‬خطأ‭ ‬أن‭ ‬نقول‭ ‬إن‭ ‬المادة‭ ‬مادية‭ ‬والروح‭ ‬روحية،‭ ‬ولكن‭ ‬الأصح‭ ‬أن‭ ‬نقول‭ ‬إن‭ ‬المادة‭ ‬روحية‭ ‬والروح‭ ‬مادية‭.‬

 

‭                                                                                ‬

‭(‬2‭) ‬

رسالة‭ ‬إلى‭ ‬محرر‭ ‬إنجليزي

سيدي‭:‬

إن‭ ‬الغاية‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الرسالة‭ ‬هي‭ ‬الاستفسار‭ ‬عما‭ ‬إذا‭ ‬كنت‭ ‬على‭ ‬استعداد‭ ‬لطبع‭ ‬أنطولوجـيا‭ ‬للشعر‭ ‬البرتغالي‭ ‬االإحساسيب‭. ‬أنا‭ ‬على‭ ‬دراية‭ ‬تامة‭ ‬بمدى‭ ‬انشغالك‭ ‬بالحركات‭ ‬الجديدة‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬شجعني‭ ‬على‭ ‬طرح‭ ‬هذا‭ ‬الاستفسار‭.‬

لربما‭ ‬يصعب‭ ‬عليَّ‭ ‬أن‭ ‬أشرح‭ ‬بالضبط،‭ ‬في‭ ‬الفسحة‭ ‬التي‭ ‬يتيحها‭ ‬لي‭ ‬الحجم‭ ‬الرسمي‭ ‬للرسالة،‭ ‬ما‭ ‬تعنيه‭ ‬حركة‭ ‬الإحساسية‭. ‬ومع‭ ‬هذا‭ ‬فإني‭ ‬سوف‭ ‬أحاول‭ ‬أن‭ ‬أضع‭ ‬أمامك‭ ‬بعض‭ ‬الأفكار‭ ‬عن‭ ‬ماهيتها‭. ‬وآمل‭ ‬أن‭ ‬أسد‭ ‬الفراغات‭ ‬المحتملة‭ ‬في‭ ‬شرحي‭ ‬السريع‭ ‬هذا‭ ‬بالمقتطفات‭ ‬التي‭ ‬أرفقها،‭ ‬والتي‭ ‬هي‭ ‬ترجمات‭ ‬لقصائد‭ ‬وأبيات‭ ‬إحساسية‭.‬

أولًا‭: ‬في‭ ‬ما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالأصل‭. ‬سيكون‭ ‬من‭ ‬العبث‭ ‬القول‭ ‬إن‭ ‬الإحساسية‭ ‬بالشكل‭ ‬الذي‭ ‬هي‭ ‬عليه‭ ‬تأتي‭ ‬من‭ ‬الآلهة‭ ‬أو‭ ‬تطلع‭ ‬من‭ ‬أرواح‭ ‬مبتكريها‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬أي‭ ‬اعتبار‭ ‬للسيرورة‭ ‬البشرية‭ ‬للأسلاف‭ ‬الأوائل‭ ‬وتأثيراتهم‭. ‬غير‭ ‬أننا‭ ‬نزعم‭ ‬أنها‭ ‬أصلية‭ ‬بالفعل‭ ‬بالقدر‭ ‬الذي‭ ‬عليه‭ ‬أي‭ ‬حركة‭ ‬ثقافية‭ ‬أو‭ ‬غير‭ ‬ثقافية‭. ‬وهي‭ ‬لا‭ ‬تمثل،‭ ‬لا‭ ‬جوهريًا‭ (‬في‭ ‬كينونتها‭ ‬الميتافيزيقية‭) ‬ولا‭ ‬ظاهريًا‭ (‬في‭ ‬تجلياتها‭ ‬التعبيرية‭) ‬نوعًا‭ ‬جديدًا‭ ‬من‭ ‬نظرة‭ ‬كونية‭. ‬ليس‭ ‬لدي‭ ‬أي‭ ‬تردد‭ ‬في‭ ‬قول‭ ‬ذلك‭. ‬بما‭ (‬أنني‭) (‬لن‭ ‬أقول‭ ‬مؤسسها،‭ ‬لأن‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الأشياء‭ ‬يجب‭ ‬ألا‭ ‬تقال‭ ‬أبدًا‭) (...) (‬على‭ ‬الأقل‭ ‬بشكل‭ ‬أساسي‭) ‬مسؤول‭ ‬عنها،‭ ‬فإني‭ ‬أنسبها‭ ‬لنفسي‭ ‬ولأتباعي‭ ‬غير‭ ‬المعصومين‭ ‬عن‭ ‬الخطأ‭ ‬لكي‭ ‬لا‭ ‬نكون‭ ‬أكثر‭ ‬تواضعًا‭ ‬مما‭ ‬نكون‭ ‬عليه‭ ‬حين‭ ‬يتعلق‭ ‬الأمر‭ ‬باستعمالاتها‭ ‬الاجتماعية‭.‬

بالنسبة‭ ‬للأصل،‭ ‬إذن،‭ ‬فإن‭ ‬تعدادنا‭ ‬للأصول‭ ‬الأولى‭ ‬سوف‭ ‬يكون‭ ‬بمثابة‭ ‬العنصر‭ ‬الأول‭ ‬في‭ ‬ما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالشرح‭ ‬الوافي‭ ‬للحركة‭. ‬نحن‭ ‬ننحدر‭ ‬من‭ ‬ثلاث‭ ‬حركات‭: ‬الرمزية‭ ‬الفرنسية،‭ ‬والوثنية‭ ‬المتعالية‭ ‬البرتغالية،‭ ‬وحفنة‭ ‬الأشياء‭ ‬التافهة‭ ‬والمتناقضة‭ ‬التي‭ ‬تعبر‭ ‬عنها‭ ‬المستقبلية‭ ‬والتكعيبية،‭ ‬وما‭ ‬شابه‭ ‬من‭ ‬تعبيرات‭ ‬طارئة‭. ‬ولكن‭ ‬ينبغي‭ ‬القول‭ ‬إننا‭ ‬ننحدر‭ ‬من‭ ‬روح‭ ‬هذه‭ ‬الحركات‭ ‬وليس‭ ‬من‭ ‬مادتها‭. ‬أنت‭ ‬تعرف‭ ‬ما‭ ‬هي‭ ‬الرمزية‭ ‬الفرنسية‭ ‬ولذلك‭ ‬فأنت‭ ‬بالطبع‭ ‬على‭ ‬دراية‭ ‬من‭ ‬أنها‭ ‬تشكِّل‭ ‬في‭ ‬العمق‭ ‬أقصى‭ ‬تجليات‭ ‬النزعة‭ ‬الذاتية‭ ‬الرومانسية،‭ ‬غير‭ ‬أنها‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬ذلك‭ ‬تشكِّل‭ ‬أقصى‭ ‬تجليات‭ ‬الحرية‭ ‬الرومانسية‭ ‬للتنوع‭. ‬وفضلًا‭ ‬عن‭ ‬هذا‭ ‬فقد‭ ‬كانت‭ ‬تمثل‭ ‬تحليلًا‭ ‬دقيقًا‭ ‬وسقيمًا‭ ‬للغاية‭ (‬مركب‭ ‬لغايات‭ ‬التعبير‭ ‬الشعري‭) ‬للأحاسيس‭. ‬كانت،‭ ‬منذ‭ ‬ذلك‭ ‬الوقت،‭ ‬ولو‭ ‬فجة،‭ ‬بالمقارنة‭ ‬مع‭ ‬حركتنا‭. ‬لقد‭ ‬غضت‭ ‬البصر‭ ‬عن‭ ‬العالم‭ ‬جريًا‭ ‬وراء‭ ‬تلك‭ ‬الحالات‭ ‬الذهنية‭ ‬التي‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬شأن‭ ‬التعبير‭ ‬عنها‭ ‬ألا‭ ‬يتسق‭ ‬مع‭ ‬التوازن‭ (‬الاستقرار‭) ‬العادي‭ ‬للأحاسيس‭.‬من‭ ‬الرمزية‭ ‬الفرنسية‭ ‬نستمد‭ ‬موقفنا‭ ‬الأساسي‭ ‬القائم‭ ‬على‭ ‬إبداء‭ ‬أكبر‭ ‬قدر‭ ‬من‭ ‬الاهتمام‭ ‬بأحاسيسنا،‭ ‬ومن‭ ‬ثَمَّ‭ ‬سلوكنا‭ ‬اللامبالي‭ ‬وغير‭ ‬المتحمس‭ ‬وغير‭ ‬المكترث‭ ‬بأبسط‭ ‬الأشياء‭ ‬وأكثرها‭ ‬صلابة‭ ‬في‭ ‬الحياة‭ ‬في‭ ‬آن‭ ‬معًا‭. ‬هذا‭ ‬لا‭ ‬يشملنا‭ ‬كلنا،‭ ‬بالرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬التحليل‭ ‬الدقيق‭ ‬والفاحص‭ ‬للأحاسيس‭ ‬يشغل‭ ‬الحركة‭ ‬كلها‭.‬

 

وأما‭ ‬في‭ ‬ما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالاختلافات‭: ‬فإننا‭ ‬نرفض‭ ‬كليًا،‭ ‬إلا‭ ‬في‭ ‬حالات‭ ‬استثنائية‭ ‬ولأغراض‭ ‬جمالية‭ ‬بحتة،‭ ‬الموقف‭ ‬الديني‭ ‬للرمزيين‭. ‬فالله‭ ‬بالنسبة‭ ‬لنا‭ ‬هو‭ ‬مجرد‭ ‬كلمة‭ ‬يمكن‭ ‬استعمالها‭ ‬بشكل‭ ‬ملائم‭ ‬لتشير‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬غامض‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬تتضمن‭ ‬مقاصد‭ ‬أخلاقية‭ ‬أو‭ ‬غيرها‭. ‬إنها‭ ‬ذات‭ ‬قيمة‭ ‬جمالية‭ ‬فقط‭. ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬هذا‭ ‬فإننا‭ ‬نشجب‭ ‬ونبغض‭ ‬عجز‭ ‬الرمزيين‭ ‬في‭ ‬امتلاك‭ ‬النفس‭ ‬الطويل‭ ‬وفشلهم‭ ‬في‭ ‬كتابة‭ ‬قصائد‭ ‬طويلة‭ ‬وببنيتهمب‭ ‬الرخيصة‭.‬

ليست‭ ‬لديك‭ ‬دراية‭ ‬بــــــبالوثنية‭ ‬المتعاليةب‭ ‬البرتغالية‭. ‬وهو‭ ‬أمر‭ ‬مؤسف،‭ ‬لأنه‭ ‬بالرغم‭ ‬من‭ ‬أنها‭ ‬ليست‭ ‬حركة‭ ‬قديمة،‭ ‬فإنها‭ ‬أصيلة‭. ‬تصور‭ ‬لو‭ ‬أن‭ ‬الحركة‭ ‬الرومانطيقية‭ ‬الإنجليزية،‭ ‬بدلًا‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬تعود‭ ‬القهقرى‭ ‬إلى‭ ‬المستوى‭ ‬التينيسي‭ ‬ذالروسيتيذ‭ ‬البراونيجي،‭ ‬صعدت‭ ‬إلى‭ ‬الأعلى‭ ‬نحو‭ ‬اشيليب،‭ ‬وعملت‭ ‬على‭ ‬بث‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الروح‭ ‬في‭ ‬وثنيته‭ ‬الروحية‭ ‬أصلًا،‭ ‬وهكذا‭ ‬سوف‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬مفهوم‭ ‬الطبيعة‭ (‬وثنيونا‭ ‬المتعاليون‭ ‬هم‭ ‬في‭ ‬الأساس‭ ‬شعراء‭ ‬طبيعيون‭)‬،‭ ‬التي‭ ‬ينصهر‭ ‬فيها‭ ‬الجسد‭ ‬والروح‭ ‬ويتحولان‭ ‬إلى‭ ‬شيء‭ ‬يتجاوزهما‭. ‬إذا‭ ‬قدر‭ ‬لك‭ ‬أن‭ ‬تتخيل‭ ‬اويليام‭ ‬بليكب،‭ ‬وقد‭ ‬تقمص‭ ‬روح‭ ‬اشيليب،‭ ‬وراح‭ ‬يكتب‭ ‬انطلاقًا‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬فسيكون‭ ‬في‭ ‬وسعك‭ ‬على‭ ‬الأرجح‭ ‬أن‭ ‬تدرك‭ ‬ما‭ ‬أعنيه‭. ‬لقد‭ ‬تمخضت‭ ‬هذه‭ ‬الحركة‭ ‬عن‭ ‬قصيدتين‭ ‬في‭ ‬وسعي‭ ‬أن‭ ‬أعتبرهما‭ ‬من‭ ‬أعظم‭ ‬القصائد‭ ‬على‭ ‬مر‭ ‬الزمن‭. ‬هما‭ ‬قصيدتان‭ ‬قصيرتان‭ ‬على‭ ‬أي‭ ‬حال‭. ‬الأولى،‭ ‬هي‭ ‬اأغنية‭ ‬النورب‭ ‬لجويرا‭ ‬جونكييرو،‭ ‬أعظم‭ ‬الشعراء‭ ‬البرتغاليين‭ ‬طرًا‭ (‬كان‭ ‬يقود‭ ‬الشاحنات‭ ‬حين‭ ‬نشر‭ ‬اباترياب‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1896،‭ ‬ولكنبباترياب‭ ‬هي‭ ‬دراما‭ ‬غنائية‭ ‬ساخرة،‭ ‬ولا‭ ‬تنتمي‭ ‬إلى‭ ‬مرحلته‭ ‬الوثنية‭ ‬المتعالية‭). ‬اأغنية‭ ‬الضوءب‭ ‬هي‭ ‬على‭ ‬الأرجح‭ ‬أعظم‭ ‬إنجاز‭ ‬شعري‭ ‬ميتافيزيقي‭ ‬منذ‭ ‬قصيدة‭ ‬اأغنيةب‭ ‬لوردزسورث‭. ‬القصيدة‭ ‬الأخرى،‭ ‬التي‭ ‬تتجاوز‭ ‬بالتأكيد‭ ‬قصيدة‭ ‬االركوب‭ ‬معًاب‭ ‬لبراونينج‭ ‬بوصفها‭ ‬قصيدة‭ ‬عاطفية،‭ ‬والتي‭ ‬تنتمي‭ ‬إلى‭ ‬المستوى‭ ‬الميتافيزيقي‭ ‬نفسه‭ ‬لقصائد‭ ‬الحب‭ ‬ـ‭ ‬العاطفة،‭ ‬بالرغم‭ ‬من‭ ‬أنها‭ ‬أكثر‭ ‬وثنية‭ ‬من‭ ‬وجهة‭ ‬النظر‭ ‬الدينية،‭ ‬هيبمرثيةب‭ ‬لتيخيرا‭ ‬دي‭ ‬باسكوسياس،‭ ‬الذي‭ ‬كتبها‭ ‬عام‭ ‬1905‭. ‬نحن‭ ‬االإحساسيونب‭ ‬مدينون‭ ‬لهذه‭ ‬المدرسة‭ ‬الشعرية‭ ‬بالطريقة‭ ‬التي‭ ‬تنصهر‭ ‬فيها‭ ‬الروح‭ ‬والمادة‭ ‬وتتعاليان‭ ‬في‭ ‬شعرنا‭. ‬وقد‭ ‬دفعنا‭ ‬العملية‭ ‬إلى‭ ‬الأعلى‭ ‬أكثر‭ ‬مما‭ ‬فعل‭ ‬الأولون،‭ ‬بالرغم‭ ‬من‭ ‬شعوري‭ ‬بالأسف‭ ‬لعجزنا‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬نجترح‭ ‬شيئًا‭ ‬يضاهي‭ ‬مستوى‭ ‬القصيدتين‭ ‬اللتين‭ ‬أشرت‭ ‬إليهما‭ ‬توًا‭.‬

أما‭ ‬بالنسبة‭ ‬لتأثرنا‭ ‬بالحركة‭ ‬الحديثة‭ ‬التي‭ ‬تتضمن‭: ‬التكعيبية‭ ‬والمستقبلية،‭ ‬فإننا‭ ‬مدينون‭ ‬للاقتراحات‭ ‬التي‭ ‬تلقيناها‭ ‬منهم‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬تأثرنا‭ ‬بمضمون‭ ‬أعمالهم،‭ ‬إذا‭ ‬شئنا‭ ‬أن‭ ‬نكون‭ ‬دقيقين‭.‬

لقد‭ ‬أضفينا‭ ‬طابعًا‭ ‬ثقافيًا‭ ‬على‭ ‬حركتهم‭. ‬تفكيك‭ ‬النموذج‭ ‬الذي‭ ‬يصنعونه‭ (‬لأننا‭ ‬تأثرنا‭ ‬لا‭ ‬بأدبهم،‭ ‬إن‭ ‬كان‭ ‬في‭ ‬حوزتهم‭ ‬شيء‭ ‬يشبه‭ ‬الأدب‭ ‬أصلًا،‭ ‬بل‭ ‬بصورهم‭)‬،‭ ‬فقد‭ ‬مضينا‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬نعتقد‭ ‬أنه‭ ‬المجال‭ ‬الأكيد‭ ‬للتفكيك‭ ‬ذ‭ ‬ليس‭ ‬تفكيك‭ ‬الأشياء‭ ‬بل‭ ‬تفكيك‭ ‬إدراكنا‭ ‬لتلك‭ ‬الأشياء‭.‬

وبعد‭ ‬أن‭ ‬أطلعتك‭ ‬على‭ ‬منبتنا،‭ ‬وبشكل‭ ‬مختصر‭ ‬استعمالنا‭ ‬لذلك‭ ‬المنبت،‭ ‬واختلافنا‭ ‬عنه،‭ ‬فسوف‭ ‬أقوم‭ ‬الآن‭ ‬بشرح‭ ‬موقفنا‭ ‬المركزي‭ ‬من‭ ‬الإحساسية،‭ ‬بما‭ ‬تيسر‭ ‬لي‭ ‬من‭ ‬دقة‭.‬

‭ ‬٪‭ ‬الحقيقة‭ ‬الوحيدة‭ ‬في‭ ‬الحياة‭ ‬هي‭ ‬الإحساس‭. ‬الحقيقة‭ ‬الوحيدة‭ ‬في‭ ‬الفن‭ ‬هي‭ ‬وعي‭ ‬الإحساس‭.‬

‭ ‬٪‭ ‬ليست‭ ‬هناك‭ ‬فلسفة‭ ‬ولا‭ ‬أخلاق‭ ‬ولا‭ ‬حتى‭ ‬جماليات‭ ‬في‭ ‬الفن،‭ ‬أيًا‭ ‬كانت‭ ‬تمثلاتها‭ ‬في‭ ‬الحياة‭. ‬في‭ ‬الفن‭ ‬ثمة‭ ‬فقط‭ ‬أحاسيس‭ ‬ووعينا‭ ‬لها‭. ‬كائنًا‭ ‬ما‭ ‬كان‭ ‬الحب‭ ‬والفرح‭ ‬والألم‭ ‬في‭ ‬الحياة،‭ ‬فإنها‭ ‬في‭ ‬الفن‭ ‬مجرد‭ ‬أحاسيس‭. ‬إنها‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الواقع‭ ‬عديمة‭ ‬الفائدة‭ ‬للفن‭. ‬الله‭ ‬هو‭ ‬إحساسنا‭ ‬لأنفسنا‭ (‬لأن‭ ‬الفكرة‭ ‬هي‭ ‬إحساس‭)‬،‭ ‬وهو‭ ‬يستخدم‭ ‬في‭ ‬الفن‭ ‬للتعبير‭ ‬عن‭ ‬أحاسيس‭ ‬بعينها،‭ ‬مثل‭: ‬الوقار‭ ‬والغموض‭ ‬وما‭ ‬شابه‭ ‬ذلك‭. ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬للفنان‭ ‬أن‭ ‬يؤمن‭ ‬أو‭ ‬لا‭ ‬يؤمن‭ ‬بالله‭ ‬تمامًا،‭ ‬مثلما‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬للفنان‭ ‬أن‭ ‬يشعر‭ ‬بالحب‭ ‬والفرح‭ ‬والألم‭. ‬إنه‭ ‬يعتقد‭ ‬أو‭ ‬لا‭ ‬يعتقد،‭ ‬في‭ ‬اللحظة‭ ‬التي‭ ‬يكتب‭ ‬فيها،‭ ‬وذلك‭ ‬تبعًا‭ ‬للفكرة‭ ‬التي‭ ‬تمنحه‭ ‬الوعي‭ ‬بأحاسيسه‭ ‬وتمكنه‭ ‬من‭ ‬الإفصاح‭ ‬عنها‭ ‬بأفضل‭ ‬ما‭ ‬يكون‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬اللحظة‭. ‬وما‭ ‬إن‭ ‬ينقضي‭ ‬ذلك‭ ‬الإحساس‭ ‬فإن‭ ‬هذه‭ ‬الأشياء‭ ‬تصير،‭ ‬بالنسبة‭ ‬له‭ ‬كفنان،‭ ‬مجرد‭ ‬هياكل‭ ‬تحاول‭ ‬روح‭ ‬الأحاسيس‭ ‬أن‭ ‬تمظهرها‭ ‬لتلك‭ ‬العين‭ ‬الداخلية‭ ‬التي‭ ‬يكتب‭ ‬انطلاقًا‭ ‬من‭ ‬رؤيته‭ ‬للأشياء‭ ‬وإحساسه‭ ‬بها‭ ‬من‭ ‬خلالها‭.‬

‭ ‬٪‭ ‬الفن،‭ ‬بأكمل‭ ‬تعريف‭ ‬له،‭ ‬هو‭ ‬التعبير‭ ‬الموزون‭ ‬لوعينا‭ ‬بالأحاسيس،‭ ‬أي‭ ‬أنه‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬نعبِّر‭ ‬عن‭ ‬أحاسيسنا‭ ‬بطريقة‭ ‬تخلق‭ ‬معها‭ ‬موضوعًا‭ ‬يتحول‭ ‬بدوره‭ ‬إلى‭ ‬إحساس‭ ‬للآخرين‭. ‬الفن‭ ‬ليس‭ ‬االإنسان‭ ‬مضافًا‭ ‬إلى‭ ‬الطبيعةب‭. ‬كما‭ ‬قال‭ ‬ابيكونب،‭ ‬بل‭ ‬هو‭ ‬الإحساس‭ ‬مضروبًا‭ ‬بالوعي‭ ‬ذ‭ ‬لاحظ‭: ‬مضروبًا‭.‬

‭ ‬٪‭ ‬المبادئ‭ ‬الثلاثة‭ ‬للفن‭: (‬1‭): ‬يجب‭ ‬التعبير‭ ‬عن‭ ‬كل‭ ‬إحساس‭ ‬إلى‭ ‬أبعد‭ ‬مدى‭ ‬ممكن‭. ‬أي‭ ‬أن‭ ‬التعبير‭ ‬عن‭ ‬كل‭ ‬إحساس‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يصل‭ ‬إلى‭ ‬العمق‭. (‬2‭): ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يُعبَّر‭ ‬عن‭ ‬الإحساس‭ ‬بطريقة‭ ‬تمكنه‭ ‬من‭ ‬إيقاظ‭ ‬ذمثل‭ ‬هالة‭ ‬من‭ ‬النور‭ ‬تحيط‭ ‬بإحساس‭ ‬مركزي‭ ‬معينذ‭ ‬أكبر‭ ‬قدر‭ ‬ممكن‭ ‬من‭ ‬الأحاسيس‭ ‬الأخرى‭. (‬3‭): ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬حصيلة‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬على‭ ‬قدر‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬الشبه‭ ‬بشيء‭ ‬منظم‭ ‬لأن‭ ‬ذلك‭ ‬هو‭ ‬شرط‭ ‬الحيوية‭.‬

إن‭ ‬أسمى‭ ‬هذه‭ ‬المبادئ‭ ‬الثلاثة‭: ‬الإحساس،‭ ‬والإيحاء،‭ ‬والبناء‭. ‬وهذا‭ ‬الأخير‭ - ‬وهو‭ ‬أحد‭ ‬أعظم‭ ‬المبادئ‭ ‬لدى‭ ‬الإغريق‭ ‬الذين‭ ‬اعتبر‭ ‬شاعرهم‭ ‬الأعظم‭ ‬القصيدة‭ ‬بمثابة‭ ‬احيوانب‭-  ‬لم‭ ‬يلق‭ ‬اهتمامًا‭ ‬يُذكَر‭ ‬من‭ ‬لدن‭ ‬الحداثويين‭. ‬أدت‭ ‬الرومانطيقية‭ ‬إلى‭ ‬زعزعة‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬البناء‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬الكلاسيكيون‭ ‬الأوائل‭ ‬على‭ ‬الأقل‭ ‬يتمتعون‭ ‬به‭. ‬وقد‭ ‬ترك‭ ‬شكسبير،‭ ‬بعجزه‭ ‬القاتل‭ ‬عن‭ ‬تصور‭ ‬الكيانات‭ ‬المنتظمة،‭ ‬تأثيرًا‭ ‬مريعًا‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭. (‬سوف‭ ‬تتذكر‭ ‬أن‭ ‬الغريزة‭ ‬الكلاسيكية‭ ‬لماتيو‭ ‬أرنولد‭ ‬قد‭ ‬ساعدته‭ ‬على‭ ‬إدراك‭ ‬ذلك‭). ‬لا‭ ‬زال‭ ‬اميلتونب‭ ‬هو‭ ‬المعلم‭ ‬العظيم‭ ‬للبناء‭ ‬في‭ ‬الشعر‭. ‬شخصيًا‭ ‬أعترف‭ ‬أنني‭ ‬أميل‭ ‬أكثر‭ ‬وأكثر‭ ‬إلى‭ ‬وضع‭ ‬اميلتونب‭ ‬فوق‭ ‬مصاف‭ ‬شكسبير‭ ‬كشاعر‭. ‬ولكن‭ ‬عليَّ‭ ‬أن‭ ‬أعترف‭ ‬أيضًا،‭ ‬بقدر‭ ‬ما‭ ‬أملك‭ ‬من‭ ‬شأن‭ (‬وأنا‭ ‬أحاول‭ ‬جاهدًا‭ ‬ألا‭ ‬أكون‭ ‬الشيء‭ ‬نفسه‭ ‬لثلاث‭ ‬دقائق‭ ‬متتالية‭ ‬لأن‭ ‬ذلك‭ ‬يلحق‭ ‬الضرر‭ ‬بالصحة‭ ‬الجمالية‭)‬،‭ ‬إنني‭ ‬وثني‭ ‬ولذلك‭ ‬أقف‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬اميلتونب‭ ‬كشاعر‭ ‬وثني‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬وقوفي‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬الشاعر‭ ‬المسيحي‭ ‬شكسبير‭. ‬على‭ ‬أن‭ ‬كل‭ ‬هذا‭ ‬ليس‭ ‬سوى‭ ‬عاطفة،‭ ‬وآمل‭ ‬أن‭ ‬تغفر‭ ‬تسربه‭ ‬إلى‭ ‬هذا‭ ‬المقام‭.‬

أحيانًا‭ ‬أنظر‭ ‬إلى‭ ‬القصيدة‭ - ‬وكان‭ ‬في‭ ‬مقدوري‭ ‬أن‭ ‬أضيف‭ ‬أيضًا‭ ‬اللوحة‭ ‬والتمثال،‭ ‬لولا‭ ‬أني‭ ‬لا‭ ‬أعتبر‭ ‬الرسم‭ ‬والنحت‭ ‬من‭ ‬الفنون‭ ‬بل‭ ‬أشغالًا‭ ‬يدوية‭-  ‬كما‭ ‬لو‭ ‬كانت‭ ‬شخصًا‭ ‬كائنًا‭ ‬بشريًّا‭ ‬حيًّا،‭ ‬وإنها‭ ‬تنتمي‭ ‬بالحضور‭ ‬الجسدي،‭ ‬والكيان‭ ‬المؤلَّف‭ ‬من‭ ‬لحم‭ ‬ودم،‭ ‬إلى‭ ‬عالم‭ ‬آخر‭ ‬يرميه‭ ‬إليه‭ ‬خيالنا‭ ‬حيث‭ ‬نقرأه‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬العالم‭ ‬بوصفه‭ ‬لا‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬ظل‭ ‬ناقص‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬الواقع‭ ‬الجمالي‭ ‬المقدس‭ ‬في‭ ‬مكان‭ ‬آخر‭. ‬آمل‭ ‬أن‭ ‬يأتي‭ ‬يوم،‭ ‬بعد‭ ‬الموت،‭ ‬أقابل‭ ‬فيه‭ ‬وجهًا‭ ‬لوجه‭ ‬البعض‭ ‬من‭ ‬أطفال‭ ‬هؤلاء‭ ‬الذين‭ ‬خلقتهم،‭ ‬وآمل‭ ‬أن‭ ‬أراهم‭ ‬في‭ ‬أجمل‭ ‬تقويم‭ ‬بطلِّتهم‭ ‬الندية‭ ‬الخالدة‭. ‬لربما‭ ‬تتساءل‭ ‬في‭ ‬قرارة‭ ‬نفسك‭ ‬كيف‭ ‬أن‭ ‬شخصًا‭ ‬يقول‭ ‬عن‭ ‬نفسه‭ ‬إنه‭ ‬وثني‭ ‬ينسج‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الخيالات‭. ‬نعم،‭ ‬كنت‭ ‬وثنيًا‭ ‬قبل‭ ‬فقرتين‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الأسطر‭ ‬غير‭ ‬أنني‭ ‬أكف‭ ‬عن‭ ‬أكون‭ ‬كذلك‭ ‬وأنا‭ ‬أستمر‭ ‬في‭ ‬الكتابة‭. ‬وفي‭ ‬نهاية‭ ‬هذه‭ ‬الرسالة‭ ‬أتوقع‭ ‬أن‭ ‬أكون‭ ‬شيئًا‭ ‬آخر‭. ‬إني‭ ‬أترجم‭ ‬إلى‭ ‬الواقع،‭ ‬بقدر‭ ‬ما‭ ‬أستطيع،‭ ‬ذلك‭ ‬التفكك‭ ‬الروحي‭ ‬الذي‭ ‬أمدحه‭ ‬وأشيد‭ ‬به‭. ‬وإذا‭ ‬كنت‭ ‬أتمتع‭ ‬بأي‭ ‬قدر‭ ‬من‭ ‬التماسك‭ ‬فهو‭ ‬أقرب‭ ‬إلى‭ ‬لا‭ ‬تماسك‭ ‬اللاتماسك‭.‬

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة