المعلِمة «الكيوت» هدير.. أول جزارة «أونلاين» بين الفلاحين
المعلِمة «الكيوت» هدير.. أول جزارة «أونلاين» بين الفلاحين


حكايات| المعلِمة «الكيوت» هدير.. أول جزارة «أونلاين» بين الفلاحين

محمد الجريتلي

الثلاثاء، 08 يونيو 2021 - 04:30 م

بملابس كاجول لم تعرفها محلات الجزارة من قبل، ألقت هدير بآخر ما تبقى من خوف في أقرب «سلخانة»، لتبدأ رحلة شاقة ومميزة مع اللحمة الحمراء.

 

المعلمة هدير الجزارة الكيوت، كما يُطلق عليها أهالي كفر الزقازيق، لم يتجاوز عمرها 36 عامًا، حاصلة على معهد فني صناعي وأم لأربعة أطفال؛ حيث يعمل زوجها موظفا بكلية الهندسة جامعة الزقازيق.

 

بنبرة يسيطر عليها الفخر، تقول «هدير»: «أعباء الحياة جعلتني أبحث عن عمل من المنزل لمساعدة زوجي.. في البداية عملت في إحدى شركات مستحضرات التجميل، وبعد فترة حبيت أثبت أني قادرة على عمل أي شىء في الدنيا وأي مهنة شريفة وحلال، فعملت مع والد زوجي والذي يعمل تاجر مواشي في تجارة الأغنام، منذ 5 سنوات».

 

اقرأ أيضًا| الرزق يحب السبعين.. الحاجة سلوى تدير أقدم ماكينة طحين بالمنوفية

 

قصة المعلمة هدير بدأت قبل 6 سنوات، والتي تقول عنها: «شغلي ده لا هو شغل أهلي ولا وراثه.. أنا طقت في دماغي إني اشتغل جزارة واتعلم.. ومدام صممت يبقى أكيد بأمر الله هعرف وهوصل.. اتعلمت من حمايا تجارة الغنم والمواشي».

 

ما بدا غريبًا أن بداية عمل هدير بالجزارة كان أونلاين؛ حيث كنت أول جزارة في هذا الطريق ولقيت ترحيبا وإقبالا كبيرا من الناس..   «لأنني لم أكن متخيلة هذا النجاح، للأسف اتحاربت كتير عشان أقع لكن قولت يا جبل ما يهزك ريح وقفت زي السبع مكملة».

 

وتروي هدير: «قررت افتح محل ويبقى أول جزارة فيكي يا بلد واسمها منور على باب محلها كنت بفرح جدا وحلمي كل يوم بيتحقق وكل اللي باطلبه من ربنا بيتحقق على أرض الواقع فتحت المحل ونجحت بفضل ربنا وبمساعدة أهلي ودعمهم ليا طول الوقت».

 

لكن رحلة نجاح هدير لم تتوقف عند هذه المحطة؛ حيث تقول: «بقى عندي عمالة كتير تساعدني في شغلي وإيد على إيد تساعد ومشروعي يكبر ويفتح لناس كتير باب رزق.. أنا طول ما أنا عايشة هحلم وهطور من نفسي ومن حلمي مهما اتحاربت مش هستسلم ومش هقع لإني مؤمنة أن لكل مجتهد نصيب».


وتحكي أحد المواقف فتقول: «في إحدى المرات كنت أجلس مع زوجي ونشرت بوست على صفحتي بفيسبوك قلت فيه: (هدبح بكرة ضاني لو حد عايز يحجز)، وكان على سبيل المزح، لكني لم أتخيل أن الموضوع هيقلب جد معايا، حيث فوجئت بتفاعل كبير على البوست، ونصحني زوجي بضرورة التواصل والرد على الناس على الفيس.. أنا كنت بجرب حظي وبهرج، ومن هنا كانت البداية».

 

 

وفي اليوم الأول ذبحت هدير خروفين وتم توزيعهما في ساعة، لتنطلق فعليا في مهنة الجزارة، وكل زبائنها على الإنترنت، وتستعين بمعلف حماها في وضع الأغنام فيه، وتذبح في السلخانة، وعندما رزقها الله ساعدت 10 أسر للعمل معاها، حيث لم يقتصر عملها على ذلك بل طورت نفسها للعمل في شراء وذبح الدواجن بكل أنواعها.

 

واليوم باتت هدير فخورة بعملها، في هذه المهنة الصعبة مشيدة بمساعدة أهلها وأشقائها لها، في شراء المواشي لذبحها وبيعها، متمنية من الدولة توفير محل خاص لها، حيث أن هذا المحل الذي تعمل فيه ملك لشقيقها.

 

وتختتم حديثها بالقول: طول عمري عندي فوبيا من الدم وبخاف من الذبيح، لكن ربنا أعطاني إرادة غير عادية، وأول مرة ذبحت خروف وبعدها ذبحت كل أنواع المواشي من جاموس وبقر وعجول، لكن الحيوان الوحيد اللي بخاف أذبحه هو الأرنب لأنه بيصرخ أثناء الذبح بيصعب عليه جدا، لكن بسلخه بشكل جيد.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة