يوسف القعيد
يوسف القعيد


يوميات الأخبار

ســــبع ســـنوات

يوسف القعيد

الثلاثاء، 08 يونيو 2021 - 05:53 م

أمامنا حياة كريمة، المبادرة التى أطلقها الرئيس بهدف رعاية الفئات المحتاجة، وتوفير الحياة الكريمة لكل مصرى.

إنها سنوات حكمه بعد ثورته العملاقة فى 3/6/2014، التى خلَّصت مصر من حكم الإخوان الإرهابى الدموى. ولو لم يفعل السيسى غير هذا لكفاه ودخل التاريخ. حيث ينتظره مكان من يحررون الأوطان من المغتصبين. ولكنه يفاجئنا يومياً بما يفعله ويقوم به مؤسِساً دولة جديدة على أنقاض ما كان.
تسلَّم اللادولة من العصابة. وكان عليه جمع أجزائها كما فعلت إيزيس فى الأساطير المصرية لأنها إن اجتمعت بشكل صحيح عادت لها الحياة من جديد. وتلك ميزة مصر وحدها.

تصيبنى الحيرة بأى الأمور أبدأ. وكنت أتمنى لو أن هيئة الاستعلامات ورئيسها الصديق ضياء رشوان نقيب الصحفيين، حاول تلخيص ما فعله الرئيس خلال هذه السنوات. أعرف أنه يحتاج مجلدات كثيرة من الكتابات الصادقة، والتى لا يمكن أن تفى الرجل حقه. ولكن الكتابة والنشر تواجهان النسيان الذى هو آفة زماننا. فى كل شارع من مصر، وفى كل قرية، وفى كل نجع، وفى كل كفر، ستجد إنساناً له حكاية مع الرئيس. لدرجة ومن غزارة هذه الحكايات وكثرتها تسأل نفسك: كيف استطاع أن يصنع كل هذا؟ لأن السنوات السبع فركة كعب قصيرة الأمد فى الدولة التى صنعت للتاريخ فكرة الأبدية. وتركت لنا أهراما تتحدى النسيان. إن المواقف الإنسانية تؤكد أن الرئيس يحاول أن يتواصل مع الجميع. ويشعر ويحس ويتجاوب مع مشكلات المواطن البسيط. ولا يمكن لقلمٍ، ولا لمساحة أن تحصى ما جرى وما تم.

الاعتذار لسيدة التحرير:

­أكتب عن هذه الحادثة لأنها من الحوادث البكر التى رأى المصريون من خلالها بُشرى مستقبلهم مع الرئيس الذين خرجوا بالملايين يطلبون منه الترشح لرئاسة البلاد، ويصرون على هذا. ويعتبرون أن لا خلاص لهم إلا بأن يقبل أن يُكمِل جميله للبلاد بعد ثورة الثلاثين من يونيو 2013، ويتولى رئاستها وإنقاذها من الحال التى وصلت إليها.

بعد أسبوع من فوزه بالرئاسة عام 2014، قدَّم الرئيس بنفسه اعتذاره لسيدة جرى التحرش بها فى ميدان التحرير أثناء الاحتفالات لتنصيبه رئيساً للبلاد. فعل هذا بنفسه. قام ضمن وفد رفيع المستوى ضم وزير الدفاع ورئيس الأركان بزيارة السيدة وعبَّر لها عن حزنه وأسفه لما جرى. قال لها:

- حقك علينا، معلش، ما تزعليش، وحمداً لله على سلامتك، أنا تحت أمرك، أنا آسف.

هل حمل لنا التاريخ المصرى القديم ومصر صاحبة أطول تاريخ فى البشرية رئيسا يقول لمواطنة بسيطة: أنا آسف؟ أعتقد أن هذا لم يحدث إلا من الرئيس عبد الفتاح السيسى.

أقوى درع:

خلال السبع سنوات أصبحت قواتنا المسلحة أحدث وأقوى جيوش المنطقة. بل ربما نافست دول العالم فى المهارات والتدريبات على كل ما هو جديد. لدرجة أن جيشنا أصبح له تصنيف عالمى اختلف عما كان عليه قبل الرئيس السيسى. أصبح ضمن أقوى 12 جيشاً فى العالم. والأول عربياً وأفريقياً. بل ومن أقوى الجيوش فى المنطقة. وذلك بفضل مستوى التسليح والتدريب ووجود منشآت عسكرية وقتالية، بالإضافة إلى عوامل كثيرة أخرى تضيق المساحة عن ذكرها تؤكد لنا أن جيشنا له أفضلية مهمة حتى على جيوش الدول الكبرى.

مبادرات رئاسية:

حاول الرئيس استئصال الأمراض المتوطنة فى قلب قلب المجتمع المصرى. ومواجهتها بكل السبل وجميع الإمكانات. حيث تم إنشاء ولأول مرة ملف طبى لجميع أفراد الأسرة وتم ميكنة المواليد والوفيات، وميكنة صرف الألبان المدعومة للأطفال، وعمليات التطعيم، وكذلك فُتِحت الملفات الإليكترونية لكل منتفع بمنظومة التأمين الصحى الشامل.

أمامنا حياة كريمة، المبادرة التى أطلقها الرئيس بهدف رعاية الفئات المحتاجة، وتوفير الحياة الكريمة لكل مصرى. وتقديم الخدمات الطبية له. وأيضاً تطوير القرى الأكثر احتياجاً طبقاً لخريطة الفقر. والتوسع فى صرف الأجهزة التعويضية. بالإضافة لتوفير فرص عمل بالمشروعات الكبيرة والمتوسطة. كما أسهم فى زواج اليتيمات. وهذا يحدث لأول مرة. فاليتيم لم يكن يجد من يحنو على يُتمه.

المصريات:

ها هى المرأة المصرية تحصل على 30% من جملة أعضاء مجلس النواب، و%10 من مجلس الشيوخ، 25% بعدد 8 وزيرات فى الحكومة، وليت الأمر توقف عند هذا. ينتظر المرأة المصرية فى قادم الأيام بعد عملها فى مجلس الدولة والنيابة العامة. إعتباراً من أول أكتوبر المقبل. وهو القرار الذى اتخذه الرئيس عبد الفتاح السيسى عندما ترأس اجتماع المجلس الأعلى للهيئات القضائية ومجلس الدولة وهو اجتماع غير مسبوق.

سـيناء والقناة:

الأرقام تُلخِّص الكثير من تفاصيل التجربة الإنسانية. فقد أنفقت مصر السيسى 600 مليار جنيه مشروعات عملاقة غيرت وجه سيناء. أُنشئت منها مئات الوحدات السكنية الجديدة. وأيضاً استثمارات فى قطاع الكهرباء والصرف الصحى. الأرقام كثيرة، ولا أريد أن أتوه بينها. فما أُنجِز أكثر من القدرة على الإحصاء.

وما دمنا فى سيناء فها هى قناة السويس التى شهدت عصراً جديداً، إنها شريان حياة العالم الذى ينبض بدماء وعرق المصريين. لا أستطيع أن أقول عنها مجرد مجرى ملاحى تعبر منه المراكب والسفن. إنها المكان الذى يربط شرق العالم بغربه. وشماله بجنوبه. وقد تطورت وحظت بأكثر من زيارة من الرئيس. وها هو ازدواج القناة يوشك أن يكتمل. مما سيجعلها أهم شريان ملاحى بالعالم.يبقى الشهداء الذين قدموا أغلى ما يملكون وهى حياتهم لكى ننعم نحن بكل هذا البناء العظيم. كل شهيد يسكن قلوب المصريين جميعاً.

مذكرات مصطفى بكرى:

أهدانى الصديق مصطفى بكرى مذكراته التى صدرت مؤخراً، وعنوانها: معارك لا تنتهى حكايات وذكريات. ولأن ما يكتب عنه مصطفى هى وقائع عشناها معاً، وعاصرناها لحظة بلحظة. فإن القراءة تصبح متعة خالصة لأنها تُذَكِّر الإنسان بأيام قريبة. ولأنها مضت وتركت آثارها. فذكراها تصبح حلوة فى النفس. شهية فى الوجدان.

عرفت مصطفى بكرى «16 مايو 1956»  وإسمه بالكامل محمد مصطفى بكرى محمد - منذ جاء إلى القاهرة من قريته كفر المعنى، بصعيد مصر الجوانى. زاملته صحفياً. وكنت أحد كُتَّاب جريدته المتألقة: الأسبوع. كانت لى زاوية فيها. أشهد أنه لم يتدخل فى حرف مما كتبته. كان يؤمن إيماناً راسخاً أن الحرية المطلقة هى الطريق الوحيد لكى نودع أخطاءنا ونكمل إنجازاتنا ونستقبل الآتى من أيامنا. لا أعرف إن كانت هذه المذكرات سيكون لها جزء ثانٍ أم لا. وإن كنت أتصور أنها لا بد أن يكون لها جزء ثانٍ وثالث. وربما أكثر. قبل تجربة الأسبوع تزاملت معه فى دار الهلال عندما عمل محرراً بمجلة المصور. وكانت له صولاته وجولاته التى ميزته عن غيره. وأعطته طابعاً خاصاً انفرد به.

منذ بدايته الأولى كان قومياً عروبياً. يؤمن أن مصر قائدة الوطن العربى والأمة الإسلامية. وأنها دولة دور. وهذا الدور مثل قدرها تماماً. وكما يتكلم بصدق فهو يكتب بسلاسة. ويبتعد تماماً عن التعبيرات المأخوذة من كتب التراث. ولا يميل إلى استخدام الأكلاشيهات الجاهزة التى جرى ويجرى نحتها فى الكتابات الصحفية.

أعتقد أنه لا يوجد قطر عربى واحد لم يزره. ولم يكتب عنه. كتابة عاشق محب. باعتباره ابناً للقومية العربية والتى أرسى معالمها خالد الذكر جمال عبد الناصر. وجعل منها دولة تقود الوطن العربى والأمة الإسلامية، بل وأحد أركان العالم الثالث. كانت أيام. لا يكتب مصطفى بكرى مذكراته بفعل الماضى التام. فإن كانت قد مضت وربما مرت عليها سنوات. فإن آثارها ما زالت باقية وموجودة حتى هذه اللحظة. عندما كنت أقرأها طالعتنى وجوه من رحلة التعب والعناء التى مررنا بها. وتعلمنا من تعبها أكثر بكثير مما تعلمناه من نجاحاتها. فالإخفاق قد يكون هو الطريق الحقيقى للنجاح.

لا شئ يمتعنى خاصة فى سنوات عمرى الأخيرة سوى قراءة أكثر من قراءة اليوميات والمذكرات وسرد الذكريات. فهى تقدم لك خلاصة تجربة إنسان عاش حياته وجلس ليحكى لك بمحبة ومودة وصدق ما مر به من أزمات ومحن.

وما حقق من إنجازات ما زالت آثارها باقية على جدران الزمن. خاصة أنه ولد فى ذروة سنوات الصعود الناصرى. كما احتفى بالمرحوم الدكتور مهندس خالد جمال عبد الناصر، نجل عبد الناصر العظيم. بل وينشر فى كتابه صورة له معه. وإن كنت أعاتب مصطفى على أنه فى مواقع كثيرة لم يُدوِّن أسماء أبطالها.

أو الذين ليسوا أبطالها. ومهما كانت الدوافع لذلك. فإن هذه الوثيقة كانت ستكون أكثر اكتمالاً، وأكثر فائدة ومتعة لو أن أسماء الأبطال موجودة فى كل موقع.

ربما كانت هناك تبعات قانونية تفرض عليه هذا. ولكن لا يجب أن ننسى أن مبدأ الكتابة الأساسى كما قاله لى نجيب محفوظ أكثر من مرة:

عنما أكتب، لا أعبأ بشئ، أى شئ.

ومع هذا فإن كتاب مصطفى بكرى الذى يوشك أن يكمل أربعمائة صفحة من القطع الكبير يبقى قطعة من الفؤاد. فؤاده عندما كتب، وأفئدة من سيقرأون هذه المذكرات. بأن الصدق هو كلمة السر بالنسبة لكتابة المذكرات. وإن خاصمها الصدق خاصمها القارئ وابتعد عنها المتابعون. ولذلك أتصور صدور أكثر من طبعة منها.

لقد قرأت الطبعة الثانية. والمؤلف لم يؤرخ للطبعة الأولى والطبعة الثانية لنعرف الوقت الذى استغرقته الأولى حتى نفدت. ولكنى أتوقع لهذا السفر الجليل الممتع طبعات كثيرة. وأرجو من المؤلف أن يهتم بتوثيق الطبعات. وربما الإضافة لها.

يهدى المؤلف كتابه إلى كل من وقف معه وسانده فى معاركه. إلى والده ووالدته وأشقائه. وبالذات شقيقه محمود عضو مجلس الشيوخ الآن الذى يرد ذكره كثيراً فى المذكرات. ويهدى كتابه إلى زوجته وأولاده الذين تحملوا الكثير.

ولكى يكون صادقاً فهو يصف كتابه بأنه يرصد بعضاً من معاركه وذكرياته ومعاناته. فمتى نقرأ الجزء الثانى من هذه الذكريات الصادقة العميقة التى تعيد خلق مرحلة شديدة الأهمية من تاريخنا السياسى فى القرن العشرين والسنوات الأولى من القرن الحادى والعشرين؟.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة