الثلاثاء، 08 يونيو 2021 - 09:28 م

داخل مركز التأهيل الاجتماعى فى السويس هناك أبطال تحدوا الظروف والمعوقات التى واجهتهم، رفضوا الاستسلام للواقع، وحولوا المحن إلى منح، فباتت الإعاقة مصدرا للقوة بالهمة والعزيمة والإرادة، ليعطوا نموذجا لكل من يضع أسبابا واهية تبرر إخفاقه وفشله.
قبل نحو 4 أشهر اقترح عادل الدكرونى مدير مركز التأهيل الاجتماعى لذوى الإعاقة، على أعضاء مجلس الإدارة فكرة تحويل سيارة قديمة خردة إلى عربة إعداد وجبات سريعة ليعمل عليها 5 شباب من ذوى الهمم توفر لهم دخلا يغطى نفقات علاجهم واحتياجات أسرهم.

لم يكتف مدير المركز بذلك، بل خاض تحديا وهو أن يكون التحويل بأيدى ذوى الهمم، ورغم أن التحويل يتطلب عملية تعديل فى هيكل السيارة ورفع السقف ليتسنى وقوف القائمين على تحضر الطعام وإضافة تجهيزات أخرى، فضلا عن أعمال الصيانة للعربة القديمة والتى لم تعمل منذ بضع سنين، لكنه رفض أن يتدخل أحد من خارج المركز.
بدأ تكوين فريق العمل للمهمة، نشر الدكرونى إعلانا على صفحة مركز التأهيل الاجتماعى يدعو فيه الأشخاص الحرفيين فى مختلف المجالات للعمل بالمركز، كان أول من بادر بالتواصل هو عصام عبد المجيد 47 سنه، كان قبل 8 سنوات يعمل سائق ونش ومعدات ثقيلة بمصنع أسمنت قبل أن يتعرض لحادث سقط خلاله بالونش من فوق الجبل لحقت به إصابات قاتلة وخضع لعمليات جراحية استلزمت تركيب 10 مسامير فى العمود الفقرى وشريحتين، حتى يستطيع تحريك نصفه العلوى فقط.

التقى عصام بعادل الدكروني، وروى له ما جرى فى 8 أعوام إذ مكث فى منزله عامين للتعافى بعد العمليات، ثم درب نفسه على أعمال صيانة السيارات والميكانيكا خلال جلوسه على كرسى متحرك، ورغم الإعاقة أجاد العمل وإصلاح الأعطال إلا أنه كان يواجه ما يصفه بعدم اقتناع بعمله بسبب إعاقته وجلوسه على الكرسي.
درب نفسه مجددا على العمل فى مجال الحدادة وأشغال الحديد الكريتال، إذ عمل عليها مسبقا قبل إصابته، وبمرور الوقت نجح فى صقل مهارته والتكيف مع إصابته والعمل بالمعدات وهو على كرسى متحرك لا سيما صاروخ تقطيع المعادن والذى يحتاج لدرجة عالية من التحكم والمهارة وإلا طالته إصابة هو فى غنى عنها، يوم فقط وقع عصام عقد العمل، وبدأ فى أعمال الحدادة وتعديل هيكل السيارة بإشراف مدير المركز.
خلال 8 أسابيع انتهى عصام من تغيير ورفع سقف السيارة وإضافة رف على الباب الخلفى لإعداد المشروبات الساخنة، مع تجهيز العربة من الداخل بدعائم.