إبراهيم المنيسى
إبراهيم المنيسى


أما قبل

من فضلك افرح !

الأخبار

الأربعاء، 09 يونيو 2021 - 07:43 م

هل جمهورنا نكدى، وينطلق فى مشاعره وتفاعلاته الرياضية مع طبيعة الشخصية الجنائزية التى تحتفى بالمولود للحظة وتنعى وتولول وتتذكر الميت لأيام عدة وذكرى سنوية.. طبيعة ناس تتشاءم من الضحكة... وخير اللهم اجعله خيرا ؟!
أذكر، ومنذ سنوات وخلال توليه مقاليد الشباب والرياضة طرح د. عبد المنعم عمارة بنظرة فلسفية واعية هذا التساؤل فى مقالة له مندهشا من طبيعة جمهور لا يريد أن يفرح بنجومه وفريقه وانتصاراته إلا للحظات خاطفة يعود منها سريعا للتنقيب عما يحزنه ويغضبه ويعكر مزاجه من أحداث أخرى أو نبش ذكريات مؤلمة وكأنه يستعذب نفسه ولا يريد أن يفرح بما يكفى ويتمتع بما هو يسعد. ناس نكدية بجد !
أذكر أيضا أن د. عمارة حمل مسئولية هذه الحالة الغريبة للإعلام الرياضى وطالبه أن يتوقف أمام لحظات السعادة والانجاز بما تستحقه وأنه لابد من البناء على كل ما يتحقق من إنجاز وليس بهدمه سريعا، متذكرا فى هذا حالات كثير من الدول العربية الشقيقة التى يصنع إعلامها من نجومها وأحداثها أساطير وحكايات ويعمل على تسويقها وتكبيرها بشكل أسطورى وربما باستخدامات لفظية ضخمة، ربما كان من غير المناسب استخدامها وأن المبالغة فيها مكلفة، لكن إهمالها أو التقليل منها خطأ أكبر وأفدح..
هذا الطرح الفلسفى تذكرناه ونحن نتابع تعاطى جمهورى الأهلى والزمالك مع الأحداث الأخيرة.. جمهور الزمالك - مثلا - لم يستمر احتفاله بإنجاز فريق كرة السلة وتتويجه المستحق ببطولة افريقيا، رغم الصعاب الكثيرة، إلا لحظات، شأن كرة اليد بالنادى أيضا ليعود لطم الخدود والبكاء على جدار ساسى !
وجمهور الأهلى، وهو يتلقى تفاصيل إنجاز تاريخى وصدارة عالمية مدهشة لفريقى الكرة الطائرة بالنادى لأندية العالم الأكثر تتويجا بالبطولات، وقبل أن يكمل جملة الثناء والزهو بإنجاز عالمى حقيقى ؛ يباغتك بالسؤال عن فريق كرة السلة وأسباب خسارته للمباريات ويستمر فى جلد الذات والتعذب بتفاصيل الهزيمة، ولا يريد أن يتوقف ولو للحظة كافية أمام منجزات عالمية وأرقام قياسية لا تطالها أندية عالمية كبيرة. حاجة غريبة !
بالطبع، لابد من تدارس أسباب كل تعثر وتحويل السلبى فيه لوقود تحد جديد، لكن هذا لا يتحقق إلا من خلال مناخ صحى فيه من الوعى ما يكفى، ويصوغه بالتأكيد إعلام رياضى يجب أن يدرك أن الرياضة تهدف لإشاعة البهجة وتعزيز قيم المنافسة والروح الرياضية ونثر السعادة ونشر الفرحة وتهذيب لا تعذيب النفوس!
نحتاج لأجواء البهجة وتقدير كل ما يتحقق من إنجازات كبيرة..وكفاية النظر كله للجزء الفارغ من الكوب. هنخزق عنينا !!
خايف أقول لك اضحك..افرح.. احتفل ؛ لتقول لى : خير اللهم اجعله خير!.


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة