صورة ارشيفية
صورة ارشيفية


جريمة هزت الساحل.. «عبد الرحمن» ينتحر من أجل «محروسة» وشقيقه يحاول ذبحها

نسمة علاء

الأربعاء، 09 يونيو 2021 - 08:54 م

في يوم من أيام عام 1968 كان شارع الكورنيش في منطقة الساحل حركته عادية وفجأة تعالت الصرخات، فهناك جثة تطفو على سطح النهر الكبير، ووصل الخبر للنقيب "مصطفى لطفي" بمباحث الساحل وأسرع رجال شركة النجدة النهرية بانتشال الجثة.


وبحسب ما تم نشره في جريدة "أخبار اليوم" في 8 يونيو من نفس العام، قال الطبيب إن سبب الوفاة هو الغرق ولا توجد آثار جنائية، وقالت معاينة رئيس مباحث القاهرة "علي حلمي" وتحرياته السريعة أن صاحب الجثة انتحر بإرادته، ألقى بنفسه في النهر وهو يجهل السباحة، ولكن من هو ولماذا انتحر؟.

 

اقرأ أيضا| بعد التنحي.. جمال عبدالناصر يمتنع عن حضور الأفراح 


وبدأ ضباط مباحث شمال القاهرة يبحثون عن الإجابة، وسرعان ما وصلوا إليها، واتضح أنه ميكانيكي عمره 19 عامًا واسمه "عبد الرحمن عبد الفضيل" يعمل بورشة في شبرا ويقيم مع أسرته بروض الفرج، وأحب جارته فتاة اسمها "محروسة فرج" عمرها 16 سنة.


وتقدم عبد الرحمن لخطبتها ورحبت أسرتها به، وبدأ العريس الصغير يتحرك في سعادة ويحكي لزملائه في الورشة عن الآمال التي تنتظره في المستقبل مع فتاة أحلامه.


وظهرت الخلافات فجأة بين أسرتي العريس والعروس ولم يكن للخطيبين يد في هذه الخلافات، وانهارت أعصاب العريس تمامًا عندما شعر بضغط أسرته وتهديدها وعدم مقدرته المالية على المضي في إجراءات زواجه.


لم يحتمل العاشق الصغير فكرة الحياة بدونها وفي لحظة يأس اجتاحته عند الفجر خرج متسللاً من حجرته ليلقي بنفسه وأحزانه في النهر الكبير باحثًا عن الراحة في عالم المجهول بعد أن فقدها في حياته الصغيرة.


ولم تكن أسرة عبد الرحمن قد اكتشفت تغيبه عن المنزل عندما تلقت الصدمة، ورقة صغيرة يحملها شرطي من قسم الساحل ترجو الحضور للتعرف على الجثة واستلامها.


هرول الرجال وتعالت صرخات النساء في الحارة الضيقة وأسرعت الأسرة لقسم الساحل ومشرحة النيابة، وتحول الخبر إلى حقيقة عبد الرحمن انتحر.


ولكن كان لصدى هذا الخير أثر مختلف تمامًا في قلب وعقل "عبد الرازق" شقيق عبد الرحمن الذي يكبره بخمس سنوات، وهو شاب منحرف احترف النشل فترة وقام بسرقة المساكن فترة ثانية، شعر بالثورة وذهب واقتحم شقة العروسة وحاول ذبحها بالسكين.


وانتهت فصول المأساة بعدة قرارات من نيابة شمال القاهرة، قرار بحبس "عبد الرازق" تمهيدًا لمحاكمته بتهمة الشروع في قتل محروسة، والتصريح بدفن جثة عبد الرحمن، وقيد التحقيق برقم جناية انتحار.


وتحسنت حالة العروس محروسة وأخفى الأطباء عنها خبر وفاة عريسها وتساءلت عن سبب محاولة قتلها ولم يعترف لها أي شخص بالحقيقة، وطلبت أن يسمح لها بأداء الامتحان في الشهادة الإعدادية، فاتصل النقيب "أحمد نجم الدين" بالمسئولين لتصل لجنة لامتحانها في المستشفى.


المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم


 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة