عــمرو ســهل
عــمرو ســهل


هي كده

تطويق.. وتأديب.. وإصلاح

بوابة أخبار اليوم

الأربعاء، 09 يونيو 2021 - 09:09 م

 

بقلم: عــمرو ســهل

كعادتهم دائما يواصل دراويش المرشد السعي بين الناس بالضلالات والتثبيط فهم سيبقون أبد الدهر لم يفهموا الماضي ولا أدركوا الحاضر ولن يستشرفوا المستقبل وسيظلون دائما زبائن تحت الطلب على دكة الخيانة ،ومن ثم يواصلون دعاياتهم الخبيثة حول دور مصر في إيقاف مخاطر سد النهضة وأن قيادة مصر لن تحرك ساكنا أمام أثيوبيا ومن وراءها.

لكن الحقيقة أن مصر تتحرك بخطى ثابتة وعبقرية في خطة متعددة المراحل لخنق اثيبويا والتعامل مع التداخلات الدولية وقد نجحت مصر في تعرية الموقف الأثيوبي وكيف أنها دولة خارجة عن القانون والعقل والمنطق في ملف سد النهضة ..وتأمل معي المشهد قليلا بعيدا عن "الخرف الإخواني" وكيف بات الحصار الجيوسياسي على عتبات الاكتمال تمهيدا لتجهيز مسرح العمليات لخطوة إنهاء الأزمة واسطورة تعطيش مصر.

إن التحرك المقبل لمصر بعد جيبوتي لابد أن يتم في اريتريا آخر حلفاء آبي أحمد في افريقيا وللحق ليس هناك أعظم من التاريخ لكي يكتشف لنا أن ما بين مصر واريتريا أهم وأعمق بكيثر مما بين أثيوبيا واريتريا ويمكننا القول إن اريتريا ما هي الا صنيعة مصرية ففي الخمسينات أقامت مصر إذاعة لدعم الثورة في اريتريا وانفصالها عن اثيوبيا واستضافت القاهرة مقر جبهة التحرير الاريترية في عام 1960 وحين اندلعت الحرب الأهلية دعم السادات المعارضة الاثيوبية سياسيا حيث كانت أثيوبيا وقتها تقع تحت سيطرة نظام شيوعي موال للاتحاد السوفيتي الذي كان منزعجا من انفتاح مصر على أمريكا والغرب.

وواصل الرئيس الراحل مبارك دعمه لاريتريا فخسارة أثيوبيا لاريتريا تعني حرمانها من أن تكوت ذات نفوذ على البحر الأحمر لذا فإن علاقتنا باريتريا لا تقف عند ذلك الحد بل سيطر الجيش المصري على اريتريا إبان الحقبة العثمانية في عصر الخديو إسماعيل وكانت اريتريا مديرية خط الاستواء المصري ليس هذا فحسب بل شجعت مصر أن تكون اريتريا "مراقب" بجامعة الدول العربية ما ساعد على توسيع علاقتها بالدول العربية ولاننسي كيف قضى الرئيس الاريتري اسياسي افورقي سنوات للعلاج بالمملكة العربية السعودية.

إن اريتريا دولة بالغة الأهمية لاثيوبيا وحين انطلقت الحرب على إقليم تيجراي شمال اثيوبيا فيم عرفت بالحرب الأهلية الاثيوبية بلغ آبي أحمد من النذالة السياسية أن طلب من اريتريا "عدو أثيوبيا اللدود" أن تدخل الإقليم المنكوب وارتكب الطرفان جرائم يندى لها جبين الإنسانية ولك أن تتخيل أن قسما كبيرا من التيجراي ينتمي لاريتريا ووتعد لغة إقليم التيجراي احدى اللغات الرسمية في اريتريا لكن القدر شاء أن ينسب كل هذه الجرائم لنظام آبي أحمد الذي سيكون مصيره خلق قضبان المحكمة الجنائية الدولية مهما طال الوقت وهو الأمر الذي سهل على مصر المسارعة في التواصل مع الجانب الاريتري للهرب من هذا المصير المحتوم وهو أيضا ما يسهل على مصر التعامل مع ارتيريا في الملف  الأهم وهو تطويق اثيوبيا لبدء تفكيك آخر تحالفات اثيوبيا في افريقيا.
لقد زار الرئيس افورقي مصر 25 مرة خلال فترة حكمه الذي بدأ في 1991 وكان الرئيس الراحل مبارك أول رئيس مصري يزور اريتريا في احتفالات اعلان استقلالها وزرا أفورقي مصر بعد ثورة 30 يونيو 5 مرات وستكون الزيارة المقبلة هي الأهم وهي التي ستشهد بإذن الله تشييع التحالف الاريتري الاثيوبي إلى مثواه الأخير فعين مصر لا تنام عن مضيق باب المندب الذي إن كانت اليمن تسيطر على ضفته الشرقية فإن جيبوتي واريتريا تسيطران على ضفته الغربية لذلك سيكون التحرك في هذا الاتجاه لحماية مصالحنا أيضا وليس لمحاصرة وعزل اثيوبيا فحسب.

وقد يتساءل البعض وما فائدة هذا التطويق الذي تنشده مصر وستتمه قريبا وهنا نتوقف عند أربعة فوائد أظنها هي الهدف المنشود.

أولا الضغط على أثيوبيا سياسيا واقتصاديا وعسكريا ووضعها في عزلة خانقة تعيدها إلى رشدها.

وثانيا إن الاتفاقيات التي يبرمها الرئيس السيسي تشمل التعاون الأمني والاستخباراتي ما يمكن مصر من الحصول والتحرك بأريحية داخل العمق الأثيوبي.

وثالثا وهو كسب الدعم السياسي من تلك الدول لأي تحرك مصري أو على الأقل تحييد دورهم من منطلق إن لم تكن معب فلا تكن ضدي.

وأخيرا أنه في حالة اللجوء إلى عمل عسكري يكون التحرك المشترك مع الدول المطوقة لاثيوبيا متاحا وهو ما يحرم الجانب الأثيوبي أيضا من أي دعم مضاد محتمل.

إن مصر تتحرك بكفاءة واقتدار منقطع النظير في استكمال منظومة الأمن القومي لمصر في الجنوب وبتنا قادرين على تحويل البحر الأحمر إلى بحيرة مصرية وزادت علاقتنا بدول القارة وشعوبها متانة ورسوخا ولم يبق لنا نحن إلا المتابعة للخطوة المصرية عقب استكمال تجهيز مسرح العمليات بضم اريتريا إلى معسكر تطويق سد النهضة.. أما دراويش المرشد فلا أظنهم سيملكون القدرة على فهم ما كتبت من سطور فما بالنا بقدرتهم على فهم ومتابعة تحرك القيادة المصرية على مسرح العمليات الذي يمكن وصف بثلاث كلمات هي تطويق وتأديب وإصلاح لغرور النظام الأثيوبي.. مساكين يا أتباع المرشد فقد حرمكم الله نعمة البصيرة.
[email protected]
 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة