بطيخ على النار.. اللصيمة «كوكتيل سيناوي» مضاد للفيروسات
بطيخ على النار.. اللصيمة «كوكتيل سيناوي» مضاد للفيروسات


حكايات| بطيخ على النار.. اللصيمة «كوكتيل سيناوي» مضاد للفيروسات

صالح العلاقمي

الجمعة، 11 يونيو 2021 - 01:23 م

من بين الأكلات الشعبية في سيناء، تفرض «اللصيمة» كلمتها بقوة كأحد أبرز مكونات المطبخ السيناوي، فضلا عن رفيقة الحل والترحال ورحلات الحصاد والصيد كونها ورفيقة السهرات الشبابية على شواطئ البحر وفي الفيافي والصحراء.

 

عبدالعزيز الغالي، مؤلف كتاب مطبخ سيناء، تحدث عن أن اللصيمة إحدى مفردات التراث السيناوي؛ حيث أن السيناويين يشتركون مع أهل جنوب فلسطين في عشقها لبساطتها وسهولة تحضيرها، ويحرص الجميع على تناولها ويتم تداولها جيل بعد جيل.

ظهرت اللصيمة كاستجابة لرحلات أهل سيناء السنوية فيما يسمى بموسم (الحصيدة)؛ إذ كانوا يذهبون للشرق ناحية أرض فلسطين في موسم حصاد القمح (الحصيدة)، ويجمعون القمح ويطحنوه بالرحاية ويصنعون منه قرص (الملة) على هيئة أقراص دائرية تشبه البيتزا.

 

ولأن أهل سيناء كانوا في الصحراء فلا توجد أفران معدة للخبيز لم يكن هناك حل أفضل من التعامل مع الطبيعة بإيقاد النار من جذوع الأشجار المتواجدة وشي الخضروات كبواكير البطيخ غير الناضج والمسمى بـ«العجر أو الباذنجان والبندورة (الطماطم)».

 

ثم يتم إمالة قرص العجين ودسه فيما تبقى من النار الملتهبة حتى ينضج ويقطع خبز القرصة ويفتت ويخلط مع العجر المشوي، ويصب عليه زيت الزيتون.

 

اقرأ أيضًا| | لقمة الفراشيح.. تسوية «فاكهة سيناء» على نار هادئة 

 

ويتهافت الغني والفقير والشباب والشيوخ والأطفال على تناول «اللصيمة»، لكونها من أشهر أطباق وأكلات سيناء وألذها وأحبها وأقربها إلى قلوب أبنائها (بدو وحضر)، فهي أكلة جماعية لا تتم ولا تشعر بلذة طعمها إلا بوجود صحبة أو جماعة تتعاون على صنعها وتسويتها، ولا يزال أهل سيناء يحافظون على تقاليدها وطقوسها ويأكلونها في رحلاتهم الخلوية بالبر. 

 

وتتكون اللصيمة من الدقيق وزيت الزيتون والعجر (البطيخ الصغير) والبندورة (الطماطم) والفلفل الأخضر والثوم والملح، والطحينة والبصل.

 

 

ويوضع العجر على نار الحطب الهادئة ثم يتم تقشيره بعد الشواء ووضعه في وعاء أكل كبير، ليتم هرسه جيدًا مع إضافة الفلفل والملح والثوم والطماطم حتى يصبح خليط، ويتم عجن الدقيق حسب الكمية وفردها وتحويل العجين إلى ما يشبه القرص، ثم يتم تجنيب الفحم الخاص بالنار ووضع قرص العجين على الرمال الساخنة.

 

ثم يتم تغطية هذا الخليط بالرماد ثم بالجمر، وبعد ذلك تقليبها على الوجه الآخر، وبعد نضوجها يتم استخراجها من النار وتنظيفها جيدا من العوالق، حيث تسمى «اللبة»، ويتم تقطيعها إلى قطع صغيرة ووضعه على خليط العجر في «إناء الطعام» والتقليب جيدًا، ثم وضع زيت الزيتون وكذلك الطحينة بالكمية المطلوبة وتقديمها للأكل، حيث أن تناولها يكون باليد وليس بالملعقة أو الشوكة.

 

أما حسن سلامة، الباحث في التراث السيناوي، فقال إنه رغم أن مكوناتها لا تعدو أن تكون من المشهيات حين تصنع كسلاطة، ولكنها تصبح طبقا رئيسيا حين يضاف إليها الخبز (قرص الملة) والذي يصنع من الدقيق ويدفن في رمضاء النار فيتطهر وينضج ليكتسب طعما ومذاقا لا يقاوم، وأصبح لها موسم يتزامن مع بواكير وبشاير البطيخ، ويلذ تناولها في ليالي الصيف المقمرة.

 

 

وللصيمة فوائد كثيرة فهي تمنح الشخص طاقة كبيرة خاصة في فصل الشتاء، كما أنها مضاد حيوي طبيعي لنزلات البرد وأمراض الشتاء، وكذلك خلال أشهر الصيف.

 

وأخيرًا فإن زيت الزيتون يساعد المعدة على هضم الطعام، كما يعمل كملين للمعدة، والفلفل الأخضر يحارب كثير من الفيروسات داخل الجسد.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة