آمال عثمان
آمال عثمان


أوراق شخصية

منى الصبان.. عاشقة فى محراب السينما

آمال عثمان

الجمعة، 11 يونيو 2021 - 10:07 م

عرفتها قبل عقدين من الزمن بوجه بشوش، لا تغادره ابتسامة يُظلّلها إصرار وحماس، تحدثنا آنذاك طويلا عن حلمها الوليد فى نشر اللغة والثقافة السينمائية بين الشباب، وشغفها وطموحها فى إنشاء مدرسة عربية لفنون السينما والتليفزيون على شبكة الإنترنت، للتعليم الذاتى عن بعد من خلال الوسائط المتعددة بالمجان، وتحول حلم د. منى الصبان خلال عامين إلى واقع مشرق جميل، وصارت المدرسة اليوم تستقطب 80 ألف طالب عربى من كل أنحاء العالم.
ولا أخفيكم سرا مدى دهشتى حين علمت منها أن المخرج المبدع «بيتر ميمي»، الذى برع فى تقديم مسلسل «الاختيار» عامين متتاليين، هوأحد الطلبة الذين تعلموا فنون السينما والتليفزيون من خلال المدرسة، وكان وقتها طالبا فى السنة النهائية بكلية الطب القصر العيني، واستطاع أن يحقق حلمه الذى كاد أن يضل الطريق وسط زحام الحياة، وأضحى أحد أشهر المخرجين، بفضل تلك المدرسة التى تقوم بتعليم مناهج السيناريو، الإخراج، المونتاج، الديكور، التصوير، الإنتاج، الصوت، والرسوم المتحركة، باللغة العربية وباستخدام الوسائط والتقنيات الحديثة، والتى بدأت فكرتها بورقة بحثية شاركت بها د. منى الصبان عام 1999 فى مؤتمر الرابطة العربية الأمريكية للسينما بالجامعة الأمريكية فى بيروت، وتحمس لها الأعضاء وطالبوها بالسعى لتنفيذها.
 ويرجع الفضل للفنان فاروق حسنى وزير الثقافة آنذاك، الذى وافق على أن تتبع المدرسة صندوق التنمية الثقافية، وأن تكون الدراسة مجانا للوصول إلى الشباب فى مختلف المحافظات، ممن لديهم شغف وولع بتعلم الفن السينمائى، ويصعب عليهم ذلك ماديا واجتماعيا، نظرا لارتفاع تكلفة الدراسة، وصعوبة الالتحاق بمعهد السينما، حيث يتقدم 3500 طالب كل عام لا يُقبل منهم سوى 64 طالبا بعد الاختبارات، ولا يوجد فى الدول العربية سوى معهد آخر فى لبنان لتدريس السينما باللغة الفرنسية.
سعادتى كبيرة أن تُكلل مجهودات الصديقة والأستاذة القديرة منى الصبان بجائزة الدولة للتفوق، ولوكان الأمر بيدى لمنحتها الجائزة التقديرية بجدارة، ليس كأستاذة بالمعهد العالى للسينما، وكنموذج للتفانى والإخلاص فى تعليم أجيال من الشباب فحسب، وإنما لإيمانها برسالة السينما فى نشر الوعى والارتقاء بالثقافة والفكر، وكوسيلة عصرية للتواصل والمعرفة فى المجتمع، ولدورها العظيم فى استثمار طاقة الشباب وفكرهم ووقتهم فى تعلم فن راق، يجتذبهم من التطرف والإدمان ومخاطر أخرى يسقطون فى براثنها بسبب الفراغ، وفقدان القدرة على تحقيق ذاتهم، والتعبير عن أنفسهم ومواهبهم. 
ويبقى أن أضم صوتى إليها، وأطالب حسين زين رئيس الهيئة الوطنية للإعلام، بإلزام العاملين فى التليفزيون من غير الدارسين بمعهد السينما، بالالتحاق بالمدرسة لتعلم الفن بجانب الحرفة والارتقاء بمستوى الشاشة.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة