الدكتور محمد مختار جمعه وزير الأوقاف
الدكتور محمد مختار جمعه وزير الأوقاف


وزير الأوقاف يؤيد قرار السعودية بخفض أعداد الحجاج هذا العام

كرم من الله السيد

السبت، 12 يونيو 2021 - 01:39 م

 

قال الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف إن قرار المملكة العربية السعودية بشأن قصر الحج هذا العام 1442هـ / 2021م على أعداد محدودة من المواطنين والمقيمين داخل المملكة مراعاة لمقصد الحفاظ على الأنفس في ظل جائحة كورونا قرار صائب وفهم دقيق لمقتضيات الواقع، موضحًا أن للأحوال العادية أحكامها ، وللأوبئة أحكامها.

 وأضاف أن الأوبئة تؤثر على حياة الدول والأفراد واستقرارها، وعلى المؤمن أن يوطن نفسه على تحمل الابتلاءات والجوائح والمصائب، وأن يتحلى بالصبر عليها، وأن يأخذ بكل أسباب التداوي والعلم من جهة، ويرضى بقضاء الله وقدره حُلوه ومُرّه من جهة أخرى، فمن رضي أرضاه الله وأسعده.

اقرأ أيضا| وزير الأوقاف: أؤيد قرار السعودية بقصر الحج على أعداد محدودة

واوضح الوزير أن من أهم مميزات الشريعة الإسلامية أنها تتسم بالمرونة واليسر والسماحة والسعة في مراعاة أحوال الناس وقدراتهم وظروفهم الزمانية والمكانية، يقول الحق سبحانه وتعالى: «وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ» (الحج : 78)، ويقول سبحانه: «يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ» (البقرة : 185)، وحين بَعَثَ نبينا محمد (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) أَبَا مُوسَى، وَمُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ (رضي الله عنهما) إِلَى اليَمَنِ، قَالَ لهما موجهًا وناصحًا: «يَسِّرَا وَلاَ تُعَسِّرَا، وَبَشِّرَا وَلاَ تُنَفِّرَا».  

وأشار وزير الأوقاف أن ظروف كورونا التي أصابت العالم كله، وعم ضررها الأغنياء والفقراء، فقد وازنت الشريعة الإسلامية بين مصالح الدين والدنيا، وشرعت لهما ما يناسب حالهما بما يحقق مصالح البلاد والعباد التي هي من أهم غايات الشرع الحنيف.

ولما كانت شعيرة الحج تجمع المسلمين من كل فج عميق، أصبح الخطر والضرر أشد على حجاج بيت الله الحرام من أثر الأوبئة وانتشارها وسط الزحام. 

والمتأمل في ركن الحج يجد أن الإسلام لم يفرضه إلا على المستطيع، حيث يقول الله (عز وجل): «وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا» (آل عمران : 97)، ويقول سبحانه: «لَا يُكَلِّفُ الله نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا» (البقرة : 286)، ويقول سبحانه: «لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آتَاهَا سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا» (الطلاق : 7). 

ونظرت الشريعة الإسلامية إلى حماية النفس من الضرر والهلاك على أنها من الكليات الست الضرورية وعملت على حفظها من كل ما يمكن أن يعرضها للهلاك، حيث يقول الحق سبحانه: «وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ» (البقرة : 195).

وثبت أن من أهم أسباب انتشار الوباء هو الاختلاط والتجمعات، وهو ما  يقتضي منع الناس من أن يخاطروا بأنفسهم إلى التجمعات الكبيرة أيًا كان نوعها أو مقصدها .  

وأكد الوزير أنه من كان قد نوى الحج أو العمرة هذا العام فحبسته نازلة أو جائحة أو وباء أو نحو ذلك كالظروف الراهنة فتصدق عن طيب نفس بكامل قيمة نفقاتهما وتكاليفهما للمحتاجين أو للأجهزة أو المستلزمات الطبية جمع الله (عز وجل) ـــ بكرمه وواسع فضله ـــ له أجرين: الأول: أجر العمل الذي كان قد نواه فحبسه عنه العذر، والآخر: أجر صدقته على الفقراء والمحتاجين أو علاج المرضى أو توفير الأجهزة أو المستلزمات الطبية للمستشفيات، وحتى من لم يحج الفريضة فحبسه العذر فهو معذور ولا حرج عليه. 

واستطرد وزير الأوقاف في شرح الأمر، أن لولي الأمر القائم على شأن الحج أن يتخذ من الإجراءات ما يضمن سلامة الأنفس، و أن لسائر الدول أيضًا أن تتخذ من الإجراءات ما يؤمِّن مواطنيها، في ضوء ما تقرر من أن لولي الأمر أن يقيد المباح وأن ينظمه بما يحقق المصالح المعتبرة للعباد و البلاد، وهو ما يجعلني أؤيد وأُحيي قرار المملكة العربية السعودية بشأن قصر الحج هذا العام 1442هـ / 2021م على أعداد محدودة من المواطنين والمقيمين داخل المملكة ، مراعاة للحفاظ على الأنفس في ظل انتشار جائحة كورونا، نسأل الله (عز وجل) أن يعجل برفع البلاء عن البلاد والعباد عن مصرنا العزيزة وسائر بلاد العالمين .

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة