جمال حسين
جمال حسين


من الأعماق

الطريق إلى ٣٠ يونيو

جمال حسين

السبت، 12 يونيو 2021 - 07:18 م

بعد أيام تحتفل مصر بالذكرى الثامنة لثورة 30 يونيو.. تلك الثورة المجيدة التى أطاحت بحكم الفاشية الدينية، الذى جثم على صدور المصريين سنة كبيسة، كشفت جماعة الإخوان خلالها عن وجهها القبيح، ومآربها الخبيثة لتنفيذ مخطط أخونة الدولة والسيطرة على مفاصلها؛ تنفيذًا لوصية مرشدهم الهضيبي، الذى نصحهم قبل سنوات قائلًا: «إذا ولينا الحكم فلن نتركه أبدًا».
الطريق إلى 30 يونيو لم يكن ممهدًا بالورود؛ بل كان صعبًا وشائكًا سالت فيه دماء ذكية لخير أجناد الأرض، الذين دافعوا عن أمن واستقرار مصر وشعبها العظيم الذى عانى كثيرًا بعد أن فشل الإخوان فشلاً ذريعًا فى تحقيق أماله وأحلامه، فكانت الأزمات المتلاحقة التى تسببت فى إحداث حالة من الانقسام الخطير داخل المجتمع، مع انفلات أمنى حول سيناء إلى ساحة للاقتتال، سيطرت عليها التنظيمات الإرهابية المدعومة من قصر الرئاسة وقتئذ، وزاد الطين بلة ذلك التصريح الخطير الذى ألقاه محمد مرسى عقب خطف الجنود المصريين بسيناء وأصدر توجيهاته للقوات بضرورة الحفاظ على حياة الخاطفين والمخطوفين!!
لم ينس الشعب المصري لجماعة الإخوان أنها خدعت الجميع، وركبت موجة أحداث 25 يناير، وأدارت الأمور مع الأمريكان لصالحها، عبر مؤامرة شيطانية، تم وضعها بتخطيط شديد الحبكة وأخلاق شديدة الوضاعة، ونفذها تُجّار الدم والدين شديدو الانحطاط.. ولم ينس المصريون بطش وتهديدات الإخوان لكل من عارض سياساتهم وعزمهم إنشاء حرس ثورى خاص بهم من عتاة الإرهاب الهاربين من السجون على غرار الحرس الثورى الإيرانى لتأديب المعارضين.
لم ينس الشعب المصرى للجماعة تلك العداءات الفاجرة مع معظم فئات الشعب المصرى باستثناء الأهل والعشيرة.
وكان الإعلان الدستورى الذى أصدره محمد مرسى -مانحًا نفسه صلاحيات مطلقة بلا حدود- بمثابة شرارة البدء التى عجلت بالثورة على الإخوان وحكمهم.
انفجرت الأوضاع وتحرك الآلاف تجاه قصر الاتحادية، وتظاهروا فى محيطه ورددوا هتافات ضد مرسى ومكتب الإرشاد، وهنا اندفع أنصار مرسى بحجة الدفاع عن القصر، وفضوا الاعتصام بالقوة والهمجية التى سجلتها عدسات وسائل الإعلام العالمية، وحدثت انتهاكات وعمليات تعذيب ممنهجة ضد الثوار السلميين داخل القصر الجمهوري، بمباركة الرئيس ورفاقه قاطنى القصر الرئاسي.
حاول مرسى ومكتب الإرشاد ترويض القضاء، بخفض سن تقاعد القضاة من 70 سنة إلى 60، لعزل نحو 3500 قاض من وظيفتهم.. وقاموا بإقالة النائب العام، وحاصر أكثر من خمسة آلاف من الموالين للجماعات الإسلامية المحكمة الدستورية العليا، ومنعوا مستشارى المحكمة من الحضور إلى مقر المحكمة مرددين هتافات دموية «يا مرسى إدينا إشارة.. وإحنا نجيبهم لك فى شيكارة».
ومن الأسباب التى مهدت الطريق لقيام ثورة 30 يونيو، مشهد حصار مدينة الإنتاج الإعلامي، عندما دعا أنصار حازم أبو إسماعيل إلى التظاهر أمام بوابات المدينة فى مارس 2013، وأغلقوا أبواب المدينة بالحواجز الحديدية وأيضا الاعتداء على الكاتدرائية المرقسية بالعباسية.
ومن الأسباب التى عجلت بقيام ثورة 30 يونيو، ذلك التعديل الوزارى الأخير فى حكومة هشام قنديل بتعيين 17 وزيرًا، و15 محافظًا محسوبين على التيارات الإسلامية ووصل الفجر بهم لتعيين الإرهابى عادل الخياط عضو الجماعة الإسلامية -التى نفذت مذبحة السياح وقتلت 58 سائحا، عام 1997 فى الدير البحري- محافظا للأقصر، وقوبل ذلك بموجة غضب عارمة ومُنع المحافظ من دخول مبنى المحافظة.
وساءت الأمور أكثر وأكثر حتى تدخل الجيش المصرى العظيم لإنقاذ مصر، وفى 3 يوليو أعلن الفريق أول عبدالفتاح السيسى خارطة المستقبل التى أنقذت مصر من حكم الفاشية الدينية والجماعة الإرهابية ولا تزال دفاتر أحوال ثورة 30 يونيو حُبلى بالمزيد والمزيد من الأسرار والكواليس.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة