كرم جبر
كرم جبر


إنها مصر

واستجابت السماء لدعاء المخلصين

كرم جبر

الأحد، 13 يونيو 2021 - 06:09 م

كشرت أمريكا عن أنيابها وتخلت عن شعارات الصداقة والتعاون بعد 11 سبتمبر وتدمير برجى التجارة، وحركت كوامن الشر، وتعاملت بالعصا الغليظة والقوة الغاشمة، وكانت البداية تفكيك العراق وهدم مؤسساته، وإيقاظ ما أطلقوا عليه "الصحوات الإسلامية" وإشعال الثأر التاريخى بين المذاهب الدينية، فحدثت مذابح مروعة يندى لها جبين البشرية.

وقفت وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة كوندليزا رايس تصف ما يحدث، وتقول عبارتها الشهيرة "إننا نصنع فى العراق جنة الديمقراطية، التى سوف تهب منها نسائم الحرية، على دول وشعوب المنطقة ".

أدركت الشعوب المعذبة أن الديمقراطية لا تأتى أبداً على هدم الأوطان، وإنما نار ولهيب، وانطلقت صحوات الشيطان تشعل الحروب الدينية، فى شوارع دمشق واللاذقية وبغداد والبصرة وصنعاء وعدن وطرابلس وبنغازى، فانقلبت "ديكتاتوريات التوريث"، إلى حروب أهلية ومذابح ذئاب الإرهاب.

لماذا لم تصبح مصر مثلهم ؟، ولماذا أفلتت من الجحيم العربى وظلت وطناً متماسكاً وشعباً متلاحماً ودولة تسترد قوتها وعافيتها؟

لأنها قاومت الفتن وتصدت للمؤامرات الكبرى وتخوض حرباً ضارية ضد الإرهاب فى الداخل والخارج، ورغم كل ذلك لم تغفل الخيار الديمقراطي، بعد تنقيته من دخان الجحيم العربي، وبدأت نهضة اقتصادية كبرى قوامها المشروعات القومية وتحديث المرافق والخدمات وتستعد لإعلان قيام الجمهورية الجديدة.

ولأن الجيش الصلب والشعب المتماسك ومعهما رئيس وطني، هم المعادلة التى توافرت لعناصرها عوامل الاستقرار، استمرت مسيرة البلاد فى لحظات تاريخية كانت الأصعب والأشد قسوة.

***

كان مقدراً لمصر أن تدخل حرباً أهلية، ومذبحة مروعة، على غرار ما تفعله داعش فى سوريا والعراق، وإغراق البلاد فى بحور الدماء، وتفكيك أركان الدولة ومؤسساتها، حتى تتمكن الجماعات الإرهابية من السيطرة عليها.

ارتجفت القلوب وانهمرت الدموع تنادى رجال الجيش "رب انقذ مصر، رب احفظ مصر، البلد أمانة فى رقبتكم إوعوا تسيبوها"، معقول مصر تضيع بالسهولة دى ؟، واستجابت السماء لدعاء المخلصين.

***

3 يوليو 2013 انفجرت مظاهرات الفرح فى الشوارع، وعادت الابتسامة للوجوه الحزينة وارتاحت القلوب الخائفة، وهتفت الحناجر لجيش مصر، وبدأت الدولة تسترد هيبتها وقوتها واحترامها، بينما ظلت الجماعة الإرهابية محشورة فى مقبرة الخيانة والعمالة والتفريط.

كلما استفاق الوطن دخلت الجماعة الإرهابية فى غيبوبة، وكلما فرح المصريون هاجمتهم الكآبة والأحزان، وكلما انفرجت أزمة عاشوا أزمات، ويشهرون أسلحتهم الفاسدة للتشكيك وإثارة الفتن والشائعات، وما أحوج البلاد إلى التأهب، بإيقاظ الوعى وإفاقة الغافلين.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة