صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


حدث في 1947.. زوج يسلم نفسه للشرطة:«أنا اللي قتلت نجية»

علاء عبدالعظيم

الأحد، 13 يونيو 2021 - 09:24 م

انهار الرجل فوق أقرب مقعد وهو يعترف، شاربه المفتول يرتعش، ويديه تتشنجان، وعيناه تبرق دون دموع، يلوح فيهما أحمرار مخيف، ثم تنطلق الكلمات من بين ثنايا فمه ثقيلة باردة كأنها حد السلاح الذي قال به زوجته تحية.

وقال: أنا اللي قتلت نجية، بيدي هاتين، أخذتها معي ليلا من منزلنا في حدائق القبة، وسرت بها إلى مكان منعزل، حيث كانت تضع إحدى يديها على كتفي، تحاول أن تنسيني أي عار الحقته بي، بينما كنت أنا أضع يدي اليمنى داخل جيبي وفيها سكين، أحد من قبضة يدي على مقبضه، ويدي الأخرى تتسلل وراءها، وظنت أنني أعانقها فاطمأنت، وبسرعة شديدة أطلقت يدي على فمها، وبرقت عيناها من الرعب الطاغي، حاولت أن تستغيث، لكن دون جدوى، فلم يصدر منها إلا صوت مكتوم.

سددت لها الطعنات، وأخذت تتلوى ثم جذبتها، وظللت أسدد لها الطعنات منتصف بطنها، وانفجرت الدماء منها فوقفت أتأمل جسدها المسجى على الأرض، والحياة تفارقه، رويدا رويدا حتى أفاقت على صوت أقدام تتجه نحوي وتركتها، تسابق قدماي الرياح، وعدت إلى منزلي، وخلعت جلبابي الملطخ بالدماء، و استيقظت ابنتي الصغيرة تسألني أين أمي، فأجبتها بأنها سافرت، ولن تعود وانهمرت في بكاء، ولم أبك أنا وذهبت إلى فراشي، ونمت نوما عميقا لاتؤرقه أحلام، وفي الصباح جئت لقسم الشرطة واعترفت.

ويستكمل قائلا: لم يكن أمامي غير أن أقتلها، بعد زواج استمر ١٧ عاما، أنجبت خلالها ٣ أولاد، وكنا نعيش عيشة راضية، وكنت امتلك محلا لبيع الخضراوات، وما إن بلغت ابنتي الكبرى ١١ عاما، تقدم إلينا أحد الشباب، والذي كان يدعي بأنه تاجر خضراوات، ويريد أن يتعامل معي، وطلب يد ابنتي، ودار بيني وبين زوجتي نقاش، كيف ستتزوج وهي صغيرة، إلا أن زوجتي أخبرتني بأنه ليس هناك أية مشكلة بأن تتزوج الفتيات، وهن صغيرات، وماذا لو نحجزه لها سنة أو سنتين.


اقرأ أيضا| رموش سعاد حسني تثير أزمة كبيرة.. فما القصة؟

ومرت الأيام، وأخذ يتردد على المنزل، وبدأت الأقاويل تتناثر إلى سمعي، عن علاقة بين زوجتي وخطيب ابنتي، وكنت أنا وحدي الذي لا يعلم، وبدأت الشكوك تساورني، فصارحتها بما في نفسي، وطلبت منها ألا يحضر هذا الشاب إلى البيت مرة أخرى، ولا أريد أن أراه، حاولت أن تعارضني وتحتج، لكن مارأته من شكي فيها، أقنعها بأن السكوت خير لها وأفضل فسكتت، وشعرت بأنها تخفي أمرا.

وفي أحد الأيام عند عودتي، إلى المنزل بعد منتصف الليل بقليل، سمعت صوت بكاء من داخل غرفة أولادي، والباب مغلق عليهم بالمفتاح من الخارج، وما إن قمت بفتح الباب اندفعوا نحوي يبكون، ويريدون أن أمام ذهبت وتركتهم.

قفزت الحقيقة إلى ذهني ولم أنم، وظللت ساهرا أفكر، حيث ذهبت الشكوك، وجاءت الحقائق وأصبحت الأوهام يقينا، بحسب ما نشرته مجلة آخر ساعة عام 1947.

لم أترك المنزل، أسبوعا كاملا، لا أعرف كيف أواجه الناس، واتجهت إلى منزل الشاب بالقناطر الخيرية، حيث يقطن بإحدى القرى النائية، وما أن وصلت إلى هناك، وجدتها تجلس بجانبه، بينما انتفض هو وفر هاربا، استدرجتها وطمأنتها، بألا تخاف، وقلت لها : أنت زوجتي وابنة عمي، ولئن اخطأتي، علي أن استر خطأك، وأخفى زلتك ذلك لأجل أولادنا.

وعدنا إلى المنزل، وتناولنا وجبة العشاء، وطلبت منها الخروج للتنزه، وأجهزت عليها، فما كان أمامي إلا أن أقتلها، فإن لم يكن بصفتي زوجها، فبصفة إنني ابن عمها.

المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة