مرسي جميل عزيز
مرسي جميل عزيز


في مئوية فارس الأغنية..

نجل مرسى جميل عزيز عن والده: رائد للأغنية الشعبية.. وأشعل الحماس بعد نكسة 67

بوابة أخبار اليوم

الأحد، 13 يونيو 2021 - 10:16 م

- الفراشة أول أغنياته للإذاعة.. «ومن غير ليه» غناها عبدالوهاب بعد وفاته
- والدتى أول من تسمع أشعاره.. ووالدى كان يسمع رأيها
- دعم وساند عبدالحليم فى الغناء.. وقدَّم للتمثيل فى «أيامنا الحلوة»
- ظل على الجبهة حتى النصر بعد نكسة 67
- سعت إليه «الرحبانية».. وتفوَّق بأشعاره على كتاب الأصفهانى
- سمحت لى «أم كلثوم» حضور بروفات «فات الميعاد» من أجل عيونه
- محافظة الشرقية أطلقت اسمه على أحد شوارعها.. وجامعة الزقازيق تهدى طلابها جوائز باسمه

حوار: سحر الجمل

شهدت حياة الشاعر الغنائى مرسى جميل عزيز مسيرة كبيرة من العطاء فى كل المجالات والألوان الفنيه الشعرية، وإحياءً لذكرى ميلاده تقابلنا مع نجله اللواء مجدى مرسى جميل عزيز، كان الحوار التالى..

- ما هى الألقاب التى أطلقت عليه؟

 لقبه الرئيسى (فارس الأغنية).. وإلى جانبه أُطلق عليه العديد من الألقاب.. رائد الأغنية الحديثة.. شاعر وصاحب الألف أغنية.. مهندس الأغنية المصرية والعربية.. صاحب المدرسة الرومانسية فى الأغنية.. شاعر الرومانسية.. ملك الرومانسية.. شاعر الحب والحرير.. ساحر الوجدان.. صاحب أرق كلمة فى أغانينا العاطفية.. رائد وعملاق الأغنية الشعبية.. جواهرجى الكلمة.. موسيقار الكلمات.. رسام الكلمات.. ملك الحروف والكلمات.. أبوالواقعية فى الأغنية.

أعطنا لمحة عن مشوار حياته؟

ولد فى 9 يونيه 1921، بمدينة الزقازيق محافظة الشرقية، والده الحاج جميل مرسى عزيز من كبار التجار، وقد مكنه من أن يشبع ميوله واهتماماته الأدبية والفنية مبكرًا.. حصل على شهادة البكالوريا من مدرسة الزقازيق الثانوية، وفيها مارس هواياته وحبه للأدب والشعر والموسيقى والتصوير، وأصبح رئيسًا وعضوًا لعدة جماعات بها.. ثم التحق بكلية الحقوق، وتزوج فى سن مبكرة 1946، والسيدة زوجته من الأشراف "أشراف مكة"، وأنجب 4: الأكبر ضابط بالقوات المسلح، وثلاث بنات (محامية- أستاذة جامعية- طبيبة أطفال)، كما حصل على وسام الجمهورية للآداب والفنون من الرئيس جمال عبدالناصر، فى أول عيد للعلم 1965، ضمن أول من حصلوا عليه من عمالقة الأدب والفن والفكر فى تاريخنا.. دخل مستشفى المعادى للقوات المسلحة للعلاج فى 13 مارس 1979، ثم قررت الدولة سفيرة لاستكمال علاجه في الولايات المتحدة الأمريكية، تقديراً له توفى فى 9 فبراير 1980 عن عمر بلغ 58 عامًا، أمضى منهم أكثر من أربعين سنة علماً فى مجال الشعر والأغنية، وقد شيعه الآلاف من محبيه فى جنازة كبيرة.

أطلقت محافظة الشرقية اسمه علي أحد الشوارع الرئيسية، الذى سكن به بمدينة الزقازيق، وأنشأت جامعة الزقازيق جائزة باسمه لأول الخريجين من قسم اللغة العربية بكلية الآداب، وأطلقت محافظة الإسكندرية اسمه على الشارع المجاور لمسكنه، المطل على البحر.

 ماذا عن مشواره الفنى؟

كتب أول قصيدة شعرية فى سن الثانية عشرة، وكانت فى رثاء أستاذ له- أذيعت أول أغنية له من الإذاعة 1939، ولم يتجاوز عمره الثامنة عشر، وكانت باسم (الفراشة)، ولحنها الموسيقار رياض السنباطى فى نفس السن والسنة 1939، بدأ فى تحقيق شهرته، عندما كتب أغنية (يا مزوق يا ورد ف عود) التى غناها المطرب عبدالعزيز محمود، وبعدها انطلق كالصاروخ، كما وصفه النقاد، فى عالم الشعر والأغنية، فكتب أكثر من ألف قصيدة وأغنية تعد من المعالم الرئيسية لأغانينا العربية، وذلك خلال أكثر من أربعين عامًا، كان خلالها ظاهرة أدبية وفنية بارزة ومحددة المعالم.

كما كتب القصائد والموشحات والمواويل الشعبية، والأغاني كتب الأغانى بمجالاتها الكثيرة وبتنوع وتوسع كبيرين، وأضاف إلى ألوانها ومناحيها وأشكالها الجديد (الرومانسية- العاطفية- الشعبية- الوصفية- الدينية والصوفية- الوطنية.. فى حب مصر.. التغنى بجمال مصر- أغانى البيت والروابط الأسرية والخطوبة والأفراح- أغانى الأمل والتفاؤل والشباب والبهجة والمرح). حصل على دبلوم فى «فن كتابة السيناريو» من دورة خاصة شهيرة حضرها قليلون، درَّسها خبراء أجانب عام 1963، قبل إنشاء معهد السينما. بجانب كتابته للشعر والأغنية كتب (الأوبريت الغنائى والصور الغنائية، والقصة القصيرة، والقصة السينمائية، والمعالجات السينمائية، وسيناريوهات بعض الأفلام.. كما كتب بعض المقالات الأدبية والنقدية)،    وكتب المئات من أبرز أغانى الأفلام المصرية، ولحن كلماتة كبار الملحنين.. وغناها كبار المطربات والمطربين.. وحقق الكثيرون منهم شهرتهم من خلالها، هو شاعر العربية الوحيد الذى غنى لة الخمسة الكبار (أم كلثوم- محمد عبدالوهاب- فريد الأطرش- عبدالحليم حافظ- فيروز)، ومن تلاهم ترك لنا بعد رحيله العديد من الأغنيات التى لم تغن، وقد ظهر بعضها تباعاً، ومنها رائعته «من غير ليه» لحن وغناء محمد عبدالوهاب، والتى كتبها لكى يغنيها عبدالحليم حافظ.

إضافة لذلك غيَّر مسار الأغنية وأول من درس مشاعر الفتاة المصرية والعربية، وترجم بالأغنية عن إحاسيسها، ومن يدرس أغانيه على امتداد عمره يجد أنه كان بالغ الاهتمام بمشاعرها وبظروفها النفسية، وهو أول من وضع يده على الشعبيات المصرية، ونقلها لنا بشكل مغربل ومنقح، ولقد سعت إليه التجربة الرحبانية، وبعدها عرف الأخوان رحبانى كيفية الاستفادة من التراث اللبنانى إن ما قدمه بتنوعه وقيمته، يعادل ويفوق كتاب «الأغانى» لأبى الفرج الأصفهانى.

ماذا تعنى الكلمة عنده؟

جمعت بين ميزتين، كان من الصعب الجمع بينهما، البساطة والرقة فى التعبير من جانب، والأسلوب الشعرى الثرى من جانب آخر.. الكلمة عنده لا تعبر عن معناها فقط، بل فوق ذلك توحى بالعديد من المشاعر والذكريات والخبرات النفسية.

كلماته محملة بالصور اللونية المليئة بالحس والحياة، كلماته تمتاز بأنها السهل الممتنع بحق، تشعر بأنها تعبر عنك، وخرجت منك وأنت قائلها، وعندما تحاول تقليدها وتأتى بمثل ما أتى.. لا تستطيع أمام كلماته، بتطلع مزيكا، وتعلمت حب الموسيقى من خلال كلماته.

ماذا عن مجال الأغنية العاطفية والرومانسية؟
 
شاعر رومانسى يشيع جوًا عطرًا حول أغانيه، تحس فى أغانيه أناقة الذوق، وانسجام الخاطر، وحلاوة النغم، ونبض القلب الذى يتدفق بكل معانى الحنان والرقة والعطف، لقد ظلت كلماته الرقيقة، ومعانيه الشاعرية أطول من أيامه وأيامنا، لأن الكلمة الصادقة لا تهدأ ولا تموت، وفى مجال الأغنية المصرية الشعبية "أغانى البيت والأسرة- أغانى الروابط والمناسبات العائلية"، وقد كان أول من لجأ إلى الفولكلور المصرى، وسوف يظل له فضل ربط الأغنية المصرية الحديثة، بجذورها الشعبية وبترابها الوطنى، نهل من نهر التراث الشعبى، فنمت فى وجدانه أعواد خضراء تنتسب إلى أرض البيئة، وتحمل شخصيتة هو.. إن الأب الفنى الحقيقى له، هو الوجدان الشعبى الثرى القادر على التعبير، والقادر على تحميل تعبيره هموم البيئة، وأحلامها وطموحها الأغنية المصرية التى تترجم حياة الشارع، والقرية المصرية، والحارة، والزقاق، تدين بالوجود لهذا الاسم مرسى جميل عزيز كان ينطق بالفلكلور.

ماذا عن أعماله الغنائية؟

هناك العديد والمئات من الأعمال الغنائية فى مجالات القصائد- الموشحات- المواويل الشعبية- الاسكتشات- الاستعراضات الغنائية - الأغانى- العاطفية والرومانسية- الشعبية- الوصفية- التاملية- الدينية- الوطنية، وفى حب مصر- أغانى البيت والروابط الأسرية والخطوبة والأفراح- أغانى الأمل والتفاؤل والبهجة والمرح والشباب- أغانى الأفلام- الشاعر المصرى والعربى الوحيد، الذى تغنى بكلماته الخمسة الكبار (أم كلثوم- محمد عبدالوهاب- فريد الأطرش- عبدالحليم حافظ- فيروز)، ومن تلاهم من الكبار. 

لم يحقق نجاحه وشهرته من خلال أحد، وحقق الكثير من الأصوات الجديدة منه وأصبحوا نجومًا وشهرتهم من خلال كلماته، وعرف عنه أن أغنية منه تنطلق بالصوت الجديد إلى سماء الشهرة. 

هناك عدد كبير من أغانيه داخل الأوبريتات والصور الغنائية الشهيرة التى كتبها ومنها: قطر الندى- تاريخى تراثى- عواد باع أرضه- شعبى- المولد شعبى- البر الحر وطنى- ع. الزراعية.. شعبى- زفة العروسة.. شعبى- ليلة القاهرة- شعرى وصفى- عين الحسود- اجتماعى- قصة القناة- وطنى- أفراح القناة.. وطنى، وغيرهم.

ماذا عن العلاقة الإنسانية فى المنزل؟

علاقتى به كوالد كانت على مستوى راقٍ جداً وكان يهتم بثقافتنا وتنويرنا وكان دائم الحرص على إعطائنا "كتب" فى موضوعات متعددة لقراءتها، ورغم أنه ضابط قوات مسلحة فإننى لدى جانب ثقافى كبير بفضل مكتبة والدى. أما حجرة مكتبه فكانت حجرة مستقلة بباب خارجى تحوى العديد من الورود والزهور مضافة للمكتبة الموسيقية غير العادية لمئات الملحنين والموسيقيين بكل اللغات، أما عن طقوسه فى الكتابة فهى عبارة: عندما يأتى له الخاطرة يقوم بالكتابة فوراً، فهو كان لماحاً لأى موقف ويستغله للكتابة والتعبير عنه، وأغلب كتاباته داخل المنزل سواء فى الزقازيق أو الإسكندرية وقليلًا ما يكتب خارج المنزل، وممكن يكتب عن أى حاجة وعلى أى حاجة، فكان يكتب على ورقة عادية أو منديل ورق.

هل حضرت معه أى بروفات؟

حضرت عدداً من تسجيل أغانيه، فقد حضرت بروفات أغنية «فات الميعاد» و«سيرة الحب» لأم كلثوم فى ستوديو «46» فى الإذاعة، وكنا نصطحب أصدقاءنا، وفى هذا الأمر يعد الشاعر الوحيد الذى كان يسمح له باصطحاب أولاده للاستوديو هو والدى لأن أم كلثوم كانت تمنع أى حد يحضر البروفات، ولكن نظراً للمكانة الكبيرة لوالدى عندها  كانت بتوافق على ذلك.

من ناحية أخرى قدم عدداً كبيراً من الأغنيات الوطنية وكان حريصًا على زيارة الجنود على الجبهة مع القوافل الطبية، ولم يرفض أى قافلة توجهت للجنود على الإطلاق، وكان لى موقف برغم أنه ضابط.

كانت الإجازات فى الجبهة قليلة جداً، ففى يوم كنت نازل إجازة فوجدته مستيقظًا صباحاً، وسألته أين ذاهب؟، قال لى رايح الجبهة، وكنت هرجع مساء، وحدتى على الجبهة، فقلت له أنا ممكن أنزل الآن، ولن أنتظر المساء حتى تزورنى، فقال لى: نحن لا نعرف المكان الذى تقوم بزيارته، خليك فى البيت، وعندما توجهت للوحدة مساء، فوجئت أنه زار وحدتى، وكلهم التقوا به وقضى اليوم مع الضباط، كان حريصًا فى كل زيارة يكتب قصيدة جديدة ويلقيها بصوته، وكان يكتبها ليس للغناء ولكن من أجلهم، مثل قصيدة «صبار» عن فترة الصمود والتحدى.

عام 69 كان حريق المسجد الأقصى كتب قصيدة وألقاها بنفسه فى الجبهة بعنوان «صبيه».

ماذا عن الأغانى الوطنية؟

كتب بعد أكتوبر أغانى مثل على البر التانى لنجاة، والفجر لاح لعبد الحليم ومصر المحروسة لعفاف راضى، وبعد نكسة 67 كتب لمحمد فوزى «بلدى أحبك يا بلدى» وغيرت الخطاب الإعلامى وقتها، وكان لها صدى واسع ودور كبير وقتها.

ما هو دور الوالدة فى حياته وطقوسه؟

كإنسانة مثقفة جداً ومتعلمة نفس التركيبة وإتقانها للغات الفرنسية وغيرها وكانت حريصة على توفير جو هادئ فى المنزل وهى الوحيدة التى كانت تسمع أشعاره بعد الانتهاء منها وقبل ظهورها للنور.

ما دوره فى حياة الفنان عبدالحليم؟

كان له دور شخصي فى حياة عبدالحليم، فهو الذى رشحه لفيلم «أيامنا الحلوة»؛ بهدف الدعم الشخصى والإنسانى له، إضافة لأنه صاحب أكثر رصيد فى أغنية وأشهرها، فكان متبنيًا له وداعمًا، حيث استغل علاقته الوثيقة بالمخرج حلمى حليم لظهور عبدالحليم.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة