صورة أرشفية
صورة أرشفية


ما بين مخاوف الإصابة بكورونا وتجارب الشركات

المحرومون من اللقاح.. في انتظار الأمل

شاهندة أبو العز

الإثنين، 14 يونيو 2021 - 09:30 ص

◄ حمل دينا.. ورضاعة إيمان لمولودها.. وعدم مرور ثلاثة أشهر على تعافي شروق.. منعهن من تلقي اللقاح

◄ د.أحمد شاهين: المسألة وقتية.. وصراع الشركات المنتجة مع الأبحاث والدراسات لتوفيره للجميع

◄ د.على زكى: لا خوف على الفئات المستثناة.. والإجراءات الاحتررازية الأهم

◄ د.حسين المصرى: المتوفر لا يكفي.. وهناك أولويات تحددها الدولة

مازالت الدراسات والأبحاث حول لقاحات كورونا ومدى فاعليتها وأعراضها الجانبية مستمرة، فبين حين وآخر تؤكد دراسة تطعيم فئات معينة وتنفيها دراسة أخرى، حيث وجهت وزارة الصحة والسكان المواطنين بضرورة التسجيل لأخذ التطعيم، بينما ظلت 5 فئات مستثناة من الحصول على لقاح كورونا وهم الأطفال تحت سن 18 سنة، السيدات الحوامل، السيدات المرضعات لطفل عمره أقل من 6 شهور، الحاصل على أي نوع من اللقاحات أو الطعوم خلال 14 يومًا قبل تناول لقاح كورونا، وأخيرًا المصابون بالفيروس ويمكنهم الحصول على اللقاح بعد التعافي نهائيًا من الإصابة، وفي محاولة لمعرفة مدى تأثير هذه الفئات على الوضع الوبائي وهل سيكونون مصدرًا لعدوى الكثير ممن تم تلقيحهم.

«الأخبار المسائي» ترصد آراء الخبراء ومخاوف الفئات المستثناة:

دينا محمد 30 عامًا إحدى السيدات المقبلات على الحمل، قررت أن تنجي بنفسها وعائلتها من خطورة الإصابة بفيروس كورونا المستجد، والتسجيل لأخذ اللقاح، وبالفعل لم يمر 3 أيام وتم تأكيد موعد لأخذ الجرعة الأولى. 

قرأت دنيا الكثير من الدراسات والأبحاث حول فوائد التطعيم بلقاح كورونا وكيف له أثر في تقليل حدة الأعراض حال الإصابة بالمرض، ولكنى فوجئت بطلب إقرار بعدم الحمل لمدة عام بعد تلقي اللقاح، الأمر الذي جعلها تتراجع، لتبقى بين مخاوف الإصابة والعدوى.      

منذ 10 أيام تأكدت إيمان صبحي ذات الـ25 عامًا من تعافيها بعد سلبية المسحة ومكوثها شهرًا تعاني من الإصابة بفيروس كورونا المستجد، فبالرغم من صغر سنها إلا أنها عانت من أعراض شديدة للغاية، جعلتها تندم على عدم التسجيل لأخذ اللقاح منذ اليوم الأول.

اعتزمت إيمان على التسجيل لأخذ الجرعة فور تعافيها، ولكن نصحها الطبيب المعالج بالانتظار لمدة 3 شهور، حتى التأكد من التعافي نهائياً وأخذ اللقاح ليكون فعال، ما جعلها متخوفة من أن تصاب مرة أخرى خلال تلك الفترة.

بينما معاناة شروق أحمد 30 عامًا مع الحمل والولادة خلال جائحة كورونا وما أصابها من توتر ونوبات خوف تجعلها تحسب خطواتها جيدًا قبل الذهاب إلى أي مكان، مع استمرار اتباع الإجراءات الوقائية حتى لا تصاب هي وصغيرها.

وتقول شروق لـ«الأخبار المسائي»: كنت انتظر أخبار لقاح كورونا وأتابع عن كثب كل ما يتعلق بشأنه في مصر والعالم، ولم يتخط عمر طفلى 5 شهور، لذا مازالت من الفئات المستثناة من تلقي اللقاح حتى الآن، وأتخوف من الإصابة مع تزايد أخبار الفطر الأسود، رجعت لأيام الموجة الأولى من الفيروس والخوف ملازمني.

وبعد توزيع اللقاحات والشروع في تلقيها حذرت منظمة الصحة العالمية أيضًا من فئات معينة لا يوصى بتطعيمها، مثل استبعاد الأطفال من الخطط الحالية للتطعيم بلقاحات كورونا لسببين رئيسيين، أولهما أن التجارب COVID-19، أن اللقاحات المرشحة لن تتم تجربتها عند الأطفال، وبالتالي فإن بيانات السلامة والفاعلية في هذه الفئة العمرية غير متوقعة لبعض الوقت، وثانيًا تفاعل الأطفال مع الفيروس كان مختلفًا عن باقي الفئات العمرية، حيث انخفضت مخاطر كورونا الشديدة والموت عند الأطفال، بما لا يجعلهم أولوية قصوى لمباشرة التحصين.

وقدمت منظمة الصحة العالمية، خريطة طريق لتحديد أولويات استخدام لقاحات COVID-19، أوضحت أسباب استثناء الحوامل، وقالت إن الحوامل يستحققن اهتمامًا خاصًا، ولكن بالنسبة لكورونا، فإن الأدلة تظهر أن الحوامل معرضات لخطر الإصابة، ويزداد ذلك إذا كانت لديهن أمراض مصاحبة لذلك البيانات قليلة حول سلامة وفعالية لقاحات كورونا مع الحوامل، ما يجعل إعطائهن اللقاح إشكالية.

وشددت المنظمة العالمية على ضرورة إجراء المزيد من الأبحاث وتوفير بيانات أكثر عن السلامة الخاصة بالحوامل، وتقييم سلامة اللقاح والمناعة بين النساء الحوامل في تطورهم السريري وسلامتهم والفعالية في خطط مراقبة ما بعد التسويق.

بينما فئة من أصيبوا سابقًا، أوضحت منظمة الصحة العالمية أن الأشخاص المصابين أو الذين أصيبوا سابقًا يمكن تطعيمهم، لكن نظراً لمحدودية إمدادات اللقاح، وعدم وجود خطورة على حياتهم، فيمكن تأجيل تلقيهم التطعيم لمدة تصل إلى 6 أشهر بعد إصابتهم بعدوى فيروس كورونا، وهي الفترة الزمنية التي يحصل فيها الجسم على المناعة المكتسبة بعد الإصابة بالعدوى.

ويوضح الدكتور أحمد شاهين أستاذ علم الفيروسات بجامعة الزقازيق أن الفئات المستثناة من لقاح كورونا مجرد وضع مؤقت لاستكمال الدراسات والأبحاث لمعرفة مدى فاعلية وتأثير اللقاح عليهم، مضيفًا أنها ذات محدودية العدد ولا يمكنها التأثير في مؤشرات انتشار المرض أو الحد منه.   

وتابع شاهين، أن الشركات المنتجة للقاح في صراع مع الأبحاث والدراسات لتوفيره للجميع، وعلى سبيل المثال أثبتت الدراسات التي نشرتها الكلية الملكية البريطانية لأطباء النساء والتوليد أن تطعيم السيدات الحوامل فعال في الوقاية من عدوى فيروس كورونا، بينما غيرت الشركة البريطانية المنتجة للقاح أسترازينيكا من السن المحدد لتطعيم الأطفال من 12 إلى 18 عامًا، وأكدت الشركة الروسية المنتجة للقاح سبوتنيك V على إمكانية تطعيم الأطفال بداية من عمر عامين.

ويضيف شاهين، أما المرضعات وإتاحة التطعيم بعد مرور 6 أشهر على الطفل، ويمكن اتباع الإجراءات الوقائية اللازمة خلال تلك الفترة حتى لا يتم إصابتهم ويكونوا مصدر لعدوى، منوهاً أن في الوقت الحالي تتبع جميع الدول الأولوية في اللقاح للبالغين والأكثر احتكاكاً وانتشاراً في الاجتماعيات لأنه القطاع الأكبر، قائلاً: «لو 60% من الشعب تم تطعيمه يكفي للحد من انتشار الفيروس وكسر الموجة».       

ويؤكد الدكتور على محمد زكي، أستاذ الميكروبيولوجي وعلم المناعة والفيروسات بجامعة عين شمس، أن نسبة انتشار الفيروس قلت مع بدء التطعيم، لذا لا خوف على الفئات المستثناة من الإصابة بالكورونا في حال تطعيم أفراد العائلة، وفي حالة إصابة هذه الفئات المستثناة لا خوف منهم على من تم تطعيمهم لأنهم قد اكتسبوا مناعة وأجسام مضادة قائلاً: «كلما تكون الأجسام المضادة عالية كلما قلت نسبة حدوث عدوى».

وشدد زكي على عدم تهاون الفئات المستثناة من إتباع الإجراءات الاحترازية من استخدام الكمامات والتباعد الاجتماعي وغسل الأيدي، موضحًا أن من أصيبوا بالفيروس من المفضل عدم أخذ اللقاح لأن الجسم يكون به أجسام مضادة، ولذا يتم تأخيرهم لمدة 6 أشهر، حتى تقل هذه الأجسام لأن في حال التطعيم ونسبة الأجسام المضادة كبيرة يكون اللقاح غير فعال.

بينما يرى الدكتور حسين المصري استشاري الأمراض الصدرية أن التطعيم لا يمنع العدوى ولكن يقلل من حدوث المضاعفات والحاجة للمستشفيات، مضيفاً أن الفيروس سينتهي مع تطعيم جميع المواطنين أو إصابة جميع المواطنين واكتساب مناعة.               

وتابع المصري، أن اللقاحات المتوفرة حتى الآن لا تسع تطعيم الجميع لذا يكون التطعيم للأولوية كما تحددها الدولة حتى الانتهاء من الدراسات وإدراج الفئات المستثناة بعد دراسات وتجارب سريرية تعرفنا تأثير اللقاح عليهم، موضحًا أنه يوجد حالات لا يمكن إعطاءها لقاح أسترازينيكا، وحالات أخرى يكون لقاح سينوفارم فعال وآمن أكثر، فكل لقاح يمكن أن يحدد فاعليته على فئة دون الفئة الأخرى.

اقرأ أيضا  |نجل مرسى جميل عزيز عن والده: رائد للأغنية الشعبية.. وأشعل الحماس بعد نكسة 67

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة