عبلة الرويني
عبلة الرويني


نهار

الشيوعي الأخير يدخل الجنة

عبلة الرويني

الإثنين، 14 يونيو 2021 - 05:52 م

 

أغمض عينيه للمرة الأخيرة، ورحل فى قطار الفجر، دون مشيعين تنفيذا لوصيته.. رحل سعدى يوسف مكتملا بالحياة.. بحيوات عديدة من النقاء والتمرد والخطر "نحيا حياة لا يليق بها..الا الكريمان فيها..الطهر والخطر".

٨٧ عاما من الشعر الدائم، ٤٣ ديوان شعريا، وآلاف القصائد.. فى كل يوم يكتب قصيدة ويسارع بنشرها..لا يخشى أن تكون أقل جمالا من سابقتها..لا يخشى الغزارة..يكتب مائة قصيدة من أجل أن يصل إلى قصيدة واحدة، تبقى وتضيف.. كل شيء أمام القاريء لا محو ولا مونتاج.. "أنا مستعد أن اتخلص من ٩٠% مما اكتب، أستطيع أن أحذف كل ماكتبت، واكتفى فقط بعشرة قصائد، وأقول أنها كل ما كتبت.. لكنى حتى أصل إلى هذة القصائد العشر، لابد أن أكتب ألف قصيدة".

‏هو الواضح الصريح، المكتفى بنفسه دون إستعراض..فى المهرجانات والأمسيات واللقاءات الشعرية، يختار دائما الكرسى الأبعد، فى نهاية الصفوف، ويجلس منفردا... هو كذلك دائما.. "أسير وسط الجموع وخطوتى منفردة".

سعدى يوسف"الشيوعى الأخير" كما عنوان ديوانه، وكما يحب أن يسمى نفسه ٤٠ عاما من المنفي، منذ أن خرج من العراق ١٩٧٩ ولم يعد.. من منفى إلى منفي.. من البصرة إلى الجزائر إلى عدن.. ومن موسكو إلى بلغراد وقبرص وباريس وبيروت وتونس والرباط، حتى لندن محطته الأخيرة طوال عشرين عاما ٤٠ عاما من المنفي، غادر فيها العراق، ولم تغادره ابدا!!.. فى مدينة الرقة بالشمال السوري، حيث إمتداد نهر الفرات، كان سعدى يترك الندوات والأمسيات والأصدقاء، ليخلع ملابسه، ويسبح فى مياه الفرات، لا لشيء سوى معانقة المياة القادمة من بلاده.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة