جلال عارف
جلال عارف


فى الصميم

ماذا بعد سقوط نتنياهو؟

جلال عارف

الثلاثاء، 15 يونيو 2021 - 07:05 م

هل سيكون هناك تغيير حقيقى فى اسرائيل بعد سقوط نتنياهو؟!..
الإجابة تبدأ من حقيقة أن نتنياهو لم يسقط بسبب حروبه العدوانية ضد الشعب الفلسطيني، ولا لسياساته العنصرية، ولا للتوسع الاستيطانى فى الأرض الفلسطينية المحتلة، ولا لإجهاضه كل محاولات الحل السياسى العادل للصراع العربى ـ الاسرائيلى وإصراره على رفض قيام الدولة الفلسطينية وفقا لقرارات الشرعية الدولية.
لم يسقط نتنياهو لأى من هذه الأسباب، بل إن هذه الاسباب هى التى مكنته من الاحتفاظ بالحكم لإثنى عشر عاما متواصلة سبقتها فترة أخرى لثلاث سنوات. وإنما سقط نتنياهو بسبب الفساد الشخصى الذى يحاكم عليه الآن ويواجه احتمال السجن على التهم الموجهة اليه، وبسبب فشل سياسات الداخلية التى جعلت بعض أقرب أنصاره من اليمين المتشدد ومنهم خليفته فى رئاسة الحكومة بنييت ينقلبون عليه!
الحكومة الجديدة قد تمثل عند كثيرين فى الكيان الصهيونى فرصة لتجديد القيادة ولمعالجة المشاكل الداخلية المتراكمة لكنها لن تكون قادرة على اتخاذ أى قرارات كبرى بسبب الاختلافات الأساسية فى سياسات الأحزاب المكونة لها، والتى تتفاوت توجهاتها من أقصى اليمين الى الوسط أو اليسار بالمقاييس الاسرائيلية وبانضمام حزب منصور عباس القائمة الموحدة المنتمى لأحد أجنحة جماعة الإخوان!!
لن تكون الحكومة الإسرائيلية الجديدة أفضل من سابقاتها فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، ولن يسمح اليمين المتطرف فيها بإيقاف الاستيطان أو التوجه نحو سلام حقيقى. تغيير موازين القوى هو الذى يحرك القضية الفلسطينية، وحشد الرأى العام العالمى ضد الاحتلال الاسرائيلى وممارساته العنصرية ومع الحقوق العادلة لشعب فلسطين هو ما ينبغى التركيز عليه، وانهاء الانقسام الفلسطينى هو أساس أى تحرك حقيقى لانهاء الاحتلال.
وتبقى المفارقة: أن يتوصل منصور عباس وحركته الإخوانية الى التوافق مع بينيت ورفاقه من اليمين الاسرائيلى لتشكيل الحكومة الجديدة. بينما تجد حماس الاسباب التى تمنع توافقها مع فتح على إنهاء عار الانقسام!!

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة