أنيس منصور وتوفيق الحكيم
أنيس منصور وتوفيق الحكيم


«الحكيم» يساوم عميد الأدب ويوسف السباعي

الأخبار

الأربعاء، 16 يونيو 2021 - 07:15 م

اعداد: عاطف النمر

‏من أطرف الرسائل التى بعث بها توفيق الحكيم إلى الدكتور طه حسين تلك الرسالة التى يقول له فيها :
- "‏ أرسل إليك خطابا لتقبض منى مبلغ 25 ألف فرنك فإذا تمكنت من الاستيلاء على هذا المبلغ فأنت حر التصرف فيه إلى حين عودتك إلى مصر فتسدده بالجنيهات المصرية بالتقسيط أو غيره من تسهيلات الدفع‏..‏ أرجو أن تكون باريس رائعة كعهدنا بها وأن تشربوا‏ " البورجونى "، وتأكلوا " الو كروت " وتذكرونى.. الجو هنا حار لا يطاق خصوصا فى باب الخلق، فابعثوا إلينا قليلا من انفاس باريس ".


وهذا هو الخطاب الوحيد الذى بعث به توفيق الحكيم‏، ولا نعرف إن كان د. طه حسين قد أرسل له خطابا‏ ردا على خطابه أم لا، فالحكيم لم ينشر رسائله إلى أحد‏، أو رسائل أحد إليه‏، ومن أهم ملامح شخصية توفيق الحكيم حكاية الفلوس التى يقبضها أو ينفقها !.


وعندى خطاب لتوفيق الحكيم بعث به إلى الأديب يوسف السباعى يساومه‏ على المكافأة التى يستحقها عن قصة لينشرها‏، ويقول له فى هذه الرسالة :
- " إن نشرتها - يقصد القصة - على صفحة واحدة فلها ثمن وإن نشرتها على صفحتين فالثمن مضاعف وكذلك على ثلاث أو أربع‏، أما إذا كانت على صفحة ونصف، فيجب أن تكمل أنت هذا النصف وتدفعه‏، فعندك فلوس كثيرة‏ !.


وقال لى يوسف السباعي‏ :
- " الأستاذ توفيق الحكيم طلب منى خطابا كان قد بعث به لى، ولم أفهم سبب طلبه، لكنى عرفت فيما بعد أن المبلغ الذى طلبه كان قليلا وأنه لا يريد أن يعرف أحد أن هذا أجره‏..‏ وإنما يفضل أن يفاوض ويساوم ويفاصل‏.‏
وقد تضايق الحكيم جدا عندما أكد له يوسف السباعى ان لديه صورة من هذا الخطاب وأنه سوف ينشره‏.
وفوجئ يوسف السباعى بأن توفيق الحكيم قد أغلق السكة فى وجهه.. واعتذر له يوسف السباعى !.


أنيس منصور من كتاب " من نفسى "

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة