هشام مبارك
هشام مبارك


احم احم !

حوار هام مع الأب أبراهام!

هشام مبارك

الأربعاء، 16 يونيو 2021 - 07:29 م

لم يكن مناسبا أبداً أن أبدأ زيارة واشنطن دون إلقاء التحية على أبراهام لينكولن الرئيس السادس عشر للولايات المتحدة الأمريكية. سمعت عنه فى المرة الأولى من الحاج أحمد مبارك رحمه الله عندما كان يمارس مرة هوايته المفضلة فى حل الكلمات المتقاطعة فسألنى يختبرنى: هل تعرف من هو محرر العبيد فى أمريكا؟ ولم يكن عندى جواب فقال لى إنه أبراهام لينكولن وسرد لى عنه بعض المعلومات التى جعلته من الشخصيات الأثيرة عندى، لذا أسرعت إليه حيث يقبع فى النصب التذكارى أو الموموريال الشهيرة الخاصة به على نهر البوتوماك، فى قلب العاصمة واشنطن.
استقبلنى الرجل بترحاب شديد، ورغم الزحام الشديد من الزوار إلا أنه أشار لى بالاقتراب منه، حيث دار معه هذا الحوار:-
- عمت صباحا يا معلم أبراهام.. محسوبك صحفى مصرى ولطالما حلمت بإجراء حوار مع الرئيس الأمريكى.
- تقصدنى أنا بالتحديد أم مع أى رئيس؟
- مش أى أى يا نجم ولا زى زى، أقصدك أنت طبعا بالتحديد، الرئيس السادس عشر وأحد الآباء المؤسسين. والأهم من ده كله محرر العبيد والمحامى البارع الذى أصر على منح المواطنين حقوقا متساوية بغض النظر عن الطبقة أو اللون أو الدين.
- طب قولى بصراحة يا اتش هو أنت عشان لونك اسود بتقول الكلام ده؟
- لالالا خالص يا برهومة الموضوع مش شخصى ولا له علاقة بلونى. انا مسلم وموحد بالله ودينى ألغى العبودية من ١٤٠٠ سنة واكتر. لكن إعجابى بيك من زمان من الإنجازات اللى عملتها وبإصرارك على الانتصار لقيم العدالة والمساواة
- بس يا خسارة يا بو يثرب، واضح من اللى باسمعه من الزوار هنا أن الأمور مامشيتش زى مانا عايز.
- فعلا يا بو روبرت إحساسك فى محله وأحفادك ضيعوا كتير جدا من اللى كنت بتحلم بيه وضيعت عمرك عشانه!
- تقصد اللى حصل للمواطن الأسود جورج فلويد اللى اتفعص تحت ركبة شرطى أبيض؟
- الله ؟ هو أنت سمعت باللى حصل؟
- طبعا سمعت، أنت مش أول واحد يشتكيلى من اللى حصل، عايز أقولك كل اللى بيجوا هنا يزورنى ملهومش سيرة غير الموضوع ده وبصراحة الأحفاد خلوا رقبتى زى السمسمة، مكنتش اتخيل أن العنصرية لسه متغلغلة كده وخايف جدا ليكون ده له علاقة بالجينات الوراثية.
- عمرك أطول من عمرى، كنت لسه حافكرك بالمعاناة اللى أنت عانيتها عشان تلغى الرق والعبودية فى أمريكا.
- تفكرنى ازاى هو انا نسيت أبدا ولا يمكن انسى اليوم الأسود اللى كام ولاية أعلنوا الانفصال فيه وكانوا عايزين يعملوا دولة فى الجنوب، وكل ده ليه، لأنى نجحت وبقيت رئيس وكانوا عارفين موقفى كويس من العبودية. مكانوش عايزين يفهموا اننا كلنا ولاد تسعة ومايصحش أبداً ان البنى آدم يكون سلعة تباع وتشترى.
- تفتكر إيه أحلى وأصعب أيام حياتك يا نجم؟
- الأحلى يوم ٦ مارس ١٨٦٥، يوم ما نجحت فى إقناع الكونجرس بالتصويت لإلغاء العبودية فى كل الولايات المتحدة والأصعب يوم ١٥ أبريل فى نفس السنة لما واحد من أبطال عرض مسرحى ضربنى بالنار واتضح من التحقيقات أنه شايل فى نفسه ومعبى لما سمعنى باخطب عن حق السود فى التصويت فى الانتخابات، شوفت التعصب والعنجهية ممكن تعمل إيه يا اتش؟
- فعلا أيها الأب أبراهام وأنا دلوقتى تكريما للى عملته حاهتف واكيد كل الموجودين حاليا معايا فى الموموريال حايهتفوا ورايا: لا للعنصرية والتعصب، يسقط قتلة لينكولن يسقط قتلة جورج فلويد.
(فى هذه اللحظة لمحت شرطى أمريكى ابيض ضخم يتجه ناحيتى وعيناه بتطق شرار فأسلمت ساقى للريح ولم أعبأ بصرخات الأب ابراهام لينكولن الذى كان ينادينى بأعلى صوته ويصيح وهو يضحك: استنى بس يا اتش أما اكملك بقية حكايتى)!

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة