جانب من اجتماع وزراء الإعلام العرب فى القاهرة
جانب من اجتماع وزراء الإعلام العرب فى القاهرة


مصر تدعو الدول العربية للتسلح برؤية إعلامية واعية

نادر غازي- أحمد أبوهارون

الأربعاء، 16 يونيو 2021 - 08:03 م

 دعا مجلس وزراء الإعلام العرب الدول الأعضاء والمنظمات والاتحادات الإعلامية إلى إطلاق حملات إعلامية عربية على مدار العام بهدف مناصرة القضية الفلسطينية، وفى مقدمتها الدفاع عن القدس.


وشدد المجلس -فى القرارات التى صدرت فى ختام دورته الـ51 التى عقدت امس فى مقر الجامعة العربية برئاسة السودان- على مركزية القضية الفلسطينية بالنسبة للأمة العربية وعلى الهوية العربية للقدس الشرقية المحتلة عاصمة دولة فلسطين.


وفيما يتعلق بالاستراتيجية الإعلامية العربية.. فلقد وافق مجلس  وزراء الإعلام العرب على تمديد فترة العمل بالاستراتيجية الإعلامية العربية، والتى تنتهى فى عام 2021، لمدة 5 سنوات إضافية، وتكليف الأمانة العامة بمتابعة تنفيذ الخطة التنفيذية لها.


وفيما يتعلق بالبند الخاص بدور الإعلام العربى فى التصدى لظاهرة الإرهاب.. دعا المجلس كافة وسائل الإعلام العربية الرسمية والخاصة إلى دعم جهود الدول العربية فى تعزيز وحماية حقوق الإنسان فى زمن الأزمة وما بعدها، والتأكيد على أهمية محاربة التضليل والأخبار الزائفة، وإعلاء مبدأ حق الرأى العام فى التماس المعلومات الصحيحة، ودعم جهود السلطات الرسمية والإعلام وكافة المواطنين فى هذا الإطار.


 ودعا المجلس المؤسسات الإعلامية والجهات المعنية بالطفولة فى الدول العربية إلى تكريس حماية الأطفال فى وسائل الاتصال والتقنية الحديثه من خلال انتاج برامج وافلام توعوية وفق أهداف التنمية المستدامة فى حقوق الطفل التى تراعى تنمية وحماية الأطفال.


وافق المجلس على التشكيلة الجديدة لمكتبه التنفيذى برئاسة العراق، وعضوية السعودية تونس الجزائر، جزر القمر، الكويت لبنان، اليمن، بالإضافة إلى مصر وفلسطين كعضويين دائمين بعد موافقة مجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية العرب فى سبتمبر المقبل.


وعقدت أمس اجتماعات مجلس وزراء الإعلام العرب فى دورته الـ ٥١، بحضور وزراء الإعلام فى الدول العربية والأمين العام للجامعة العربية أحمد أبوالغيط، والكاتب الصحفى خالد ميرى الأمين العام لاتحاد الصحفيين العرب.


ترأس الوفد المصرى الكاتب الصحفى كرم جبر رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام وعضوية المهندس عبدالصادق الشوربجى رئيس الهيئة الوطنية للصحافة والكاتب الصحفى عبدالرازق توفيق رئيس تحرير الجمهورية.


قال أحمد أبوالغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية إن الجولة الأخيرة من الصراع بين الفلسطينيين والاحتلال الإسرائيلى خلال شهر مايوالماضى، وما شهدته من هجمات وحشية على أهلنا فى قطاع غزة كشفت مُجدداً عن أن المعركة مع الاحتلال تدور على الشاشات وصفحات الجرائد وصفحات التواصل الاجتماعى، تماماً كما تُخاض فى الميدان فى مواجهة المستوطنين وقوات الاحتلال.


وأشار خلال كلمته أمام اجتماع وزراء الإعلام العرب أنها معركة بناء الانطباع وتكوين الرأى العام وتشكيل الوعى بهذه القضية، سواء وعى المواطن العربى، أوالمراقب من خارج عالمنا العربى.


وأضاف أنه برغم أن الدعاية الإسرائيلية نجحت فى تصوير الضحية وكأنه ظالم معتد، وصاحب القضية وكأنه ممارس للعنف والإرهاب، فقد لمسنا مؤخراً تغيراً نوعياً فى «السردية» السائدة حول فلسطين خلال المواجهات الأخيرة.


 تابع أبوالغيط أنه لأول مرة، استخدمت على نطاق واسع مفاهيم مثل «التطهير العرقي» و«الأبارتايد» لوصف ما يجرى فى الأراضى الفلسطينية المحتلة،وترددت كلمات مثل هذه على ألسنة سياسيين وصناع رأى وحقوقيين ظهرت فى كبريات الصحف فى وسائل الإعلام، بعد أن كان مجرد نعت السياسة الإسرائيلية بهذه الأوصاف -المستحقة بالتأكيد- من المحرمات.


وشدد على أن هذا التغير النوعى فى الوعى يقتضى من الإعلام العربى تنبهاً وجهداً أكبر من أجل الاستفادة منه والبناء عليه وتعزيزه.
وأكد أن التحدى أمامنا اليوم هوصناعة محتوى إعلامى قادر على الوصول إلى الآخر والتأثير فى قناعاته حيال قضايانا الرئيسية، وفى القلب منها القضية الفلسطينية،مضيفا إننا فى حاجة إلى خطاب جديد يتوجه إلى العالم بلغته، وبالمنطق الذى يفهمه.


 وفيما يتعلق بالقضية الفلسطينية على وجه الخصوص، فإن التعريف بواقع الاحتلال الإسرائيلى وما ينطوى عليه من مظاهر التطهير العرقى والتفرقة العنصرية، وينبغى أن يُشكل ركيزة خطابنا الإعلامى وجوهر رسالتنا للآخر.


وتابع لقد نجح الفلسطينيون وهوأمرٌ ينبغى أن نفخر به جميعاً.. فى أن يصلوا بقضيتهم إلى الملايين عبر العالم.. إنها قضية شعب يتعرض لنوع من الاحتلال اختفى من الدنيا ولم يعد له وجود سوى فى فلسطين.. وهى قضية تتشابك وتتلاقى مع حركات اجتماعية وسياسية أخرى عبر العالم.. بعضها يُكافح العنصرية وبعضها يرفض الاحتلال على أساس حقوقى وإنسانى.. ولنا مصلحة أكيدة فى التواصل معها.. والتأثير فيها، والاستفادة من وجودها وثقلها وتضامنها مع قضايانا.


.ودعا كافة الدول الأعضاء إلى العمل بصورة حثيثة على تحديث خطة التحرك الإعلامى العربى فى الخارج التى أقرها مجلس وزراء الاعلام العرب لعام 2006،والتى تمت مراجعتها أكثر من مرة وتحديثها حتى عام 2017،وفى ضوء الظروف الحالية، فإنه يجدر أن تكون القضية الفلسطينية من المحاور الأساسية فى خطة التحرك بعد تحديثها.


وشدد على أن للإعلام دوراً مهماً فى تهدئة الأجواء العربية وتعزيز روح العمل المشترك والأهداف الواحدة بين الدول العربية، والأهم بين الشعوب العربية.
وحذر مما تقوم به منصاتٌ خارجية من جهد خبيث يستهدف ضرب وحدة الصف العربى وإشاعة روح الانقسام والفتنة بين الشعوب العربية وبعضها البعض..وأضاف على إعلامنا مسئوليةٌ كبيرةٌ فى التصدى لهذه الرسائل السلبية،وفى تعزيز الانتماء إلى الهوية العربية الجامعة.


من جانبه قال الكاتب الصحقى كرم جبر، رئيس المجلس الأعلى لتنظيم للإعلام ورئيس وفد مصر، إن الرئيس السيسى يحرص دائما على دعم أواصر المحبة والتعاون والتواصل بين الدول الشقيقة..وأضاف جبر، خلال كلمته، أن هذا الاجتماع يأتى فى وقت ربما يكون الأصعب فى تاريخ العمل العربى المشترك.
وأكد أننا نواجه منذ سنوات خطر الإرهاب مضيفا أننا نسعى لوحدة الصف العربى، ومواجهة الحروب والفتن التى تجتاح بعض المجتمعات العربية.

 

وأشار رئيس الهيئة الوطنية للإعلام، إلى أنه حان الوقت لتفعيل الرؤى الكثيرة التى توصلنا إليها فى الاجتماعات لوزراء الإعلام العربى ونصل لاستراتيجيات موحدة لتطهير العقول من أفكار ومعتقدات التى هى أخطر من القنابل والمتفجرات والسيارات المفخخة، موضحا رئيس الهيئة الوطنية للاعلام، أننا إذ كنا نعلم من هوالعدو الخارجى، فالآن أصبح من الصعب التعرف على العدو المنطلق من الداخل.


وأضاف أن الوفد المصرى طرح بعض الأفكار فى الجلستين المغلقة والمفتوحة،أهمها أن تكون هناك رؤية عربية مشتركة لمواجهة تحدى الإعلام الالكترونى وهو التحدى الذى يواجه كل الدول العربية.


وأضاف أن ذلك يتمثل فى الشركات الكبرى التى تحاول تشكيل الرأى العام فى الدول العربية،بجانب أن الدول العربية لا تحصل على أية حقوق نتيجة الانتشار.


وحول التعامل مع جائحة كورونا أشار إلى أنه لابد أن يكون للاعلام دور لتوعية المواطنين بالإجراءات الاحترازية وأن تنشر الدول سياساتها الاقتصادية لمواجهة الجائحة.


وأكد على أن هناك اتفاقا لدفع القضية الفلسطينية نحو الصدارة الأجندة العربية سواء فى اجتماعات الجامعة وفى مجلس الأمن ولقاءات الزعماء.


وأوضح أنه لمس ارتياحا كبيرا وقبولا فى الاجتماعات هذه المرة وأرجع ذلك إلى المصالحات التى تحدث بين العواصم العربية والزعماء العرب فألقت بظلالها على الاجتماعات وهناك رغبة قوية جدا لأن نساعد هذه المصالحات والبناء عليها.


من جانبه اقترح وزير الإعلام الأردنى صخر مروان إيجاد آليّة لتعويض وسائل الإعلام العربيّة المنتجة للمحتوى الإخبارى عن الربح المالى الفائت، الذى يذهب لشركات ومحرّكات البحث العملاقة من خلال منصاتهما وتطبيقاتهما التى تعرض هذا المحتوى، والذى يؤثّر سلباً على الاستدامة الماليّة لوسائل الإعلام الإخباريّة العربيّة، من خلال تنفيذ آليّة مدروسة للتفاوض والتعويض المالى بين الشركات العالميّة من جهة، والمؤسّسات الإعلاميّة الإخباريّة من جهة أخرى ووضع وتفعيل قوانين محليّة ملزِمة، تضمن سرعة استجابة شركات وسائل التواصل الاجتماعى، لحذف المحتوى المخالِف للقوانين الوطنيّة.


من جهتها قالت وزيرة الإعلام اللبنانية منال عبدالصمد إن الاجتماع يأتى فى ظل ظروف قاسية واستثنائية، سواء جائحة كورونا التى اثقلت مجتمعات العالم اجمع وفرضت قيودا على تنقلاتِنا ونمط حياتِنا، أو حالات التوتر التى تعيشها بعض دولنا العربية الشقيقة، لا سيما ما يعانيه الشعب الفلسطينى الشقيق والطاقم الإعلامى الفلسطينى، ونحتاج اليوم وأكثر من أى وقت مضى إلى التلاقى والتضامن والتعاون بروح المسئولية التشاركية والجهود البنّاءة، لنؤكد أهمية دورنا كمجلس وزراء الاعلام العرب فى الواقع الحقيقى لا الافتراضى على الساحة العربية والدولية.

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة