صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


الرخصة يا دكتور معيط

أحمد عباس

الخميس، 17 يونيو 2021 - 06:20 م

انتهى الدكتور محمد معيط وزير المالية أخيرا من الاجابة على سيل المداخلات التليفونية التى توالت عليه منذ بداية الاسبوع الفائت، والشهادة لله لم يصد الرجل طلبا لمعد برنامج واحد، فكان اسمه يضئ بالنيون على كل شاشات الفضائيات المصرية والعربية بلا استثناء وحيد، حتى انه لما أصيب التيار الكهربى للعمارة برعشة خاطفة بسبب أحمال التكييفات التى تعمل طوال اليوم بلا هوادة، ثم عادت فى لحظة، المهم أن «الريسيفر» انطفأ ثم عاد للعمل مرة أخرى، كأنه عمل «ريستارت» سريع فتبدلت -بالخطأ- المحطة التى كان الدكتور معيط ضيفها قبل رعشة الكهرباء اللعينة، فكان سيادة الوزير أيضًا ضيفا على هاتف المحطة الأخرى يسترسل فى مداخلة شبيهة مع تلك التى كان على شاشتها قبل الرعشة السالفة، ولو أن صوت المذيعة لم يدخل فجأة فى الحوار لتتمادى فى أسئلتها، والله ما كنت عرفت أن المحطة تبدلت.. أعانكم الله يا معالى الوزير!
بصعوبة بالغة استطاع الرجل مغادرة محموله، وبالكاد كتم رنين هاتفه الثابت، الذى يتلقى عليه المداخلات لزوم نصوع الصوت ونقائه، ثم نادى أحد كبار مساعديه وسأله: أخبار رخصة مصنع السجاير والدخان الجديدة ايه!
- تسمر المساعد بسؤال مباغت وتلكأ ثم قال:
- احم احححم.. تحت الدراسة يافندم!
فسأل الوزير: أية دراسة، ألم ننته من هذه الدراسة، وكان الطرح وشيكا!
- صحيح يا فندم، لكن واضح ان فيه شوية معوقات محندقة كده فى الموضوع، وبعض التحفظات. الموضوع مش هين معاليك، ده طرح ستتنافس عليه شركات وكيانات عالمية.. سعادتك!
اهتم الوزير أكثر وأردف: وهو المطلوب اثباته يا أستاذ، احنا مش عايزين أكتر من منافسة حرة شريفة، نحن فى سوق شفافة.
- طبعا، طبعا.. اطمئن يافندم الموضوع تحت الدراسة لكن المسألة يلزمها مزيدا من الوقت.. معاليك!
خلع الوزير نظارته بتؤدة، وسأل: وقت.. أى وقت الذى تعنيه!
 - يا دكتور معاليك دى رخصة بمليارات الجنيهات، والشركات لديها تحفظات ضخمة على الشروط، ولها مطالب.. سعادتك!
اندهش الوزير واستفسر أكثر: «أعرف أنها بمليارات، ولا أعرف لماذا تتعطل.. طب ورخصة السجاير الالكترونية»؟
- دى بقى سعادتك ضمن نفس الملف بالظبط، دى رخصة واحدة.. جارى الدراسة.. معاليك!
بدا الغضب والامتعاض على سيادة الوزير وتساءل باهتمام: « واذا كانت هذه الرخصة تمنها مليارات وعليها منافسة من العالم، وطبعا المنافسة مهمة، احنا فى سوق تنافسية ودى من مميزات سوقنا.. الرخصة فين؟».
بابتسامة بيضاء باهتة تفاعل المساعد ورد: « تحت الدراسة معاليك».
اقتربت ثورة معالى الوزير على الانفجار وبدا لو أنه سيفتك بالرجل الذى أمامه لو لم يصرح بسبب تعطلها، خاصة وأن لديه كما هائلا من أسئلة لا اجابات لها حتى الآن بعد كل هذا الجدل. وقف الوزير فجأة وقبل أن يشيح بيده فى وجه المساعد، كانت مداخلة ما تأتيه على هاتفه المحمول الموضوع على وضع الهزاز، فخرجت منه: «آه طبعا.. أهلا أهلا بحضرتك وبالسادة المشاهدين».

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة