رفعت رشاد
رفعت رشاد


حريات

انهيار إمبراطورية

رفعت رشاد

الخميس، 17 يونيو 2021 - 06:27 م

شاهدت منذ أيام فيلم المصارع الذى شخصه الممثل العالمى ذو الجذور الأسترالية راسل كرو. أثار الفيلم إعجاب المشاهدين عند عرضه فى دور السينما فى أمريكا والعالم. وكعادة السينما الأمريكية، تناولت قصة الفيلم بعمق وتحليل بجانب التشويق المعتاد من هوليوود. الفيلم يحكى قصة ماكسيموس القائد العسكرى الرومانى الذى كان يحظى بثقة الإمبراطور ماركوس أوريليوس الحاكم الفيلسوف الذى كان يرى فى ماكسيموس خليفة له بدلا من ابنه الفاسد الفاشل كومودوس. ورغم أن ماكسيموس يرفض مطلب الإمبراطور أن يكون خليفته إلا أن كومودوس ابن الإمبراطور تآمر على ماكسيموس فقتل عائلته وطارده فى كل مكان لكن ماكسيموس نجا بعد أن وقع فى أيدى النخاسين تجار العبيد الذين يؤهلون هؤلاء للمصارعة القاتلة التى كان يعشقها الرومان.
استطاع ماكسيموس أن يفوز فى جولات المصارعة وأن يكسب حب الجمهور وذاع صيته فاكتشف كومودوس الذى قتل أبيه وصار الإمبراطور حقيقة المصارع الذى هو قائد الجيوش الرومانية المطلوب القضاء عليه. بعد أحداث وتفاصيل ليست ضرورية لنا تصارع الإمبراطور مع ماكسيموس بعد أن طعنه خلسة قبل بدء جولة المصارعة لكن ماكسيموس استطاع قتل كومودوس ومات هو متأثرا بجراحه.
ربما تكون الدراما قد لعبت فى تفاصيل أحداث الفيلم، لكن القصة حقيقية من الناحية التاريخية، تذكرها الكتب باعتبارها نموذجا للأسباب التى تؤدى إلى انهيار الإمبراطورية الرومانية التى كانت غير مسبوقة ولم يرى العالم مثلها إلى فى الزمن المعاصر حيث أمريكا الوحيدة التى تشبه تلك الإمبراطورية. كان الإمبراطور الأب ماركوس أوريليوس حاكما صالحا وفيلسوفا معتبرا لكن تاريخه ليس ناصعا تماما بسبب ابنه كومودوس الذى كان توليه الحكم بداية النهاية للإمبراطورية الرومانية. يذكر التاريخ ماركوس أوريليوس بكل الخير لأنه حافظ على دولته وتوسع بضم أراضى جديدة وكان عهده عهد خير وسلام واهتم بالبشر كثيرا، لكن ظل ابنه وصمة فى تاريخه رغم أنه لا يحاسب على أعمال غيره. المؤرخون ومحللوا أسباب انهيار الدول حملوا ماركوس مسئولية ما فعله ابنه فكانت النهاية لإمبراطورية سجل تاريخها قياصرة وأباطرة وقناصل عظام جعلوا حدود دولتهم من الهند حتى الجزر البريطانية وصار البحر المتوسط فى عهودهم بحيرة رومانية.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة