الجمعة، 18 يونيو 2021 - 05:58 م

حنان: اتباعها يؤدى لمشاكل صحية.. ويزيد من مدة الشفاء

جعفر: لابد من الابتعاد عن تلك التطبيقات واللجوء للطبيب لاستشاراته

في الآونة الأخيرة انتشرت موضة جديدة على تطبيق تيك توك، والتطبيقات التكنولوجية الأخرى تتيح تقديم فيديوهات، باختلاف المحتوى المقدم، سواء كان محتوى ترفيهى، أو محتوى جاد يُقدم به أحياناً وصفات طبية لأمراض مختلفة، منها السكر والضغط وغيرها من الأمراض، وبعض الوصفات الطبيعية للبشرة والشعر، تحت مسمى جديد، «الفيديو بلوجر»، دون رقابة محكمة عليهم، وما يقدمونه.

وأكد بعض الأطباء أن سماع وصفات طبية وتطبيقها من خلال غير المتخصصين خطر جدا، لأنها تسبب مشاكل صحية، تصل إلى حدوث مضاعفات شديدة لحالة المريض، وهناك حالات كثيرة تتردد على الأطباء لحل المشاكل التى نتجت عن استخدام تلك الوصفات والأدوية دون استشارة الطبيب المختص.

اقرأ أيضاً | نجوى فؤاد تكشف سبب اعتذارها للجمهور بسبب «تيك توك»

لمياء محمود 25 سنة، قالت إنها تتابع على التيك توك وصفات طبيعية عن البشرة والشعر، وبالفعل نفذت بعض منها، وشعرت بتحسن فى بشرتها، ولكن بعد حوالى شهرين من استخدام بعض منها عانت من مشاكل فى البشرة وسقوط فى الشعر بشكل مبالغ فيه. وأضافت أنها ذهبت لإحدى أطباء الجلدية وأكد لها أن بشرتها لا تتحمل بعض المكونات التى وضعتها عليها، وبشرتها تحسست منها، ولابد من اتباع بروتوكول علاج طويل يزيد على 3 شهور.

وأكدت رنا ياسر 22 سنة أنها تعانى منذ شهر ونصف لظهور حبوب فى بشرتها وأحمرار شديد، وظهور بقع حمراء فى أنحاء جسمها بعد استخدامها لوصفات تقدمها فتيات على التيك توك، قائلة: «بصراحة أسلوبهم مقنع، وفى ناس كانوا بيشكروا فى وصفاتهم، فجربتها، بس مكنتش مناسبة لبشرتى، وصرفت فلوس كتير على علاجى ولسه مكملة، لأن علاج الجلدية بياخد وقت طويل».

محمد جمال 47 سنة قال إنه يتابع التيك توك واليوتيوب للتعرف على المحتوى المقدم بهما، ويشاهد العديد من الصيادلة يقدمون وصفات طبية، ووصف أفضل الأدوية لبعض الحالات، من حيث السعر والجودة، مضيفا أنه بالفعل استخدم وصفة صيدلى عن أدوية السيولة، ولكن حدثت له مشاكل، وذهب لطبيب وأكد له أن تناول دواء عن طريق وصفه من غير المتخصص خطأ كبير.

الدكتورة حنان نعيم استشارى الأمراض الجلدية أوضحت أن اتجاه المواطنين إلى مشاهدة ومتابعة الفيديوهات المقدمة على التيك توك واليوتيوب والانستجرام، التى تقدم وصفات للشعر والبشرة من الخطأ تطبيقها دون استشارة الطبيب، فهو الوحيد القادر على تحديد طبيعة البشرة وماتحتاجه من منتجات سواء وصفات طبيعية أو وصف أدوية من الصيدلية، والشعر أيضا وطبيعته وما يحتاجه. واصفة: «أنا بشوف العجب فى الحالات اللى بتجيلى العيادة، مينفعش واحدة تسمع عن غسول حلو للبشرة وتروح تشتريه وتستخدمه، ممكن يكون بيضر البشرة مش ينفعها، وبالتالى ألاقى حالات كتير جيالى بتشتكى من حبوب فى البشرة، أو الشعر يتساقط بشكل كبير، وهذه الحالات يكون العلاج يحتاج لوقت طويل». وأضافت قائلة: «حالات كتير بتجيلى العيادة وشها فى حبوب صعبة وندوب، ولما أسالها تقول إنها بتعمل وصفات طبيعية بتسمعها فى التيك توك، ماهى حاجات طبيعية يادكتورة، طبعا من الخطأ أنك تتبع وصفات لدواء من صيدلى أو مجرد «فيديو بلوجر»، خاصة الفتيات التى تظهر فى الفيديوهات وتقدم المحتوى لإقناع البنات بوصفتها الجديدة مقابل لايك واكسبلور كتير، وتقدم صورة قبل وصورة بعد الوصفة، على المشاهدين وقد يكون هناك غشاً وتدليساً للصور المقدمة

الدكتور محمد نبيل جعفر استشارى باطنة وكبد وقلب، أكد على ضرورة وجود قواعد من قبل المسؤولين، سواء فى الصيدليات بمنع صرف الأدوية بدون علم أو للمستشفيات التى تصرف دواء للمرضى، فلابد من وجود روشتة معتمدة، فأصبحت الوصفات بهذا الشكل عادة فى مصر غير قادرين على منعها. 

 وأضاف جعفر قائلاً: «يتجه بعض المواطنين للصيدليات لوصف دواء لحالتهم المرضية دون اللجوء لطبيب، وذلك لتوفير ثمن الكشف، وللأسف جاء لى بالعيادة حالات كثيرة بعد تدهور حالتها بسبب لجوءهم لسماع الوصفات الطبية من غير متخصصين على تطبيقات إلكترونية، ودى بقت موضة اليومين دول، والحالات تكون صعبة، وأحياناً تدخل عناية مركزة». وأوضح جعفر أن بعض الصيادلة يقومون بوصف دواء لا يصلح الحالة المرضية التى أرسلت له رسالة فى كومنت، فمثلاً مريضة طلبت دواء للغدة فقام بوصف «انتروكسين» وهو يقوم بزيادة نشاط الغدة وبالتالى سبب لها هبوط فى القلب، وهذا مثال بسيط لبعض الحالات التى تترد على العيادة بعد تفاقم المشكلة، وأيضاً وصف دواء غير مناسب للحالة لمريض ضغط أو سكر ويكون ذلك أيضاً من خلال نقل الخبرات بين الناس بعضهم البعض. مؤكداً على ضرورة الابتعاد عن تطبيق الوصفات التى يقدمها غير متخصصين واللجوء للطبيب لاستشاراته.

الدكتورة عنايات عزت عثمان استشارى باطنة وكبد وسكر قالت متسائلة: «هى الأدوية يتعملها إعلانات تجارية؟، يقول الله تعالى: واسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون) وأهل الذكر فى العلاج هم الأطباء، والصيدلى غير مؤهل للتشخيص، فهو مؤهل لتصنيع الدواء وتركيبه وصرفه، ولكن للأسف الموضوع تحول لعملية تجارية، مضيفة أننا نرى أشخاص عادية تقدم وصفات طبيعية، وهذا خطأ كبير ويؤدى لمشاكل صحية عندما تظهر لا يستطيع الطبيب فى بعض الحالات اللحاق بها، فلابد على المشاهدين توخى الحذر من ذلك».

وأشارت عثمان قائلة: «الفيديوهات المقدمة من أشخاص عادية وليس لهم علاقة بالطب من الأساس يظهرون وهم ينصحون الجمهور بتناول فيتامينات وبعض الوصفات الطبيعية باستخدام النباتات، كل ده غلط محدش يعرف أيه اللى يناسب كل حالة، مينفعش الناس تجرى ورا الوصفات بهذا الشكل، ولابد من استشارة الطبيب، وليس أخذ النصيحة من غير المتخصصين».

وقالت عنايات، إن تبادل الخبرات فى الوصفات الطبية والطبيعية ليس بجديد، فكانت موجود فى السنوات الطويلة الماضية، بتبادل الخبرات بين الجيران والزملاء فى العمل، ولكن مع تطور التكنولوجيا أصبح الأمر يظهر فى شكل جديد، لذلك لابد من الابتعاد عن سماع الفتاوى المقدمة على التطبيقات التكنولوجية مثل التيك توك واليوتيوب وغيرهما، وأيضاً الفتاوى المنزلية.