ريهاب عبدالوهاب
ريهاب عبدالوهاب


نحن والعالم

الهيبة

ريهاب عبدالوهاب

الجمعة، 18 يونيو 2021 - 06:06 م

خيبت قمة بايدن بوتين آمال العالم بعد أن فشلت فى حسم أى من القضايا العالقة أو الإتفاق على أى شىء ملموس باستثناء عودة السفراء بين البلدين.. رغم ذلك يمكن القول إن كلا الطرفين حقق ما يريد، فالرئيس بايدن كان يريد استعادة "الهيبة الأمريكية" التى يرى أن سلفه ترامب أهدرها خلال القمة الكارثية التى جمعته مع بوتين فى العاصمة الفنلندية هلسنكى فى 2018.

فخلافاً للأعراف، لم يكن للقمة سجل بالقضايا المطروحة، والتقى خلالها ترامب منفردا مع بوتين دون مساعدين أو مترجم لأكثر من ساعتين دون أن يعرف أحد ما قيل، ثم تلا القمة مؤتمر صحفى مشترك وصفته الميديا الامريكية بـ "المهين" لدرجة أن مستشارة ترامب،  فكرت فى انهائه من خلال إطلاق إنذار حريق أوادعاء حالة طوارئ طبية.

على النقيض من ذلك، استعد بايدن جيدًا للقمة التى اتبعت التقاليد الدبلوماسية: مصافحة، محادثات بحضور وزيرى الخارجية وبجدول واضح، تلاها مؤتمرات صحفية منفصلة للرئيسين. بهذا نجح بايدن فى محو ذكرى هلسنكى الأليمة وإيصال رسائل لبوتين مفادها انه يريد علاقة "عقلانية" بين البلدين كما ترجمتها الصحف الأمريكية.. فى المقابل، استفاد بوتين من انعقاد القمة بناء على طلب أمريكى وفى وقت مبكر جدا من ولاية بايدن، لترسيخ مكانته على المسرح السياسى العالمى. ويكفى أن مؤتمره الصحفى عقب القمة كان يبث فى جميع أنحاء العالم، بما فى ذلك التلفزيون الأمريكى، كل ذلك دون أن يقدم تنازل أو التزام فى القضايا التى أثارها بايدن..

فى الوقت نفسه غاب الشرق الأوسط بقضاياه الساخنة عن القمة باستثناء قضيتين: الأولى هى الملف النووى الإيرانى الذى تعتبره واشنطن شأنا أمريكياً، والثانية عبور مساعدات الأمم المتحدة من معبر باب الهوى لأخر معاقل المعارضة والذى تصرّ روسيا على إغلاقه وتسليم إدارة المساعدات للحكومة السورية، وهوما سيصوّت عليه مجلس الأمن فى 10 يوليو المقبل.

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة