الجمعة، 18 يونيو 2021 - 06:08 م

يؤكد مهرجان الإسماعيلية للأفلام التسجيلية والقصيرة في دورته ال22 التي انطلقت قبل يومين وهجه الخاص وهو يغرد منفردا نحو أفلام من الصعب أن يسلط عليها الضوء في المهرجانات الكبيرة، ولا تحصل على مساحة من الاهتمام كالأفلام الروائية الطويلة، كما لا تجد طريقها إلى دور العرض بسهولة، ومن ثم تغيب عن الجمهور أيضا، فهو المهرجان الوحيد في الشرق الأوسط المختص بهذه الأفلام، ومنذ انطلاق دورته الأولى عام 1991 أصبح منصة مهمة لاستقطاب هذه النوعية من الأفلام من كل أنحاء العالم.

يعود مهرجان الإسماعيلية للانعقاد مجددا بعد تأجيل طال دورته العام الماضي لتداعيات فيروس كورونا، في عودة للحياة تؤكد عليها مصر، ويبدو أن هذا التأجيل جاء في صالحه تماما، فقد بدا منذ اللحظة الأولى أننا أمام دورة مميزة ومختلفة، وبذل فريق العمل برئاسة الناقد عصام زكريا جهودا كبيرة في كل مرة كان يلوح فيها أمل انعقاده.

تستحق هذه الدورة أن تكون دورة الكبار لمهرجان بلغ سن الرشد، فقد استطاع أن يستقطب أفلاما تطرح محاور مهمة في مسابقاته الثلاث، ويعرض أكثر من خمسين فيلما تنبض بمختلف القضايا الإنسانية، وفي مقدمتها فيلم الافتتاح «فرح» للمخرجة السويسرية جوليا بانتر التي اختارت القاهرة لتكون محورا لفيلمها بعد أن وقعت في غرام المدينة، وجاءت إليها لترسم صورة حديثة لها.

المهرجان يقيمه المركز القومي للسينما برئاسة السينارست محمد الباسوسي، والذي أضاف لمساته الخاصة على تكريمات هذا العام فإلى جانب تكريم الناقد الكبير كمال رمزي الذي اتسمت كتاباته دوما بالنزاهة، فقد سعى لاستقطاب كبار النجوم أيضا الذين قدموا أفلاما قصيرة فاختار منهم النجمة صفية العمري بفيلمها «كان لك معايا» والفنان أحمد بدير بفيلم «موعد حياة»، هذا التوجه الذي استحدثه سيفتح الباب واسعا أمام مشاركة النجوم في الأفلام القصيرة، وسيحقق لها رواجا، ويستطيع المركز القومي للسينما أن يدفع بعشرات المواهب الجديدة من خلالها، وجاء تكريم اسم الفنانة الراحلة رجاء الجداوي لفتة طيبة من المدينة التي تنتمي إليها وشهدت آخر أيامها .

يستحق مهرجان الإسماعيلية أن نحتفي بعودته مثلما يستحق حماس وزيرة الثقافة الدؤوب د.إيناس عبد الدايم، وحماس محافظها اللواء شريف فهمي بشارة، وجمهور الإسماعيلية الذي تتوجه له الأفلام.