صورة تعبرية
صورة تعبرية


من الحياة - الزوج المرتشى

اللواء الإسلامي

السبت، 19 يونيو 2021 - 09:48 ص

منى محمود

لم تجد سوى الخلع لكى تتخلص من أى أثر له فى حياتها حتى مجرد الانفاق على ابنائهم لم ترده أيضا ,حتى أي حقوق للأبناء لديه لن تطالب بها فهى لا تريد أن تربيهم من مال حرام ..


كان رمزا للمثالية فى كل شئ ، فهو أب من الطراز الأول قدوة لابنائه بمعنى الكلمة يعلمهم مبادئ قليل ما نرى أحداً حريصاً عليها مثله , أما فى عمله فهو مثال للأمانة والنزاهة والشرف فهو يشغل وظيفة بإحدى الجهات الحكومية التى تتيح له فرصة التعامل مع الجمهور وتخليص بعض التصريحات لهم وتفتح أمامه مجالا للرشاوى والعمولات وكثير من زملائه يفعلون ذلك دون حرج وعلى الملأ فالمسألة من وجهة نظرهم تخليص مصالح وهم لايضرون أحداً، فلم يره أحد يوما وقد مد يده وأخذ نقوداً من أى شخص لينهى له أوراقه بل على العكس كان متعاونا لأقصى الحدود.
ولكن الحقيقة الخفية عكس ذلك فقد كان أذكى من أن يتلقى تلك الرشاوى فى مقر عمله،  فأصبح البيت مقراً لصفقاته المشبوهة فى مجال تلقى الرشاوى والعمولات ,وهذا ما اكتشفته هى بالصدفة فلم تشك فيه لكثرة المترددين على منزلهم والذين اقنعها انهم يريدون خدمات يفعلها لهم لوجه الله وقد صدقته حتى سمعته فى إحدى المرات وقتها كذبت نفسها فى أن ما تسمعه صحيحاً فزوجها يتفق مع ضيفه على مبلغ مالى مقابل تخليص بعض التصريحات وعليه عندما يأتى إلى المصلحة لتخليص الأوراق أن يدعى عدم معرفته به تماما .


وفى لحظة واحدة انهارت تلك الصورة المثالية التى كان يرسمها أمام الكل، فكيف يمكن لإنسان أن يدعى المثالية التى هو أبعد إنسان عنها، وكيف يقبل على أطفاله أن ينفق عليهم من حرام ؟ تساؤلات كثيرة دارت فى رأسها قبل أن تتمالك نفسها وتحاول بهدوء أن تبعده عن هذا الطريق ولكن جهودها ذهبت هباء فهو مصمم على تصرفاته ويرى إنها «سبوبة « يقوم بها الكثيرون من زملائه على الملأ وهو بمهارته استطاع أن يخفى ذلك عن الجميع كل تلك السنوات ,فما كان منها إلى أن ذهبت للمحكمة طالبة الخلع لتضررها من المعيشة مع إنسان مثله حتى إنها لم تطالبه بالانفاق على ابنائه واكتفت براتبها لتربيتهم فهى لا تريد شيئا من ماله الحرام , فقضت لها المحكمة بالخلع بعد إن تنازلت عن كافة حقوقها .

 

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 

مشاركة