زعيم كوريا الشمالىة كيم جونج أون
زعيم كوريا الشمالىة كيم جونج أون


كوريا الشمالية تواجه نقصا ًحادا ًفي الغذاء

الأخبار

السبت، 19 يونيو 2021 - 06:51 م

كتبت: مرام عماد المصرى
«الوضع الغذائى للناس يزداد الآن حدة».. هذا ما أقر به الزعيم الكورى الشمالى كيم جونج أون خلال اجتماع لكبار القادة هذا الأسبوع، حيث اعترف رسميا أن بلاده تواجه نقصا فى الغذاء. وطلب الزعيم الكورى الشمالى كيم جونغ أون من المواطنين الاستعداد للأوقات الصعبة المقبلة، بعد تحذيرات أطلقتها جماعات حقوقية من أن كوريا الشمالية تواجه نقصًا حادًا فى الغذاء وعدم الاستقرار الاقتصادى.
واعترف كيم أن القطاع الزراعى فشل فى الوفاء بالأهداف المتعلقة بالحبوب بسبب الأعاصير الموسمية العام الماضى التى تسببت فى حدوث فيضانات.
وأفادت تقارير أن هناك ارتفاعا كبيرا فى أسعار المواد الغذائية، إذ ذكر موقع «ان كيه نيوز» الأمريكى المختص بأخبار كوريا الشمالية أن سعر كيلوجرام من الموز بلغ نحو 45 دولارا.
وكانت كوريا الشمالية أغلقت حدودها بهدف احتواء تفشى كوفيدـ19، ونتيجة لذلك، تراجعت التجارة مع الصين التى تعتمد عليها كوريا الشمالية بشكل رئيسى فى استيراد الطعام، والأسمدة، والوقود. فى الوقت نفسه، تعانى كوريا الشمالية أيضا نتيجة العقوبات الدولية المفروضة عليها بسبب برامجها النووية.
وفى أبريل الماضى، اعترف كيم بشكل نادر بمصاعب تلوح فى الأفق؛ داعيا المسئولين إلى «بدء مسيرة شاقة أخرى أكثر صعوبة من أجل تخفيف الصعوبات عن الشعب ولو قليلا».
ويستخدم مسئولو كوريا الشمالية مصطلح «المسيرة الشاقة» للإشارة إلى نضال البلاد أثناء المجاعة التى أصابتها فى تسعينيات القرن الماضى، عندما أدى انهيار الاتحاد السوفيتى إلى حرمان كوريا الشمالية من مساعدات ضرورية.. لا يُعرف العدد الإجمالى للكوريين الشماليين الذين ماتوا جوعاً، لكن التقديرات تصل إلى 3 ملايين.
ومن غير المعتاد أن يعترف كيم جونج اون علنا بنقص الغذاء. لكن الزعيم الكورى الشمالى اعترف بفشل خطته الاقتصادية.
وتكمن مشكلة كيم فى أنه عندما تولى السلطة بعد والده وعد شعبه بمستقبل أكثر ازدهارا. وقال سيكون لديهم لحوم على موائدهم وسيحصلون على الكهرباء، لكن هذا لم يحدث، والآن عليه أن يوجه شعبه لمزيد من العمل الشاق.
ويحاول كيم ربط ذلك بالوباء العالمى، وذكرت وسائل الإعلام الحكومية أنه أشار لمسؤولى الحزب إلى أن الوضع فى جميع أنحاء العالم يزداد سوءا. كما وصف جهود التغلب على كوفيد-19 بأنها «حرب طويلة الأمد». مما يشير إلى أن إغلاق الحدود لن يخف فى أى وقت قريب.
ويعد ذلك مصدرا لقلق العديد من منظمات الإغاثة. حيث حالت الحدود المغلقة دون دخول بعض المواد الغذائية والأدوية. واضطرت معظم المنظمات غير الحكومية إلى مغادرة البلاد، وأصبحت غير قادرة على إدخال الموظفين والإمدادات أو الخروج منها.
ولطالما دعت بيونج يانج إلى «الاعتماد على الذات» حيث أغلقت على نفسها ومن غير المرجح أن تطلب المساعدة. ولكن إذا استمرت فى رفض جميع عروض المساعدة الدولية كما كانت دائما فقد يكون الشعب هو من يدفع الثمن.
حذر المقرر الخاص للأمم المتحدة المعنى بحقوق الإنسان فى كوريا الشمالية، توماس أوجيا كوينتانا، الشهر الماضى فى تقرير من «أزمة غذائية خطيرة» تؤدى بالفعل إلى سوء التغذية والمجاعة.
حيث تم الإبلاغ عن وفيات بسبب الجوع، كما تم الإبلاغ عن زيادة فى عدد الأطفال وكبار السن الذين لجأوا إلى التسول لأن العائلات غير قادرة على إعالتهم.
وليس من الواضح ما إذا كانت أى مساعدات على الإطلاق ستصل لكوريا الشمالية التى رفضت عروض المساعدة الخارجية وغادر جميع الدبلوماسيين وعمال الإغاثة تقريبًا، بمن فيهم موظفو برنامج الغذاء العالمى التابع للأمم المتحدة.
وفى الوقت نفسه، فإن إغلاق كوريا الشمالية للحدود يعنى أن التجارة مع الصين تراجعت بنسبة 80٪ العام الماضى.وكانت التجارة قد تراجعت بالفعل بشكل كبير عام 2018 عندما وسعت الأمم المتحدة العقوبات المفروضة على برنامج كوريا الشمالية النووى.
تشير التقارير إلى أن كوريا الشمالية قيدت واردات الأطعمة الأساسية من الصين فى أغسطس الماضى، ثم قطعت جميع التجارة تقريبًا، بما فى ذلك الأغذية والأدوية، وفى أكتوبر الماضى شددت الدولة من العقوبات المفروضة على التهريب، واصفة إياه بأنه سلوك مناهض للاشتراكية ومعاد.
تعرضت كوريا الشمالية أيضًا لعاصفتين كبيرتين الصيف الماضى، تسببت فى فيضانات يُعتقد أنها أضرت بالمحاصيل، مما أدى إلى تفاقم النقص،مع ذلك يرى بعض المراقبين أن هناك مؤشرات على أن بيونج يانج تتعرض لضغوط لإعادة فتح الحدود قليلاً على الأقل.
 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة