< الرئيس الجزائرى عبد المجيد تبون خلال الإدلاء بصوته فى الانتخابات التشريعية
< الرئيس الجزائرى عبد المجيد تبون خلال الإدلاء بصوته فى الانتخابات التشريعية


مفاجآت الانتخابات التشريعية فى الجزائر

فى الجزائر.. «الأحزاب القديمة» تتصدر المشهد وتراجع ملحوظ للتيار الديني

حسام عبدالعليم

السبت، 19 يونيو 2021 - 07:37 م

 

أظهرت النتائج النهائية لأول انتخابات تشريعية فى الجزائر منذ استقالة الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة فى 2019، والتى جرت منذ أيام، عن مفاجآت مدوية عكست كل التوقعات بعودة، لافتة لحزبى السلطة –كما يطلق عليها- «جبهة التحرير الوطنى» والتجمع الوطنى الديموقراطى إلى البرلمان، وتصدر«جبهة التحرير» النتائج وحصل على 105مقاعد من أصل 407 مقاعد، فيما حصل «التجمع الديمقراطي» على 57 مقعداً بالمجلس الشعبى الوطنى (الغرفة الثانية)، وفقًا ما أعلنته السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات الثلاثاء الماضى.


ورغم أن نسبة المشاركة فى التصويت جاءت متدنية ولم تشهد حماسًا كبيرًا، بحسب مراقبين، فإن النتائج النهائية كشفت أنها جاءت فى مصلحة الأحزاب القديمة إلى حد كبير.

حيث شهدت الانتخابات مشاركة 1483 قائمة تضم 646 قائمة حزبية و837 قائمة لمرشحين مستقلين، فيما قاطعت ستة أحزاب سياسية الانتخابات من بينها جبهة القوى الاشتراكية التى تعد أقدم أحزاب المعارضة فى البلاد.

وأعلنت السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات أن نسبة المشاركة بلغت 23 فى المائة، بواقع 5،6 مليون ناخب قد أدلوا بأصواتهم، من إجمالى 24 مليون ناخب يحق لهم التصويت. وكانت هيئة الانتخابات قد لجأت إلى تمديد فترة الاقتراع ساعة إضافية بعد تسجيل نسب مشاركة ضعيفة لم تتعد 15%. ويرى مراقبون أن ارتفاع نسبة المشاركة إلى 23% قد أنقذت السلطات الجزائرية وجنبتها حرج احتمال إلغاء عدد كبير من القوائم الانتخابية خصوصًا للمستقلين، بالنظر إلى اشتراط قانون الانتخاب الجديد حصول القائمة الانتخابية على نسبة 5 % من أصوات الناخبين أو تعرضها للإلغاء.


وجاءت تلك النتائج على عكس ما توقعه غالبية المراقبين «بتصويت عقابي» لحزبى (جبهة التحرير الوطنى والتجمع الديموقراطى) بحكم ارتباطهما بتفشى الفساد خلال 20 عاما من حكم الرئيس السابق عبدالعزيز بوتفليقة، وسجن أغلب قياداتها بعد استقالة بوتفليقة تحت وطأة الاحتجاجات الشعبية منذ 2019، فضلا عن سياسة إصرار الرئيس الجزائرى عبد المجيد تبون على وضع مسافة فاصلة بينه وبين هذين الحزبين منذ توليه حكم البلاد لنفس السبب. وفى تصريحات للرئيس تبون خلال الإدلاء بصوته فى الانتخابات حول تدنى نسبة التصويت، قال: « سبق لى وأن صرحت بأن نسبة المشاركة لاتهمنى، ما يهمنى هو أن من سيفرزهم الصندوق يحوزون الشرعية الشعبية التى تمكنهم غدا من ممارسة السلطة التشريعية، وأضاف أن هذه الانتخابات تعد ثانى لبنة فى مسار التغيير وبناء جزائر ديموقراطية أقرب للمواطن مما مضى».

وقد أثارت تلك التصريحات جدلاً واسعاً فى أوساط السوشيال ميديا ما بين مؤيد ورافض، وقال صالح قوجيل رئيس مجلس الأمة الجزائرى : إن هذه الانتخابات تعد تنفيذًا لمطالب الحراك الشعبى.

 وفيما لفتت حركة «مجتمع السلم» المعارضة، وهو أكبر حزب إسلامى بأنها حصلت على أكبر عدد من المقاعد وحذرت من التلاعب فى النتائج، إلا أن النتائج النهائية تشير إلى أن الحزب شهد تراجعاً كبيراً، حيث احتل المركز الثالث بحصوله على نحو 64 مقعدًا برلمانياً، وذلك بعد استفادته من حجم المقاطعة الواسع للانتخابات بجميع المحافظات وعددها 58 محافظة، فضلاً عن وجود تباين لافت فى نسب مشاركتها فى الاقتراح، حيث قد أدلى أقل من واحد فى المائة من الناخبين المسجلين بأصواتهم فى منطقة القبائل التى يغلب عليها الأمازيغ شرق الجزائر العاصمة، ومدينتى بجاية وتيزى أوزو.

 ومن واقع تلك النتائج، يرى محللون أنها تؤكد احتمالية عدم حصول أى تيار أو فريق سياسى على الأغلبية النيابية، فى ظل حصول المستقلين على المركز الثانى 78 مقعداً، وأن المجلس الشعبى الوطنى المقبل سيتكون من 3 كتل أساسية هى «أحزاب السلطة القديمة» و«المستقلون» و«الإسلاميون»، وهو ما يؤكد نجاح أول انتخابات تشريعية الأولى بعد استقالة الرئيس السابق بوتفليقة فى إفراز مشهد سياسي جديد مختلف عما كان سائداً خلال ربع القرن الأخير فى الحياة السياسية لبلد المليون شهيد.
 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة