استقبال حافل لقائد الجيش اللبنانى فى فرنسا
استقبال حافل لقائد الجيش اللبنانى فى فرنسا


هل تنقذ المؤسسة العسكرية لبنان من أزمته؟

إبراهيم مصطفى

السبت، 19 يونيو 2021 - 07:40 م

فتح المؤتمر الدولى الذى شارك فيه وزراء وكبار مسئولين عسكريين من ٢٠ دولة لدعم الجيش اللبنانى يوم الخميس الماضى، وكذلك زيارة العماد جوزيف عون، قائد الجيش اللبنانى، إلى باريس الشهر الماضى الباب للتكهنات بشأن دور أكبر محتمل للجيش فى حل الأزمة السياسية التى تعانى منها البلاد.

 فالمؤتمر تم الاتفاق فيه على دعم الجيش اللبنانى باعتباره كما قالت وزيرة الدفاع اللبنانية زينة عسكر هو من يشكل الضمانة لاستقرار لبنان وأمن اللبنانيين، حيث أجمع المشاركون على دعم الجيش ضرورة باعتباره ركيزة الأساس للاستقرار فى لبنان متفقين على استكمال اللقاءات مع تنسيق تلك المساعدات.


أما الزيارة ليست الأولى من نوعها، نظرًا للارتباط التاريخى بين فرنسا ولبنان، لكن الأجواء التى سادتها كانت غير عادية، حيث كسر الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون البروتوكول لاستقبال عون فى قصر الإليزيه، على الرغم من جدول أعماله المزدحم.

 كما بحث قائد الجيش العماد عون دعماً للقوات المسلحة اللبنانية، لمساعدته على الاستمرار فى القيام بمسئولياته، فى ظل الأزمة الاقتصادية الحادة التى تضرب لبنان، وأثرت بقوة على الجيش، بعد تراجع قيمة رواتب العسكريين، وعدم توافر ما يكفى لسد تكاليف عمل الجيش، لدرجة الشكوى من نقص المحروقات لمركبات الجيش.

عقب الزيارة خرجت تكهنات عديدة حول مغزى الاحتفاء الفرنسى الكبير بقائد الجيش اللبناني، حيث ربط مراقبون ما جرى بحالة السخط الفرنسى من الطبقة السياسية اللبنانية،واعتبر محللون أن باريس تدفع بمنافس قوى لشغل مقعد رئيس الجمهورية العام المقبل، فعلى الرغم من أن قائد الجيش دائما ما يكون مرشحا لرئاسة الجمهورية، فى نظام ما بعد اتفاق الطائف بحكم انتماء شاغل المنصبين للطائفة المارونية - وتكررت مع الرؤساء أميل لحود وميشال سليمان - إلا أن خلافة الرئيس ميشال عون تظل مطمعا لصهره جبران باسيل، الذى يرى فى نفسه الوريث الشرعي.
وأمام التكهنات الإعلامية، تحدثت مصادر عسكرية لعدد من وسائل الإعلام اللبنانية والدولية، ونفت أى طموح سياسى لقائد الجيش اللبناني.

 وأضافت المصادر أن عون يتمتع باحترام لحرفيته العسكرية، ولا يفكر سوى فى حماية المؤسسة العسكرية من تداعيات الأزمة الاقتصادية، وتلى ذلك إصدار الجيش بياناً رسمياً دعا فيه الجميع إلى الابتعاد عن الزج باسمه فى شئون السياسة التى لا علاقة له بها، بحسب البيان، الذى نفى أيضاً ما ردده إعلامى لبنانى حول طلب إحدى الدول من قائد الجيش تشكيل حكومة عسكرية، وأوضح الجيش اللبنانى أن كل ما يقوم به خصوصاً فى هذه المرحلة ينطلق من أمرين أساسيين الأول هو حماية الاستقرار الأمنى فى البلاد، والثانى القيام بكل ما من شأنه تأمين المساعدات للجيش لتمكينه من أداء مهامه المتشعبة.


كان عون قد حذر أكثر من مرة من خطورة الوضع السياسى المأزوم، فى ظل عجز القوى السياسية عن تشكيل حكومة منذ 8 أشهر.. فكرة قيام الجيش بدور فى حل الأزمة السياسية، طرحها فى أبريل الماضى نائب رئيس البرلمان اللبنانى إيلى الفرزلي، حين دعا الجيش إلى تسلم السلطة لفترة انتقالية من أجل وقف حالة الفوضى فى البلاد، باعتباره حلاً جذرياً للأزمة، فى ظل إجماع اللبنانيين على نزاهة ووطنية الجيش، حسب قوله..

ظهر الاهتمام الدولى بدعم الجيش اللبنانى مؤخراً فى إعلان الولايات المتحدة تقديم مساعدة عاجلة قدرها 15 مليون دولار، كما ترددت أنباء عن قرب قيام قائد الجيش بزيارة إلى واشنطن، لبحث سبل تدعيم التعاون بين الجانبين. 

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة