القرين
القرين


أبداع

القرين

أخبار الأدب

الأحد، 20 يونيو 2021 - 12:36 م

جليلة‭ ‬القاضى

كنت‭ ‬في‭ ‬سن‭ ‬العاشرة‭ ‬يوم‭ ‬عدت‭ ‬من‭ ‬المدرسة‭ ‬وحكيت‭ ‬لأمي‭ ‬عن‭ ‬التلميذ‭ ‬الجديد‭ ‬في‭ ‬الفصل،‭ ‬وكونه‭ ‬طفلًا‭ ‬متبنى‭. ‬رفعتْ‭ ‬رأسها‭ ‬عن‭ ‬ماكينة‭ ‬الحياكة‭ ‬المنكفئة‭ ‬عليها‭ ‬أبدًا،‭ ‬ويداها‭ ‬تعبثان‭ ‬بسروال‭ ‬لي‭ ‬كانت‭ ‬تصلحه،‭ ‬نظرت‭ ‬إلىَّ‭ ‬قائلة‭ ‬بدون‭ ‬مقدمات‭: ‬وأنت‭ ‬أيضًا،‭ ‬يا‭ ‬بني‭. ‬لم‭ ‬أعر‭ ‬الأمرَ‭ ‬اهتمامًا‭. ‬توارى‭ ‬في‭ ‬قاع‭ ‬علبة‭ ‬الحياكة‭. ‬ما‭ ‬لبث‭ ‬أن‭ ‬تسلل‭ ‬عبر‭ ‬أحراش‭ ‬غابة‭ ‬الخيوط‭ ‬ليبرز‭ ‬على‭ ‬السطح‭ ‬مرتين‭. ‬في‭ ‬الأولي،‭ ‬لا‭ ‬أذكر‭ ‬المناسبة‭ ‬تحديدًا،‭ ‬صرختْ‭ ‬في‭ ‬أمي‭ ‬قائلا‭: ‬على‭ ‬كل‭ ‬الأحوال‭ ‬لست‭ ‬أمي‭. ‬لم‭ ‬أكن‭ ‬أعني‭ ‬ذلك‭ ‬على‭ ‬الإطلاق‭. ‬في‭ ‬الثانية‭ ‬شاهدتها‭ ‬في‭ ‬المترو،‭ ‬على‭ ‬خط‭ ‬رقم‭ ‬12‭ ‬مع‭ ‬أخي‭ ‬التوأم‭. ‬لم‭ ‬تحدثني‭ ‬عنه‭ ‬من‭ ‬قبل،‭ ‬ولم‭ ‬أطرح‭ ‬عليها‭ ‬أي‭ ‬سؤالٍ‭ ‬بشأنه‭.‬
منذ‭ ‬طفولتي‭ ‬المبكرة‭ ‬وأنا‭ ‬مولع‭ ‬بتقليد‭ ‬الآخرين‭ ‬والسخرية‭ ‬منهم،‭ ‬حتى‭ ‬ذاع‭ ‬صيتي‭ ‬بين‭ ‬الجيران‭ ‬والمعارف‭. ‬في‭ ‬المرحلة‭ ‬الابتدائية،‭ ‬تغاضي‭ ‬المدرسون‭ ‬عن‭ ‬تعثري‭ ‬في‭ ‬الدراسة‭ ‬لإعجابهم‭ ‬بموهبتي‭. ‬بفضلي،‭ ‬كانت‭ ‬المدرسة‭ ‬تحصل‭ ‬دائمًا‭ ‬على‭ ‬المركز‭ ‬الأول‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬المدينة‭ ‬في‭ ‬النشاط‭ ‬الفني‭. ‬لم‭ ‬أكن‭ ‬مكترثا‭ ‬بالتعليم،‭ ‬لذا‭ ‬هجرته‭ ‬قبل‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬البكالوريا‭. ‬التحقت‭ ‬بالعمل‭ ‬في‭ ‬علب‭ ‬الليل‭ ‬الصغيرة،‭ ‬وتدرجت‭ ‬في‭ ‬الوظائف‭ ‬السفلى‭ ‬من‭ ‬غاسل‭ ‬صحون،‭ ‬إلى‭ ‬نادل،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬إلى‭ ‬بارمان‭. ‬كنت‭ ‬أشاهد‭ ‬الاستعراضات‭ ‬كل‭ ‬ليلة،‭ ‬وأحاكيها‭ ‬عندما‭ ‬أخلو‭ ‬بنفسي‭ ‬في‭ ‬غرفتي‭ ‬الملحقة‭ ‬بالمكان‭. ‬أتسلل‭ ‬إلى‭ ‬الصالة‭ ‬في‭ ‬الساعات‭ ‬الأولي‭ ‬من‭ ‬الصباح‭ ‬كي‭ ‬أتدرب‭ ‬على‭ ‬العزف‭ ‬على‭ ‬البيانو‭ ‬حتى‭ ‬أصبحت‭ ‬أجيده‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬كبير‭.‬
‭ ‬في‭ ‬ليلة،‭ ‬ابتسم‭ ‬الحظ‭ ‬لي‭ ‬عندما‭ ‬تغيب‭ ‬أحد‭ ‬الراقصين‭ ‬لمرضه‭. ‬عرضت‭ ‬على‭ ‬صاحب‭ ‬الفرقة‭ ‬أن‭ ‬أحل‭ ‬محله‭. ‬صرت‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬أقدم‭ ‬عروض‭ ‬الاستربتيز‭ ‬بكفاءة‭ ‬أذهلت‭ ‬الجميع‭. ‬ثم‭ ‬نجحت‭ ‬في‭ ‬تقديم‭ ‬نمرة‭ ‬جديدة،‭ ‬أظهرت‭ ‬مواهبي‭ ‬وأسلوبي‭ ‬الفريد‭ ‬في‭ ‬التقليد‭. ‬توالت‭ ‬عليَّ‭ ‬العروض‭ ‬من‭ ‬أماكن‭ ‬أعلى‭ ‬مرتبة‭ ‬من‭ ‬علب‭ ‬الليل‭ ‬الصاخبة‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬يتردد‭ ‬عليها‭ ‬سوى‭ ‬السكارى‭ ‬الباحثين‭ ‬عن‭ ‬متعة‭ ‬رخيصة‭. ‬هكذا‭ ‬بدأت‭ ‬أضع‭ ‬قدمي‭ ‬على‭ ‬أول‭ ‬درجة‭ ‬في‭ ‬سلم‭ ‬المجد‭. ‬
‭ ‬أنا‭ ‬اليوم‭ ‬ملك‭ ‬المونولوج‭ ‬في‭ ‬فرنسا‭. ‬أظهر‭ ‬كل‭ ‬ليلة‭ ‬على‭ ‬خشبة‭ ‬مسرح‭ ‬يتوسطه‭ ‬بيانو‭ ‬خشبي‭ ‬عتيق،‭ ‬عاريًا‭ ‬كما‭ ‬ولدتني‭ ‬أمي‭ ‬التي‭ ‬أجهلها‭. ‬لا‭ ‬يستر‭ ‬جسدي‭ ‬سوى‭ ‬سترينج‭ ‬بلون‭ ‬جلدي‭ ‬وقبعة‭ ‬سوداء‭ ‬تستقر‭ ‬على‭ ‬رأسي‭. ‬ألقي‭ ‬مونولوجاتي‭ ‬الساخرة‭ ‬وأنا‭ ‬أعزف‭ ‬على‭ ‬البيانو،‭ ‬وأتطرق‭ ‬إلى‭ ‬مواضيع‭ ‬شتى‭ ‬أستمدها‭ ‬من‭ ‬الواقع،‭ ‬مركزًا‭ ‬على‭ ‬الكوميديا‭ ‬السوداء‭ ‬وما‭ ‬يحدث‭ ‬للإنسان‭ ‬في‭ ‬يومياته‭. ‬لا‭ ‬أكف‭ ‬عن‭ ‬الحركة‭ ‬والتعبير‭ ‬الجسدي‭ ‬أثناء‭ ‬الغناء‭. ‬أتوقف‭ ‬لإلقاء‭ ‬النكات‭ ‬وتقليد‭ ‬بعض‭ ‬الشخصيات‭ ‬العامة،‭ ‬وأتبادل‭ ‬القفشات‭ ‬مع‭ ‬الجمهور،‭ ‬فتشتعل‭ ‬القاعة‭ ‬بالضحك‭ ‬والتعليقات‭. ‬أتحول‭ ‬إلى‭ ‬كرة‭ ‬من‭ ‬اللهب‭ ‬تتدحرج‭ ‬على‭ ‬خشبة‭ ‬المسرح‭ ‬الذي‭ ‬أملأ‭ ‬فراغه‭ ‬وحدي‭ ‬بحركات‭ ‬بهلوانية‭. ‬أستعين‭ ‬ببعض‭ ‬الخدع‭ ‬البصرية‭ ‬لارتداء‭ ‬ملابسي‭ ‬قطعة‭ ‬قطعة،‭ ‬وأنا‭ ‬مستمر‭ ‬في‭ ‬العزف‭ ‬والتلوي‭ ‬كراقصي‭ ‬الاستربتيز‭. ‬تتدلى‭ ‬الملابس‭ ‬الداخلية‭ ‬والقميص‭ ‬ناصع‭ ‬البياض‭ ‬برباط‭ ‬العنق‭ ‬الملتصق‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬السقف؛‭ ‬التقطها،‭ ‬وارتديها‭ ‬بخفة‭ ‬شديدة‭ ‬على‭ ‬أنغام‭ ‬الموسيقي‭ ‬وأنا‭ ‬أخاطب‭ ‬الجمهور‭ ‬ساخرًا‭ ‬من‭ ‬نفسي‭. ‬تظهر‭ ‬البلاسرتين‭ ‬بردائهما‭ ‬المميز،‭ ‬المكون‭ ‬من‭ ‬تنورة‭ ‬قصيرة‭ ‬سوداء‭ ‬محبوكة‭ ‬على‭ ‬الجسد‭ ‬وبزة‭ ‬من‭ ‬اللون‭ ‬نفسه‭ ‬وبيريه‭ ‬مزين‭ ‬بأشرطة‭ ‬حمراء‭. ‬تمشيان‭ ‬على‭ ‬نغمات‭ ‬مارش‭ ‬عسكري،‭ ‬تحملان‭ ‬السروال‭ ‬والريدنجوت‭ ‬والحذاء‭ ‬الأسود‭ ‬اللامع‭ ‬والجوارب‭. ‬تساعدانني‭ ‬على‭ ‬ارتدائها،‭ ‬ونقف‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬صف‭ ‬واحد‭ ‬ونقوم‭ ‬ثلاثتنا‭ ‬بأداء‭ ‬رقصة‭ ‬الكلاكيت‭. ‬نتناول‭ ‬آلات‭ ‬افتراضية؛‭ ‬كمان‭ ‬وكونترباس‭ ‬وساكسوفون،‭ ‬ونتخذ‭ ‬وضع‭ ‬العازفين‭ ‬ونوحي‭ ‬بعزف‭ ‬قطع‭ ‬من‭ ‬سيمفونيات‭ ‬عالمية‭ ‬تذاع‭ ‬من‭ ‬الخلفية‭. ‬يصل‭ ‬أدائي‭ ‬إلى‭ ‬الذروة‭ ‬عند‭ ‬إلقائي‭ ‬مونولوجًا‭ ‬ساخرًا‭ ‬بأداء‭ ‬أوبرالي‭ ‬مبهر‭. ‬ننهي،‭ ‬ثلاثتنا،‭ ‬العرض‭ ‬برقصة‭ ‬جماعية‭ ‬أخرى،‭ ‬تتحول‭ ‬خلالها‭ ‬أرديتنا‭ ‬الداكنة‭ ‬من‭ ‬اللون‭ ‬الأسود‭ ‬إلى‭ ‬الأبيض‭ ‬وسط‭ ‬تهليل‭ ‬الجمهور‭. ‬يسدل‭ ‬الستار‭ ‬ويفتح‭ ‬عدة‭ ‬مرات،‭ ‬ولا‭ ‬نكف‭ ‬عن‭ ‬الانحناء‭. ‬يطالبوننا‭ ‬بالمزيد،‭ ‬ونعيد‭ ‬آخر‭ ‬فقرة‭. ‬
في‭ ‬ليلة‭ ‬لا‭ ‬تنسى،‭ ‬أثناء‭ ‬إلقائي‭ ‬لبعض‭ ‬القفشات،‭ ‬لمحتُ‭ ‬أخي‭ ‬التوأم‭ ‬يجلس‭ ‬وسط‭ ‬الجمهور‭ ‬في‭ ‬الصف‭ ‬الأخير‭. ‬أخذ‭ ‬يتقدم‭ ‬كل‭ ‬ليلة‭ ‬إلى‭ ‬الأمام‭ ‬حتى‭ ‬وصل‭ ‬إلى‭ ‬الصف‭ ‬الأول‭. ‬في‭ ‬لحظة‭ ‬فارقة،‭ ‬أثناء‭ ‬ارتدائي‭ ‬لملابسي‭ ‬على‭ ‬خشبة‭ ‬المسرح،‭ ‬بدأ‭ ‬هو‭ ‬في‭ ‬خلعها‭ ‬في‭ ‬القاعة‭ ‬معيدًا‭ ‬فقرتي‭ ‬من‭ ‬بدايتها‭ ‬بالبانتوميم،‭ ‬وهو‭ ‬ينحت‭ ‬كل‭ ‬مونولوجاتي‭ ‬متحركًا‭ ‬كالازميل‭ ‬بشكل‭ ‬رائع‭ . ‬أخذ‭ ‬الجمهور‭ ‬ينقل‭ ‬نظره‭ ‬بيننا‭ ‬مندهشًا‭ ‬في‭ ‬البداية‭. ‬تصاعدتْ‭ ‬بعض‭ ‬التعليقات،‭ ‬ورددت‭ ‬عليها‭ ‬ساخرًا‭ ‬لأزيل‭ ‬توتري‭. ‬استمررنا‭ ‬في‭ ‬أدائنا‭ ‬المتوازي،‭ ‬واعتقد‭ ‬الجمهور‭ ‬أنها‭ ‬نمرة‭ ‬جديدة،‭ ‬وصفقوا‭ ‬لنا‭ ‬كثيرًاة
فرض‭ ‬أخي‭ ‬التوأم‭ ‬نفسه‭ ‬على‭ ‬الجميع؛‭ ‬صاحب‭ ‬الصالة‭ ‬والجمهور‭ ‬وأنا‭. ‬أصبحنا‭ ‬نؤدي‭ ‬نمرتينا‭ ‬معًا،‭ ‬كالصورة‭ ‬والنيجاتيف،‭ ‬معتمدين‭ ‬على‭ ‬تقنيات‭ ‬جديدة‭ ‬تمزج‭ ‬بين‭ ‬فن‭ ‬البورليسك‭ ‬والبانتوميم‭. ‬نتبادل‭ ‬أحيانًا‭ ‬الأدوار،‭ ‬فآتي‭ ‬أنا‭ ‬بحركات‭ ‬إيحائية‭ ‬ويفعل‭ ‬هو‭ ‬العكس‭. ‬حققنا‭ ‬نجاحًا‭ ‬منقطع‭ ‬النظير‭. ‬لم‭ ‬أعد‭ ‬أميز‭ ‬من‭ ‬منا‭ ‬الأصل‭ ‬ومن‭ ‬الصورة،‭ ‬وبمن‭ ‬يحتفي‭ ‬الجمهور‭. ‬ظل‭ ‬ينتابني‭ ‬من‭ ‬آن‭ ‬لآخر‭ ‬حنين‭ ‬جارف‭ ‬لأدائي‭ ‬منفردًا‭ ‬دون‭ ‬رفيق‭ ‬أو‭ ‬قرين‭ ‬يقاسمني‭ ‬نجاحي‭ ‬الذي‭ ‬دفعتُ‭ ‬ثمنه‭ ‬غاليًا،‭ ‬ويخطف‭ ‬مني‭ ‬الأضواء‭ ‬بتميزه‭ ‬وبراعته‭ ‬في‭ ‬تماهيه‭ ‬معي‭.‬
كما‭ ‬ظهر‭ ‬أخي‭ ‬فجأة،‭ ‬اختفى‭. ‬عدتُ‭ ‬ثانية‭ ‬أملأ‭ ‬خشبة‭ ‬المسرح‭ ‬وحدي‭ ‬دون‭ ‬شريك،‭ ‬بمعاونة‭ ‬البلاسيرات‭ ‬الحسناوات‭.‬
‭ ‬في‭ ‬ليلة‭ ‬فارقة‭ ‬أخرى،‭ ‬بعد‭ ‬انتهائي‭ ‬من‭ ‬أداء‭ ‬فقرتي،‭ ‬وجدت‭ ‬أمي‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬تلدني‭ ‬في‭ ‬انتظاري‭ ‬في‭ ‬غرفتي‭. ‬كانت‭ ‬على‭ ‬وشك‭ ‬الانتهاء‭ ‬من‭ ‬حياكة‭ ‬ثوب‭ ‬لارليكان‭. ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬وحدها،‭ ‬عكست‭ ‬المرايا‭ ‬وجود‭ ‬شرطيين‭ ‬في‭ ‬ركن‭ ‬مظلم،‭ ‬يضع‭ ‬كل‭ ‬منهما‭ ‬قناعًا‭ ‬لصورتي‭ ‬على‭ ‬وجهه؛‭ ‬أحدهما‭ ‬عابس‭ ‬والآخر‭ ‬مبتسم‭. ‬

 

‭> ‬البلاسيرة‭ ‬مؤنث‭ ‬بلاسير،‭ ‬هو‭ ‬الموظف‭ ‬الذي‭ ‬يوجه‭ ‬المشاهد‭ ‬لمقعده‭ ‬في‭ ‬صالة‭ ‬العرض‭.  ‬
‭> ‬القصة‭ ‬من‭ ‬مجموعة‭ ‬ا‭ ‬برج‭ ‬الحوت‭ ‬التى‭ ‬تنشر‭ ‬قريبا‭ ‬عن‭ ‬دار‭ ‬العين‭.. ‬بتقديم‭ ‬الدكتور‭ ‬محمد‭ ‬المخزنجي

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة