أول عملية جراحية باستخدام التقنية الجديدة
أول عملية جراحية باستخدام التقنية الجديدة


بعد انتشار كورونا ثم ظهور اللقاحات

تكنولوجيا الجيل الخامس.. وهم أم حقيقة؟!

آخر ساعة

الأحد، 20 يونيو 2021 - 01:48 م

دينا توفيق

تكنولوجيا الجيل الخامس "5G".. تقنية وثورة فى عالم الاتصالات.. شبكات لاسلكية فائقة السرعة.. جسر نحو المستقبل، ستغير حياة البشرية جمعاء.. ولكن منذ أن بدأت فى الانتشار فى الولايات المتحدة وحول العالم عام 2018 ومن قبلها الصين؛ ورغم فوائدها إلا أنها كانت مصدرًا للجدل وإثارة للقلق ولا تزال؛ بداية من مخاطرها على الأمن القومى للدول وعمليات الاختراق وصولًا لأضرار الموجات الكهرومغناطيسية عالية التردد المستخدمة فيها على الصحة.. ومع تفشى فيروس كوفيد-19 ، زادت المخاوف وكثرت الأقاويل واختلطت الحقائق.. وانتشرت نظريات المؤامرة وظلت علامات استفهام دون أجوبة.

حقبة جديدة تتسم بتهديدات غير مسبوقة، والعديد من التحديات المتعلقة بأوبئة والأمن السيبراني.. فى غضون أشهر ظهر فيروس اخترق جسم الإنسان؛ ولن يكون الأخير، أخذ فى الانتشار ولا أحد فى مأمن منه.. ومعه كثرت الهجمات الإلكترونية خاصة عندما بدأ الإعلان عن اللقاحات مثل التى استهدفت وكالة الأدوية الأوروبية وتعرضت وثائق تتعلق بلقاح «بيونتيك وفايزر» المضاد لوباء كوفيد-19 للقرصنة، ومن قبلها مركز الأمن الوطنى الإلكترونى البريطانى الذى أكد تعرض المؤسسات التى تعمل على تطوير اللقاح لمثل هذه الهجمات، وفقًا لموقع قناة «دويتشه فيليه» الألمانية. وفى تصريحات نائبة الرئيس الأمريكى «جو بايدن» كامالا هاريــــس» خــــلال خطابها بمناســبة حفـــل تخرج الملتحقين بالأكاديمية البحرية بولاية «ماريلاند» الشهر الماضي، تزداد المخاوف كل يوم مع إمكانية قيام مجموعة من المخترقين بهجمات إلكترونية لتعطيل وإعاقة نظم للدول من خلال الفيروسات.. أخبار كثيرة تعلن عن قرب تفوق الذكاء الاصطناعى على الذكاء البشري، مع سرعة التطورات التكنولوجية وتطبيقاتها الحياتية، والتى قد تربك حياة البشر، لعدم قدرتهم على مواكبة سرعة هذه التطورات اليومية. هذا بالإضافة إلى التقارير التى تتحدث عن تكنولوجيا 5G وهيمنتها على حياتنا خلال السنوات القليلة المقبلة، جميعها يكشف عنها فى وقت واحد، ما يثير الكثير من التساؤلات حول هذه التكنولوجيا خاصة عقب ربطها بالمجال الطبى والأمراض والصحة العامة. 

ومنذ تفشى جائحة فيروس كوفيد ـ 19 فى ديسمبر 2019، وانتشارها فى أنحاء العالم، تفشت معها نظرية تربط بين الوباء وشبكات تكنولوجيا الجيل الخامس والشرائح الدقيقة «microchip» وكان أولها فى المملكة المتحدة. وبدأت ظهور بعض مخاوف من إمكانية نقل العدوى من خلال إشارات الهواتف الذكية المستخدمة لهذه التقنية، ورغم وصفها بالشائعات ونظرية المؤامرة إلا أنه كان هناك ورقة بحثية بعنوان «تقنية 5G  وتخليق الفيروس من خلال خلايا الجلد» نشرت على موقع «Pubmed» المعنى بالأبحاث الطبية وعلم الأحياء الخلوى والمعتمد من معاهد الصحة الوطنية الأمريكية «NIH»وتم إزالتها من على الموقع فى غضون أيام وترك رسالة توضح أن السبب فى سحبها جاء وفقًا لرغبة الباحث. وكانت تشير هذه الورقة البحثية إلى أن موجات المليمتر وإشعاع الكهرومغناطيسية الصادرة من شبكات الجيل الخامس، يمكن أن تؤثر على خلايا الجلد لجسم الإنسان ومن ثم الحمض النووى «DNA»، يدخل عن طريقها الفيروس إلى خلايا بيولوجية أخرى، مثلما يحدث فى الخلايا السرطانية. ومن هنا ومع ظهور اللقاحات، بدأ الحديث عن أن تكون غطاء لخطة تهدف لزرع شرائح إلكترونية دقيقة يمكن تتبعها داخل أجسام الناس، بعد أن يغير اللقاح فى الحمض النووى للمتلقي. فيما انتشرت مؤخرًا مقاطع فيديو لأشخاص يظهرون مغناطيسًا يلتصق بالذراع التى تلقوا اللقاح فيها. ويقول البعض إنه لابد من وجود شيء ممغنط فى اللقاحات، وذهب آخرون إلى أبعد من ذلك ليقولوا إنه دليل على وجود شريحة. وتخضع الآن تلك الأقاويل إلى عمليات تدقيق، يقوم بها فريق من هيئة الإذاعة البريطانية، للتأكد من صحة هذه الادعاءات ووصل إلى نتيجة مؤكدة.

ووفقًا لموقع «دويتشه فيليه» الألمانية، وقع حوالى 250 عالمًا من جميع أنحاء العالم على عريضة إلى الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية مطلع عام 2019، حذروا فيها من أن الأجهزة الباعثة للإشعاع على غرار الهواتف وأجهزة البث يمكن أن تزيد من مخاطر الإصابة بالسرطان. وعلى إثر هذه المخاوف قام البريطانيون والهولنديون بإحراق الأبراج الخلوية لاتصالات شبكات 5G وأصدرت الحكومة البريطانية حينها تعليمات لشركات الاتصالات الصينية المسئولة عن هذه التكنولوجيا بسحب معداتها بحلول عام 2027 بداعى المخاوف الأمنية. فيما اتهم الأمريكيون شركات الاتصالات الصينية الكبرى، بتهديد الأمن القومى للبلاد بالتواطؤ مع الحكومة الصينية التى يمكن أن تتجسس على حركة الاتصالات العالمية. وأصدر الرئيس الأمريكى السابق «دونالد ترامب» عام 2019، أمراً تنفيذيا يمنع استخدام المعدات الصينية لهذه التقنية داخل الشبكات الأمريكية لمنع سيطرتها.

وقبل ظهور هذه الورقة البحثية كانت هناك علامات استفهام ولغز يحيط بكيفية وصول عدوى الفيروس إلى غواصة «شارل ديجول» الفرنسية التى غادرت البلاد فى يناير 2020، دون ظهور أى إصابة بين أفرادها وفى منتصف أبريل من العام ذاته تفشى المرض على متنها، حيث كانت نتائج 668 من طاقهما إيجابية، على الرغم من عدم اتصالهم طيلة الثلاثة أشهر مع أحد خارجها، وظلت تحيط بها علامات الاستفهام دون إجابة. ومؤخرًا فى الهند، أثيرت مرة أخرى تلك النظرية وتم الربط بين الاختبار الذى أجرى على الأبراج المتنقلة وإشعاع شبكة 5G وبالموجة الثانية من اتنشار الفيروس التى ألمت بالبلاد، والتى نفتها الحكومة الهندية، واصفها تلك الأخبار بأنها إدعاءات ورسائل مضللة يتم ترويجها على مواقع التواصل الاجتماعي.

 ومن ناحية أخرى، كان هناك بحث حول دور هذه التكنولوجيا فى الرعاية الصحية الرقمية ضد الجائحة نشرها موقع «ساينس دايركت» الهولندى المتخصص فى نشر نتائج الدراسات والدوريات العلمية، حيث شارك فيه فريق مركز الاتصالات اللاسلكية من جامعة «أولو» فنلندا، وجامعة «زيورخ» للعلوم التطبيقية، سويسرا، بالإضافة إلى كلية علوم الحاسب بكلية دبلن الجامعية. وركز البحث على أن تطبيق هذه التقنيات أصبح أمرًا ضروريًا ليس فقط للحماية، ولكن أيضًا لإدارة العالم ما بعد كوفيد ـ 19، وكذلك ضد «عودة ظهور» المرض. حيث يمكن لتقنيات الذكاء الاصطناعى واتصالات الجيل الخامس أن تلعب دورًا حيويًا فى تسهيل البيئة التى تعزز حماية وتحسين الاقتصادات، وحالات استخدام الصحة الإلكترونية ودورها فى تمكين الخدمات الرقمية والعلاجات الممكنة. وفى عام 2019، أجريت عملية جراحية باستخدام تقنية الجيل الخامس عن بعد ثلاثة آلاف كم عن المريض. وقاموا بإجراء علاج جراحى يستند على زرع جهاز طبى يسمى «تنظيم الدماغ»، ويعمل على إرسال نبضات كهربائية إلى أجزاء معينة من الدماغ. وكما استخدم الهاتف العملاق الصينى فى العملية «هواوي»، وهو من إنتاج أكبر شركة اتصالات فى العالم «تشاينا موبايل».

ومع تملك الصين لهذه التكنولوجيا وسيطرتها ونشرها حول العالم، وفقًا لموقع «مجلس العلاقات الخارجية» «CFR» فى نيويورك، يتوقع الخبراء أن دول العالم سيكون عليهم الاختيار بين التعاون مع بكين أو واشنطن، بسبب وجود مزايا عسكرية وتجارية كبيرة على المحك، مما يغذى المنافسة الجيوسياسية الشديدة بين الدول التى تتنافس على قيادة الجيل الخامس. ووفقًا لموقع المجلس، تؤكد التطبيقات العسكرية لتقنية الجيل الخامس على أهمية الأمن القومى الخاص بها، ولكن غالبًا ما يتم تجاهلها. وفى عام 2019، أصدر المجلس الدفاعى الأمريكى تقريرًا يحدد المخاطر والفرص المتاحة للولايات المتحدة فى السباق العالمى لتطوير هذه التكنولوجيا. جاء ذلك فى أعقاب تقرير نشره مجلس مراقبة مركز Huawei Cyber Security Center فى المملكة المتحدة يدين المركز ويوضح بالتفصيل كيف احتوت منتجات الجيل الخامس لعملاق الاتصالات الصيني، وخاصة برمجياتها، على نقاط ضعف كبيرة وأن الشركة فشلت فى معالجة الممارسات الأمنية الضعيفة المستمرة. لذا يحتاج صانعو السياسة فى الولايات المتحدة إلى الاستجابة باستخدام التدابير الفنية والتنظيمية والدبلوماسية والاستثمارات فى التدريب على مهارات الأمن السيبراني.

ووفقًا للرئيس الأمريكى «جو بايدن» يعتقد نظيره الصينى «شى جين بينج» أن بلاده ستتمكن من امتلاك الولايات المتحدة بحلول عام 2035. وحذر الرئيس الأمريكى من منافسة استراتيجية صارمة وطويلة الأمد مع الصين، كما اعتبر أن مواجهتها أكبر تحد لإدارته، بحسب ما ذكرته شبكة «فوكس نيوز» الأمريكية. ولهذا، أقر مجلس الشيوخ الأمريكى بالإجماع بين الديمقراطيين والجمهوريين، مشروع قانون يقضى بتخصيص أكثر من 170 مليار دولار لأغراض البحث والتطوير، للتصدى للتهديد التكنولوجى الصيني. وتهدف هذه الخطة إلى تشجيع الشركات الأمريكية على تصنيع أشباه موصلات- الرقائق التى تسمح للأجهزة الإلكترونية بالتقاط البيانات ومعالجتها وتخزينها- التى تتركز صناعتها فى آسيا. وخلال عرضهم النص، قال برلمانيون إن الحزب الشيوعى الصينى يستثمر «بشكل كبير مع أكثر من 150 مليار» فى هذه التقنيات. وترصد الخطة الأمريكية 120 مليار دولار للوكالة الحكومية «مؤسسة العلوم الوطنية» لتشجيع البحث فى مختلف المجالات التى تعتبر رئيسية مثل الذكاء الاصطناعي. كما تشمل 1,5 مليار دولار لتطوير شبكة الجيل الخامس للاتصالات التى تشكل إحدى القضايا الخلافية الأساسية بين الصين والولايات المتحدة. ومع ذلك، سيظل هناك العديد من التحديات المتعلقة بالخصوصية والأمان وقابلية التوسع والقضايا المجتمعية قبل نشر مثل هذه التكنولوجيا وتطبيقاتها بوظائفها الكاملة.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة