«30 يونيو» أنقذت مصر
«30 يونيو» أنقذت مصر


خبراء أمن لـ«آخرساعة»:

«30 يونيو» أنقذت مصر

بوابة أخبار اليوم

الأحد، 20 يونيو 2021 - 01:50 م

 

كتب:محمد مخلوف

وجود رئيس ينتمى إلى تيار أو جماعة معينة، واستمراره فى إعلان أنه لا يزال ينتمى لتلك الجماعة حتى بعد وصوله للحكم، يؤكد أنه لم يكن أبداً رئيساً للمصريين، هذا ما فعله المعزول محمد مرسى عندما تولى المسئولية، حيث ظل يجتمع مع قيادات جماعة الإخوان الإرهابية، وكانت له خطايا عديدة أخرى تسببت فى اندلاع ثورة 30 يونيو 2013، حيث نجحت إرادة الشعب الذى نزل إلى الشوارع بأعداد مليونية فى عزله وجماعته من الحكم... وفى هذا التحقيق يكشف خبراء أمن لـ"آخرساعة" كيف كانت ثورة المصريين ضد الإخوان، التى حماها الجيش والشرطة، سبباً فى إنقاذ مصر من حرب أهلية.
يقول أستاذ القانون بأكاديمية الشرطة وخبير مكافحة الإرهاب، اللواء شوقى صلاح: استغل الإخوان الفراغ السياسى والحالة الثورية لفترة ما بعد أحداث 25 يناير 2011 واستطاعوا بدعم دولى الوصول لموقع الرئاسة فى مصر، فقد انخدع جانب من المصريين فى هذا التنظيم، وتخيّل أنه يمكن أن يحل بديلاً مناسباً للنظام السياسى السابق، وحقاً كانت التجربة خير دليل على إظهار الحقيقة واضحة أمام الشعب، فتأكد للغالبية العظمى من المصريين حقيقة هذا التنظيم الإرهابى المتطرف، لذا وقف الشعب بمنتهى القوة عن قناعة، ضد عنف الإخوان الذى مارسوه خلال سنة حكمهم، خاصة وقد اتخذوا من الإرهاب منهاجاً لهم بعد ثورة 30 يونيو، ولذا انعقد الإجماع على  لفظهم، ووقف الشعب ظهيراً داعماً لقيادته السياسية الحالية، الرئيس عبدالفتاح السيسي.
يتابع اللواء صلاح: "نستدعى من الذاكرة بعضاً من الخطايا التى ارتكبها الإخوان وكانت سبباً فى أن يثور الشعب ضدهم ويطيح بهم، مما أدى لنجاح ثورة 30 يونيو 2013، لعل أهمها، تواطؤ الإخوان فى قتل 16 جندياً مصرياً أثناء إفطارهم فى رمضان 2012، حتى تكون هذه الجريمة مبرراً لقرارات بإقالة قيادات عديدة بالدولة، وأصدرت مؤسسة الرئاسة فى 22 نوفمبر 2012 أى بعد انتخاب الرئيس إعلاناً دستوريا مكمّلاً، تضمن بنداً كارثياً، حيث نص على أن القرارات الرئاسية نهائية وغير قابلة للطعن من أى جهة، ومعنى هذا أنه أعلن بوضوح استبداده بالسلطة؛ ثم صُدِم مرسى وجماعته برد فعل شعبى كاسح رافض لهذا الإعلان، فاضطر لإلغائه بعد أسبوعين، كما حدث شرخ مجتمعى حاد وصل لحد الانقسام بين ما سمى بـ(تيار الإسلام السياسي) وبقية الشعب، فشاهدنا صداماً لهذا التيار مع مؤسسات الدولة بدت أهم ملامحه فى حصار مدينة الإنتاج الإعلامى والمحكمة الدستورية العليا، وإحداث شروخ فى مؤسسة القضاء بتكوين تيار ما سُمى بـ(قضاة من أجل مصر).
ويشير عضو هيئة التدريس بأكاديمية الشرطة إلى أن السقطة الكبرى للإخوان كانت فى لقاء محمد مرسى بائتلاف القوى الإسلامية الذى يضم أكثر من 12 تنظيماً متطرفاً وأتباعهم بمركز القاهرة الدولى للمؤتمرات فى 15 يونيو 2013، وذلك تحت ستار "مؤتمر نصرة سوريا"، والحقيقة أن هذا التجمع الذى ضم بارونات التطرف والإرهاب إنما كان فى حقيقته محاولة لترهيب الشعب المصرى من النزول للتظاهر الثورى ضد الإخوان، وقد ذهب أحد المتطرفين فى كلمته إلى القول بأن "الدعوة للتظاهر فى 30 يونيو معاداة لشريعة الله!" وهــددوا الشـعب بأشــد عـبارات الترهـيب، فـــنزل عشــــرات المــــــــلايين من المصــــريين ليسقطوا حكـــم الإخـــوان الإرهـــابيين، لذا كان تدخل الجيش تلبية لنداء الشعب بعد نجاح ثورته ضرورة لحماية الدولة من حرب أهلية كانت تلوح بوادرها فى الأفق.
ويوضح اللواء صلاح، خطورة قيام دولة دينية قائلاً: "الواقع يؤكد أن الجماعات أو التنظيمات الإرهابية المتطرفة مثل القاعدة وداعش والجماعة الإسلامية والجهاد والإخوان، وغيرها، لكل تنظيم منها جناح عسكري، وكلٌ يريد أن يستأثر بالسلطة، لذا فنشوب الحرب الأهلية ستكون نتيجته الحتمية - فى ظل هذا الوضع - حدوث اقتتال، وقد شاهدنا فصولاً عديدة من هذا التناحر بين داعش والقاعدة فى سوريا والعراق، فما بالك والأمر يتعلق بمصر.


فيما يقول مساعد أول وزير الداخلية لقطاعى حقوق الإنسان والعلاقات والإعلام الأسبق، اللواء أبوبكر عبدالكريم: "بعد عام من حكم جماعة الإخوان الإرهابية، تبين للشعب أن هذه الجماعة كانت تمضى بشكل واضح لتأسيس دولة دينية بنظام تسلطي، انتهكت فيه حقوق الإنسان، وارتكبت مختلف الجرائم، حيث تعدوا على حماية الحريات الدينية، ويتضح ذلك من العدد الكبير من الكنائس التى تعرضت للتدمير والحرق فى عهدهم، فضلاً عن سماحهم لأبواق إعلامية بالظهور للتحريض على العنف، ونشر خطاب التعصب والكراهية ضد المسيحيين والمعارضين باسم الدين".
وتابع اللواء عبدالكريم: "اعتدت ميليشيات الإخوان الإرهابية على المتظاهرين أمام قصر الاتحادية، وقدمت المنظمات الحقوقية العديد من المذكرات إلى جهات مختلفة داخل وخارج مصر، وصفت فترة حكم المعزول محمد مرسى بأنها من أسوأ الفترات من حيث انتهاك حقوق الإنسان، فهذه الجماعة دمرت مكانة مصر بأفعالها الكارثية".
ووصف اللواء عبدالكريم عام حكم مرسى بأنه "العام الأسود فى تاريخ مصر"، لافتاً إلى أن كل هذه الانتهاكات جعلت الشعب يخرج فى ثورة عارمة فى 30 يونيو 2013، للتخلص من حكم الخونة، وقامت القوات المسلحة والشرطة المدنيِّة بالانحياز لرغبة الشعب ونجحت فى حماية المتظاهرين الذين تجاوز عددهم 30 مليون مصري، حتى انتصرت الثورة وأجريت انتخابات رئاسية بإشراف قضائى كامل، وجاء المنقذ للدولة المصرية وهو الرئيس المخلص لشعبه ووطنه الذى وضع روحه على كفه وهو الرئيس عبدالفتاح السيسي، والذى أعاد هيبة الدولة ووضعها الإقليمى والدولي، ونجح فى تثبيت أركان الدولة وحافظ على كرامة المواطنين، ووضع ملف احترام حقوق الإنسان على رأس أولوياته، الأمر الذى يشهد به العالم أجمع."
من جانبه، يؤكد مساعد أول وزير الداخلية الأسبق لقطاع العلاقات والإعلام، اللواء طارق عطية، أن من أهم أسباب ثورة الشعب المصرى فى 30 يونيو ضد المعزول محمد مرسي، هو سعيه مع جماعته الإرهابية لإنشاء كيانات موازية للمؤسسات الرسمية للدولة، سواء بشكل علنى أو سري، لحماية أهداف الجماعة حتى لو كان ذلك على حساب المفهوم الحقيقى للدولة.
تابع اللواء عطية: من أخطر ما عانت منه مصر فى عام تولى المعزول مرسى للحكم هو محاولات تقسيم الدولة، وأخونة بعض المؤسسات مثل الشرطة والقضاء، إلا أن الجهات الأمنية المصرية تصدت لهذا المخطط وأحبطته، وحافظت على مؤسسات الدولة.
أشار مساعد وزير الداخلية الأسبق إلى أن خرافات تنظيم الإخوان الإرهابى فى إنشاء كيانات موازية للدولة لم يقتصر على فترة تولى المعزول مرسى للحكم، بل ظلت عالقة فى أذهانهم تلك الفكرة حتى بعد نجاح ثورة 30 يونيو المجيدة، حيث أنشأوا العديد من الكيانات فى محاولة منهم لإثبات وجودهم فى المشهد السياسي، لكنهم فشلوا كالعادة لأن الشعب لفظهم واكتشف مخططاتهم، أبرز تلك الكيانات التحالف الوطنى لدعم الشرعية الذى سعى لتنظيم مظاهرات لأنصار الجماعة وحثهم على نشر الفوضى، وكيانات أخرى منها (المجلس الثورى - برلمان الثورة... إلخ)، كلها فشلت بسبب رفض الشعب المصرى لها، وعادت مصر لريادتها برئاسة الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، الذى أعاد هيبة الدولة ونجح فى تحقيق التنمية والبناء.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة