«يونيو العظيم» بداية التجديد وإنارة الطريق
«يونيو العظيم» بداية التجديد وإنارة الطريق


الثورة دقت الأجراس من خطورة الخطاب الدينى المتشدد

«يونيو العظيم» بداية التجديد وإنارة الطريق

بوابة أخبار اليوم

الأحد، 20 يونيو 2021 - 01:57 م

كتبت: ريحاب محمد

تعد ثورة  «30 يونيو» علامة فارقة فى تاريخ مصر، حيث إنها غيَّرت الكثير من الأحداث والواقع المؤلم الذى عاشته مصر قبلها، كما خرجت بها من مرحلة الظلمات إلى النور ومن الطريق الوعرة إلى الاعتدال، حيث جرى التخلص من الخطاب الديني المتشدِّد الذى نشرته الجماعة الإرهابية.
يقول الشيخ منصور الرفاعي، وكيل وزارة الأوقاف السابق: لا شك أن ثورة يونيو كانت مباركة على الشعب المصري، بل على الدول العربية والإسلامية، فمنذ قيامها دعت إلى السلام والأخوة والعمل والمحبة، ومهدت الثورة لعودة مصر إلى طريق الاعتدال، وساعدت على التخلص من الخطاب الدينى المتشدد الذى مهدت له جماعة الشر، التى حاول أعضاء تنظيمها السيطرة على مفاصل مؤسسات الدولة وعلى رأسها الأزهر، كما أنقذت دول المنطقة من مخططٍ كان يسعى بقوة لإغراقها فى حالة من الفوضى، من ثم إضعافها تمهيداً لتقسيمها والسيطرة عليها.
ومع نجاح الثورة وإطلاق الرئيس عبدالفتاح السيسى الدعوة لتجديد الخطاب الديني، استطاعت المؤسسات الدينية أن تضع خطة منهجية واضحة المعالم لتطوير هذا الخطاب وتجديده عن طريق المنابر ووسائل الإعلام والوعظ وقامت بتنفيذها وزارة الأوقاف بقيادة الدكتور محمد مختار جمعة.
وقبل كل ذلك، وكما أشار الرئيس، فإن هذا الأمر يتطلب أن يكون من المنبع، وهو كليات الأزهر مثل أصول الدين واللغة العربية والشريعة بالإضافة إلى دار العلوم وأقسام اللغة العربية فى كليات الآداب.. وهكذا، وهذه الأقسام تحتاج تجديد الدراسة بما فى ذلك تجديد الكتب وفق ما يتناسب مع التطوُّر الاجتماعى والتطور على المستوى الدولي، بالتالى فإن هذا التجديد فى الفكر الذى رآه الرئيس بثاقب فكره لا بد أن يكون على أرض الواقع بشكل دائم ومستمر، وتصحيح لخطأ التراخى فى الاهتمام بهذا الأمر وترك الساحة لأدعياء العلم ليخطفوا عقول الشباب ويدلسوا عليهم أحكام الشريعة السمحة وينقلوا لهم التفسير الخاطئ للقرآن والسنة.
ويؤكد الدكتور عمر أحمد عبدالمغيث، إمام وخطيب مسجد الحسين السابق، إن هناك إنجازات عديدة حدثت فى قطاع الأوقاف عموماً، وفى مجال تجديد الخطاب الديني، بعد ثورة "30 يونيو"، ومن بين هذه الإنجازات أن جميع المساجد عادت كلها تحت راية وزارة الأوقاف، بعد أن كنا وصلنا لمرحلة كان يُقال فيها هذا مسجد أهل السنة، وهذا مسجد أنصار السنة، وهذا مسجد الإخوان، وهذا مسجد كذا وكذا.. إلخ.
كذلك يحظى الدعاة والأئمة بتشجيع مستمر من الدولة والرئيس والنهوض بمستواهم العلمى والدينى والثقافى من خلال التدريب المستمر، وهو ما يسهم فى تجديد الخطاب الدينى بفكر متعمق للوصول إلى المرجو منه والتحوُّل من الاستنارة الفردية إلى الاستنارة الجماعية لمواجهة الفكر المتطرف الذى سيطر على فئة من الناس أثناء حكم الجماعة الإرهابية، فهذا العصر هو العصر الذهبى للدعوة والدعاة.
كذلك منحت الثورة ودعوات تجديد الخطاب الدينى وتطوير الرسائل المعبرة عن وسطية واعتدال الإسلام، التى أطلقها ورعاها الرئيس السيسي، الفرصة لإظهار عظمة الإسلام بعد تعرض الإسلام للتشويه بفعل الفئات المتطرفة الخارجة كلها من عباءة الجماعة الإرهابية، حتى يعلم غير المسلمين أن الإسلام يتعامل مع الغير وتختفى الصورة الخاطئة بأنه دين عنف وكراهية وقتل ودماء، وأن الإسلام دين حب وتسامح وتعامل مع الجميع (لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم فى الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين)، فديننا يسع الجميع بلا عصبية، وكذلك من ميزات الثورة أن الدولة اهتمت بتعاليم القرآن الكريم فأنشأت الأوقاف المدارس القرآنية والمقارئ وأنشأت أيضاً معاهد دينية لتعليم الدين الوسطى والاهتمام بالدعاة.
لقد كان الرئيس السيسى واضحاً حين حدّد ملامح هذا التجديد، وهو أن التجديد المنشود ليس فى ثوابت الدين ولا العقيدة ولا الأحكام التى اتفق عليها الأئمة، بل هو التجديد فى فقه المعاملات فى مجالات الحياة العلمية، فمن رحمة الله بنا أن شرع لنا أحكاماً ثابتة، وأخرى تتغير وفقاً للتطور، وأن الفتوى تتغير من بلد إلى بلد، ومن عصر لعصر، ومن شخص لآخر.
فيما يرى الدكتور محمد الجبالي، رئيس قسم الفقه بجامعة الأزهر، أنه بالفعل حدث تطور فى الخطاب الديني، وليس أدل على ذلك من أنه أصبح موضوع الساعة وجاء على لسان رئيس الجمهورية أكثر من مرة، وكذلك على لسان فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر، ووزير الأوقاف مرات متعددة. والأزهر بالفعل قام بالتطوير والتنقيح لتراثه حتى يأتى بخطاب جديد يتناسب مع التطور الذى وصل إليه العالم أجمع، ولا شك أن هناك طفرة ملحوظة فى تجديد الخطاب الديني، يلمسها المتخصص وغير المتخصص، ونحن كرجال علم ودين لمسنا ذلك تماماً، وبدأنا نطبقه عملياً.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة