مصطفى النحاس
مصطفى النحاس


رأي الإنجليز في حكم النحاس باشا‬.. قاد للاستقلال بـ«الخطأ»

نسمة علاء

الأحد، 20 يونيو 2021 - 07:13 م

مصطفى النحاس أحد أبرز السياسيين المصريين في القرن العشرين، تولى منصب رئيس وزراء مصر ورئيس مجلس الأمة، وساعد على تأسيس حزب الوفد وعمل زعيمًا له من 1927 إلى 1952 عندما تم حل الحزب.

 

ونشرت جريدة "أخبار اليوم" في 2 ديسمبر 1944، أن قبيل إقالة وزارة النحاس باشا، كتبت جريدة المانشستر جارديان - وهي من كبرى جرائد إنجلترا وأقواهم نفوذا – مقالاً نشرته في صحيفة "الافتتاحية" جاء فيها:

 

لابد من الاعتراف أن الوزراء المصريين في أثناء الحرب استعملوا سلطتهم الاستثنائية لوقف خصومهم بنفس القدر الذي كانوا يساعدون به بريطانيا لمتابعة الحرب.

 

وبحكم وظيفة رئيس الوزراء - كحاكم عسكري - أصبح أشبه بالدكتاتوريين الطغاة، لأنه حتى البرلمان وجد من الصعب محاسبة الحاكم العسكري على الأوامر العسكرية التي قام بإمضائها، وما هي في الواقع إلا ترجمة للفظ الأحكام العرفية.

 

ومست هذه الأوامر العسكرية جميع وجوه الحياة العامة، من اعتقالات إلى إلغاء أحكام قضائية، حتى تأثر كل من في مصر بسبب استغلال رئيس الوزراء لسلطاته الاستثنائية.

 

مسؤولية بريطانيا

 

وكان الحاكم العسكري يمنع الاجتماعات غير الحكومية ويحذف كل ما يقوله خصومه في الصحف بحجة صيانة الأمن العام.

 

ومن سوء حظ بريطانيا أن سمحت لنفسها – بسبب دقة الظروف – أن تدفع دفعًا إلى تأييد نظام كهذا، وهناك رأي مسلم به وقد يكون هذا الرأي خطأ وهو أن بريطانيا رغبت في تسليح الحاكم العسكري بهذه السلطات الاستثنائية، فيجب أن تتحمل مسئولية سوء استعمال هذه السلطة.

 

وأصحاب هذا الرأي يؤيدون أقوالهم بالرقابة التي فرضت على الصحف العربية باسم "الرقابة الانجليزية المصرية"، ولكن الحاكم العسكري استغل هذه الرقابة لأسباب سياسية وشخصية استغلالاً ليس فيه مهارة أو ذكاء، وإدارتها المزدوجة أتاحت لكل فريق الفرصة ليلقي اللوم على الفريق الآخر.

 

4 فبراير

وهناك سبب آخر لتركيز أصابع الاتهام نحو بريطانيا، وهو أن القصة الكاملة لحوادث يوم 4 فبراير 1942 وما وقع بعد هذا التاريخ وقبله مباشرة، هي حوادث تعد بمثابة علامة هامة في التاريخ المصري، ولكن التصريحات التي نشرت أظهرت جليًا أن بريطانيا ساعدت النحاس باشا – رئيس الوفد – ليتولى الوزارة.

 

ويدافعون عن هذه الخطوة بأن بريطانيا لم تكن مستعدة لمواجهة أية قلاقل في قاعدة عملياتها الحربية بمصر، ولم تنس عداء الوفد التقليدي لكل ائتلاف، وأن كل أمل في وزارة قومية يختفي إذا دعي الوفد علنا لتولي الحكم.

 

وهكذا ألف الوفد وزارة وفدية، فأجريت انتخابات جديدة أسفرت عن اغلبية مطلقة للوزارة لأن السعديين وباقي الأحزاب الأخرى قرروا الامتناع عن دخول الانتخابات.

 

ويقال  إن الضرورات العسكرية تبرر اتخاذ هذا الإجراء العنيف، ولكن من الناحية الأخرى وبمواجهة الحقائق فإن فرض النحاس باشا رئيسًا للوزارة أدى إلى الاستقلال المصري وكسب عداء المعارضة.

 

المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة