سمير الجمل
سمير الجمل


يوميات الأخبار

«لايك» لله.. يا أهل «الشير»!!

الأخبار

الأحد، 20 يونيو 2021 - 07:36 م

بقلم/ سمير الجمل

هما فى بيتهما لكن الدنيا معهما داخل هذا البيت الذى أصبح من زجاج وعلى المشاع لمن يدفع

قد يأتى اليك فى اشارة المرور وبدلاً من يطلب منك الحسنة القليلة التى تمنع البلاوى الكثيرة.. أو يمد يده اليك بعلبة مناديل وهو يتوسل، نفعنى ياباشا.

سوف تتغير الصورة.. فلا تندهش اذا ما طلب منك أحدهم.. أن تساعده على ركوب "التريند".. بعد أن كنا نضرب الامثال فى سرعة الوصول بركوب التوربينى أو الصاروخ..

الدنيا تغيرت يامولانا.. وانت على حالك القلم فى يدك والورقة أمامك.. والناس من حولك بمن  فيهم أحفادك يلعبون.. وهم فى حلوان.. مع الامريكانى والاسترالى والكورى.. عن بعد.. تكنولوجيا يا استاذ.

ويحكى لى واسمع باعتبارى دقة قديمة:

الواد فلان ابن فلانة.. الذى لم يكن يملك ثمن شقة فول.. أصبحت له شقة فى التجمع الذى هو خامس مع كبار القوم.. والقصة وما فيها أنه اشترى كاميرا وبدأ يصور نفسه مع مراته فى الصالة فى غرفة النوم وفى البلكونة.. وهو قائم أو نائم أو يتكلم فى الهرى الفاضى والناس بالآلاف.. بل دخلنا فى المليون يتفرجون على الهيافات ويعملون له "لايك" أو هى الحسنة الإلكترونية التى تدفعها له يعجبك أو تشترك فى قناته وكلما زادت الأعداد جاءت الإعلانات ومعها الفلوس وانت فى بيتك.. فقط.. حول كل خصوصياتك إلى فرجة للقاصى والدانى.. وكلما كشفت الغطاء.. زادت الغلة.

ويحكى لى عن فلان الذى جاء بأولاده ومراته وأمه وأبيه وباقى عائلته.. لكى يصورهم فى تحديات عبيطة حول أكلهم وشربهم ورحلاتهم.. المهم أن تكون الكاميرا موجودة فى الصغيرة والكبيرة.. فيها حاجة؟.. أبداً ولا حاجة.

أبحث لك عن أى وسيلة تطل بها على خلق الله.. أبسطها.. أن تدخل على تطبيق سباق سيارات وتقوم بالتعليق على ما يحدث.. أظن بسيطة.. فقط ارفع نسبة "الهطل".. واجعل ضحكتك رنانة فارغة.. وادعى لى!!

الكاميرا موجودة فى الموبايل أو على التابلت أو اللاب طبعاً ستأخذ بعض الوقت.. لكى تفكر فى الطريقة التى ستجعل منك نجما.. والادب العنصر النسائى اكثر ضمانا والست مراتك تحلم بفلوس وعز ونغنغة تطلع بهم على وش الدنيا وهى التى أخذت ثقافتها من المسلسلات فقط.. وأنا لا سمح الله لا أنصح بان تأخذ سكة هذه التى طلعت فجأة.. بدون سابق انذار وتدعى انها فنانة استعباطية.. أقصد استعراضية.. وصورت لها كام فيديو وهى جالسة على طشت الغسيل.. أو فى الملعب.. أوعلى سجادة المهرجانات الحمراء.. وبدأت تلابط مع فلان وعلان.. وكلها شهرة.. ساعدتها على انشاء قناة خاصة بها على اليوتيوب وهو ايضا ما أهلها للارتباط بواحد جمع قرشين بأية وسيلة.. ويريد الدلع.. والمصلحة.. لان وجودها فى أى اتفاق يبرمه مع غيره من رجال البزنس مهما كان نوعه سوف يختصر الطريق.

واذا كان الاستاذ مخك اخذك لما أهو أبعد وتصورت اننى فى نفس السكة.. احاول بالتلميح أو التصريح الى ذلك "البزنساوي" الشهير الذى ارتبط عدة اشهر بفنانة ماركة "دلعوا يادلعوا" لعدة صفقات لما انتهت ذهب كل واحد منهما الى طريقه وكأن شيئا لم يكن.

ثم تركها الى غيرها.. وهى الى غيره.. والحسابة بتحسب.

"ابوها"

استغل ابنته.. على السوشيال.. واستغلته زوجته.. وأمام الكاميرا ينادى على بضاعته وهى تستعرض "لايف".. وتطلب الدعم.. لكى يبدأ الشد.. هما فى بيتهما لكن الدنيا معهما داخل هذا البيت الذى أصبح من زجاج وعلى المشاع لمن يدفع.. ولا تستغرب فقد بشرت الميديا العالمية بهذا الذى نراه وبلغ مداه عندما أطلقت ما يسمى تليفزيون الواقع.. وقدمت برنامجها "الأخ الأكبر".. وطبعا لا هو أخ.. ولا هو اكبر.. لكن كما قال نجيب الريحانى الشيء لزوم الشيء.. يتصرف مجموعة من المتسابقين.. والمتسابقات تم اختيارهم بعناية.. والملايين تراقب وتدفع.. وشركات الاتصالات تجمع.. وشركات السوشيال تكسر حواجز المليارات.. وسائلك مجانية وتحت أمرك.. لكنها تحت المراقبة والسيطرة.. "عريك" مقابل الخدمة  تلك البلوشى.. وكل شيء بثمنه.. تريد أن تتواصل.. مفيش مانع.. لكن ضع تحت قدمك وخلفك كل ما كنت تتمسك به من الخصوصية والوقار.. كن بهلوانا.. استثمر أقرب الاقربين.. لأن "التريند" دائما على حق والثقافة مقابل الهيافة.. وفكها وبلاش تعقيد.

وقد دخل اليها يبشرها بان كل أحلامها للخروج من دائرة الفقر يمكن أن تحدث بكل سهولة وتساهل.. واقنعها بان تضع على وجهها ما يخفيه.. لان الزبون يريد الشاسية وكان يقصد جسمها.. وهو حلو.. فلماذا الانانية.. وكل شيء سيتم عن بعد.. وهى فى المقابل لم تسأله عن النخوة والبدنجان.. لان المكسب بالهبل من الاستهبال والدلع.. واللى يعرف ابويا يقول له..

وأرادت أن تستقل بنفسها بعيدا عنه.. فظهرت باسم آخر مستعار تقدم الاستشارات للرجال فى فن التعامل مع الأنثى.. ونجحت الدكتورة "تاتش".. وبعد أيام عرفت أختها بالأمر.. ونزلت الى الساحة على أنها مفسرة أحلام.. وفيها اي؟.. يعنى مثلا رؤية الحمامة البيضاء معناه ان الزمالك سيحصل على الدورى بعد عمر طويل.. ثم احضرت كتابا عن النجوم وبدأت تتوسع وتتكلم عن الذى سيحدث فى شهر ابريل الساعة سبعة وربع.. ومن اكتشافاتها المذهلة ان يوم الجمعة سيأتى بعد الخميس.. ولان هناك دائما من يصدق ويبحلق وينبهر.. فلماذا لا نكذب ونلف وندور.. فقط سبق اسمها لقب دكتورة.. فى أيه مش مهم؟.. أخذتها منين؟ ايضا مش مهم؟.. وجامعة الاستعباط مفتوحة للجميع فى زمن رأينا خبيرة لف الطرحة.. واستاذة علم الاظافر.. والبروفيسيرة شيكولاتة.. واسطورة فك السحر واعادة المطلقة.. وتطليق المتزوجة.. وفك المربوط.. وربط المفكوك.. والسفر الى المريخ وزحل بدون مكوك.. ياعمى دى هيصة.. ولكل امرء منهم على السوشيال ميديا شأن يلهيه.. ويضحك على غيره وهو يلاغيه.. فقط اضغط على "لايك".. واشترك فى القناة "بالجرس"..

انت لأ

عندما حاول المثقف "سين" ان يجد لنفسه متسعا فى هذا الفضاء.. لم يجد من يقول له: هل السيدة والدتك فى العش أم أنها طارت؟!.. وعندما ضبطت المصنفات الفنية راقصة مسنودة من اوكرانيا البلد أو المحطة تمارس رقصها على "المحارة" بدون شورت اسفل البدلة التى ما هى ببدلة.. عندها قامت الدنيا ولم تقعد وظلت ترقص وبرامج التوك توك شو.. تطبل وتذمر وتناقش هذه القضية المصيرية بشورت أو بدون؟.. ووصلت الى تريند.. كما بلغها أمين المهرجانات "أجنة" وزميله "روبابيكا".. الى آخر هذا السلسال.. الذى نحاربه باليمين.. ونضغط على اللايك بالشمال.. نتهمهم بقلة الأدب والجهل والوقاحة.. وتحولهم شركات كبرى الى نجوم يروجون لبضاعتها على حساب الزبون حتى اصبحت لعبة "التريند" تحتاج الى لعيب يعرف كيف يمارسها بحرفنة.. وكيف يكون دائما "نمبر زيرو" اللى مفيش غيره.. يدخل الى كابينة سائق التوك توك ويلتقط الصور التذكارية معه..ثم يقولون بعد كل هذا الزمان به فساد.. وهم فسدوا وما فسد الزمان!

"فيديو"

تقابلت الهيافة مع الثقافة فقالت لها:

− انا اكثر منك مالا واعز ولدا!!

ردت الثقافة واثقة:

− "قل لايستوى الخبيث والطيب ولو أعجبك كثرة الخبيث"

وكان الشاعر الطغرائى يتابع حواروهما وعندها قال:

أصالة الرأى صانتنى عن الخطل

وحيلة الفضل زانتنى لدى العطل

غالى بنفس عرفانى بقيمتها

فصنتها عن رخيص الفعل مبتذل

الخطل: هو الكلام الفاسد الفاحش

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة