عمر يوسف
عمر يوسف


عندي رأي

ابن أبويا وأفتخر

الأخبار

الأحد، 20 يونيو 2021 - 09:21 م

 

بقلم/ عمر يوسف

الأب فى القرية له مكانة خاصة ومنزلة يحفظها عن ظهر قلب الصغير قبل الكبير.. رائحته بالمنزل غطاء سميك ضد الخوف وإحساس بالأمان والطمأنينة يكتنف كل أفراد الأسرة.. إذا نظرت إلى يديه تجد ألوانًا مختلفة من الشقاء والمتاعب التى تكبدها لأجل راحة أبنائه، ورسم البسمة على وجوههم فى ليالى الحزن الشاقة.. عند ارتكاب الأخطاء تجد الصرامة والشدة محفورة فى تجاعيد وجهه واختطت بحورًا فى جبينه، وكأنه استحال شخصًا آخر، والعقاب نظرة ثاقبة من عينيه كفيلة بتذكرها طوال العمر.. أب القرية يعيش فقط لأجل أبناءه، فَهم زاده وزواده، والغيرة على أهل بيته تسرى فى دمائه وتملأ شرايينه..

كما يعرف أصنافًا مختلفة من الحب والحنان، قد يكون حبه غضبا أعمى يحرق كل من يقابله إذا اقترب أحد من أبنائه، أو أغنية قديمة اعتاد أن يُغازل بها زوجته عند تذمرها أو عدم رضائها على أحد تصرفاته. 

آباء القرية يُسقون الرجولة لأبنائهم بداية من عامهم الثالث فى الحياة، ويدفعونهم إلى الصعاب دَفعًا حتى يتعلموا من تجارب الحياة.

الصلاة وحفظ القرآن سُنة كونية يُفطن عليها طفل القرية بمجرد أن ينطق أولى كلماته فى الحياة، ويتسابق الأبناء فى التعمق فى حفظ أكبر عدد من أجزاء القرآن، حتى يزدادوا لمعانًا وبريقًا فى عيون آبائهم.

الطعام على مائدة يرأسها الأب متعة لا يعرفها سوى أبناء القرية.. "الطبلية" حتى وإن كانت صغيرة تجمع الأبناء والأحفاد جميعًا.

أب القرية يعلم جيدًا أنه مثال لأبنائه خاصة البنين، يقلدونه فى الكثير من تصرفاتهم، ويستحوذون على مساحة كبيرة من شخصيته، لذلك يبتعد عن التصرفات الصبيانية، ويعيش على أنه مثال لأبناءه، ولا ينسى ذلك فى جميع تصرفاته وأفعاله.

تعلمت من أبى مساعدة الغير، والخير فى "اللمة" والصبر على الشدائد أولى خطوات النجاح.. الأخ الأكبر هو عمود العائلة والركيزة الأساسية فى غياب الأب والأم.. تعلمت أن اليأس كلمة ليس لها وجود، ودائماً هناك فرصة أخرى.. ومادمت أتنفس وجب عليّ المحاولة.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة